سورةُ ق – ج3
في الجزء الأخير من السورة حال
النار وأهلها، والجنة والنعيم الذي لا ينقطع فيها، اللهم اجعلنا من أهلها، وبعد
ذكر هذا يربط الله آخر السورة بأولها والتأكيد على العودة ليوم الحشر والحسابوأنه
لا شك فيه ليس كما قالوا : {أءِذا
مِتْنا وكُنّا تُرَابا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيد}
التفسير :
قال جل وعلا : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن
مَّزِيدٍ }
يخبر تعالى أنه يقول لجهنم يوم
القيامة هل امتلأت؟ وهي تقول: هل من مزيد؟ لما سبق من وعده إياها أنه يملؤها. وهذا
الاستفهام على سبيل التصديق لخبر الرب تعالى، والتحقيق لوعده، والتقريع لأعدائه، والتنبيه
لجميع عباده، أو قيل معناها: ما بقي في موضع للزيادة. والمعنى الأول:أن النار تستكثر وتسأل
المزيد، أي هل بقي شيء تزيدوني؟ هذا هو الظاهر من سياق الآية، كما قال ابن
كثيروقال: وعليه تدل الأحاديث منها:
روى البخاري عند تفسير هذه الآية، عن أنَس بن
مالك رضي اللّه عنه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
(يلقى في النار وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها
فتقول: قط قط) وروى الإمام أحمد، عن أنَس رضي اللهُ
عنه قال، قال رسول اللهِ ﷺ: (لا تزال جهنم يلقى
فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط
قط وعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشيء اللهُ لها خلقاً آخر فيسكنهم اللهُ
تعالى في فضول الجنة) "أخرجه أحمد ورواه مسلم في صحيحه بنحوه".
حديث آخر : وروى البخاري عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال، قال رسول اللهِ
ﷺ:
(تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين
والتمجبرين؛ وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال اللهُ عزَّ
وجلَّ، للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما
أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما النار فلا
تمتليء حتى يضع رجله فيها فتقول: قط قط فهنالك تمتليء وينزوي بعضها إلى بعض، ولا
يظلم اللهُ عزَّ وجلَّ من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن اللهَ عزَّ وجلَّ ينشيء لها
خلقاً آخر)"أخرجه البخاري في
صحيحه".
وقوله تعالى:
{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } أي أدنيت وقربت من المتقين،{ غَيْرَ
بَعِيدٍ } وذلك يوم القيامة
وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب، { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } أواب :أي رجاع تائب مقلع، رجّاعٍ إلى الله عن المعاصي، ثم يرجع
ويذنب ثم يرجع ، وقال ابن عباس وعطاء : الأواب المسبح من قوله { يا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} (سبأ : 10)، وقيل : هو الذاكر لله تعالى في الخلوة. وقال الشعبي
ومجاهد : هو الذي يذكر ذنوبه في الخلوة فيستغفر الله منها. {حفيظ} أي يحفظ العهد فلا ينقضه ولا ينكثه، قال ابن عباس : هو الذي حفظ
ذنوبه حتى يرجع عنها. وقال قتادة : حفيظ لما استودعه الله من حقه ونعمته وأتمنه
عليه. وعن ابن عباس أيضا : هو الحافظ لأمر الله. مجاهد : هو الحافظ لحق الله تعالى
بالاعتراف ولنعمه بالشكر. وقال عبيد بن عمير: الأواب الحفيظ الذي لا يجلس مجلساً
فيقوم حتى يستغفر اللهَ عزَّ وجلَّ
دعاء كفارة المجلس:
قال النبي ﷺ:"من جلس في مجلس فكثر فيه لغَطهُ فقال قبل أن يقوم" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك "
قال النبي ﷺ:"من جلس في مجلس فكثر فيه لغَطهُ فقال قبل أن يقوم" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك "
{ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ } أي من خاف اللهَ في سره حيث لا يراه أحد إلا اللهُ عزَّ وجلَّ
كقوله ﷺ: (ورجل ذكر اللّه تعالى خالياً ففاضت عيناه) "هو صنف من السبعة الذين يظلهم اللهُ في ظله يوم القيامة،
والحديث أخرجه الشيخان"
{ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } أي ولقي اللهَ عزَّ وجلَّ يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع
لديه. مقبل
على الطاعة. مخلصاً فيها. { ادْخُلُوهَا
بِسَلَامٍ }أي الجنة ادخولها سالمين من عذاب الله عز وجل، وسلّم عليهم ملائكة الله،
وقوله سبحانه وتعالى: { ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ } أي يخلدون في الجنة فلا يموتون أبداً ولا يظعنون أبداً ولا يبغون
عنها حولاً، وقوله جلت عظمته: { لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا } أي مهما اختاروا وجدوا من أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم.
وفي الحديث عن ابن مسعود رضي اللهُ
عنه قال: إن رسول اللهِ ﷺ
قال له: (إنك لتشتهي الطير في
الجنة فيخر بين يديك مشوياً) ""أخرجه
ابن أبي حاتم عن ابن مسعود مرفوعاً"". وروى الإمام أحمد، عن أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه قال: إن رسول
اللّه ﷺ قال: (إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة
واحدة) ""رواه أحمد
وابن ماجة والترمذي، وزاد الترمذي "كما اشتهى". وقوله
تعالى: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } كقوله عزَّ وجلَّ: { للذين أحسنوا الحسنى و زيادة} (يونس 26) ، وقد ورد في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه
اللهِ الكريم، وقد روى البزار، عن أنَس بن مالك : قال: (يظهر لهم الرب عزَّ وجلَّ في كل جمعة) "أخرجه البزار وابن أبي حاتم موقوفاً،
يقول تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ
هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا} أي كانوا أكثر منهم وأشد قوة، ولهذا قال تعالى: { فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ } ، قال مجاهد: ضربوا
في الأرض، أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب. ويقال لمن طوف في
البلاد، نقب فيها، وقوله تعالى: { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } أي هل من مفر لهم من قضاء اللهِ وقدره؟ وهل نفعهم ما جمعوه لما
كذبوا الرسل؟ فأنتم أيضاً لامفر لكم ولا محيد، وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَذِكْرَى } أي
لعبرة{ لِمَن
كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي
لب يعي به، وقال مجاهد: عقل، { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ
وَهُوَ شَهِيدٌ } أي
استمع الكلام فوعاه، وتعقله بعقله وتفهمه بلبه، وقال الضحّاك: العرب تقول: ألقى
فلان سمعه إذ استمع بأذنيه وهو شاهد بقلب غير غائب، وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ
} فيه تقرير للمعاد،
لأن من قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن، قادر على أن يحيي الموتى
بطريق الأولى والأحرى. وقال قتادة: قالت اليهود - عليهم لعائن الله-
خلق الله ُالسماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت،
وهم يسمونه يوم الراحة فأنزل اللهُ تعالى
تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } أي من إعياء ولا تعب ولا نصب، كما قال تعالى: { أولم يروا أن اللهَ الذي
خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء
قدير} وكما قال عزَّ وجلَّ: { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} وقال تعالى: { أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها}؟ وقوله عزَّ وجلَّ: { فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } يعني المكذبين اصبر عليهم واهجرهم هجراً جميلاً { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
الْغُرُوبِ }، وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء ثنتان قبل طلوع الشمس في وقت
الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجباً على النبي ﷺ وعلى أمته حولاً، ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ اللهُ
تعالى كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع
الشمس وقبل الغروب، وقد روى الإمام أحمد، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
كنا جلوساً عند النبي ﷺ
فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: (أما
إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه، فإن استطعتم أن
لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
الْغُرُوبِ } "أخرجه الإمام أحمد، ورواه البخاري ومسلم وبقية
الجماعة"". وقوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ } أي
فصلِّ له كقوله:{ ومِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } ، { وَأَدْبَارَ
السُّجُودِ } قال
مجاهد، عن ابن عباس رضي اللهُ عنهما: هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء فقراء المهاجرين فقالوا: يا رسول
الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، فقال النبي ﷺ: (وما ذاك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق،
ويعتقون ولا نعتق، قال ﷺ:
(أفلا أعلمكم شيئاً إذا فعلتموه سبقتم
من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون
دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين) قال،
فقالوا: يا رسول اللّه سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال ﷺ: (ذلك فضل اللّه
يؤتيه من يشاء) ""أخرجه
الشيخان"". والقول الثاني أن المراد بقوله تعالى: { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } هما الركعتان بعد المغرب، وبه يقول مجاهد وعكرمة والشعبي. روى
الإمام أحمد، عن علي رضي اللهُ عنه قال: كان رسول اللهِ ﷺ
يصلي على أثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر، وقال عبد الرحمن: (دبر
كل صلاة) ""أخرجه أحمد
وأبو داود والنسائي"". وعن ابن عباس رضي اللهُ عنهما قال: بت ليلة عند
رسول اللهِ ﷺ فصلى ركعتين
خفيفتين اللتين قبل الفجر، ثم خرج إلى الصلاة فقال: يا ابن عباس: (ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار
السجود) "أخرجه ابن أبي
حاتم والترمذي"
يقول تعالى: { وَاسْتَمِعْ
يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } أي استمع النداء
والصوت أو الصيحة وهي صيحة القيامة، وهي النفخة الثانية، والمنادي جبريل. وقيل :
إسرافيل. وقيل إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي، فينادي بالحشر، قال كعب الأحبار: يأمر
اللّه تعالى ملكاً أن ينادي على صخرة بيت المقدس: أيتها العظام
البالية، والأوصال المتقطعة، إن اللهَ تعالى يأمركنَّ أن تجتمعن لفصل القضاء، { يَوْمَ
يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ } يعني
النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان أكثرهم فيه يمترون، { ذَٰلِكَ
يَوْمُ الْخُرُوجِ } أي
من الأجداث،{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا
الْمَصِيرُ } ، أي هو الذي يبدأ
الخلق ثم يعيده، وإليه مصير الخلائق كلهم، فيجازي كلاً بعمله، إن خيراً فخير، وإن
شراً فشر، وقوله تعالى: { يَوْمَ
تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا } وذلك أن اللهَ عزَّ وجلَّ ينزل مطراً من السماء ينبت به أجساد
الخلائق كلها في قبورها كما ينبت الحب في الثرى بالماء، فإذا تكاملت الأجساد أمر
اللهُ تعالى إسرافيل فينفخ في الصور، فإذا نفخ خرجت الأرواح تتوهج بين السماء
والأرض، فيقول اللهُ عزَّ وجلَّ: وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت
تعمره، فترجع كل روح إلى جسدها، فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ، وتنشق الأرض عنهم
فيقومون إلى موقف الحساب، سراعاً مبادرين إلى أمر اللهِ عزَّ وجلَّ، {مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ۖ يَقُولُ
الْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} ، وقال تعالى: { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا } ( الإسراء 20) وفي صحيح مسلم عن أنَس رضي اللهُ عنه قال، قال رسول اللهُ ﷺ: (أنا أول من تنشق
عنه الأرض) وقوله عزَّ وجلَّ: { ذَٰلِكَ
حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} أي
تلك إعادة سهلة علينا يسيرة لدينا، كما قال جلَّ جلاله: { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ
بِالْبَصَرِ} ( القمر50﴾ ، وقال سبحانه وتعالى: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ
إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }(لقمان: ٢٨)، وقوله جلَّ وعلا: { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَقُولُونَ } أي علمنا محيط بما يقول لك المشركون، فلا يهولنك ذلك؛ كقوله: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } ﴿الحجر: 97﴾ ، وقوله تبارك وتعالى: { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ } أي ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى، وليس ذلك مما كلفت به، وقال
مجاهد والضحّاك: أي لا تتجبر عليهم، والقول الأول أولى، قال الفراء: سمعت العرب تقول:
جبر فلان فلاناً على كذا بمعنى أجبره، ثم قال عزَّ وجلَّ: { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } أي بلّغ أنت رسالة ربك، فإنما يتذكر من يخاف اللهَ ووعيده كقوله
تعالى: { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} ، وقوله جلَّ جلاله:{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ
مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ
عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }(الغاشية 21-22){ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }( البقرة 272) ولهذا قال ههنا:{ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } كان قتادة يقول: اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك، ويرجو موعودك، يا
بار يا رحيم.
No comments:
Post a Comment