القسم في القرآن ج 2 والأخير
ثالثا: لفظ القسم في السياق
القرآني
ورد لفظ القسم في القران
الكريم باشتقاقاته 23 مرة على النحو الآتي:
اللفظ
|
تكراره في القران الكريم
|
المواضع التي ورد فيها
|
أقسم
|
8 مرات
|
(الواقعة:75)
(الحاقة:38) (المعارج:40) (القيامة:1) (القيامة:2) (التكوير:15)(الانشقاق:16)
(البلد:1)
|
قسم
|
مرتين
|
(الفجر:5)
(الواقعة:76)
|
أقسموا
|
6 مرات
|
(المائدة:53)
(القلم:17) (الأنعام:109) (النحل:38) (النور:53) (فاطر:42)
|
يقسمان
|
مرتين
|
(المائدة:106)
(المائدة:107)
|
قاسمهما
|
مرة واحدة
|
(الأعراف:21)
|
تقسموا
|
مرة واحدة
|
(النور:53)
|
يقسمون
|
مرة واحدة
|
(الزخرف:32)
|
قسمنا
|
مرة واحدة
|
(الزخرف:32)
|
تستقسموا
|
مرة واحدة
|
(المائدة:3)
|
*من أورد القرآن الكريم أقسامهم:
1- إبليس
لآدم وحواء
قال تعالى: ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ (الأعراف:
21) أَيْ:
وَأَقْسَمَ وَحَلَفَ لَهُمَا وَهَذَا مِنَ الْمُفَاعَلَةِ الَّتِي تَخْتَصُّ
بِالْوَاحِدِ، وقال قَتَادَةُ: حَلَفَ لَهُمَا بِاللَّهِ حَتَّى خَدَعَهُمَا،
وَقَدْ يُخْدَعُ الْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ، فَقَالَ: إِنِّي خُلِقْتُ قَبْلَكُمَا
وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْكُمَا فَاتَّبِعَانِي أُرْشِدْكُمَا، وَإِبْلِيسُ أَوَّلُ
مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا فَلَمَّا حَلَفَ ظَنَّ آدَمُ أَنَّ أحدا لا يحلف
بالله إلّا صادقا فاغترّ به.
وَهُوَ أول من حلف بِاللَّه كَاذِبًا، فَكل من حلف بِاللَّه
كَاذِبًا؛ فَهُوَ من أَتبَاع إِبْلِيس
2-إخوة يوسف
وقد ورد إقسامهم في مواضع عديدة:
أولا: قسمهم لجنود الملك الباحثين عن صواع الملك، قال تعالى:
﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي
الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ ( يوسف: 73)
﴿ قالوا تالله لقد علمتم ﴾ حلفوا
على أنَّهم يعلمون صلاحهم وتجنُّبهم الفساد
كَيْفَ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ عَلِمُوا ذَلِكَ؟ استشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم قيل: ﴿ قالوا قد عَلِمْتُمْ
مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ ﴾،
فَإِنَّا مُنْذُ قَطَعْنَا هَذَا الطَّرِيقَ لَمْ نَرْزَأْ أَحَدًا شَيْئًا
فَاسْأَلُوا عَنَّا مَنْ مَرَرْنَا بِهِ، هَلْ ضَرَرْنَا أَحَدًا. وَقِيلَ: لِأَنَّهُمْ رَدُّوا
الْبِضَاعَةَ الَّتِي جُعِلَتْ فِي رِحَالِهِمْ، قَالُوا: فَلَوْ كُنَّا
سَارِقِينَ مَا رَدَدْنَاهَا ،وقيل ولأنهم دخلوا وأفواه رواحلهم مكعوفة، لئلا
تتناول زرعا أو طعاماً لأحد من أهل السوق. وقسمهم هذا فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم.
ثانيا: قسمهم لأبيهم يعقوب عليه السلام
في شأن يوسف:
قال
تعالى:﴿ قَالُوا تَاللَّهِ
تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ
الْهَالِكِينَ ﴾ (يوسف: 85)
﴿ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا ﴾ الْحَرَضُ
مَا دُونَ الْمَوْتِ، يَعْنِي: قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
فَاسِدًا لَا عَقْلَ لَكَ.وَالْحَرَضُ: الَّذِي فَسَدَ جِسْمُهُ
وَعَقْلُهُ. وَأَصْلُ الْحَرَضِ: الْفَسَادُ فِي الْجِسْمِ وَالْعَقْلِ مِنَ
الْحُزْنِ وَالْهَرَمِ، أَوِ الْعِشْقِ﴿ أَوْ تَكُونَ مِنَ
الْهَالِكِينَ ﴾ أَيْ: مِنَ
الْمَيِّتِينَ.
ومرة أخرى ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ
إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ﴾ ( يوسف: 95)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال الذين قال لهم يعقوب من ولده (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) تالله، أيها الرجل، إنك من حبّ يوسف وذكره لفي خطئك وزللك القديم
لا تنساه، ولا تتسلى عنه.
ثالثا: قسمهم ليوسف نفسه.
قال تعالى:
﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ
عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ : يَقُولُونَ مُعْتَرِفِينَ لَهُ بِالْفَضْلِ
وَالْأَثْرَةِ عَلَيْهِمْ فِي الخلق وَالْخُلُقِ، وَالسَّعَةِ وَالْمُلْكِ
أصحاب
القرية
قال تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ (القلم: 17، 18)
وَقَوْلُهُ: ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا ﴾ إِذْ حَلَفُوا:
﴿ لَيَصْرِمُنَّها ﴾ لَيَقْطَعَنَّ ثَمَرَ
نَخِيلِهِمْ مُصْبِحِينَ، أَيْ فِي وَقْتِ الصَّبَاحِ...، وَقَوْلُهُ: ﴿ وَلا يَسْتَثْنُونَ ﴾
يَعْنِي وَلَمْ يَقُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةِ
الْمُفَسِّرِينَ،... وَذَلِكَ أَنَّ الْحَالِفَ إِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ
كَذَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَقَدْ رَدَّ انْعِقَادَ ذَلِكَ
الْيَمِينِ، وَاخْتَلَفُوا فِي قَوْلِهِ: وَلا يَسْتَثْنُونَ فَالْأَكْثَرُونَ
أَنَّهُمْ إِنَّمَا لَمْ يَسْتَثْنُوا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهُمْ
كَانُوا كَالْوَاثِقِينَ بِأَنَّهُمْ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ،
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْمُرَادُ أَنَّهُمْ يَصْرِمُونَ كُلَّ ذَلِكَ وَلَا
يَسْتَثْنُونَ لِلْمَسَاكِينِ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ الْقَدْرِ الَّذِي كَانَ
يَدْفَعُهُ أَبُوهُمْ إِلَى المساكين قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ صَنْعَاءَ
فَرْسَخَانِ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِأَنْ حَرَّقَ جنتهم.
قسم الغاوين للذين
يعبدونهم من دون الله:
قال تعالى:﴿ تَاللَّهِ إِنْ
كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (الشعراء: 97، 98)
يقول الغاوون للذين يعبدونهم من دون الله: تالله إن كنا لفي ذهاب عن الحقّ
حين نعدلكم برب العالمين فنعبدكم من دونه وبنحو ذلك قال أهل
التأويل.
قائل من أهل الجنة لقرينه الكافر:
قال تعالى: ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ
لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ
لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا
لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ
مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ
فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ ( الصافات: 50- 57)
قال الشوكاني: "قَالَ قَائِلٌ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي حَالِ إِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْحَدِيثِ
وَسُؤَالِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ أَيْ: صَاحِبٌ مُلَازِمٌ
لِي فِي الدُّنْيَا كَافِرٌ بِالْبَعْثِ منكر له كما يدلّ عليه قوله: ﴿ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴾ يَعْنِي: بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ، وَهَذَا الِاسْتِفْهَامُ مِنَ
الْقَرِينِ لِتَوْبِيخِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ وَتَبْكِيتِهِ بِإِيمَانِهِ
وَتَصْدِيقِهِ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْبَعْثِ، وَكَانَ هَذَا الْقَوْلُ
مِنْهُ فِي الدُّنْيَا. ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى الِاسْتِبْعَادِ
لِلْبَعْثِ عِنْدَهُ وفي زعمه فقال: ﴿ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً
أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ واختلف في
معنى قرين قال مجاهد: يعني شيطاناً، وقال ابْنِ عَبَّاسٍ: هُوَ الرَّجُلُ
الْمُشْرِكُ يَكُونُ لَهُ صاحب من أهل الإيمان في الدنيا قال ابن كثير: "ولا
تنافي بين كَلَامِ مُجَاهِدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ
يَكُونُ مِنَ الْجِنِّ فَيُوَسْوِسُ فِي النَّفْسِ، وَيَكُونُ مِنَ الْإِنْسِ
فَيَقُولُ كَلَامًا تَسْمَعُهُ الأذنان، وكلاهما يتعاونان { قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} لتهلكني بالإغواء، وقوله من المحضرين أي محضر معك في العذاب.
الكفار
المنكرون للبعث يوم القيامة:
قال تعالى:
﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (النحل:
38).
المشركون:
أقسموا على أن إيمانهم مرتبط بمجيء الآيات والنذر، قال تعالى:
﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا
الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا
يُؤْمِنُونَ ﴾ (الأنعام: 109) ﴿ وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى
مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا
﴾ (فاطر: 42)
اللهم اهدنا ولا تضلنا وزدنا هدى يا رب العالمين
No comments:
Post a Comment