تدبر آية من القرآن العظيم – من الحزب
الثاني عشر ج2 – عاقبة الحسد
قال تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة 27 الآيات ..
التفسير:
ي اقصص
على هؤلاء الكفار ، واليهود خبر ابني آدم وهما هابيل وقابيل، بالحق، أي
على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان.
ملخص لقصة
هابيل وقابيل:
أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطنًا وكانت تلد في كل بطن ذكرًا
وأنثى، وكان سيدنا ءادم عليه السلام يُزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن آخر، ويقال إن
هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل ، لكن قابيل أراد أن
يستأثر بها( قيل أنها كانت أجمل ) فطلب من آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى.
ثم أمرهما أبوهما أن يقربا
قربانًا، وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى وذهب آدم إلى مكة ليحجّ، وقرّب كل واحد
منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم آدم عليه السلام ، فقرَّب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب
غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع.
فنزلت نار فأكلت قربان
هابيل وتركت قربان قابيل( وهذا يعني عدم تقبل الله لقربان قابيل ، وإنما تقبل
قربان هابيل ) ، فغضب قابيل غضبًا شديدًا وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح
أختي فقال له: إنما يتقبل الله من المتقين
، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقًا شديدًا
وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به أبيه آدم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: ( يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي) (سورة المائدة/31) ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب
، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقًا شديدًا
وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به أبيه آدم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: ( يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي) (سورة المائدة/31) ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب
وقد عوجل قابيل بالعقوبة بالدنيا على ما ذكر مجاهد وابن جبير قالا
: علقت ساقه بفخذه إلى يوم القيامة ، وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبه له
وتنكيلا ، لأنه بقتله لأخيه إنما قطع رحمه، وبغى عليه ، وقد ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما
يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )
فائدة:
روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن
ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: (لا
تُقتل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن
القتل)
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك
العبرة
من القصة:
وفي
قصتهما يظهر وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم ، كيف عدا أحدهما على
الآخر، فقتله بغياً عليه وحسداً له، فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذي
أخلص فيه لله عزَّ وجلَّ ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة، وخاب القاتل
ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين،
الحسد بسبب أول معصية
ارتكبت في الوجود وعلى الأرض:
فهذه الآيات في عاقبة البغي والحسد ، وإن أول
جريمة على الأرض ارتكبها الإنسان ، الذي جعله الله خليفته في الأرض يعمرها ،
ويعبده فيها ، وبين له المنهج والطريق هي بسبب الحسد.
وكما كانت أول خطيئة في الوجود هي خطيئة الحسد حيث حسد إبليس آدم،
وأبي أن يسجد له، واستكبر عليه فحمله
الحسد على الإستكبار وعلى المعصية , وكان سبباً في طرده من رحمة الله تعالى.
وكذلك كانت أول جريمة حدثت على ظهر الأرض بسبب
الحسد حينما حسد قابيل أخاه هابيل على ما أنعم الله عليه بقبول قربانه، فقتل أخاه
حسدا منه له.
معنى الحسد وحكمه:
الحسد : هو تمني الشخص زوال النعمة عن
مستحق لها، سواء أرادها لنفسه ام لا ، والحسد نوع من الكفر، فالحاسد يعترض على
الإرادة الإلاهية التي أعطت النعمة. وهو يشمل من أن يسعى
في لذلك أو لا يسعى ، فإنه إن سعى كان باغيا ، وإن لم يسع في ذلك ولا أظهره ولا
تسبب في تأكيد أسباب الكراهة التي نهي المسلم عنها في حق المسلم نظر في شأنه: فإن كان المانع له من ذلك العجز بحيث لو تمكن
لفعل فهذا مأزور ، وإن كان المانع له من ذلك التقوى فقد يعذر لأنه لا يستطيع دفع
الخواطر النفسانية فيكفيه في مجاهداتها أن لا يعمل بها ولا يعزم على العمل بها .
الحسد سمة الكفار والمنافقين:
والحسد كما بين لنا عز وجل
في القرآن هو سمة الكفار ، وغاية ما يدعوهم إلى العناد ويصدهم عن سبيل الله ،
والإيمان بما أوحى الله لنبيه ولو عرفوا واستيقنت نفوسهم أنه الحق ، فاسمع إلى قول
الله تعالى ذماً لأهل الكفر والضلال
( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم
مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى
يَأْتِيَ اللهٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (109) سورة البقرة
أدلة حقيقة الحسد من القرآن والسنة:
قال الله تعالى: ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً) (النساء، آية54).
وجه الدلالة في الآية: أنها تدل بمنطوقها على أن فئة من الناس كانوا يحسدون من أنعم الله عليهم من آل إبراهيم لما أنزل عليهم الكتاب والحكمة والملك العظيم.
وقال الله تعالى: ( سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله، قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل، فسيقولون، بل تحسدوننا، بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) الفتح، آية15.
وجه الدلالة: في الآية الكريمة أن قول المنافقين مخاطبين المؤمنين بهتاناً وإثماً مبيناً ( بل تحسدوننا) بهتاناً وإثماً مبينا، يدل على أن الحسد حقيقة واقعة.
ومن السنة النبوية:
وجه الدلالة في الآية: أنها تدل بمنطوقها على أن فئة من الناس كانوا يحسدون من أنعم الله عليهم من آل إبراهيم لما أنزل عليهم الكتاب والحكمة والملك العظيم.
وقال الله تعالى: ( سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله، قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل، فسيقولون، بل تحسدوننا، بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) الفتح، آية15.
وجه الدلالة: في الآية الكريمة أن قول المنافقين مخاطبين المؤمنين بهتاناً وإثماً مبيناً ( بل تحسدوننا) بهتاناً وإثماً مبينا، يدل على أن الحسد حقيقة واقعة.
ومن السنة النبوية:
1- ما رواه البخاري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة - رضى الله عنها - أن النبي عليه ﷺ رأى في بيته جارية في وجهها سفعة، فقال: ( استرقوا لها، فإن بها النظرة ) والسفعة سواد واحمرار وصفرة (أخرجه البخاري في صحيحه) .
وجه الدلالة: أنه يدل بمنطوقه على تأثير العين الحاسدة ولهذا أمر بالرقية عليها.
2- ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: ( العين حق ) وهو يدل بمنطوقه على أن العين الحاسدة حقيقة ثابتة موجودة.
3- ما رواه مسلم والترمذي: عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) أخرجه مسلم والترمذي واللفظ لمسلم.
والحاسد يضر نفسه قبل أن يضر غيره: فهو يظل في عذاب دائم وفي ألم مستمر وفي حزن متواصل,وهو صاحب قلب ميت
ونفس خبيثة , وقديما قيل :(
لا راحة مع الحسد )ـ
قال بعض الحكماء : ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد
وقال بعضهم : لله درُّ الحسدِ ما أعدلَه ، بدأ بصاحبهِ فقتلَه
وقال الشاعر:ـ
وقال بعضهم : لله درُّ الحسدِ ما أعدلَه ، بدأ بصاحبهِ فقتلَه
وقال الشاعر:ـ
يا حاسداً لي على نعمتي * * * أتدري على من أسأتَ الأدبْ
أسأتَ على الله في فعلهِ * * * لأنكَ لم ترضَ لي ما قسمْ
فأخزاكَ ربي بأنْ زادني* * * وسدَّ عليكَ وجوهَ الطلبْ
أسأتَ على الله في فعلهِ * * * لأنكَ لم ترضَ لي ما قسمْ
فأخزاكَ ربي بأنْ زادني* * * وسدَّ عليكَ وجوهَ الطلبْ
وهذا كله من ضعف الإيمان, ومن عدم الرضا واليقين بما وهب الرحمن
المنان
قال الشافعي رحمه الله تعالى
قال الشافعي رحمه الله تعالى
وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزَّت وعزَّ منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها ؟
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها ؟
روى الترمذي عن الزبير بن العوام أن
النبي ﷺ قال:
( دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء هي
الحالقة، لا أقول تَحْلِقُ الشعر ولكن تحلق الدين) ( صحيح الترمذي )
النهي عن الحسد :
وروى الشيخان عن أنس أن النبي ﷺ قال: ( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد اللَّه إخوانًا)ـ ( رواه البخاري ومسلم)
وروى الشيخان عن أنس أن النبي ﷺ قال: ( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد اللَّه إخوانًا)ـ ( رواه البخاري ومسلم)
وعن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول الله ﷺ :( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا
). رواه الطبراني ورجاله ثقات.
علاج
الحسد:
وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل ابن علية
رفعه إلى رسول الله ﷺ ( ثلاث لا يسلم منها أحد : الطيرة والظن والحسد ، قيل فما المخرج
منها يا رسول الله ؟ قال : إذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت
فلا تبغ) وقال الحسن البصري : ( ما من آدمي إلا وفيه الحسد ، فمن لم يجاوز
ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء )، كذا في فتح الباري .
الإغتسال
للمحسود:
وذلك
كما رواه محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه أبا أمامة يقول: "اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه" -
وعامر بن ربيعة ينظر - قال: وكان سهل رجلاً أبيض حسن الجلد، قال: فقال عامر بن ربيعة
ما رأيت كاليوم، ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه فاشتد وعكه فأتى رسول الله عليه
الصلاة والسلام فأخبر: أن سهلاً وعك، وأنه غير رائح معك يارسول الله، فأتاه رسول
الله عليه ﷺ فأخبره سهل الذي كان من شأن عامر بن ربيعة، فقال: رسول الله ﷺ: علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت، إن العين حق، توضأ له) فتوضأ له عامر بن ربيعة
فراح سهل مع رسول الله عليه ﷺ ليس به بأس" صحيح ابن حبان.
للوقاية
من العين الحسد :
وعلى
الإنسان أن يقي نفسه من العين والحسد قبل أن يقع ، وذلك كما علمنا رسول الله ﷺ
بقراءة القرآن
الكريم:
ومما يوصي بقراءته: 1- فاتحة الكتاب، وقد رقى بها صحابي رجلاً لديغاً فتم شفاؤه، فتبسم رسول الله عليه ﷺ عندما علم بذلك وأقره وقال: ( وما أدراك أنها رقية) أخرجه البخاري.
2- بالمعوذات صباحا ومساءً: وعن أبي سعيد الخدري رضى لله عنه قال: ( كان رسول الله ﷺ يتعوذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك )
ولا يدع أن يقرأ في بيته سورة البقرة في كل ثلاث ليال : عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ﷺ: ( اقرؤا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) والبطلة : هم السحرة
ثانيا : من الأوراد النبوية في الاستعاذة:
ذكر رسول الله ﷺ عدة تعوذات للوقاية من الحسد والعلاج منه بإذن الله نذكر منها:
- عن أبي هريرة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يارسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت. قال: "قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شىء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه" قال: "قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك" أخرجه ابن حبان.
وعن خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله عليه ﷺ يقول: "من نزل منزلاً، ثم قال: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شىء حتى يرتحل من منزله ذلك) أخرجه مسلم.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: ( إن أباكما كان يعوذ به اسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) (أي جامعة للشر) أخرجه البخاري
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام: ( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) أخرجه الترمذي.
ومما يوصي بقراءته: 1- فاتحة الكتاب، وقد رقى بها صحابي رجلاً لديغاً فتم شفاؤه، فتبسم رسول الله عليه ﷺ عندما علم بذلك وأقره وقال: ( وما أدراك أنها رقية) أخرجه البخاري.
2- بالمعوذات صباحا ومساءً: وعن أبي سعيد الخدري رضى لله عنه قال: ( كان رسول الله ﷺ يتعوذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك )
ولا يدع أن يقرأ في بيته سورة البقرة في كل ثلاث ليال : عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ﷺ: ( اقرؤا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) والبطلة : هم السحرة
ثانيا : من الأوراد النبوية في الاستعاذة:
ذكر رسول الله ﷺ عدة تعوذات للوقاية من الحسد والعلاج منه بإذن الله نذكر منها:
- عن أبي هريرة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يارسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت. قال: "قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شىء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه" قال: "قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك" أخرجه ابن حبان.
وعن خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله عليه ﷺ يقول: "من نزل منزلاً، ثم قال: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شىء حتى يرتحل من منزله ذلك) أخرجه مسلم.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: ( إن أباكما كان يعوذ به اسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) (أي جامعة للشر) أخرجه البخاري
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام: ( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) أخرجه الترمذي.
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول
الله ﷺ وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله ﷺ ( ثم ضع يدك على
الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما
أجد وأحاذر) أخرجه مسلم.
وواجب على
كل مسلم أعجبه شىء من نفسه أو ماله أو عياله ، أو من غيره أن يبرك : وذلك أن يدعو فيقول : ما شاء الله ، تبارك الله ، أو يقول: تبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم بارك فيه . قاله القرطبي ، فإنه إذا دعا بالبركة صرف المحذور لا محالة، ألا
ترى قوله ﷺ لعامر( العائن ) : "ألا برّكت" فدل
على أن العين لا تضر ولا تعدو إذا برَّك العائن، وأنها إنما تضر إذا لم يبرِّك.
اللهم
طهر قلوبنا من كل خُلق لا يرضيك، اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد والكبر،
اللهم اشف قلوبنا من كل داء
رب تقبل توبتنا، واغسل
حوبتنا، وأجب دعواتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا
No comments:
Post a Comment