Monday 23 November 2015

صحابيات حول رسول الله ﷺ - فاطمة بنت أسد الهاشمية

 
  





فاطمة بنت أسد الهاشمية:
نسبها ونشأتها:
وقد نشأت السيدة فاطمة بنت أسد ( وتعرف بفاطمة الهاشمية ) فى بيت من أشرف بيوت قريش وأعزها، فأبوها هو "أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي"، وأمها "فاطمة بنت قيس" وقد تزوجت "فاطمة بنت أسد" من أبي طالب عم رسول الله ﷺ، وولدت له أربع بنين وثلاث بنات، قال الزبير:انقرض ولد أسد بن هاشم- اباها - إلا من ابِنْته فاطِمَة بِنْت أسد.
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي :" فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمية والدة علي بن أبي طالب. هي حماة فاطمة بنت رسول الله.

زواجها من أبي طالب :

تزوجت فاطمة بنت أسد بأبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، عم رسول الله  ،  فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب ،
قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه رضي الله عنه ، فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
أول هاشمية تلد هاشميا : 

قال الزهري: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي أيضاً أول هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطِمَة بِنْت رسول الله ولدت الحسن، ثم زبيدة امْرَأَة الرشيد ولدت الامين، لا نعلم غيرهنّ. ثم إن هؤلاء الثلاثة لم تصْفُ لهم الخلافة، فأما علي فإنه كان من اضطراب الامور عليه إلى أن قتل، ما هو مشهور، وأما الحسن والامين فخلعا.

رعايتها للنبي  وهو في بيتها بحضانه عمه أبي طالب:

وقد تركت معاملتها فى نفس النبي وهو طفل أبلغ الأثر،فقد دخل بيتها وهو ابن ثماني سنوات، وكان رسول الله قد انتقل وفاه  جده عبدالمطلب إلى حضانه  عمه أبي طالب، وكان عبدالمطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبدالله أبا رسول الله ، وأبا طالب أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم ‏‏‏.
ولم يكن أبو طالب بأكبر بني عبد المطلب، ولا بأكثرهم مالاً، ولكنه كان أشرف قريش وأعظمها مكانة، وأكرمها نفساً، وقد أحب أبو طالب ابن أخيه محمد حباً شديداً، لا يحبه أحداً من ولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصَبَّ به صَبابة- أحبه حبا كثيراً- . لم يصب مثلها بشيء قط.
وكان وزوجته فاطمة يخصان محمد بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله شبعوا، فكان إذا أراد أن يؤكلهم قال: كما أنتم حتى يأتي ولدي، فيأتي النبيّ فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، فيعجب أبو طالب، ويقول له: إنك لمبارك. وكان الصبيان يصبحون رمصاً شُعثاً – مغمضين العينين ، شعرهم متناثر، ويصبح محمد دهيناً كحيلاً، وقد زاده حباً في نفسه ما كان يتحلَّى به النبيّ في صباه من طيب الشمائل، وكريم الآداب في هيئة الأكل، والشرب، والجلوس، والكلام، مما يعز وجوده في هذه السن بين الصبيان، حتى أنهم قالوا أن فاطمة كانت تفضله على أبنائها .  
ولا يستغرب جميل معاملة فاطمة بنت أسد لليتيم في بيتها ، وحسن رعايتها له فقد كانت حميدة الأخلاق، عميقة الإيمان، صافية النية، مما جعلها تترك أثرًا بالغًا -أيضًا- فى نفوس أبنائها، وبخاصة ولدها على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه.
قال عنها رسول الله لعمر: " يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه."  [ اي أنها كانت تبقي من الطعام بعد أن يأكل الجميع ومنهم محمد تبقي منه نصيبا له يأكله في وقت آخر]

إسلامها وهجرتها إلى المدينة:
قيل عنها أنها أسلمت قديما وهاجرت، وكانت من المهاجرات الأول. وكانت فاطمة في المدينة ذات دور فعال فى سبيل توطيد دعائم الدين الحنيف.
قال الشعبي: أم علي فاطِمَة بِنْت أسد، أسلمت وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت بها.
عن جرير سمعت النبي يدعوا النساء إلى البيعة حين أنزلت هذه الآية { يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك }  وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
ماتت بالمدينة في حياة النبي .
في بيت ابنها علي ّ رضي الله عنها :
وفي المدينة المنورة ، وفي السنة الثالثة للهجرة تزوج عليّ بن أبي طالب  فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، وقال لأمه: يا أمي اكفي فاطمة بنت رسول اللَّه سقاية الماء، والذهاب فى الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحن والعجن. [الطبراني] وهذا الحديث يدل على هجرتها، لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة.
وفاتها رضي الله عنها :

لما تُوفِّيت دخل عليها النبي وجلس عند رأسها، وقال: "رحمك اللَّه يا أمي، كنت أُمي، تجوعين وتشبعينني، وتعرّيْنَ وتكسينني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني، تريدين بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة" ثم أمر أن تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللَّه بيده، ثم خلع قميصه، فألبسها إياه، وكفنها، ولما حُفِر قبرها وبلغوا اللَّحد حفره النبي بيده وأخرج ترابه، فلما فرغ، دخل فاضطجع فيه ثم قال: "اللَّه الذي يحيى ويميت، وهو حى لايموت، اللّهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد، ولقِّنها حجتها، ووَسِّعه عليها بحق نبيك والأنبياء من قبلي، فإنك أرحم الراحمين". ثم كبَّر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد ومعه العباس وأبو بكر الصديق يساعدانه. [الطبراني ووثق إسناده الحاكم وابن حبان].
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن ابن عباس أنه قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها النبي  قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا من قبل !فقال: "إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها"- من عذاب القبر-( حكم المحدث :هذا غريب)
هذه هي منزلة السيدة "فاطمة بنت أسد" زوجة أبي طالب عند رسول اللَّه ؛ حيث كانت ترعاه رعاية خاصة، فقد كانت تشعر باليُتْم الذي يعانيه حتى إنها كانت تفضله على أبنائها.
رضي الله عنها وأرضاها .