Wednesday 28 February 2018

الجنة- جعلنا الله من أهلها- غراس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر



 



الجنة- جعلنا الله من أهلها- غراس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

حديث نبوي شريف صحيح ، فيه الحث على العمل ، وفيه التشويق للأجر ، فكما تحب وتسعى ايها المسلم أن تعمر بيتك في الدنيا ، وتزينه ، وتزرع الحدائق للبهجة والجمال، وهذا البيت أنت لا بد راحل عنه بعد حين طال أو قصر، فلا بد من الرحيل.
{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} ( الأعلى 16-17)
 نعم الرحيل إلى دار المقام ، نسأل الله تعالى أن تكون في الجنات العلا، ولكن ماذا أعددت لبيتك الأزلي؟؟
هل عمرته بالصالحات من العمل، هل زينته بما ينشرح به صدرك وأنت تسكنه؟؟
إليك ما دلك عليه حبيبنا المصطفى خاتم النبيين سيد لخلق أجمعين محمد .

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ النَّبيَّ مرَّ به وهو يغرسُ غرسًا فقال :" يا أبا هريرةَ ما الذي تغرسُ؟"  قلتُ : غراسًا لي، قال : " ألا أدلُّكَ على غراسٍ خيرٌ لك من هذا؟"  قال،  بلى يا رسولَ اللهِ ، قال: " قل سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ يُغرسُ لك بكلِّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنةِ " ( صحيح ابن ماجة )


فضل الله على عباده لا حد له، فهل من مغتنم؟

تَفضَّل اللهُ سبحانه على عِبادِه بأمورٍ مِن الأقوالِ والأذكارِ الَّتي يُعطي عليها أجرًا عظيمًا مِن فضْلِه وكرَمِه، ومِن ذلك ما جاء في هذا الحديثِ، حيثُ يَحكي أبو هريرةَ رَضي اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ مرَّ به وهو يَغرِسُ غرْسًا"، أي: يَعمَلُ بالزِّراعةِ، والغرْسُ يكونُ للشَّجرِ وغيرِه مِن النَّباتاتِ
 فقال النَّبيُّ : "يا أبا هُريرةَ، ما الَّذي تغرِسُ؟"، أي: لِمن هذا الزَّرعُ؟ فقال أبو هُريرةَ رَضي اللهُ عنه: غِراسًا لي"، أي: إنَّ هذا الزَّرعَ لأجْلِ الانتِفاعِ به
 فقال له النَّبيُّ : "ألَا أدلُّك على غِراسٍ خيرٍ لك مِن هذا؟"، أي: أُرشِدُك إلى عمَلٍ يَنفَعُك في الآخرَةِ؟ فقال أبو هُريرةَ رَضي اللهُ عنه: "بلَى يا رسولَ اللهِ"، أي: دُلَّني وعَلِّمْني يا رسولَ اللهِ
 فقال النَّبيُّ : "قل: سُبحان اللهِ"؛ ومعناها التَّنزيهُ الكامِلُ للهِ تعالى عن كلِّ نقْصٍ، ووصْفُه بالكمالِ التَّامِّ الَّذي يَليقُ بجَلالِه، "والحمدُ للهِ"؛ ومعناها الاعتِرافُ بأنَّ اللهَ هو المستحِقُّ وحْدَه لِمعاني الشُّكرِ والثَّناءِ، "ولا إلهَ إلَّا اللهُ"؛ وهي كلِمةُ التَّوحيدِ الخالصَةِ الَّتي تَعني أنَّه لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ، وأنَّه وحده المستحِقُّ للعِبادةِ، وهي أعظمُ كَلمةٍ، ولا يَنجو من النارِ إلَّا مَن وافَى اللهَ تعالى بها مُخلِصًا من قَلبِه، "واللهُ أكبَرُ"؛ وفيها مَعنى العظمَةِ للهِ وأنَّه أعلَى وأكبَرُ مِن كلِّ شيءٍ، "يُغرَسْ لك بكلِّ واحدةٍ شجرَةٌ في الجنَّةِ"، أي: بكلِّ ذِكرٍ مِن تلك الأذكارِ شجرة.
 ومَن زاد في الذِّكرِ بهنَّ زاد عدَدُ شجَرِه في الجنَّةِ حتَّى تكونَ له بَساتينُ، وهي مُشتملةٌ على التَّنزيهِ والثَّناءِ والتَّوحيدِ والتَّعظيمِ للهِ سبحانه؛ فجَمَعَتْ بذلك أعظَمَ الصِّفاتِ للهِ وأعظَمَ الأسماءِ.
فيا لفضْلِ اللهِ يذكر  فيترطب اللسان بذكره، وتطمئن القلوب وتهدأ منشرحه واثقة، لا  تضطرب ، ويعطي من الاجر والثواب العظيم برفع بها الدرجات وتثقيل الميزان، ثم يأت العبد يوم القيامة ، فيرى أثر هذه الكلمات ، كل واحدة منهن أنتبتت شجرة عظيمة من أشجار الجنة ، فلله الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

وورد في حديث آخر  في نفس المعنى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ النبي قال: " لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ "  ( صحيح الترمذي )
االلهم أنّا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنّار