Monday 17 September 2018

الدعاء في القرآن – ج6 – من سورة البقرة – دعاء أبو الأنبياء لأهل البيت العتيق


  




الدعاء في القرآن – من سورة البقرة – دعاء أبو الأنبياء لأهل البيت العتيق

في سورة البقرة أورد الله تعالى طرفا من قصة إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة المشرفة، وساق لها فيها عدة أدعية لإبراهيم عليه السلام ، منها ما هو تعليم، ومنها ما فيه عبر ، ونسوق هنا من أدعيته عليه السلام :
1-                   دعاءإبراهيم عليه السلام لأهله مكة:
 فقد دعاء سيدنا إبرهيم عليه السلام لمكة المكرمة قال :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَ‌اهِيمُ رَ‌بِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْ‌زُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَ‌اتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ‌ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّ‌هُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ‌ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (126) قال ابن عباس : دعا إبراهيم عليه السلام لمن آمن دون الناس خاصة، فأعلمه الله عز وجل أنه يرزق من كفر كما يرزق من آمن، وأنه يمتعه قليلا ثم يضطره إلى عذاب النار. قال أبو جعفر : ذلك كما قال الله عز وجل { كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } (الإسراء  20)، فعطاء الله غير مخصوص بالمؤمنين، ولكن يرزق سبحانه خلقه أجمعين منة ، وابتلاءً، ،قال أبو إسحاق : إنما علم إبراهيم عليه السلام أن في ذريته كفارا  فخص المؤمنين، لأن الله تعالى لما ابتلى إبراهيم عليه السلام ابتلاءات فنجح بها : { َإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، قال له  ربه:  { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا }، فأراد إبراهيم عليه السلام أن يشمل ذريته بالإمامة، فقال:{  وَمِن ذُرِّيَّتِي } أي اجعل من ذريتي أيضا أئمة ، فقال له ربه :{ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ، أي لا عهد عندي للكافرين بالإمامة ولو كانوا أبناء الأنبياء، فعلم إبراهيم عليه السلام أن سيكون من ذريته من لا يؤمن، فلما دعا ربه يطلب لأهل مكة الرزق  و خصص بطلب الرزق لأهل مكة من آمن منهم أدبا مع الله ، فقال :(مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ) تذكر تصحيح ربه له في الأولى، ولكن هنا لم يوافقه الكريم على هذا التخصيص، بل قال له : (وَمَن كَفَرَ‌ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّ‌هُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ‌ )،   قال أبو جعفر الرازي عن أُبيّ بن كعب { قال ومن كفر} الآية هو قول اللّه تعالى ردا على تخصيص إبراهيم، وهذا قول مجاهد وعكرمة وهو الذي صوبه ابن جرير رحمه اللّه
قال ابن عباس: (كان إبراهيم يحجرها على المؤمنين دون الناس، فأنزل اللّه ومن كفر أيضاً أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أأخلق خلقاً لا أرزقهم؟ أمتعهم قليلاً ثم أضطرهم إلى عذاب النار وبئس المصير) ثم قرأ ابن عباس: {  كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} ( الإسراء20) أخرجه ابن مردويه وروي نحوه عن مجاهد وعكرمة"، وهذا كقوله تعالى: { قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } ( يونس 69-70)،
 ودعاء إبراهيم  عليه السلام شمل طلب الأمن،  والرزق ، كما قال تعالى ممتنا على قريش : ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَ‌بَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ

2- سأل ربه قبول عمله في بناء البيت العتيق -والتوبة إلى الله تعالى من التقصير:

قال تعالى: (وَإِذْ يَرْ‌فَعُ إِبْرَ‌اهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَ‌بَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٢٧، يقول تعالى: واذكر يا محمد لقومك بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت، ورفعهما القواعد منه وهما يقولان: { رَ‌بَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فهما في عمل صالح وهما يسألان اللّه تعالى أن يتقبل منهما،  (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 المسلم يعمل العمل خالصا لوجه الكريم، ويسأله القبول، وربنا يتقبل العمل الخالص لوجهه، لا يشرك به شيئا ، فكم من عمل أحبط، ويحسب عامله أنه على خير وأنّه قد أحسن وكسب الثواب الوفير، ولهذا  فإن خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل يضربان لنا المثل فيما يجب على المسلم أن يفعل، فهاهما يستجيبان لأمر الله لهما برفع القواعد من البيت – الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بلا فتور ولا كلل - ويتضرعان إلى ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل ، ويتبعان هذا الرجاء بالتوبة إلى الله من أي تقصير، يظهران ضعفهما إلى الله رجاء العفو والقبول، وإذا تقبل ربنا العمل فإنه يجزي عليه خير الجزاء، فأتبعا طلبهما بالقبولبالتذلل إلى الله بإظهار الضعف والتقصير فقالا:(وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
هذه أولى الدعوات سيدنا إبراهيم، إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، وخليل الرحمن، الذي وصفه ربنا بأنه الجامع لخصال الخير كلّها:  (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
فهذه الدعوة المباركة جمعت عدة مطالب عظيمة لا غنى عنها للعبد في أمور دينه ودنياه شملت مطلبين عظيمين:
أولهما : سؤال اللَّه تعالى القبول في الأعمال، والأقوال، ‏فقال وابنه إسماعيل عليهما السلام  : ]رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ].
فعلى العبد أن يتأسى بهما بدعائهما ، وما فيه من المقاصد والمطالب الجليلة من إخلاص العمل للَّه تعالى، وما يحمل الدعاء في طياته من جميل المعاني من الخوف، والرجاء، ‏والرغبة، والرهبة.
فقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي :ـ ( ... ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، فَجَاءَ فَوَافَقَ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قَالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ، أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَقَامَا فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ: ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ( البقرة 127)،البخاري
كان هذا دعائهما  وهما  يقومان بأجلّ الأعمال وأرفعها بإذنٍ من ربهما تعالى، وهما يسألان ]رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا[، فتأمّل كيف كان حالهما من الخوف والرجاء ألاّ يتقبل عملهما، فإذا كان هذا حال إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، ‏فكيف بحالنا وتقصيرنا؟.
فأين نحن من خليل الرحمن، يرفع قوائم بيت الرحمن وهو مشفق أن لا يتقبل منه ، فهذا ك-ما حكى اللَّه تعالى- هو  حال المؤمنينَ الخُلَّص في قوله تعالى :  ]وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ] أي يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات :  ]وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ] ( المؤمنون ) أي: خائفة ألاّ يتقبل منهم، كما جاء في الحديث أن عائشة رَضْيَ اللَّهُ عنْهَا سألت رسول ‏اللَّه صلى الله عليه وسلم  عن هذه الآية: ( أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ، وَيُصَلُّونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، ]أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ] سنن الترمذي ، والتعرض لوصف الربوبية في دعائهم؛ لأن إجابة الدعاء من شأن الربوبية وخصائصها لما فيها من معاني التربية والإصلاح والتدبيروقولهما : [ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ] القبول:  أخذ الشيء والرضا به، فتقبّل اللَّه سبحانه للعمل أن يتلقّاه بالرضى فيرضى عن فاعله، وإذا رضي اللَّه تعالى عن فاعله، فلا بدّ أن يثيبه الثواب الذي وعده إيّاه
وقولهما : [ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  ] تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة.
والسميع والعليم اسمان للَّه تعالى من أسمائه الحسنى يدلاّن على صفة السمع والعلم، أي: أنت السميع لأقوالنا التي من جملتها دعاؤنا، العليم بما في ضمائر نفوسنا من ‏الإذعان لك، والطاعة في القول والعمل، ولا يخفى عليك شيء في قلوبنا.
وثانيهما: سؤال الله تعالى  أن يتوب عليهما إن كان في العمل تقصير: ولمّا كان العبد مهما كان، لابدّ أن يعتريه التقصير ويحتاج إلى التوبة قالا: (وَتُبْ عَلَيْنَآ )، قالاه هضماً لأنفسهما، وتعليماً للذرّية بعدهما أن يلازموا هذا الطلب، والمقصد الجليلوذلك قولهما : [ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[ هذه الجملة كسابقتها تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة، فأنت ربي السميع العليم، فاسمع دعائي واستجب لي، رب وتب علي إن زللت  أو قصرت.
ثالثًا: الدعاء للذرية الصالحة:
قال تعالى:( رَ‌بَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِ‌نَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ } ( 128)، قال ابن جرير: يعنيان بذلك واجعلنا مستسلمين لأمرك، خاضعين لطاعتك، لا نشرك معك في الطاعة أحداً سواك، ولا في العبادة غيرك. وقال عكرمة: { رَ‌بَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ } قال اللّه: قد فعلت { وَمِن ذُرِّ‌يَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً } قال اللّه: قد فعلت. وقال السدي: { وَمِن ذُرِّ‌يَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً } يعنيان العرب. قال ابن جرير: والصواب أنه يعم العرب وغيرهم، لأن من ذرية إبراهيم بني إسرائيل، وقد قال اللّه تعالى: {  وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } ( الأعراف 159)، وتخصيصهم- أي العرب-  بذلك لا ينفي من عداهم، والسياق إنما هو في العرب أي حقق إسلامنا واجعله خالصا لك ، طلبا لرضاك وعملا بما يرضيك ، وكذلك أسألك ان تكون ذريتي على هذا ، وعلمنا ما يجب علينا من العبادة ، كيف نطيعك كما يرضيك ، وفي هذا تعليم بأن يدعو الإنسان لذريته بالهداية والصلاح. كما أخبرنا اللّه تعالى عن عباده المتقين المؤمنين في قوله: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }( الفرقان 74)، وهذا القدر مرغوب فيه شرعاً فإنَّ من تمام محبة عبادة اللّه تعالى أن يحب أن يكون من صلبه من يعبد اللّه وحده لا شريك له.
3-  دعوته بهداية هذه الأمة أن يبعث فيها رسول منهم: " أنا دعوة أبي إبراهيم ".
قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ( رَ‌بَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَ‌سُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( 129 )، أي فبعزتك وحكمتك،  ابعث فيهم هذا الرسول. فاستجاب الله لهما، فبعث الله هذا الرسول الكريم،  الذي رحم الله به ذريتهما خاصة،  وسائر الخلق عامة وهذا  تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الّله فيهم رسولاً منهم، أي من ذرية إبراهيم، وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر اللّه السابق في تعيين محمد صلوات اللّه وسلامه عليه رسولاً في الأميين إليهم، وإلى سائر الأعجميين من الإنس والجن، كما قال الإمام أحمد ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "إني عند اللّه لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين" (رواهما الإمام أحمد في مسنده- صححه الألباني بدون الزيادة الأخيرة)
وقوله تعالى: { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ )، يعني القرآن، ( وَالْحِكْمَةَ)  يعني السنة، قاله الحسن وقتادة، وقيل: الفهم في الدين، ولا منافاة ( وَيُزَكِّيهِمْ ) قال ابن عباس: يعني طاعة اللّه والإخلاص هي تزكية للعمل، وللنفوس، وقوله: ( إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )  أي العزيز الذي لا يعجزه شيء وهو قادر على كل شيء، الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها لعلمه وحكمته وعدله.

اللهم إنا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح  ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتنا ، وثقل موازيننا ، وحقق إيماننا ، وارفع درجاتنا ، وتقبل صلاتنا ، واغفر خطيئاتنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة .