Monday 31 December 2018

مختصر الفقه الإسلامي – صلاة الإشراق – صلاة الضحى – صلاة الأوابين




 



 صلاة الإشراق – صلاة الضحى – صلاة الأوابين

أولاً: صلاة الإشراق:

صلاة الشروق هي سنّة من النوافل وسميت بصلاة الشروق؛ لأنّ وقتها بعد ارتفاع الشمس في السماء مقدار رمح، بعد انتهاء وقت النهي عن الصلاة أثناء شروق الشمس ، وصلاة الشروق داخلة في صلاة الضحى، والفرق بينها وبين صلاة الضحى أنّها تُصلى بعد شروق الشمس بمقدار ربع إلى ثلث ساعة، ولا يتأخر في أدائها عن هذا الوقت، بينما صلاة الضحى وقتها يبدأ مثل صلاة الشروق بعد شروق الشمس بمقدار ربع ساعة إلى ثلث ساعة، ويمتد إلى قبل الزوال ( وقت صلاة الظهر) بخمس إلى عشر دقائق
 وهي صلاة مستحبة وليست واجبة، وجاء في فضل صلاة الشروق خاصة إذا : ما ورد عن رسول الله قال: " من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ ثمَّ قعدَ يذكرُ اللَّهَ عز وجل حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ ثمَّ صلَّى رَكعتينِ كانت لَه كأجرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ قالَ قالَ رسولُ اللَّهِ تامَّةٍ تامَّةٍ" ( الترمذي – صحيح ) ، فهذا الفضل تميزت به عن صلاة الضحى إذا صليت بعد ذلك .
، وإذا صُليت بعد شروق الشمس بعد وقت النهي ،تُسمى صلاة الشروق، وإذا صُليت بعد ذلك الوقت تُسمى صلاة الضحى، وعدد ركعات صلاة الضحى من ركعتين إلى ثمان ركعات، أي أقلها ركعتان وأكثرها ثمان ركعات وفي رأي آخر قيل اثنتا عشرة ركعة.
ومن باب أولى للمسلم إذا صلى الفجر في جماعة أن يصلي صلاة الشروق حتّى يحصل على أجر العمرة والحجة، فيصلي ركعتين أولاً بنية صلاة الشروق،  وله أن يصلي بعدها ركعتين بنية صلاة الضحى، وقد يصلي المسلم ركعتين ينوي بهما صلاتي الشروق والضحى؛ فيأخذ الأجر على ذلك، وهذا قول الإمام ابن عثيمين رحمه الله؛ لأنّ صلاة الضحى تجزئ عن صلاة الشروق واعتبرها هي نفسها، وهو الحق، والفرق بينهما ما بينا، والله أعلم

ثانيًا: صلاة الضحى:

هي الصلاة التي يؤديها العبد المسلم تقربًا إلى الله تعالى وقت الضحى من النهار، وهو الوقت الممتد ما بين ارتفاع الشمس عن الأفق إلى قبيل الزوال.

بداية وقت صلاة الضحى ونهايتها:

بداية وقتها: تبدأ بعد شروق الشمس بنحو ثلث الساعة عندما تكون الشمس قدر رمح في السماء، وترسل أشعتها وتظهر للعيان.
نهاية وقتها: إلى قبل الظهر بنحو خمس إلى عشر دقائق قبل الزوال لأن الصلاة في هذا الوقت مكروهة حتى يؤذن الظهر .

عدد ركعاتها: من ركعتين إلى ثمان ركعات ، وقيل لا حد لأكثرها، ومن قال من أهل العلم: (أكثرها ثمان)، ليس له لا دليل على ذلك، فإذا صلى المسلم ثمان أو أكثر أو أقل كل ذلك لا حرج فيه ، فقد صلى النبي صلاة الضحى يوم الفتح ثمان ركعات ،وكان يصلي ركعتين إذا زار قباء يوم السبت ضحىً ﷺ.
كيفية صلاتها:

وإذا صلها المسلم ثمان ركعات فإنه يسلم من كل اثنتين، موافقة لفعل النبيﷺ لما صلاها في مكة المكرمة يوم الفتح، وإن صلى ثنتي عشرة أو صلى عشرين، أو صلى أكثر فإنه يسلم من كل ركعتين، لقوله ﷺ :(صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد حسن من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- فالسنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين، تسلم من كل اثنتين، وهذا في كل صلاة نافلة، ولا يجمع المسلم في أي نافلة أربع ركعات بتسليم واحد.

فضل صلاة الضحى:

قال رسول الله ﷺ : " يُصبح على كلّ سُلامَى من أحدكم صَدقة، فكلُ تَسبيحَة صَدقة، وكلُ تَحميدة صَدقة، وكلُ تهليلة صَدقة، وكلُ تكبيْرة صَدقة، وأمْر بالمعروف صَدقة، ونَهي عن المُنكر صًدقة، ويُجزئ ُمن ذلك ركعَتان يركعهُما من الضُحى".( رواه مسلم)
سلامى: المفصل، وفي جسم الإنسان 360 مفصل.
فثواب أداء صلاة الضحى: هو ثواب أداء الصدقة عن 360 مفصل في الإنسان
وبإقامتها يتصدّق العبد عن كل جُزء وعُضو من أجزاءِ بَدنِه، فهي عبادة يُؤدّيها بجميع أجزاء ذلك البَدن، ويُتَحصَّلُ بها الشُّكر على ما مَنّ الله به من نِعمٍ عليه، ويكفي بمن يُحافظ عليها أن يكتب من الأوابين، أي الرّاجعين إلى الله، والمستغفرين عن ذنوبهم، النادمين عليها؛  قال رسول الله : "لا يُحَافِظُ على صلاةِ الضُّحَى إلا أَوَّابٌ وهي صلاةُ الأَوَّابِينَ." (صحيح الجامع للألباني- صححها من الترغيب والترهيب للمنذري)، وسيأتي بيان صلاة الأوابين.
و قال رسولُ اللهِ ﷺ عنِ اللهِ تبارك وتعالى، أنه قال :" يا ابنَ آدمَ ! ارْكَعْ لي أَرْبَعَ رَكَعاتٍ من أولِ النهارِ ؛ أَكْفِكَ آخِرَهُ" ( اخرجه في مشكاة المصابيح – وصححه الألباني)، وقيل المقصود من الأربع ركعات أول النهار صلاة الضحى ، وقيل هما ركعتا صلاة الفجر سنته وفرضه- وجمعت هنا السنة مع الفرض في الفضل، لقول رسول الله ﷺ: " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" (رواه مسلم ) ، وركعتا الفجر قبل الفريضة من السنن المؤكدة التي تصلى في السفر والحضر، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"لم يكن النبي ﷺ على شيء من النوافل أشدَّ منه تعاهداً على ركعتي الفجر" (رواه مسلم والبخاري)
وقوله: "أكْفِكَ آخِرَه"، أي: أدفَعْ عنْكَ وأُرِحْكَ مِنْ هُمومِك وأمورِك الَّتي تُقلِقُك، وقيلَ: مِنَ الذُّنوبِ والآفاتِ إلى آخِرِ النَّهارِ.

حكم صلاة الضحى: سنّة مستحبة، كان يفعلها رسول الله ﷺ.

المراد بصلاة الأوابين:

1-قال بعض العلماء: بأنها صلاة الضحى
2- وقال آخرون: بأنها لا ليست صلاة الضحى إنما هي صلاة مخصوصة اسمها صلاة الأوابين.  والقول الأول أشهر، وأصح والاحاديث التالية تؤيده:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ : " صَلاةُ الأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ ."  رواه مسلم  
وفي رواية للإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَتَى عَلَى مَسْجِدِ قُبَاءَ أَوْ دَخَلَ مَسْجِدَ قُبَاءَ بَعْدَمَا أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا هُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ: "  إِنَّ صَلاةَ الأَوَّابِينَ كَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ . "
وفي رواية لمسلم عَنْ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنْ الضُّحَى فَقَالَ أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ . " صحيح مسلم  
قال النووي رحمه الله: قوله : ( صلاة الأوابين حين تَرمَض الفصال ) هو بفتح التاء والميم , والرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته بالشمس , أي حين تحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل - جمع فصيل - من شدة حر الرمل ( فترفع أخفافها وتضعها من حرارة الأرض ) .
والأواب : المطيع،  وقيل : الراجع إلى الطاعة . وفي ( الحديث ): فضيلة الصلاة هذا الوقت .. ( و) هو أفضل وقت صلاة الضحى،  وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال. (شرح مسلم للنووي) والله تعالى أعلم .
[والفصيل] هو ابن الناقة التي فصل عنها لم يعد يرضع لبن ، مثل ابن آدم قال الله عنه : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ( الأحقاف15)،  يعني عن ثدي أمه .
القعود الصغير: ( الجمل الصغير) الذي كان يرضع من أمه ثم فصل هذا اسمه فصيل جمعه فصال .
وقت صلاة الأوابين:

يبدأ وقتها من تقريبا في حدود الساعة العاشرة- اي بعد الشروق بساعتين أو ثلاث حسب الوقت صيفا وشتاءً-  إلى نهاية وقت الضحى ، أي قبل الزوال بخمس إلى عشر دقائق.
سبب تسميتها بهذا الاسم: قيل لأنه في هذا الوقت أغلب الناس منشغلين بالمعاش. فقل َ من يُثبت لله عبادة في هذا الوقت .

فمن صلى صلاة الضحى في هذا الوقت ، فله أجر صلاة الضحى وهو 360 صدقة عن كل مفصل، وأجر من أدرك وقتاً فاضلاً للأحاديث السابقة .
فانظر كل مفصل من المفاصل مطلوب صدقة ، تقول سبحان الله ثلاثمائة وستون تسبيحه ، و ثلاثمائة وستون تهليله ، فقد أديت ما عليك ، إذا لم تفعل ذلك ، فركعتان من الضحى تجزئان عن كل ذلك ، فهذا اختصار للعمر فالإنسان اليقظ المنتبه هو الذي يستفيد من هذه عطايا الله لعبده ، أعمال فاضلة يمتن بها عليك ، تعملها فيثيبك عليها ثواب عظيم تثقل به موازينك عنده يوم القيامة.

عدد ركعاتها وكيفيتها :

كما جاء في عدد ركعات صلاة الضحى عمومًا؛ أقلها ركعتان.
والله أعلم

كان النَّبيُّ ﷺ يدعو يقولُ:  ربِّ أَعِني ولا تُعِنْ عليَّ وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهدِني ويَسِّرِ لي الهُدى وانصُرني على من بغى عليَّ ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا، لك ذَكَّارًا، لك رهَّابًا لك مِطواعًا، لك مُخبِتًا إليك أَوَّاهًا مُنيبًا ربِّ تقبَّلْ تَوْبتي واغسِلْ حَوبَتي وأَجِبْ دَعْوتي وثَبِّتْ حُجَّتي وسَدِّدْ لساني واهدِ قلبي واسلُلْ سَخيمةَ صدْري.
(رواه الترمذي ، وقال حسن صحيح)