Tuesday 12 December 2023

قراءة في أحاديث رياض الصالحين ح11 التيامن- مخالفة الطريق آداب الطعام

قراءة أحاديث من كتاب رياض الصالحين-ح ١١

٩٨- باب استحباب الذهاب إلى العيدوالحج....

٩٩- باب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم

 ١٠٠-كتاب:أدب الطعام، باب التسمية في أوله والحمد آخره  


 

98  - باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من طريق والرجوع من طريق آخر لتكثير مواضع العبادة.

719 - عن جابر رضي الله عنه‏:‏ "كانَ النبيُّ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ." (‏رواه البخاري‏)‏‏‏‏.‏

720- وعن ابن عمر رضي الله عنهما:" أنﷺ كانَ يَخْرُجُ مِن طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِن طَرِيقِ المُعَرَّسِ، وإذَا دَخَلَ مَكَّةَ، دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ العُلْيَا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى".‏ ‏‏‏(‏متفق عليه‏)‏.‏

المُعَّرس: مكان معروف على طريق مكة المكرمة عند ذي الحليفة.

خالف الطريق: ذهب لصلاة العيد من طريق، ورجع من طريق آخر. وهذا الحديث يدل على استحباب مخالفة الطريق اقتداءً بالرسول ﷺ.

وقد كان النبي عند ذهابه في يوم العيد إلى صلاة العيد يذهب من طريق، ويرجع من طريق آخر، وكذلك عند الذهاب إلى المُصلَّى، واختلفوا في حكمة هذه السنة، فقيل: ليقابل في الطريق أناسًا آخرين، فيأنس المؤمنون ويغيظ به المنافقين، وليقابل أعداد أكبر من المساكين: فيتصدق عليهم. وقيل: ليشهد له المكان فتضاعف الحسنات.

99   - باب استحباب تقديم اليمين في كل ماهو من باب التكريم كالوضوء والغُسل والتيمم، ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظفار، وقص الشارب ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، والأكل والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود، والأخذ والعطاء، وغير ذك مما هو في معناه‏.‏ ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك، كالامتخاط والبصاق عن اليسار، ودخول الخلاء، والخروج من المسجد، وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب، والإستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) ‏(لحاقة ١٩‏)‏‏‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ( فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨)‏ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) ( الواقعة ٩)

721 - عن عائشة رضي الله عنها قالت‏: "كانَ النبيُّ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، في تَنَعُّلِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وطُهُورِهِ، وفي شَأْنِهِ كُلِّهِ.‏".‏(‏متفق عليه‏)‏‏.‏

722 - وعنها رضي الله عنها، أنَّها قالت: "كانت يَدُ رسولِ اللهِ اليُمْنى لطُهورِهِ ولطَعامِهِ، وكانتِ اليُسْرى لخَلائِهِ، وما كان مِن أذًى" (حديث صحيح، ‏رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح‏)‏‏.‏

723 - عن أم عطية رضي الله عنها أن النبي ﷺ، قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها‏:‏ ‏"‏ابْدأنَ بِميامِنِها ومواضِع الوُضوءِ مِنها‏"‏ ‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏ ‏ ‏.‏

 724 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال‏:‏ إذا انتعلَ أحدُكُم فليبدأ باليمينِ ، وإذا نزعَ فليبدأ بالشِّمالِ، لتَكُنِ اليمينُ أوَّلَهُما ينتعِلُ، وآخرَهُما ينزعُ"‏ (‏متفق عليه‏)‏‏

725 - وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ:  "كان يجعَلُ يمينَهُ لطعامِهِ وشرابِهِ وثيابِهِ، ويجعَلُ يَسارَهُ لما سوى ذلك."‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وغيره‏).‏

726 -عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال‏:‏ “إذا لبستم،وإذا توضأتم، فابدؤا بأيمانكم (حديث صحيح،-‏‏‏رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح‏)‏‏.‏

727 - عن أنس رضي الله عنه:" أن رسول الله ﷺ أَتَى مِنًى، فأتَى الجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ بمِنًى وَنَحَرَ، ثُمَّ قالَ لِلْحَلَّاقِ: خُذْ، وَأَشَارَ إلى جَانِبِهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ الأيْسَرِ، ثُمَّ جَعَلَ يُعْطِيهِ النَّاسَ" ‏ (‏متفق عليه‏)‏‏‏. وفي رواية: قالَ: "فَبَدَأَ بالشِّقِّ الأيْمَنِ، فَوَزَّعَهُ الشَّعَرَةَ وَالشَّعَرَتَيْنِ بيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ قالَ بالأيْسَرِ، فَصَنَعَ به مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ قالَ: هَا هُنَا أَبُو طَلْحَةَ؟ فَدَفَعَهُ إلى أَبِي طَلْحَةَ."

============================ 

1-                   كتاب أدب الطعام

100- باب التسمية في أوله والحمد في آخره.

727- وعن عُمَرَ بنِ أبي سَلمة رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ لي رسول الله : " سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَليكَ" (متفقٌ عَلَيْهِ ).

728- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله  :" إِذَا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى، فإنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ تَعَالَى في أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بسم اللهِ أوَّلَهُ وَآخِرَهُ" (رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

729- وعن جابرٍ رضي الله عن ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله ، يقولُ : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ لأَصْحَابِهِ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ؛ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ : أدْرَكْتُم المَبيتَ وَالعَشَاءَ" رواه مسلم .

730- وعن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ طَعَاماً ، لَمْ نَضَعْ أيدِينَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ الله فَيَضَعَ يَدَهُ ، وَإنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَاماً ، فَجَاءتْ جَارِيَةٌ كَأنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا في الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رسولُ الله بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيّ كأنَّمَا يُدْفَعُ، فَأخَذَ بِيَدهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أنْ لا يُذْكَرَ اسمُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ ، وَإنَّهُ جَاءَ بهذِهِ الجارية لِيَسْتَحِلَّ بِهَا ، فأَخَذْتُ بِيَدِهَا ، فَجَاءَ بهذا الأعرَابيّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ ، فَأخذْتُ بِيَدِهِ ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إنَّ يَدَهُ في يَدِي مَعَ يَدَيْهِمَا " ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ تَعَالَى وَأكَلَ. رواه مسلم .

" يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ": أي ليتمكن الشيطان من أكله لأنه لم يذكر اسم الله عليه، فهذه الجارية الصغيرة لم تسم الله لصغر سنها، والأعرابي لجهله.

"إنَّ يَدَهُ في يَدِي مَعَ يَدَيْهِمَا" : أي أن يد الشيطان كانت مع يد الجارية والأعرابي فلما أمسك النبي يديهما أمسك يد الشيطان أيضا.

731- وعن أُمَيَّةَ بن مَخْشِيٍّ الصحابيّ ِرضي الله عن ، قَالَ : "كَانَ رسولُ الله جَالِسَاً، وَرَجُلٌ يَأكُلُ، فَلَمْ يُسَمِّ اللهَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلاَّ لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ، قَالَ : "بِسْمِ اللهِ أوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَضَحِكَ النَّبيّ ، ثُمَّ قَالَ : (مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأكُلُ مَعَهُ، فَلَمَّا ذَكَرَ اسمَ اللهِ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ) رواه أَبُو داود والنسائي .

732- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ رسولُ الله يَأكُلُ طَعَاماً في سِتَّةٍ مِنْ أصْحَابِهِ، فَجَاءَ أعْرَابِيٌّ، فَأكَلَهُ بلُقْمَتَيْنِ. فَقَالَ رسولُ الله " أما إنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ" (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح) .

 قوله: (أما إنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ)، لكنه لم يُسَمِّ فأكل الباقي كله بلقمتين، ولم يكفه، وهذا يدل على أن الإنسان إذا لم يُسَمِّ نُزِعَت البركة من طعامه، فلم يعد يكفيه، لم يشعر بالشبع.ولذلك وصى رسول الله المسلم بقول: "سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينكَ" لتحل البركة في طعامه.

733- وعن أَبي أُمَامَة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ، قَالَ: ( الْحَمْدُ للهِ حَمداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَاركَاً فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلاَ مُوَدَّعٍ ، وَلاَ مُسْتَغْنَىً عَنْهُ رَبَّنَا) (رواه البخاري ).

أي: ربُّنا غيرُ مَكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُستغنًى عنه.

734- وعن معاذِ بن أنسٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (مَنْ أكَلَ طَعَامَاً، فَقال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن) . .