Wednesday 29 April 2015

سلسلة الفقة الميسر – الدرس التاسع والعشرون – صفة الصلاة كاملة مفصلة ج2

 

 



صفة الصلاة كاملة مفصلة  ج2 

قراءة الفاتحة

قراءة الفاتحة ركن لا تصح الصلاة بدونها:
(للإمام والمأموم والمنفرد، في الصلاة السرية والجهرية، في جميع الركعات).
وهذا هو الصحيح في هذه المسألة، وهو مذهب الشافعي .
لحديث عبادة بن الصامت. قال: قال رسول الله : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». متفق عليه 
ولحديث عبادة الآخر قال: (كنا خلف رسول الله   في صلاة الفجر. فقرأ رسول الله   فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال:( لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا. نعم. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها). رواه أبو داود 
- وذهب بعض العلماء إلى أن الفاتحة تسقط عن المأموم في الصلاة الجهرية لقوله تعالى : (  فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ولحديث : ( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) حديث ضعيف عند الحفاظ ، كما قال الحافظ ابن حجر .

تسقط قراءة الفاتحة في حق المسبوق إذا أدرك الإمام راكعاً.
 
لحديث أبي بكرة رضي الله عنه (أنه انتهى إلى النبي وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي فقال: ( زادك الله حرصاً ولا تعد). رواه البخاري 
وجه الدلالة: لم يأمره النبي   بقضاء الركعة التي أدرك ركوعها دون قراءة الفاتحة.

التأمــين: 

يسن للإمام والمأموم أن يؤمنوا جهراً بالصلاة الجهرية وسراً بالصلاة السرية:
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». متفق عليه
فعلق تأميننا بتأمين الإمام، ولو أننا لا نسمعه لم يكن يتعلق بتأمين الإمام فائدة، بل كان حرجاً على الأمة.
(معنى آمين) أي اللهم استجب، وهذا قول أكثر العلماء.
يقول الإمام والمنفرد آمين بعد ولا الضالين.
وكذا المأموم (يقول آمين إذا قال الإمام ولا الضالين) على القول الصحيح.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا: آمين». متفق عليه 
وردت أحاديث في فضل التأمين:
- قوله في الحديث السابق: ( .. ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». متفق عليه
- قال النووي: (قوله «من وافق تأمينه تأمين الملائكة» معناه وافقهم في وقت التأمين فأمن مع تأمينهم فهذا هو الصحيح).
- وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين». رواه ابن ماجه 
- قوله (غفر له ما تقدم من ذنبه) المقصود الصغائر عند أكثر العلماء، لأن الكبائر لا تكفرها إلا التوبة.

السورة التي بعد الفاتحة

يسن قراءة سورة بعد الفاتحة: لحديث أبي قتادة رضي الله عنه قال (كان رسول الله يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورة، يطول في الأولى ويقصر في الثانية، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب). متفق عليه  
قال في المغني: (لا نعلم خلافاً في أنه يسن قراءة سورة مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من كل صلاة ويجهر فيما يجهر فيه بالفاتحة ويسر فيما يسر بها فيه).
من فوائد حديث أبي قتادة السابق :
- استحباب تطويل الركعتين الأوليين من صلاة الظهر والعصر أكثر من غيرها، بل تطويل الركعة الأولى أكثر من الثانية.
- استحباب قراءة سورة كاملة في الركعة.
لحديث أبي قتادة السابق وفيه (كان يقرأ بفاتحة الكتاب وسورة).
لكن لو قرأ من أواخر السور أو قرأ بعض آيات من سور طويلة فإن ذلك يجوز من غير كراهة.  لقوله تعالى (فاقرأوا ما تيسر من القرآن).
ولما جاء في صحيح مسلم (أن النبي كان يقرأ في راتبة الفجر في الركعة الأولى
(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا)  وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)).
وكذلك يجوز في الفريضة ،ولم يرد هنا دليل يخصص صلاة النفل دون الفريضة
- الأغلب من فعل النبي أنه كان يقتصر على الفاتحة في الركعتين الأخريين.
لحديث أبي قتادة السابق وفيه (وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
لكن لا بأس أحياناً يزيد على الفاتحة في الركعة الثالثة من المغرب، والركعتين الأخيرتين من الظهر والعصر والعشاء

لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال (كنا نحزر قيام رسول الله في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر { ألم تنزيل } السجدة، وفي الأخريين قدر النصف من ذلك). رواه مسلم 
(من المعلوم أن سورة السجدة: 30 آية). ( نحزر ) نقدر .
(معنى هذا الحديث إذاً أن النبي يزيد على قراءة سورة الفاتحة في الركعتين الأخريين).

يجوز جمع أكثر من سورة في الركعة الواحدة 
:
لحديث حذيفة رضي الله عنه  (أنه صلى مع النبي  ذات ليلة فقرأ البقرة والنساء وآل عمران). رواه مسلم 
يجوز قراءة السورة الواحدة في الركعتين:
لحديث معاذ بن عبد الله رضي الله عنه  (أن رجلاً من جهينة أخبره أنه سمع رسول الله يقرأ في الصبح (إذا زلزلت)  في الركعتين كلتيهما). رواه أبوداود 
 قال الشيخ الألباني رحمه الله : (والظاهر أن الرسول   فعل ذلك عمداً للتشريع).
 
يجوز تفريق السورة بين الركعتين:

لحديث عائشة رضي الله عنها(أن النبي قرأ بالمغرب الأعراف قسمها على الركعتين). رواه النسائي 
يكره تنكيس السور:
كأن يقرأ في خلاف ترتيب المصحف. كأن يقرأ في الركعة الأولى الناس وفي الثانية الفلق.
لأن الصحابة وضعوا المصحف الذي يكادون يجمعون عليه في عهد عثمان، وضعوه على هذا الترتيب 
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : (والقول بالكراهة قول وسط).
ولكن حديث حذيفة السابق وفيه: (أن النبي   قرأ البقرة والنساء وآل عمران).
يدل على الجواز. لكن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قال عنه (لعله قبل العرضة الأخيرة).
السنة أن يقرأ المصلي في صلاة الظهر والعصر بأواسط المفصل:
لحديث جابر بن سمرة (أن رسول الله كان يقرأ في الظهر والعصر بــ { والسماء والطارق }و{ والسماء ذات البروج }). رواه أبو داود  

وفي صلاة المغرب بقصار المفصل.
لحديث سليمان بن يسار قال (كان فلان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسطه وفي الصبح بطواله، فقال أبو هريرة: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله من هذا). رواه النسائي 
(لكن ربما قرأ بطوال المفصل وأواسطه).
(فقد ثبت عنه أنه قرأ بالطور).  متفق عليه  (وهي من طوال المفصل).
(وثبت عنه أنه قرأ بالمرسلات).  متفق عليه   (وهي من طوال المفصل).
وفي صلاة العشاء بأواسط المفصل.

لحديث معاذ رضي الله عنه  أن النبي قال له (.. إذا أممت الناس فاقرأ بـ{الشمس وضحاها }  و { سبح اسم ربك الأعلى } و { اقرأ باسم ربك } و { الليل إذا يغشى }). متفق عليه 
وفي صلاة الصبح بطوال المفصل.

لحديث سليمان بن يسار السابق وفيه (.. وفي الصبح بطواله..).
- المفصل يبدأ من سورة ( ق ) إلى آخر القرآن على الصحيح  [ فتح الباري]
طواله (من { ق } إلى { عم }  ، أواسطه (من { عم } إلى { الضحى }) قصاره (من { الضحى } إلى { الناس }).
قال ابن حجر: (وسمي مفصلاً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة).
قال النووي : وسمي مفصلاً لقصر سوره ، وقرب انفصال بعضهن من بعض [ شرح مسلم]

الركــوع

الركوع ركن من أركان الصلاة:
لقوله للمسيء في صلاته (ثم اركع حتى تطمئن راكعاً).
يستحب أن يضع يديه على ركبتيه:
لحديث أبي حُميْد قال (رأيت رسول الله  وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه) رواه البخاري.
وأمر بذلك المسيء في صلاته فقال (إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء.. ثم يكبر ويضع يديه على ركبتيه). رواه أبو داود 
يستحب أن يفرق بين أصابعه:
لحديث وائل بن حجر (أن النبي كان إذا ركع فرج بين أصابعه). رواه الحاكم 
يستحب أن يمد ظهره مستوياً:
لحديث عائشة رضي الله عنها  قالت (كان رسول الله إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك).رواه مسلم 
وعن ابن عباس رضي الله عنهما  قال (كان رسول الله إذا ركع بسط ظهره حتى لو صب الماء عليه لاستقر). رواه ابن ماجه 
قوله (لم يشخص) بضم الياء وإسكان الشين: أي لم يرفعه.
قوله (لم يصوبه) بضم الياء وفتح الصاد: أي لم يخفضه خفضاً بليغاً.
والواجب في الركوع: أن ينحني بحيث يكون إلى الركوع التام أقرب منه إلى الوقوف التام
يجب أن يطمئن في ركوعه:
لحديث أبي قتادة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله : «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، لايتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها». رواه أحمد
أذكار الركوع :
سبحان ربي العظيم:
لحديث ابن عباس  قال: قال رسول الله : «وأما الركوع فعظموا فيه الرب». مسلم
وعن حذيفة رضي الله عنه  قال (صليت مع رسول الله فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى). رواه مسلم 
يستحب أن يضيف أحياناً { وبحمده } لأنه وردت بذلك السنة.
هناك بعض الأذكار الأخرى يستحب أن يقولهافي الركوع، منها:
- (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) رواه مسلم.
- (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) متفق عليه.
- (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) رواه أبو داود.
الرفع من الركوع

يرفع من الركوع رافعاً يديه:
لحديث ابن عمر الذي سبق وفيه (.. وإذا رفع رأسه من الركوع).
يقول الإمام والمنفرد سمع الله لمن حمده:
الإمام يجمع بين التسميع (سمع الله لمن حمده) والتحميد (ربنا ولك الحمد).
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال (كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد..) متفق عليه.
وأما المأموم فالصحيح أنه يقتصر على (ربنا ولك الحمد).
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله : «إنما جعل الإمام ليؤتم به.. فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد» متفق عليه.
أدعية الرفع من الركوع:

(ربنا ولك الحمد) متفق عليه.
(وجاء: ربنا لك الحمد - أو: اللهم ربنا لك الحمد - أو اللهم ربنا ولك الحمد).
ويستحب أن يضيف:
- (ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد) متفق عليه.
- (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه).
قال النبي : «لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً » رواه البخاري.
من أخطاء بعض المصلين تقصير هذا الركن عن بقية الأركان:
وقد قال ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه  (إني لا آلو أن أصلي بكم كما كان رسول الله يصلي، قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائماً حتى يقول القائل: قد نسي، وإذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل: قد نسي) متفق عليه. [ لا آلو : أي لا أقصِّر ]
فائدة:
من أخطاء بعض المصلين عند الاعتدال من الركوع: زيادة لفظة (والشكر) عند قولهم (ربنا ولك الحمد) وهذه الزيادة لم تثبت عن رسول الله .