Monday 26 January 2015

صحابيات حول رسول الله ﷺ - أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أسد الله ورسوله




 




نسبها الشريف:

هى فتاة من قريش سليلة بيت النبي أبوها حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله وأخوه من الرضاعة وأحد وزرائه الأربعة عشر، وهو أسنُّ من رسولِ الله بسنتين، كما أنه قريبٌ له من جهة أمه، فأمه هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف، ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف،  أمِّ رسولِ الله، ولم يعرف لحمزه بنتاً سواها.
أما أمها، فهى سلمى بنت عميس التى أسلمت قديماً مع أختها أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب.
وأمامه بنت حمزه اشتهرت بلقب أم الفضل،  وهي التى قال فيها على بن ابى طالب :انها احسن فتاه فى قريش.

تشرف أبوها بأن يكون عم رسول الله  وأخوه من الرضاعة: 

فإن للنبي مرضعتين هما:  ثويبة مولاة لأبي لهب، وحليمة السعدية.   جاء في زاد المعاد لابن القيم: فصل في أمهاته اللاتي أرضعنه:
 فمنهن ثويبة مولاة عمه أبي لهب، أرضعته أياما،فأعتقها بسبب إرضاعها لابن أخيه محمد ،وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي( وهو زوج أم المؤمنين أم سلمة قبل رسول الله ) أرضعته  بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمه حمزة بن عبد المطلب، واختلف في إسلامها، فالله أعلم.
 ثم أرضعته حليمة السعدية بلبن ابنها عبد الله، وكان عمه حمزة مسترضعا في بني سعد بن بكر عند مرضعة غير حليمة ، فأرضعت أمه رسول الله يوما وهو عند أمه حليمة. انتهى.- أي أن حمزة رضي الله عنه رضع مع رسول الله من مرضعتين ، أولهما ثويبة ، ثم من مرضعة من بني سعد رضع منها رسول الله مرة واحدة وهو عند أمه حليمة السعدية .
هجرة والدها حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة دونها ووالدتها:

وعندما أذن رسول الله للمسلمين بالهجرة الى المدينه المنوره ،هاجر حمزه وترك زوجته وابنته فى مكه كما فعل كثير من المهاجرين الذين خلفوا أولادهم وأزواجهم فى مكه حيث دورهم وأموالهم ،وبقيت أمامه مع أمها سلمى بنت عميس فى مكه، وكانت عيونها وقلبها على المسلمين فى المدينه وهم يلتفون حول رسول الله ويحققون النصر على المشركين، وكانت ذروة ذلك فى معركة بدر الكبرى .
-الا ان أمامه فجعت مع أمها سلمى باستشهاد أبيها حمزه فى غزوة أحد مما ترك فى نفسها جرح لم يندمل،  تيتمت الإبنه وترملت الأم ، وقطعت الأمل أمامها بالهجرة الى المدينه بعد أن فقدت الزوج هناك،  وبقيت أمامه بنت حمزه مع أمها سلمى بنت عميس في مكة حتى السنة السابعة من الهجرة.
-وقد تزوجت الام بعد أن انقضت عدتها من شداد بن الهادى، فولدت له عبدلله وعبدالرحمن،  ثم تركها زوجها شداد وهاجر الى المدينه ،وشهد مع رسول الله
الخندق والغزوات الاخرى.
- ولم تلبث أمها سلمى أن توفيت وتركت الدار بما فيها من أطفال اكبرهم أمامه التى فقدت الأم بعد أن فقدت الأب قبل سنوات فتضاعف إحساسها بالغربه واشتياقها إلى الرحيل .
استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه:

لُقِّب بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، ويكنى أبا عمارة، كان حمزة في الجاهليةِ  فتىً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان أشدَّ فتى في قريش وأعزَّهم شكيمة، فقد شهد في الجاهلية حرب الفجّار التي دارت بين  قبيلتي كِنانَةَ ، وقيس بن عيلان.
أسلم حمزة في السنة الثانية من بعثة النبي ( وقيل في السادسة والقول الأول أرجح ) فلمَّا أسلم علمت قريش أن النبي قد عز وامتنع وأن حمزة سيمنعه، فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه. ثم هاجر حمزة إلى المدينة المنورة، فآخى الرسولُ بينه وبين زيد بن حارثة، وكان أولُ لواء عقده النبي هو اللواءَ الذي عقده لحمزة، وشهد حمزةُ  غزوة بَدْرٍ، كما شهد غَزوةَ أُحُدْ سنة 3هـ، و قَتَلَ من المشركين قبل أن يُقتل واحداً وثلاثين نفساً، وكان الذي قتله هو وَحْشِيّ بن حرب غلامُ جبير بن مطعم، ومَثَّل به المشركون، وبقرت هِنْدث بنتُ عُتْبَةَ بطنَه فأخرجت كبده، فجعلت تلوكها فلم تستسغها فلفظتها، فقال النبي : " لو دخل بطنها لم تمسها النار"، وخرج الرسولُ يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد مُثِّل به، فلم ير منظراً كان أوجع لقلبه منه فقال: " لن أصاب بمثلك أبدا ‏‏!‏‏ ما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من هذا"، ثم قال ‏‏:‏‏ جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السماوات السبع ‏‏:‏‏ حمزة بن عبدالمطلب ، أسد الله ، وأسد رسوله " وقال: ""رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات" ، ودفن حمزة وابن أخته ( أميمة بنت عبد المطلب)  عبدُ اللهِ بن جَحش( وكان قد مُثل به أيضا) في قبر واحد
قال ابن إسحق عن ابن عباس ، قال ‏‏:‏‏ أمر رسول الله بحمزة فسجي ببردة ثم صلى عليه ، فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة ‏‏.‏‏

علمت أمامة بخبر استشهاد والدها وهى فى مكه بين ظهرانى المشركين ،وعاشت زمناً تريد الهجره الى المدينه لتقف على قبره تستنشق عبير الشهاده فى سبيل الله.
رحلتها إلى المدينة المنورة :
ودخلت أمامه المدينه المنوره بعد استشهاد أبيها حمزه بأربع سنوات، وذلك عندما قدم المسلمون مع رسول الله إلى مكة لعمرة القضاء في السنة السابعة من الهجرة، وقصة عودتها معهم يرويها البخاري في صحيحه في حديث عن البراء بن عازب قال : فذكر في قصةِ عُمْرَة القضاء:.. فلما خرجوا- أي من مكة بعد أداء العمرة -  تبعتهم بنت حمزة تنادي: يا عمُّ يا عمُّ، فتناولهَا عليٌّ فأخذ بيدِها وقال لفاطمةَ عليها السلامُ : دونكِ ابنةَ عمِّكِ احمِليها، فاختصم فيها عليٌّ وزيدٌ وجعفرُ، قال عليٌّ : أنا أخذْتُها، وهي بنتُ عمّي . وقال جعفرُ : ابنةُ عمِّي وخالتُها تحتي . وقال زيدٌ : ابنةُ أخي . فقضى بها النبيُّ لخالَتِها، وقال : ( الخالةُ بمنزلةِ الأمِّ ) . وقال لعليٍّ : ( أنت مني وأنا منكَ ) . وقال لجعفرَ : ( أشبهْتَ خلْقي وخُلُقي ) ،وقال لزيدٍ : ( أنت أخونا ومولانا)  ( رواه البخاري)
-فقول بها زيد بن حارثه (انا احق بها ابنت اخى ) فقد كان النبى قد آخى بينه وبين حمزه حين آخى بين المهاجرين والأنصار.
وفي الحديث قول جَعْفَرِ: عندي خالتها، وقول النبي : "الخَاَلةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ" : ذلك لأن أم أمامة اسمها سلمى بنت عُميس، وكانت أختها أسماء بنت عميس زوجة جعفر ابن أبي طالب.
ولما قضى بها رسول الله لجعفر  قال له : (وانت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المراه على خالتها وعمتها) فقضى بها لجعفر إلا إنه لا يتزوجها تكون فى بيته تحت رعايته ورعاية زوجته خالتها أسماء .
وزاد عليه محمد بن عمر قال : فقام جعفر فحجل حول رسول الله ، فقال النبي:" ما هذا يا جعفر؟" فقال: يا رسول الله، كان النجاشي إذا أرضي أحدا قام فحجل حوله.
أمامة بنت حمزة في المدينة:
ودخلت أمامه المدينه المنوره بعد استشهاد أبيها حمزه بأربع سنوات وكان أول شىء سالت عنه هو قبر أبيها فزارته وكانها تودع أباها التى لم يتح لها ان تودعه قبل استشهاده.
قال أبُو جَعْفَرِ بْنُ حَبِيب في كتابه "المُحَبَّرِ": لما قدم رسول الله عمرة القضية أخذ معه أُمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:
تُسَأِلُ عَن قَرْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ  **** لَدَى البَأْسِ مِغْوارِ الصَّباحِ جَسُـور

فَقُلْتُ لَهَا: إنَّ الشَّهَادَةَ رَاحَـةٌ **** وَرِضْوَانُ رَبٍّ يَا أُمَامُ غَـفـُــــــــور

دَعَاهُ إِلَهُ الخَلْقِ ذُو العَرْشِ دَعْوةً **** إِلَى جَنَّةٍ فِيهَا رِضـًا وَسُــــــــــرورِ
-واستقر المقام بامامه بنت حمزه فى المدينه المنوره التى ضم ثراها جثمان ابيها الطاهر
-وعاشت أمامه بنت حمزه فى المدينه المنوره فى حضانة خالتها اسماء بنت عميس زوج جعفر بن ابى طالب لتنعم بمجتمع الموده والتراحم التى اسس دعائمه الدين الجديد
عليٌّ يعرض على النبي أن يتزوجها: 

وجاء يوم على بن ابى طالب الى رسول الله . وقال:الا تتزوج ابنة عمك حمزه فانها أحسن فتاه فى قريش فقال رسول الله: "ابنة أخي من الرضاعة" ، يا على أما علمت أن حمزه أخى فى الرضاعه وأن الله حرم من الرضاعه ما حرم من النسب"
-عند البخاري من حديث عمرة الفضاء:
 وقال عليٌ : ألا تتزوجُ بنتَ حمزةَ ؟ قال : " إنها ابنةُ أخي منَ الرَّضاعةِ ".
زوجها رسول الله من سلمة بن أبي سلمة:
ثم زوّجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة ،- وابن أم سلمة ( هند بنت زاد الراكب زوج النبي ، وأم المؤمنين ) -فكان النبي يقول:" هل جزيت سلمة!"، لأن سلمة هو الذي زوج أمه أم سلمة من رسول الله ﷺ.
وذكر أيضاً بإسناده عن الزهري قال: زوج رسول الله أمامة بنت حمزة من سلمة بن أبي سلمة فلم يضمها إليه، وذلك لأنه أصابه خبل وإكسال، ومات في أيام عبد الملك بن مروان. وكان عمر أسن منها فتزوج أمامة، ومات أيضاً في أيام عبد الملك بن مروان.
-     وقال بعضهم :ان سلمه عاش حتى خلافة عبد الملك بن مروان وان أمامه هى التى ماتت قبل ان يدخل سلمه بها
- وقال اخرون ان سلمه مات قبل ان يجتمع بامامه .
واى يكن الأمر فقد بقي لأمامه فى مسيرة حياتها وهجرتها وحسن إسلامها ذكر طيبه من نسل رجلٍ شجاع ترك بصمته راسخه فى مسيرة الاسلام .
كما أن حياتها ارتبطت ببعض الأحكام مثل :أن الرضاعة تحرم ما يحرم النسب .وعدم تزوج المرأه على خالتها أو عمتها .
رحم الله أمامة بنت حمزة سيد الشهداء.