Monday 3 December 2018

تفسير سورة المعارج- ج 3 – الكل يطمع بأن يدخل جنة نعيم ، وهي موعد من سعى لها بما أُمر من العمل، وقلبه مطمئن بالإيمان




 



 الكل يطمع بأن يدخل جنة نعيم ، وهي موعد من سعى لها بما أُمر من العمل، وقلبه مطمئن بالإيمان.

قال تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ﴿٣٦﴾ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ﴿٣٧﴾ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ﴿٣٨﴾ كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾

قوله تعالى: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } أي فما لهؤلاء الكفّار الذين عندك يا محمد { مُهْطِعِينَ } أي مسرعين نافرين منك، قال الحسن البصري { مُهْطِعِينَ } ، أي منطلقين، { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } واحدها عزة أي متفرقين، وقال ابن عباس: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} قال: قبلك ينظرون {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } العزين: العصب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به، وعن الحسن : أي متفرقين يأخذون يميناً وشمالاً يقولون: ما قال هذا الرجل؟ وفي الحديث عن جاير بن سمرة قال: " خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذنابُ خيلٍ شُمُسٍ! اسكُنوا في الصلاةِ ." قال ثم خرج علينا فرآنا حَلقًا. فقال:"ما لي أراكم عِزين!" قال ثم خرج علينا ،فقال:" ألا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟:  فقلنا: يا رسولَ اللهِ وكيف تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟ قال: يتمون الصفوفَ الأُولَ ويتراصون في الصفِّ." (أخرجه مسلم في صحيحه،  عن أبي هريرة، ورواه أحمد والنسائي بنحوه).
شرح الحديث:
 وهذه مجموعة أحاديث لرسول الله ، قالها لأصحابه في أوقات ولقاءات متعددة، ففي الأول قال: ما لي أراكم، أي: في الصَّلاةِ، رافعي أيديكم، أي: عند التسليمِ، كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؟! أي: ذُيولُها، و"شُمْس": وهي الخيلُ الَّتي لا تستقرُّ بل تضطربُ وتتحرَّكُ بأذنابِها وأرجُلِها، وأوضَح النَّبيُّ المعنى في روايةٍ أخرى فقال: علامَ تُومِؤون بأيديكم، أي: تُشيرون بها، كأذنابِ خيلٍ شُمْسٍ؟! اسكُنوا في الصَّلاةِ، أي: اخْشَعوا فيها، وإنَّما يكفي أحدَكم أن يضَعَ يدَه على فخِذِه، ثمَّ يُسلِّمُ على أخيه عن يمينِه وشِمالِه، أي: بوجهِهِ إلى اليمينِ وإلى اليَسارِ عند السَّلامِ.
قال جابرٌ: ثمَّ خرَج علينا، أي: النبيُّ ، فرآنا حِلَقًا، أي: نُصلِّي في حَلَقاتٍ، فقال النبيُّ ﷺ: ما لي أراكم عِزِينَ؟! أي: جماعاتٍ مُتفرِّقين في حلقاتٍ مُتعدِّدة، قال جابرٌ: ثمَّ خرَج علينا، أي: النبيُّ ، مرَّةً أخرى، فقال مُعلِّمًا إيَّاهم كيف يقفون في الصَّلاة: ألَا تصفُّون كما تصفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟ فقُلْنا: يا رسولَ الله، وكيف تصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟ قال: يُتمُّونَ الصُّفوفَ الأُوَلَ ويتراصُّون في الصَّفِّ، أي: تتراصُّون في الصُّفوفِ بجوارِ بعضِكم البعضِ، وتتمُّونها صفًّا صفًّا، الأوَّلَ ثمَّ الثَّانيَ ثمَّ الثَّالثَ، وهكذا في كلِّ الصُّفوفِ.
وقوله تعالى: { أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ *  كَلَّا ۖ } أي أيطمع هؤلاء، والحالة هذه من فرارهم عن الرسول ، ونفارهم عن الحق، أن يدخلوا جنات النعيم؟ كلا بل مأواهم جهنم.
 ثم قال تعالى مقرراً لوقوع المعاد والعذاب بهم مستدلاً عليهم بالبداءة: { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } أي من المني الضعيف، كما قال تعالى: { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ } ( المرسلات 29)، وقال: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ } ( الطارق 5-7).

 ثم قال تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ﴿٤٠﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٤١﴾ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٤٢﴾ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴿٤٣﴾ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿٤٤﴾ 
  
وقوله تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ }، أي الذي خلق السماوات والأرض، وسخّر الكواكب تبدو من مشارقها وتغيب في مغاربها، { إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ } أي يوم القيامة نعيدهم بأبدان خير من هذه فإن قدرته صالحة لذلك، { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي بعاجزين، كما قال تعالى: { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } ( القيامة 3-4)، وقال تعالى: { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ } ( الواقعة 60-61)
واختار ابن جرير { على أن نبدل خيراً منهم} أي أمة تطيعنا ولا تعصينا وجعلها كقوله: { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم } ( محمد 38)، وهذا المعنى أظهر لدلالة الآيات بما فيها من تقريع الله للكفار على إعراضهم عن الحق على هذا المعني، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
ثم قال تعالى: { فَذَرْهُمْ } أي يا محمد { يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } أي اتركهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم؛ على جهة الوعيد، { حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }،واشتغل أنت بما أمرت به ولا يعظمن عليك شركهم؛ فإن لهم يوما يلقون فيه ما وعدوا، { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا } أي يقومون من القبور، إذا دعاهم الرب تبارك وتعالى لموقف الحساب، ينهضون سراعاً { كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ } قال ابن عباس: إلى علَم يسعون، وقال أبو العالية: إلى غاية يسعون إليها. { نُصُب} بضم النون والصاد وهو الصنم، أي كأنهم في إسراعهم إلى الموقف، كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه، { يوفضون} يبتدرون أيهم يستلمه أول، وهذا مروي عن مجاهد وقتادة والضحّاك وغيرهم، قوله تعالى { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ } { يَوْمَ } ،بدل من { يَوْمَهُمُ } الذي قبله، وقراءة العامة { يَخْرُجُونَ} بفتح الياء وضم الراء على أنه مسمى الفاعل، وقرأ السلمي والمغيرة والأعشى عن عاصم { يُخْرَجُونَ} بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول،  و {الْأَجْدَاثِ }: هي القبور؛ واحدها جدث. { سِرَاعًا } حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي؛ وهو نصب على الحال .
{ كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ } قراءة العامة بفتح النون وجزم الصاد. وقرأ ابن عامر وحفص بضم النون والصاد. وقرأ عمرو بن ميمون وأبو رجاء وغيرهما بضم النون وإسكان الصاد.
والنَّصب والنُّصب لغتان مثل الضَّعف، والضُّعف. الجوهري : والنَصب ما نصب فعبد من دون الله، وكذلك النُصب بالضم؛ وقد يحرك.
قال الأعشى : وذا النصب المنصوب لا تنسكنه ** لعافية والله ربك فاعبدا….  أراد (فاعبدن) فوقف بالألف؛ كما تقول : رأيت زيدا. والجمع الأنصاب. وقول الأعشى: (وذا النصب) بمعنى إياك وذا النصب.
والنصب الشر والبلاء؛ ومنه قوله تعالى { أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } [ص : 41]. وقال الأخفش والفراء : النُّصُب جمع النّصْب مثل رَهْن ورُهُن، والأنصاب جمع نُصُب؛ فهو جمع الجمع. وقيل : النصب والأنصاب واحد. وقيل : النُصب جمع نصاب، هو حجر أو صنم يذبح عليه؛ ومنه قوله تعالى { وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } [المائدة 3]. وقد قيل : نَصْب ونُصْب ونُصُب معنى واحد؛ كما قيل عَمْر وعُمْر وعُمُر. ذكره النحاس.
قال ابن عباس إِلَىٰ نُصُبٍ} إلى غاية، وهي التي تنصب إليها بصرك. وقال الكلبي : إلى شيء منصوب؛ علم أو راية. وقال الحسن : كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوي أولهم على آخرهم.
قوله تعالى { يُوفِضُونَ } يسرعون والإيفاض الإسراع.  وقال الليث : وفضت الإبل تفض وفضا؛ وأوفضها صاحبها. فالإيفاض متعد، والذي في الآية لازم. يقال : وفض وأوفض واستوفض بمعنى أسرع. وقوله تعالى: { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } أي خاضعة من الذل والخجل، { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } أي يغشاهم الهوان.  قال قتادة : هو سواد الوجوه. في مقابلة ما استكبروا في الدنيا عن الطاعة .
 والرهق : الغشَيان؛ ومنه غلام مراهق إذا غشي الاحتلام. رهِقه بالكسر يرهقه رهقا أي غشيه؛ ومنه قوله تعالى { وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ } [يونس  26]. { ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } أي يوعدونه في الدنيا أن لهم فيه العذاب. وأخرج الخبر بلفظ الماضي لأن ما وعد الله به يكون ولا محالة.  والله أعلم وأحكم.
آخر تفسير سورة المعارج فلله الحمد والمنة.

متشابهات سورة المعارج:

   1-فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ (خَمْسِينَ ) أَلْفَ سَنَةٍ :

{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } ( المعارج4 ) هذا في يوم القيامة ، والعروج هنا إلى فوق السماء السابعة ،( ذكر هنا ( وَالرُّوحُ) من ضمن الملائكة، وهو جبريل عليه السلام)، وهو من الملائكة المقربين إلى الرحمن .
 { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } ( السجدة 5)، الف سنة مسافة ما تقطعه الملائكة في عروجها من الأرض إلى السماء الدنيا، لتدبير أمور الأرض وأهلها.

    2- يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ / يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ

 { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) عبس
 { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)المعارج

الضبط : ربط حرف الخاء في ( الصاخة ذكرت في عبس) بحرف الخاء في ( أَخِيهِ )
أو الفداء يكون بالأغلى إلى الإنسان( أو من يملك )، (بِبَنِيهِ) المعارج، أما الفرار يكون من الأبعد بعداً حسياً، عبس .


   3- - وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ ( حَقٌّ مَعْلُومٌ ) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ

   {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) المعارج
  { وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) } الذاريات

الضبط :
قوله تعالى في المعارج: {حقٌّ معْلُومٌ} وفى الذاريات: {حقٌّ لِلسّائِلِ والْمحْرُومِ} بإسقاط {معلوم}.
قيل المراد بآية الذاريات: الصدقات النوافل لقرينة تقدم النوافل فيها:{  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾
 وبهذه الآية في سورة المعارج، المقصود؛ الزكاة وهي الفريضة، لتقدم ذكر الصلاة، وهي فريضة لأنها معلومة مقدرة.

   4- { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}  
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } ( المعارج32-34)
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}( المؤمنون8-9)
الضبط :
 خصّت سورة المعارج بزيادة ذكر الشهادة ؛ كما خصّت بإِعادة ذكر الصلاة حيث قال: {والّذِين هُمْ على صلاتِهِمْ يُحافِظُون} بعد قوله: {إِلاّ الْمُصلِّين الّذِين هُم على صلاتِهِمْ دآئِمُون}. (المصدر / كتاب البرهان)

رَبُّ (الْمَشْرِقِ - الْمَشْرِقَيْنِ - الْمَشَارِقِ ) (وَالْمَغْرِبِ - الْمَغْرِبَيْنِ - وَالْمَغَارِبِ )

 -{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا } (المزمل9)، تناسب في المكان الواحد، الشرق واحد.
- {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } ( الرحمن17)، السورة  كلها بصيغة المثنى، وهي لغة للعرب.
-{ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ } (المعارج 40)، فيها تفصيل أكثر، والمشارق كثيرة ، فكل يوم له مشرقه وقته الذي تشرق به الشمس يختلف عن غيره، وكل مكان كذلك.

  6- عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ ( خَيْرًا مِنْهُمْ - أَمْثَالَكُمْ )

{ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} (المعارج 41 )
{ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ}  (الواقعة 61 )
في الواقعة ذكر النشأة الأولى ، وقد الناس على أشكالهم المعروفة،  فبين أنه سبحانه قادر على أن يغير هذه الصورة المكتملة بغيرها ، فيجمل المؤمن ببياض وجهه، ويقبح الكافر بسواد وجهه يوم القيامة.
في المعارج استبدال الناس بعصيانهم ربهم بخير منهم، وهذا في الدنيا، وفي الواقعة تبديل لخلقة البشر حسب أعمالهم وهذا يوم القيامة.

    7- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) الزخرف
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) المعارج
الضبط : المعارج، بدأت سورة المعارج بذكر يوم القيامة ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) وبينت أهواله، وانتهت ببيان حالة الخروج من القبور ، وما ينتظر أهل الكفر في ذلك اليوم.

  8- خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ:  (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ -  ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)

{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } ( القلم 43)
{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ *ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } ( المعارج 44-45 )
الضبط : سورة المعارج فيها تقريع لمن أعرض عن طريق الحق بالخوض واللعب ، ونسوا..
{ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }

    الخلاصة
سورة المعارج تميزت بطول التركيب اللفظي لذا جاء فيها ( خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ، (حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ، ( وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ)
 جاء في بدايتها سؤال عن يوم العذاب (سأل سائل بعذاب واقع ) فجاء فيها الجواب في آخر السورة ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا) ، ( ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ )
    اسم السورة جمع ( المعارج )، فجاء فيها ( الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ)
    اسم السورة به حرف الراء فجاء فيها ( خَيْرًا مِنْهُمْ)
من موقع : زاد للقرآن … بتصرف وتوضيح

اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ونبيك محمد
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار

No comments:

Post a Comment