Friday, 23 December 2016

سلسلة الفقه الميسر - الدرس الثاني والثلاثون- صلاة الضحى

 

 


 صلاة الضحى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"على كل سلامى من ابن آدم فيكل يوم صدقة ويجزي عن ذلك كله ركعتا الضحى"
 (  صحيح الجامع للألباني – حديث صحيح )

سلامى: المفصل، وفي جسم الإنسان 360 مفصل.
فثواب أداء صلاة الضحى : هو ثواب أداء الصدقة عن 360 مفصل في الإنسان

حكمها: سنّة مستحبة، كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بداية وقت صلاة الضحى ونهايتها:

بدايتها : تبدأ بعد شروق الشمس بنحو ثلث الساعة عندما تكون الشمس قدر رمح في السماء وترسل أشعتها وتظهر ..
عددها: من ركعتين إلى ثمان ركعات .
نهاية وقتها: إلى قبل الظهر بنحو ساعة إلا ربع أو نصف ساعة قبل الزوال لأن الصلاة في هذا الوقت ممنوعة حتى يؤذن الظهر .
المراد بصلاة الأوابين:

1-قال بعض العلماء: بأنها صلاة الضحى
2- وقال آخرون: بأنها لا ليست صلاة الضحى إنما هي صلاة مخصوصة اسمها صلاة الأوابين.
 والأول أشهر، وأصح والاحاديث التالية تؤيده:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ : " صَلاةُ الأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ . "  رواه مسلم  
وفي رواية للإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى مَسْجِدِ قُبَاءَ أَوْ دَخَلَ مَسْجِدَ قُبَاءَ بَعْدَمَا أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا هُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ: "  إِنَّ صَلاةَ الأَوَّابِينَ كَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ . "
وفي رواية لمسلم عَنْ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنْ الضُّحَى فَقَالَ أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ . " صحيح مسلم  
قال النووي رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الأوابين حين تَرمَض الفصال ) هو بفتح التاء والميم , والرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته بالشمس , أي حين تحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل - جمع فصيل - من شدة حر الرمل ( فترفع أخفافها وتضعها من حرارة الأرض ) .
والأواب : المطيع , وقيل : الراجع إلى الطاعة . وفي ( الحديث )  : فضيلة الصلاة هذا الوقت .. ( و) هو أفضل وقت صلاة الضحى , وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال . شرح مسلم للنووي ، والله تعالى أعلم .
[والفصيل] هو ابن الناقة التي فصل عنها لم يعد يرضع لبن ، مثل ابن آدم قال الله عنه : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ( الأحقاف15)،  يعني عن ثدي أمه .
القعود الصغير: ( الجمل الصغير) الذي كان يرضع من أمه ثم فصل هذا اسمه فصيل جمعه فصال .

وقت صلاة الأوابين:

يبدأ وقتها من تقريبا في حدود الساعة العاشرة- اي بعد الشروق بساعتين أو ثلاث حسب الوقت صيفا وشتاءً-  إلى نهاية وقت الضحى ، أي قبل الزوال بعشر إلى عشرين دقيقة.
سبب تسميتها بهذا الاسم: قيل لأنه في هذا الوقت أغلب الناس منشغلين بالمعاش . فقل َ من يُثبت لله عبادة في هذا الوقت .

فمن صلى صلاة الضحى في هذا الوقت ، فله أجر صلاة الضحى وهو 360 صدقة عن كل مفصل، وأجر من أدرك وقتاً فاضلاً للأحاديث السابقة .
فانظر كل مفصل من المفاصل مطلوب صدقة ، تقول سبحان الله ثلاثمائة وستون تسبيحه ، و ثلاثمائة وستون تهليله ، فقد أديت ما عليك ، إذا لم تفعل ذلك ، فركعتان من الضحى تجزئان عن كل ذلك ، فهذا اختصار للعمر فالإنسان اليقظ المنتبه هو الذي يستفيد من هذه عطايا الله لعبده ، أعمال فاضلة يمتن بها عليك ، تعملها فيثيبك عليها ثواب عظيم تثقل به موازينك عنده يوم القيامة.

عدد ركعاتها:
أقلها ركعتان
أكثرها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعض الأحيان أربعاًوربما صلى ثمان عليه الصلاة والسلام، وإن صلى المسلم  أكثر فلا بأس.
ورسول الله  صلى الله عليه وسلم صلّى ثمان ركعات حين فتح الله عليه مكة، لم يؤثر عنه أنه صلى ثمان في غير يوم الفتح ، ولكن الأمر في هذا واسع، وليس في ذلك حدٌ محدود، فمن صلّى ثماناً أو عشراً أو اثنتي عشرة أو أكثر من ذلك فلا بأس.
كيفيتها :
 يقول عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، فالسنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين، تسلم من كل اثنتين، وهذا في كل صلاة نافلة ، ولا يجمع المسلم في أي نافلة أربع ركعات بتسليم واحد.
 والله أعلم

No comments:

Post a Comment