شرح حديث نبوي شريف
روايات الحديث:
عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ
بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ"
( رواه
الترمذي – وصححه الألياني في السلسلة الصحيحة)
وفي رواية أخرى للحديث :" ألا
أُخبرِكُم بمن يُحَرَّمُ على النارِ ، وبمنْ تُحرَّمُ النارُ عليهِ : على كلِّ هيِّنٍ لَيِّنٍ قريبٍ سهلٍ " ( رواه البغوي عن عبد الله بن مسعود، وهو حديث حسن)
مفردات الحديث:
" ألا أُخبرِكُم بمن يُحَرَّمُ على النارِ " : أي دخول نار جهنم
" على كل هَيْن " مخففًا من الهَون بفتح الهاء ، وهو السكينة والوقار.
" ليْن ": مخفف، ليِّن بالتشديد على فعيل من اللين ، وهي ضد الخشونة، قيل: يطلق على الإنسان بالتخفيف وعلى غيره من الحيوان والجماد على الأصل وهو التشديد .وهما بالحديث بالتَّخفيف " على كل هَيْن ليْن "
" على كل هَيْن " مخففًا من الهَون بفتح الهاء ، وهو السكينة والوقار.
" ليْن ": مخفف، ليِّن بالتشديد على فعيل من اللين ، وهي ضد الخشونة، قيل: يطلق على الإنسان بالتخفيف وعلى غيره من الحيوان والجماد على الأصل وهو التشديد .وهما بالحديث بالتَّخفيف " على كل هَيْن ليْن "
قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بِالْهَيْنِ
اللَّيْن، مخفَّفيْن، وتذم بهما مُثَقَّلَيْن، وهيِّن: أي بالتَّشديد، فيعل من
الهون، وهو السَّكينة والوقار والسُّهولة، فَعَيْنُه (واو)، وشيءٌ هَيْنٌ وهَيِّنٌ،
أي: سَهْلٌ.
" سهل" أي: يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم ، وهو كما رد عن مكحول قوله " المؤمنونُ هيِّنونَ ليِّنونَ كالجملِ الأَنِفِ الذي إذا قِيدَ
انقادَ، وإن أُنِيخَ استناخَ على صخرةٍ " ( رواه البيهقي عن مكحول، وهو مرسل)
“قريب ": أي من النَّاس بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الإستطَّاعة "سهل" : يقضي حوائجهم ، أو معناه: أنه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشِّراء، وهو كما في الصحيح : " رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، سمحا إذا اشترى "وهو ينقاد للشارع في أمره ونهيه.
“قريب ": أي من النَّاس بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الإستطَّاعة "سهل" : يقضي حوائجهم ، أو معناه: أنه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشِّراء، وهو كما في الصحيح : " رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، سمحا إذا اشترى "وهو ينقاد للشارع في أمره ونهيه.
(من "فيض القدير" للمناوي ، ومن شرح
القاري- بتصرف)
شرح الحديث :
قال الماوردي: " بيَّن بهذا الحديث أن حُسن الخلق يدخل صاحبَه الجنة ويُحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة، لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة .
قال الماوردي: " بيَّن بهذا الحديث أن حُسن الخلق يدخل صاحبَه الجنة ويُحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة، لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة .
وقال: لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع
مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت مَلَقًا، وإن عدل بها عن مواضعها صارت
نِفاقًا، والمَلَق ذُل، والنفاق لُؤم " اهـ.
ومن الأمثلة العربية
القديمة "لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر".
المتشدد هو المتنطع في غير موطن التشدد. والرفق عكس الشدة تماما.
المتشدد هو المتنطع في غير موطن التشدد. والرفق عكس الشدة تماما.
نماذج من رفق النبي ﷺ:
كان رسول الله ﷺ رفيقا هيناً ليناً سهلاً في تعامله،
وفي أقواله وأفعاله، وكان يحب الرفق، ويحث الناس علي، ويرغبهم فيه، فعن عبادة بن
شرحبيل قال : " أصابنا عام مخمصه، فأتيت المدينة، فأتيت حائطاً من حيطانها،
فأخذت سنبلا ففركته فأكلته ، وحملت في
كسائي ، فجاء صاحب الحائط فضربني ، وأخذ ثوبي ، فأتيت النَّبِيّ ﷺ فأخبرته بذلك ، فقال
له رَسُول اللَّهِ ﷺ: " ما علمته إذ كان جاهلًا ، ولا أطعمته إذ كان جائعًا ، أو
ساغبًا " ، وأمره النَّبِيّ ﷺ فرد إليه ثوبه ، وأمر له بوسقٍ من طعام ، أو نصف وسق" (أخرجه الثلاثة وصححه
الألباني في صحيح ابن ماجة )
وكان رفيقا بقومه رغم أذيتهم له، فعن عروة بن الزبير أنَّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ حدثته أنَّها قالت لرسول الله ﷺ: " هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال: " لقد لقيت من قومك ما لقيت! وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا. ( البخاري)
الأخشبان: جبلا مكة ( تاج العروس) للزبيدي .
وكان رسول الله رفيقا في تعليمه للجاهل، فعن أنس بن مالك رضى الله
عنه قالك " بينما نحن في المسجد مع رسول الله بَيْنَمَا نَحْنُ
فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ : " مَهْ مَهْ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : " لا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ "
فَتَرَكُوهُ
حَتَّى بَالَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: " إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لا تَصْلُحُ
لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ فَأَمَرَ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ
مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ " ( صحيح مسلم )
( مَهْ مَهْ : اسم لفعل الأمر ، ومعناه : أكفف ، " لا تزرموه" : أي لا تقطعوا عليه بوله ( مختار الصحاح للرازي ) " فشنهُ " : الشن: الصب المنقطع ( لسان العرب لابن منظور)
وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله
عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله ﷺ إذا عطس رجل من القوم : فقلت يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم فقلت
واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم
يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله ﷺ فبأبي هو وأمي ما
رأيت معلما قلبه ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني
قال: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس
إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " قال: قلت يا رسول الله،
إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان ؟ قال: " فلا تأتهم " قلت: ومنا رجال يتطيرون ؟ قال: "ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم " ( رواه مسلم)
( الكهر: الإنتهار )
وكان رفيقا بالعصاة الجهال، بين لهم ويؤدبهم برفق ،
ويأتيهم بالحجة المقنعة على ترك الذنوب، ومن ذلك أن شايا أتاه يطلب منه أن يأذن له بالزنا ، فأقبل القوم عليه
فزجروه ، وقالوا: مه مه ! فقال ﷺ : اِدنُه ، فدنا منه
قريباً ، قال : فجلس . قال ﷺ:
" أتحبُّه لأمك ؟" قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال ﷺ : " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم " . قال ﷺ: " أفتحبه لابنتك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال ﷺ : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال ﷺ: " أتحبُّه لأختك ؟" قال : لا والله
، جعلني الله فداك . قال ﷺ : " ولا الناس
يحبونه لأخواتهم ". قال:"
أتحبُّه لعمتك ؟ " قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : " ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال ﷺ: أتحبُّه لخالتك ؟ " قال : لا والله
، جعلني الله فداك . قال ﷺ :" ولا الناس يحبونه
لخالاتهم " . قال : فوضع يده عليه
، وقال : "اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر
قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ". (رواه أحمد ، والبيهقي في (الشعب) قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) رجاله
رجال الصحيح، وصحح إسناده الألباني في (السلسلة الصحيحة)
وغير ذلك كثير من نماذج رفقه ﷺ في كل معاملاته وأحواله.
حسن الخلق في الميزان :
فإن حسن الخلق عبادة عظيمة يغفل عنها بعض الناس والله أمر به ورغب فيه
فقال سبحانه ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) البقرة 83
وأوصى النبي ﷺ أمته بذلك فقال:" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" رواه الترمذي وحسنه
ولله الحمد أن كان قدوتنا رسول الله ﷺ غاية في حسن الخلق كما أخبر عنه خادمه أنس رضي الله عنه قال:ـ " كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقا" متفق عليه، ومن أولى علامات حسن خلق وأساسياته؛ البعد عن الفحشة والتفحش ، وكذلك كان هو حبيبنا ومعلمنا، فقد وصفه أحد تلاميذته الشباب عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " لم يكن رسول الله ﷺ فاحشا ولا متفحشا " متفق عليه، وكيف يكون فاحشا أو متفحشا وقد " كان خلقه القرآن " كما تصفه زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وهي تعني أنه كان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة، وقد أثنى عليه ربه سبحانه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ( سورة ن : 4 )
جماع حسن الخلق في أمرين عظيمين:
هما بذل المعروف وكف الأذى.
أي بذل الخير وكف الشر
فبذل الخير :ـ يدخل فيه الصدق والأمانة وحسن الجوار، وصلة الرحم وحسن العهد والوفاء والمكافأة على
المعروف وغير ذلك من خصال الخير.
وكف الشر :ـ يدخل فيه احتمال الأذى وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المغفرة ، ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك
قال الحسن البصري "حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال."
وقال ابن المبارك "هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى".
وقال الإمام أحمد "حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحتد" وفسره أيضا "أن تحتمل ما يكون من الناس
والمسلم يحرص على التحلي بحسن الخلق للأمور الآتية:
وكف الشر :ـ يدخل فيه احتمال الأذى وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المغفرة ، ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك
قال الحسن البصري "حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال."
وقال ابن المبارك "هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى".
وقال الإمام أحمد "حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحتد" وفسره أيضا "أن تحتمل ما يكون من الناس
والمسلم يحرص على التحلي بحسن الخلق للأمور الآتية:
- تأسيا بالنبي ﷺ
- دخول الجنة: فقد سئل النبي ﷺ: ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: " تقوى الله وحسن الخلق" رواه الترمذي وصححه
- ثقل الميزان: قال رسول الله ﷺ ( ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي) رواه الترمذي وصححه
كمال الإيمان: قال رسول الله ﷺ : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) رواه الترمذي وصححه
- قرب المجلس من رسول الله في الآخرة: قال رسول الله ﷺ: ( ألا أخبركم بأحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا) خرجه ابن حبان في صحيحه
- بلوغ درجة الصائم القائم: قال رسول الله ﷺ: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبوداود
- تحريم النارعليه : وهو ما جاء في هذا الحديث ، قال رسول الله ﷺ:
( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) وغير ذلك من الفضائل والمزايا
والمؤمن يثاب في الآخرة على حسن خلقه إذا احتسب الأجر من الله وأخلص العمل له ويظهر الاحتساب في أمرين :ـ
أن يتحلى المسلم بحسن الخلق في جميع أحواله حيث يراه الناس وحيث لا يرونه
إذا عمل المعروف لأحد ثم قابله بالجحود والنكران لم يغضب لذلك ويندم على فعله لأنه فعل المعروف لله ليس لأجل الخلق
وبعض الناس يعمل المعروف ويبذل الخير قصدا للرياء والسمعة والمصالح الشخصيه، ومن قصد بحسن خلقه عرضا من الدنيا ولم يحتسب الأجر كافأه الله في الدنيا ، وفتح عليه من زهرتها أما الآخرة فلا ثواب له لأنه تعجل ثوابه في الدنيا
ويظهر حسن خلق المسلم ويتبين مستواه عند الشدة والضيق و المنازعات والخصومات ، أما حال اليسر والسعة والمجاملات وحسن الحال فالكل يتمتع بحسن الخلق ولهذا قال النبي ﷺ: ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند شدة الغضب) متفق عليه.
وبعض الناس يعتذر عن سوء خلقه بأن أخلاقه جبلية خلقه الله عليها فيرضى بها ويستمر عليها. وهذا مفهوم خاطئ في هذا الباب والتحقيق أن الأخلاق منها ما هو جبلي ومنها ما هو مكتسب ، وقد مدحَ الله تعالى الذين يجاهدون أنفسهم للوصول إلى محاب الله ، وأثنى عليهم ، ووعدهم بإعانتهم على التحقيق مبتغاهم ، قَال تعالى : ( والَّذينَ جَاهَدوا فِينا لّنَهْدِينهَّم سُبُلَنا ) (العنكبوت 69 ) ، وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: ( من يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء هو خيراً وأوسع من الصبر) البخاري
وروي في الأثر : (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)
فالعبد مأمور بالثبات على أخلاقه الحسنة والحفاظ عليها في كل أحواله ، مع من أحب ومن لم يحب ، مع من هم أهل ملته ومذهبه ، وغيرهم .
ومأمور بالتخلص من أخلاقه السيئة والحذر منها ولا يعذر أحد بالبقاء على سوء خلقه.
وهذا يتطلب من المرء بذل جهد كبير في سبيل لتخلص من الأخلاق الرديئة والطباع المستهجنة، ومجاهدة نفسه على التحلي بأحسن الأخلاق ، ولو استصعب هذا الأمر.
وكم من امرئ كانت له خصلة سيئة فجاهد نفسه وتخلص منها وحسن خلقه، وهذا أمر مشاهد فقد قسم بين العباد أخلاقهم كما قسم بينهم أموالهم وحُسنهم ، فمنهم من هو حسن الخلق بالجبلة ، ومنهم من هو سيء الخلق ومنهم من هو متوسط بينهما.
و هناك وسائل لتحصيل حسن الخلق
- الدعاء بحسن الخلق كما كان رسول الله ﷺ يدعو بذلك: " اللهم كما حسنت خَلقي ، فحسن خُلقي " صحيح ابن حبان
- التفكر في ثواب حسن الخلق وما أعده الله من النعيم
- قبول النصيحة من الغير مهما كان مصدرها ، بالإستماع والانتفاع بكلام الأصحاب والأحباب ، والأعداء والخصوم
- مصاحبة أهل الفضل والمروءة والإقتداء بهم .
- مجانبة السفهاء والبطالين
- النظر في سيرة الرسول ﷺ والتأمل في مواقفه الرائعة
- المبالغة في جلب النفس على فعل أحسن الأخلاق بالتطبيق العملي
- التأمل والتعرف على ما تحمله النفس من أخلاق سيئة وعادات قبيحة وعدم نكرانها .
- مجاهدة النفس واستفراغ الوسع على ترك الأخلاق السيئة ، مهما كانت محببة للنفس ، أو جالبه لنفع.
للهم إنا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل
، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتنا ، وثقل موازيننا ، وحقق
إيماننا ، وارفع درجاتنا ، وتقبل صلاتنا ، واغفر خطيئاتنا ، ونسألك الدرجات العلى
من الجنة . اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا في أنفسنا ، وفي أسماعنا ، وفي أبصارنا ،
وفي أرواحنا ، وفي خُلقنا ، وفي خَلقنا ، وفي أهلينا ، وفي محيانا ، وفي مماتنا ،
وفي أعمالنا ، فتقبل حسناتنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .
.
ma sha allah jameel
ReplyDeletema sha allah jameel
ReplyDeleteبارك الله فيك ، نفعنا الله ولأياكم به
Deleteأحسنت أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء
ReplyDeleteتقوى الله لابد منها
ReplyDelete