Monday 6 November 2023

حلقة البنات علامات الساعة الكبرى ج 1



علامات الساعة الكبرى

 

اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي تَرْتِيبِ علامات الساعة الكبرى؛ وقَدْ قِيلَ إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ:

1-  الدجال

2-  نزول عيسى بن مريم

3-  ظهور يأجوج ومأجوج

4-  ظهور دابة تكلم الناس

5-   الدخان

6-   طلوع الشمس من مغربها

7-   خسف بالمشرق

8-  خسف بالمغرب

9-   خسف بجزيرة العرب

10-نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم"

ترتيب علامات الساعة:

وَقَالَ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ: قِيلَ أَوَّلُ الْآيَاتِ الْخَسُوفَاتُ، ثُمَّ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، ثُمَّ نُزُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، ثُمَّ الرِّيحُ الَّتِي تُقْبَضُ عِنْدَهَا أَرْوَاحُ أَهْلِ الْإِيمَانِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَخْرُجُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ، ثُمَّ يَأْتِي الدُّخَانُ، قَالَ صَاحِبُ فَتْحِ الْوَدُودِ: وَالْأَقْرَبُ فِي مِثْلِهِ التَّوَقُّفُ وَالتَّفْوِيضُ إِلَى عَالِمِهِ انْتَهَى قُلْتُ ذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَذْكِرَتِهِ مِثْلَ هَذَا التَّرْتِيبِ إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ الدَّجَّالَ مَكَانَ الدُّخَانِ. انتهى.

 

وقال القرطبي رحمه الله في التذكرة: أول الآيات ظهور الدجال، ثم نزول عيسى عليه السلام، ثم خروج يأجوج ومأجوج، فإذا قتلهم الله بالنغف في أعناقهم ، و قبض الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام، وخلت الأرض منا، وتطاولت الأيام على الناس، و ذهب معظم دين الإسلام أخذ الناس في الرجوع إلى عاداتهم، وأحدثوا الأحداث من الكفر والفسوق، كما أحدثوه بعد كل قائم نصبه الله تعالى بينه و بينهم حجة عليهم ثم قبضه، فيخرج الله تعالى لهم دابة من الأرض فتميز المؤمن من الكافر ليرتدع بذلك الكفار عن كفرهم والفساق عن فسقهم، ويستبصروا وينزعوا عما هم فيه من الفسوق و العصيان، ثم تغيب الدابة عنهم و يمهلون، فإذا أصروا على طغيانهم طلعت الشمس من مغربها، ولم يقبل بعد ذلك لكافر ولا فاسق توبة، وأزيل الخطاب و التكليف عنهم، ثم كان قيام الساعة على أثر ذلك قريباً لأن الله تعالى يقول: و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فإذا قطع عنهم التعبد لم يقرهم بعد ذلك في الأرض زماناً طويلاً . هكذا ذكره بعض العلماء. انتهى.

وترتيب علامات الساعة الكبرى مما اختلف فيه أهل العلم لاختلاف الروايات في ذلك، فقد قال المباركفوري ـ رحمه الله في شرح الترمذي: إن أولها هو خروج الدجال، وقد وصفه رسول الله على أنه أعور ، وأنه يسير في الأرض كلها، ولكنه لن يمكن من دخول مكة أو المدينة المنورة.

خروج الدَّجَّال :

 

(الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ)

رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، وحسنه الألباني .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :(يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ ، عَلَيْهِمْ السيجان) (رواه الإمام أحمد وحسنه)

عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ وأنا أبكي فقال : ( ما يُبكيكِ ) ؟ قالت قلت: يا رسولَ اللهِ ذكَرْتُ الدَّجَّالَ قال: ( فلا تبكِيَنَّ فإنْ يخرُجْ وأنا حيٌّ أَكفيكُموه وإنْ مِتُّ فإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ وإنَّه يخرُجُ معه اليهودُ فيسيرُ حتَّى ينزِلَ بناحيةِ المدينةِ وهي يومَئذٍ لها سبعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملَكانِ فيخرُجُ إليه شِرارُ أهلِها فينطلِقُ حتَّى يأتِيَ لُدَّ فينزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ فيقتُلُه ثمَّ يلبَثُ عيسى في الأرضِ أربعينَ سنةً أو قريبًا مِن أربعينَ سنةً إمامًا عَدْلًا وحَكَمًا مُقسِطًا

اللَّدّْ: أسسها الكنعانيون في الألف الخامس قبل الميلاد، وتمّ ذكرها في العديد من المصادر التاريخية. تقع اللد على مسافة 16 كم جنوب شرق مدينة يافا و5 كم شمال شرق الرملة. في الماضي سيطرت المدينة على الطريق الرئيسية وخط سكك الحديد يافا - القدس.


الأحاديث تدل على أن مُنِع الدَّجال من دخول مكة والمدينة خاص بحدود حرمي المدينتين، فقد جاء في حديث قصة الجساسة الطويل: أن الدجال قال: لو خرجت من مكاني هذا ما تركت أرضا من أرض الله إلا وطئتها غير طيبة، ليس لي عليها سلطان، قال: فقال رسول الله : إلى هذا انتهى فرحي ـ ثلاث مرار ـ إن طيبة : هي المدينة المنورة، إن الله ‌حرم ‌حرمي على الدجال أن يدخلها، ثم حلف رسول الله : والذي نفسي بيدِه ، ما فيها طريق ضَيِّقٌ ، ولا واسعٌ ، ولا سهلٌ ، ولا جبلٌ ، إلا وعليه ملَكٌ شاهرٌ سَيْفَه إلى يومِ القيامةِ

قالت عائشة رضي الله عنهالفاطمة: الحرمان عليه حرام: مكة والمدينة." ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأصله في صحيح مسلم.)والشاهد فيه قوله : حرم حرمي -الحرمان عليه حرم.

 

وفي مسند الإمام أحمد عن سمرة بن جندب في حديث طويل أن النبي قال: "والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال: ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى -لشيخ من الأنصار- وإنه متى خرج، فإنه يزعم أنه الله، فمن آمن به، وصدقه، واتبعه، فليس ينفعه صالح من عمل سلف، ومن كفر به، وكذبه، فليس يعاقب بشيء من عمله سلف، وإنه سيظهر على ‌الأرض ‌كلها ‌إلا ‌الحرم، وبيت المقدس. وأخرجه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، وقال الحاكم في المستدرك: صحيح على شرط الشيخين.

في شأن الدجال حديث أبي سعيد أن النبي قال: يأتي الدجال .. فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل، وهو خير الناس فيقول:" يأتي الدجالُ وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يَدْخُلَ نِقابَ المدينةِ ، فيَنْزِلُ بعضَ السِّبَاخِ التي بالمدينةِ ، فيَخْرُجُ إليه يَوْمَئِذٍ رجلٌ هو خيرُ الناسِ ، أو من خيرِ الناسِ ، فيقولُ له : أشهدُ أنك الدجالُ الذي حدثنا رسولُ اللهِ حديثَه "، فيقولُ الدجالُ : أرأيتم إن قَتَلْتُ هذا ثم أَحْيَيْتُه ؟ هل تَشُكُّونَ في الأمرِ ؟ فيقولونَ : لا فَيَقْتُلُه ، ثم يُحْيِيهِ ، فيقولُ الرجل حينَ يُحْيِيهِ: واللهِ ما كنتُ قَطُّ أَشَدَّ بصيرةً مِنِّي اليومَ، فيريدُ الدجالُ أن يقتلَه، فلا يُسَلَّطُ عليه." رواه البخاري ومسلم. فهذا الرجل المؤمن ما زاده حضور الدجال إلا خيرا وفضلا.

خروج المسيح عيسى بن مريم والملحمة:

 

يُقسِّم بعض العلماء علامات الساعة الكبرى إلى قسمين: علامات يراها المؤمنون.،،،

وعلامات لا يراها إلا الكفار.

وفقًا لما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة فإنه بعد انتهاء الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وأثناء اقتسام الغنائم يسمعون الشيطان ينادي أن الدجال قد ظهر، فعندما يصلوا إلى الشام، يخرج الدجال؛ ثم ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء، فيصلي خلف إمام المسلمين- وهو المهدي المنتظر- ، ثم يواجه الدجال، فإذا رآه الدجال يذوب، فيقتله عيسى بحربته عند باب لُدّْ. ففي الحديث: «فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ نبي اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ».

نبذة عن المهدي عند السنة:

رجل سيخرج في آخر الزمان من ذرية النبي محمد، اسمه يواطئ اسم النبي محمد ، واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي محمد، أي اسمه:  محمد بن عبد الله ، من أهل بيت النبي من ولد فاطمة وعلي رضي الله عنهما، يحكم الأرض سبع سنوات، يملأ الأرض عدلًا كما مُلأت ظلمًا وجورًا.

 يقول المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: «اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر العصور أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبي يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته.».

No comments:

Post a Comment