Friday 1 March 2024

السيرة النبوية الشريفة تجهيز وتوديع الجسد الشريف

   

تجهيز رَسولَ اللهِ ﷺ

وتوْديع الجَسدِالشَّريف

 


 حيرة الصحابة وموقف أبي بكر رضي الله عنه :

وتسرب الخبر بين الصحابة خلال لحظات، فأظلمت عليهم الدنيا، وكادوا يفقدون وعيهم، فلم يكن يوم أحسن ولا أضوء من يوم دخل فيه رسول الله ﷺالمدينة، ولم يكن يوم أظلم ولا أقبح من يوم مات فيه، وكان لهم ضجيج كضجيج الحجاج من البكاء.

وقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد يقول: إن رسول الله ﷺ لم يمت ولا يموت حتى يفني الله المنافقين، وأخذ يتوعد بالقطع والقتل من يقول إنه مات، والصحابة حوله في المسجد حائرون مندهشون.

وكان أبو بكر رضي الله عنه قد خرج إلى مسكنه بالسنح حين رأى الخفة في مرضه ﷺ صباحاً، فلما توفي ﷺ أقبل أبو بكر على دابته حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة، فقصد رسول اللهﷺ، وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف وجهه، فقبله وبكى، ثم قال: " بأبي أنتَ وأمي ، طِبْتَ حيًّا وميتًا ".

  ثم خرج ، فحمدَ اللهَ وأثنى عليهِ، وقال : "ألا من كان يعبدُ محمدًا ، فإنَّ محمدًا قد مات ، ومن كان يعبدُ اللهَ ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ". وقال: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }﴿الزمر ٣٠﴾ ‏وقال الله عزَّ وجلَّ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }﴿آل عمران ١٤٤﴾‏

قال ابن عباس: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية، حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه فتلقاها منه الناس، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها .

قال عمر: فوالله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعرفت أنه الحق، فعقرت، حتى ما تقلني رجلاي، وحتى هويت إلى الأرض وعرفت أنه قد مات .

 

اختيار أُبّي لخلافته رضي الله عنه :

وكان أهم قضية بعد وفاة رسول اللهﷺ هو اختيار أمير يقوم مقامه ﷺ في إدارة شئون العباد والبلاد، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أنه أحق بالخلافة، لقرابته منه ﷺ، فاجتمع هو والزبير ورجال من بني هاشم في بيت فاطمة رضي الله عنها، واجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليختاروا أميراً منهم، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

وذهب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما – ومعهما أبو عبيدة بن الجراح والمهاجرون – إلى سقيفة بني ساعدة فجرى بينهم وبين الأنصار نقاش وحوار ذكر فيه الأنصار فضلهم واستحقاقهم، فقال أبو بكر إن ما ذكرتم من خير فأنتم أهله، وما تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش– أي لا ينقادون لحكم أحد غير قريش– هم أوسط العرب نسباً وداراً ، ثم أخذ بيد عمر وبيد أبي عبيدة، وقال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين. فقال رجل من الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فكثر اللغط والأصوات، وخشوا الاختلاف، فقال عمر لأبي بكر : ابسط يدك، فبسطها ، فبايعه هو والمهاجرون والأنصار.

 

التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض :

ويوم الثلاثاء غسلوا رسول اللهﷺ ولم يجردوه من ثيابه ، وقام بغسله العباس وعلي ، والفضل وقثم ابنا العباس، وشقران مولى رسول الله ﷺ، وأسامة بن زيد ، وأوس بن خولى ، وكان العباس وابناهما يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء ، وعلي يغسله ، وأوس أسنده إلى صدره .

تجهيز رسول الله ﷺ ودفنه:

وقد غسلوه ثلاث غسلات بماء وسدر، وكان الماء من بئر لسعد بن خيثمة بقباء، يقال لها الغرس، وكان ﷺ بشرب منها رسول اللهﷺ .

وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية- نسبة إلى بلدة في اليمن تسمى سحول- من كرسف- كرسف يعني من القطن، ليس فيها قميص ولا عمامة- أدرج فيها إدراجاً.  وفي فضل البياض قالﷺ: " البسُوا من ثيابِكُم البياضَ فإنَّها مِن خيرِ ثيابِكم وكفِّنوا فِيهَا موتَاكم" (البخاري)                  

وحفر أبو طلحة قبره في الموضع الذي توفي فيه، وجعل القبر لحداً .

صفة الشق: أن يحفر في وسط القبر حفرة على قدر الميت، ويُبنى جانباها بالطوب اللبن حتى لا تنضم على الميت، ويوضع فيها الميت على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة، ثم تسقف هذه الحفرة بأحجار أو غيرها ويرفع السقف قليلاً بحيث لا يمس الميت ، ثم يهال التراب .

وصفة اللحد: أن يحفر في أسفل جدار القبر الأقرب إلى القبلة مكاناً يوضع فيه الميت على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، ثم تسد هذه الحفرة بالطوب اللبن خلف ظهر الميت، ثم يهال التراب.

 ثم وضع سريره ﷺ على شفير –قرب-القبر، ودخل الناس ارسالاً عشرة فعشرة، ويصلون عليه أفذاذاً- فرادى ليس في جماعة- لا يؤمهم أحد، وأول من صلى عليه عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان. وانتهى في ذلك يوم الثلاثاء ومعظم ليلة الأربعاء، ثم أنزلوه ﷺ في القبر ودفنوه في أواخر الليل ﷺ .

حق رسول اللهﷺ على أمته، بلا غلو فيه ولا جفاء:

من حق نبيناعلينا أن نؤمن به، ونشهد أنه رسول الله حقاً، كما قال الله تعالى: {فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن ٨)  

ومن مقتضيات الإيمان به : حقه علينا بمحبته وتعزيره وتوقيره من غير غُلُوٍ ولا جفاء، قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} {الفتح:٨-٩ "معنى التعزير في هذا الموضع: التقوية والنصرة والمعونة، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال"

والتوقير: "اسم جامع لكل ما فـيـه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يُعامَل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار".

وقد تغيَّر وانحرف مفهوم محبة النبي عند البعض، فبعد أن كانت محبته تعني طاعته واتباعه في كل أمر، وإيثاره على كل مخلوق، صار مفهومها عندهم تأليف صلوات مبتدعة، وإقامة موالد،وإنشاد قصائد في حبه ومدحه يصل بعضها إلى حدَّ الوقوع في الشرك، وذلك بالاستغاثة والاستعانة به، والطلب منه، ورفعه إلى مرتبة الألوهية، وكل ذلك من الغلو والانحراف الذي طرأ على المعنى الحقيقي لمحبة النبي ومفهومها. وإذا كان الغلو في محبة النبي مذموماً، فإن هذا لا يعني أن يتصف المسلم بنقيض ذلك حتى يصل إلى الجفاء معه، ولا يتأدب بما أوجبه الله على عباده نحوه، بل المؤمن الحق هو الذي يتصف بالوسطية والعدل في شؤونه كلها ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (البقرة  ﴿١٤٣﴾، وهذا يعني محبته للنبي وتوقيره من غير غلو ولا جفاء.

 

مظاهر الغلو في حب النبي

الغلو في الشرع: هو مجاوزة حدود ما شرع الله عز وجل، سواء كان ذلك التجاوز في جانب الاعتقاد أو القول أو العمل، ولشدة حرص النبي على حماية التوحيد، ولِمَا يعلمه من عظيم حبه في قلوب المؤمنين: نهي عن المبالغة في مدحه، لعلمه بأن هذه المبالغة بريد إلى الغلو، ومدعاة للشرك والانحراف، والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، منها:

ـ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (جاء رجلٌ إلى النبي فراجعه في بعض الكلام فقال: ما شاء اللهُ وشئتَ، فقال رسولُ الله: أجعَلْتني مع الله عِدلًا (وفي لفظ ندًّا)، لا، بل ما شاءَ اللهُ وحدَه) رواه أحمد وحسنه الألباني.

وعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي غداة بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف يندبن من قُتِل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي : (لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين (من الشِعر الذي لا مغالاة فيه)) رواه البخاري.

قال ابن حجر: "وإنما أنكر عليها ما ذكر من الإطراء حين أطلق علم الغيب له، وهو صفة تختص بالله تعالى".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: (اللَّهمَّ لا تجعَلْ قَبري بَعدي وثَنًا يُعبَدُ.) رواه أحمد وصححه الألباني.

ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (وجاءَ أناسٌ إليهِ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ يا خَيرَنا وابنَ خَيرِنا وسيِّدَنا وابنَ سيِّدِنا، فقالَ : (يا أيُّها النَّاسُ قولوا بقَولِكُم ولا يستَهْوينَّكمُ الشَّيطانُ أنا محمَّدٌ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ ما أُحبُّ أن ترفَعوني فَوقَ مَنزِلَتي الَّتي أنزلَني اللَّهُ عزَّ وجلَّ) رواه أحمد وصححه الألباني)، وعن يحيى بن سعيد رضي الله عنه أن النبي قال: (يا أيُّها الناسُ! لا تَرْفَعُونِي فَوْقَ قدْري، فإنَّ الله اتَّخذني عبداً قبل أنْ يَتَّخِذَني نبيّاً) رواه الطبراني وصححه الألباني.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (لا تُطْرُونِي  (تجاوزوا في مدحي) كما أَطْرَتِ النَّصارَى ابنَ مريمَ، إِنَّما أنا عَبْدٌ، فَقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُهُ) رواه البخاري.

الجفاء

النهي عن الغلو في حب النبي لا يعني الجفاء معه، فإذا كان الغلو في حبه وتعظيمه ومدحه مذمومًا، فإن هذا لا يعني أن يتصف المسلم بنقيض ذلك حتى يصل إلى الجفاء معه، وعدم القيام بحقوقه عليه، ولا يتأدب بما أوجبه الله عليه نحوه،

ومن صور ومظاهر الجفاء مع النبي :

عدم متابعته وطاعته، وترك سننه أو الاستخفاف بها، وهي أول وأخطر مظاهر الجفاء مع النبي فلا يستقيم حبنا له حتى نتبعه ونطيع أوامره ونعظم سنته، ونعمل بها، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة، منها:

قول الله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} (الحشر٧

 وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} (الأحزاب٢١

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى.) رواه البخاري،

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: (ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا ؟ لكني أُصَلِّي وأنامُ، وأصومُ وأُفْطِرُ، وأتزوَّجُ النساءَ، فمن رغِبَ عنْ سُنَّتِي فليسَ مِنِّي) رواه مسلم.

ومن الجفاء؛ ذِكْرُه باسمه مجرداً:

 لقول الله تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} (النور ٦٣)، قال ابن كثير: "قال الضحاك عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، إعظامًا لنبيه ، فقالوا: "يا رسول الله، يا نبي الله".

ومن صور الجفاء مع النبي : ترك الصلاة والسلام عليه، وقد أمرنا الله عز وجل بالصلاة والسلام عليه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ﴿٥٦ الأحزاب﴾‏، وقال : (مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عَشْرًا.) رواه البخاري، وقال: (البَخيلُ مَن ذُكِرتُ عِندَه فلم يُصَلِّ علَيَّ.) رواه الترمذي وحسنه ابن حجر، وقال : (ما جَلسَ قومٌ مجلِسًا لم يذكُروا اللهَ فيهِ ولم يُصلُّوا على نبيِّهم إلَّا كان عليهم تِرةٌ (حسرة وندامة) فإنَّ شاءَ عذَّبَهم وإن شاءَ غفرَ لَهم) رواه الترمذي وصححه الألباني

ومن الجفاء معه الانتقاص من قَدْر أحد أصحابه رضوان الله عليهم، فْضلاً عن سبِّه وشتمه، فهم أصحابه الذين صاحبوه، وأحبهم وأحبوه، وكان لهم شرف الصحبة، وقد قال : (لا تَسُبُّوا أصحابِي ، فوَالّذي نفسِي بيدِهِ لوْ أنَّ أحدَكمْ أنفقَ مِثلَ أُحُدٍ ذهَبًا ، ما بلغَ مُدَّ أحدِهِمْ، ولا نَصيفَهُ) رواه البخاري.

ومن صور ومظاهر الجفاء الخطيرة والتي ربما تغيب عن البعض: رد بعض أحاديثه الصحيحة بحجة مخالفتها للعقل، أو عدم تمشيها مع الواقع، أو المكابرة في قبولها لمخالفتها لهوى النفس، أو الدعوى الباطلة للعمل بالقرآن وحده وترك ما سوى ذلك، وقد قال : (لا ألفينَّ أحدَكم متَّكئًا على أريكتِهِ يأتيهِ الأمرُ من أمري مِمَّا أمرتُ بِهِ أو نَهيتُ عنْهُ فيقولُ لا ندري ما وجَدناهُ في كتابِ اللَّهِ اتَّبعناهُ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

قال ابن القيم: "ومن الأدب معه ألا يُستشكَل قوله، بل تُستشكَل الآراء لقوله، ولا يُعارَض نصه بقياس، بل تُهدَر الأقيسة وتلقى لنصوصه، ولا يُحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً.

ويلحق بالجفاء مع النبي عدم معرفة شمائله وأخلاقه، وخصائصه ومعجزاته التي خصّه اللهُ بها لعلو قدره ومنزلته، إذ معرفة سيرته وخصائصه ومعجزاته تزيد المسلم حباً وتوقيراً، وأدباً واتباعاً له صلوات الله وسلامه عليه.

إذا كان حب وتعظيم النبي حباً صادقاً مستقراً في القلب، فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح واللسان، حيث يجري اللسان بمدحه والثناء والصلاة عليه، وترى باقي الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة لسنته وشرعه وأوامره، ومؤدية لمالَه من الحق والتكريم، وذلك كله في حدود المشروع، واللهَ نسأل أن يهدي الغالِيَ قصداً واعتدالا، وأن يبدل الجافي حُبّاً وأدباً، والبعيد قرباً واتباعاً لنبينا وحبيبنا ﷺ.

No comments:

Post a Comment