Saturday 30 November 2013

فوائد وفضائل وفكر وعبر من آيات الله

فوائد وفضائل وفكر وعبر من آيات الله

وبعد فهذه فقط هي بعض قليل من العبر ، والفوائد أوردها من كل حزب ، المقصود منها التشجيع على التدبر في آيات الله ، وتقريبها إلى الأفئدة المُحبَّة ، والتشجيع والإعانة على تلاوتها وحفظها بإذن الله تعالى
فتعالوا نبدأ بسم الله من أول الكتاب المجيد

الحزب الأول – سورة الفاتحة –وسورة البقرة
من سورة الفاتحة
أخواتي سورة الفاتحة لا يفيها حقها من التفسير والتعظيم وذكر الفضل والتفكر والتدبر مجلدات عظام ، فهي أعظم سورة في القرآن ، وهي السبع المثاني – أي سبع آيات البسملة آية منها ، تُثنى أي تتردد مراراً وتكراراً – وهي أم الكتاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) ( الترمذي وقال حسن صحيح )ـ  


فأما الحديث المرفوع في تفضيلها وكونها هي المرادة بالسبع المثاني فهو ما رواه البخاري في مواضع من صحيحه ، وأصحاب السنن عن أبي سعيد بن المعلى ، ومالك والترمذي والحاكم عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له وهما في المسجد : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن نخرج من المسجد - وفي رواية : قبل أن أخرج -  قال: أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل (  لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ )  فقال : ( الحمد لله رب العالمين ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) وفي حديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم – قال لأبي بن كعب  :( أتحب أن أعلمك سورة لم تنزل في التوراة ولا الإنجيل ولا في الفرقان مثلها ؟)  قال أبيّ : ثم أخذ بيدي يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أن يبلغ الباب قبل أن ينقضي الحديث ولما سأله عن السورة قال: (  كيف نقرأ في الصلاة ؟ ) فقرأت عليه أم الكتاب فقال : ( إنها السبع المثاني  والقرآن العظيم الذي أوتيته ) 

ومن أٍسمائها : الحمد فقد بدأت به ( هي وأربع سور غيرها – الأنعام – الكهف – سبأ – فاطر )
- والصلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يرويه عن ربه ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله أثنى علي عبدي ، ، فإاذا قال : مالك يوم الدين ، قال الله : مجدني عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) رواه مسلم
وسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط في الصلاة ، فلا تجزيء إلا بها ، فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم :(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )ـ
ـ وهي الشفاء ، عن أبي سعيد مرفوعا _ أي يرفع قوله للنبي صلى الله عليه وسلم _ ( فاتحة الكتاب شفاء من كل سم ) 

-  والفاتحة رقية ففي الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن ناساً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتوا على حي من أحياء العرب فلم يُقْرُوهُم - أي يضيفوهم ويطعموهم - فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا : هل معكم من دواء أو راق ، فقالوا : إنكم لم تُقْرُونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلاً – أي ثواب أو أجر-  فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل ، فبرأ ، فأَتَوا بالشاء ، فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسألوه ، فضحك وقال : ( وما أدراك أنها رقية ، خذوها واضربوا لي بسهم ) رواه البخاري
 
ـ وهي الواقية  ـ وهي الكافية : لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها
ـ وأم القرآن  - وأم الكتاب ( لأنه يُبدأ بكتابتها في المصاحف )كما ورد في الحديث السابق
ـوهي الكنز
ومن فضلها وعظمها أنها نزلت مرتين ، مرة بمكة – وهي من أوائل ما نزل فيها ، ومرة بالمدينة ، كما  روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :(بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل ، إذ سمع نقيضاً _ صوت طرق شديد - فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : هذا باب قد فُتح من السماء ما فُتح قط – أبدا- قال : فنزل منه ملك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبشر بنورين قد أُتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لم تقرأ حرفا منهما إلا أُوتيته )
وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا ( سبحان الكريم كم حسنة يكسبها المسلم بقراءة الفاتحة فقط في الصلوات المفروضة ، هل حسبتها ؟؟؟؟ من حسبها يكتب الجواب ، في انتظاركم )
وحروف اللغة العربية عددها 28  حرفا ، يوجد في الفاتحة منهم 21 حرفا ، سبعة حروف غير موجودة في سورة الفاتحة وهي (ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف )
هذا قليل من كثير من سورة الفاتحة ، ما أعظمها من سورة ، وما أجلّ من نحمده دوما وأبدا  ، سبحانه هو المحمود دوما ، والمحمود لصفاته وآلآئه ، وهو المحمود على سائر نعمه ، ومن أفضل ما أنعم به هو الإيمان ، وهو يحب الحمد من عبده أن يحمده ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض )
 
وعن أنس بن مالك قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ، ثم قال الحمد لله ، لكانت الحمد لله أفضل من ذلك ) ، قيل معناها : أنه قد أعطي الدنيا كلها ، ثم أعطي على أثرها هذه الكلمة حتى نطق بها ، فكانت هذه الكلمة أفضل من الدنيا ، لأن الدنيا فانية والكلمة باقية ، هي من الباقيات الصالحات ، قال تعالى ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخبرا مردا ) مريم 76
والحمد أعم من الشكر ،فالحمد ثناء على المحمود بصفاته من غير سابق إحسان ، فيحمد الله سبحانه بأنه العلي العظيم الكبير المتعال السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، وهكذا ، بينما الشكر هو ثناء على المشكور بما أولى من إحسان ، فالحمد أعم من الشكر ، لأن الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر
فلله الحمد في الأولى والآخرة ، اللهم لك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالشدة والرخاء  ، وللك الحمد على كل حال  أنه
وصلى الله عليى سيدنا ونبينا محمد حامل لواء الحمد يوم القيامة وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين

1 comment:

  1. الحمدلله حمدا طيبا مباركا فبه
    اللهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين

    ReplyDelete