فوائد
وفضائل وفكر وعبر من آيات الله
وبعد فهذه فقط
هي بعض قليل من العبر ، والفوائد أوردها من كل حزب ، المقصود منها التشجيع على
التدبر في آيات الله ، وتقريبها إلى الأفئدة المُحبَّة ، والتشجيع والإعانة على
تلاوتها وحفظها بإذن الله تعالى
فتعالوا نبدأ
بسم الله من أول الكتاب المجيد
الحزب
الأول – سورة الفاتحة –وسورة البقرة
من
سورة الفاتحة
أخواتي
سورة الفاتحة لا يفيها حقها من التفسير والتعظيم وذكر الفضل والتفكر والتدبر
مجلدات عظام ، فهي أعظم سورة في القرآن ، وهي السبع المثاني – أي سبع آيات البسملة
آية منها ، تُثنى أي تتردد مراراً وتكراراً – وهي أم الكتاب ، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :(
الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) (
الترمذي وقال حسن صحيح )ـ
فأما الحديث المرفوع في
تفضيلها وكونها هي المرادة بالسبع المثاني فهو ما رواه البخاري في مواضع من صحيحه
، وأصحاب السنن عن أبي سعيد بن المعلى ، ومالك والترمذي والحاكم عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له وهما في المسجد : (
لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن نخرج من المسجد - وفي رواية : قبل أن
أخرج - قال: أخذ بيدي فلما أراد
أن يخرج قلت له : ألم تقل ( لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ ) فقال : ( الحمد
لله رب العالمين ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
وفي حديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم – قال لأبي
بن كعب :( أتحب أن أعلمك سورة لم تنزل في التوراة ولا الإنجيل ولا في الفرقان
مثلها ؟) قال أبيّ : ثم أخذ بيدي يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أن يبلغ الباب قبل أن ينقضي
الحديث ولما سأله عن السورة قال: ( كيف نقرأ في الصلاة ؟ ) فقرأت عليه أم الكتاب فقال : ( إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
ومن
أٍسمائها : الحمد فقد بدأت به ( هي وأربع سور غيرها – الأنعام – الكهف – سبأ –
فاطر )
- والصلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يرويه عن ربه (
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال
الله : حمدني عبدي ، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله أثنى علي عبدي ، ، فإاذا
قال : مالك يوم الدين ، قال الله : مجدني عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك
نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال الله : هذا
لعبدي ولعبدي ما سأل) رواه
مسلم
وسميت
الفاتحة صلاة لأنها شرط في الصلاة ، فلا تجزيء إلا بها ، فقد ثبت في الصحيحين قوله
صلى الله عليه وسلم :(لا
صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )ـ
ـ
وهي الشفاء ، عن أبي سعيد مرفوعا _ أي يرفع قوله للنبي صلى الله عليه وسلم _ (
فاتحة الكتاب شفاء من كل سم )
- والفاتحة رقية ففي الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن ناساً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتوا على حي من أحياء العرب فلم يُقْرُوهُم - أي يضيفوهم ويطعموهم - فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا : هل معكم من دواء أو راق ، فقالوا : إنكم لم تُقْرُونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلاً – أي ثواب أو أجر- فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل ، فبرأ ، فأَتَوا بالشاء ، فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسألوه ، فضحك وقال : ( وما أدراك أنها رقية ، خذوها واضربوا لي بسهم ) رواه البخاري
ـ
وهي الواقية ـ وهي الكافية : لأنها تكفي
عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها
ـ
وأم القرآن - وأم الكتاب ( لأنه يُبدأ
بكتابتها في المصاحف )كما ورد في الحديث السابق
ـوهي الكنز
ومن
فضلها وعظمها أنها نزلت مرتين ، مرة بمكة – وهي من أوائل ما نزل فيها ، ومرة بالمدينة ،
كما روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال :(بينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل ، إذ سمع نقيضاً _ صوت طرق شديد - فوقه
فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : هذا باب قد فُتح من السماء ما فُتح قط – أبدا-
قال : فنزل منه ملك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبشر بنورين قد
أُتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لم تقرأ حرفا
منهما إلا أُوتيته )
وكلماتها
خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا (
سبحان الكريم كم حسنة يكسبها المسلم بقراءة الفاتحة فقط في الصلوات المفروضة ، هل
حسبتها ؟؟؟؟ من حسبها يكتب الجواب ، في انتظاركم )
وحروف
اللغة العربية عددها 28 حرفا ، يوجد في
الفاتحة منهم 21 حرفا ، سبعة
حروف غير موجودة في سورة الفاتحة وهي (ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف )
هذا
قليل من كثير من سورة الفاتحة ، ما أعظمها من سورة ، وما أجلّ من نحمده دوما
وأبدا ، سبحانه هو المحمود دوما ،
والمحمود لصفاته وآلآئه ، وهو المحمود على سائر نعمه ، ومن أفضل ما أنعم به هو
الإيمان ، وهو يحب الحمد من عبده أن يحمده ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان
، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض )
وعن
أنس بن مالك قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ، ثم قال الحمد لله ، لكانت الحمد
لله أفضل من ذلك ) ، قيل
معناها : أنه قد أعطي الدنيا كلها ، ثم أعطي على أثرها هذه الكلمة حتى نطق بها ،
فكانت هذه الكلمة أفضل من الدنيا ، لأن الدنيا فانية والكلمة باقية ، هي من
الباقيات الصالحات ، قال تعالى (
والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخبرا مردا ) مريم 76
والحمد
أعم من الشكر ،فالحمد ثناء على المحمود بصفاته من غير سابق إحسان ، فيحمد الله
سبحانه بأنه العلي العظيم الكبير المتعال السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ،
وهكذا ، بينما الشكر هو ثناء على المشكور بما أولى من إحسان ، فالحمد أعم من الشكر
، لأن الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر
فلله
الحمد في الأولى والآخرة ، اللهم لك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالإيمان ولك
الحمد بالقرآن ولك الحمد بالشدة والرخاء ،
وللك الحمد على كل حال
وصلى
الله عليى سيدنا ونبينا محمد حامل لواء الحمد يوم القيامة وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
الحمدلله حمدا طيبا مباركا فبه
ReplyDeleteاللهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين