Wednesday 4 December 2019

احادبث نبوية شريفة - إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل

 


 



أحاديث نبوية شريفة – شرحها

يمرض العبد أو يسافر فيعجز عن عمل كان يعمله في صحته
فيكتب له ربه الكريم من الأجر مثل ما كان يعمل


حديث أبي بريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ: "إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا." (رواه البخاري).
وفي رواية: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : " إذا كانَ العبدُ يعملُ عملًا صالحًا فشغلَهُ عنْهُ مرَضٌ أو سفَرٌ كُتِبَ لَهُ كصالحِ ما كانَ يعملُ وَهوَ صحيحٌ مقيمٌ" (صححه الألباني في صحيح أبي داود)

شرح الحديث:

اصطحَب يَزيدُ بنُ أبي كَبْشةَ وأبو بُردةَ في سفَرٍ، فكان يَزيدُ يَصومُ في السَّفرِ، فقال له أبو بُردةَ: سمِعتُ أبا موسى مرارًا يقولُ: قال رسولُ الله : "إذا مرِض العبدُ أو سافَر، كُتِب له مِثلُ ما كان يعمَلُ مُقِيمًا صحيحًا"، أي: إنَّ مَن كان يعمَلُ عملًا صالحًا، مِن صلاةِ تطوُّعٍ أو صيامِ تطوُّعٍ أو نحوِه، ثمَّ سافَر أو مرِض، فمنَعه ذلك مِن أداءِ العبادة الَّتي كان يتطوَّعُ بها، كتَب اللهُ له أجرَ مِثلِ العبادة الَّتي كان يفعَلُها في حالِ صحَّتِه وحالِ إقامتِه.
وفي الحديثِ: عظيمُ فضلِ الله تعالى على عِبادِه، وفضلُ العملِ في حالِ الإقامةِ والصِّحَّة؛ لينالَ هذا الأجْرَ إذا سافَرَ أو مَرِض.
هذا يخرج منه الفرائض؛ لأن الفرائض يجب على الإنسان أن يعملها، لكن يدخل في ذلك ألوان النوافل، فإذا كان الإنسان من عادته -مثلاً- أن يصوم يوماً وأن يفطر يوماً، أو يصوم الإثنين والخميس، أو أنه من عادته أن يصلي السنن الرواتب، ويكثر من النفل المطلق، ويصلي قيام الليل ثم سافر أو مرض، فاقتصر على الفرض فقط، أو على الوتر وركعتي الفجر، فإنه يكتب له في كل يوم ولو طال سفره أو مرضه، ولو بقي سنوات، يكتب له قيام الليل، وصيام النهار، فأي فضل وعمل أرجى من هذا؟.

ولذلك لما مرض ابن مسعود رضي الله عنه، بكى، فسأله بعض أصحابه، قالوا: هل تبكي جزعاً من المرض؟، فقال: لا، ولكنه قد نزل بي في وقت فترة (أي في وقت فترت أو قلت فيه عبادتي)، يعني: في وقت فتور من الأعمال، لم يكن مُجدًّا في ذلك الوقت في الأعمال الصالحة والصيام والنوافل والقيام، وما أشبه ذلك فجاء المرض، فما يكتب له إلا ما كان معتاداً له قبل المرض، فحزن لهذا السبب وبكى.
من منا يستشعر هذا المعنى إذا مرض؟ العادة أن الإنسان إذا مرض لا يفكر إلا في الأطباء والأدوية، ويذهب ذهنه إلى كل ناحية، أن يكون هذا المرض لا علاج له، أو أنه مرض خطير، أو غير ذلك، لكن من الذي يفكر يقول: أنا جاءني هذا المرض وأنا في وقت من الفتور لم أكن مُجدًّا حتى يكتب لي ما كنت أعمله وأنا صحيح.

اثنان في السيارة أو في الطائرة وسافرا، هذا يكتب له فقط السنن الرواتب إن كان يصليها، وإن كان لا يصليها لا يكتب له شيء، والآخر يكتب له قيام الليل وصيام النهار، وهو مفطر ونائم، فهذا من سعة فضل الله وكرمه على عباده، فينبغي للإنسان أن يجتهد، وأن يكمل عمله في حال الإقامة والصحة، فإذا عرض له عارض من سفر أو مرض يعجز معه عن القيام بما كان يقوم به قبل ذلك أجرى الله عليه عمله.

No comments:

Post a Comment