Wednesday 31 January 2024

السيرة النبوية الشريفة آخر أعماله وبداية المرض

  

رسول الله ﷺإلى

الرفيق الأعلى

ح 1- بعث أسامة بن زيد

 

بعث أسامة بن زيد :

واستقر رسول الله ﷺ بالمدينة يسبح ربه بحمده على ما أراه من دخول الناس في دين الله أفواجاً ، ومن نجاح دعوته التي قام بها قبل نحو ثلاث وعشرين سنة ، وقد استقبل بعد عودته إلى المدينة بعض الوفود . وجهز أسامة بن زيد في سبعمائة مقاتل، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين.

نبذة عن -الداروم، والبلقاء-

أول اسم أطلق على دير البلح هو اسم "الداروم" و"الدارون" و( الداروم) اسم المركب من كلمتين شاميتين قديمتين كنعانيتين أو فينيقيتين هما (دار) التي تعني قلعة أو بيت، و(أُوم) التي تعني الاتجاه أو الأسفل أو الجنوب، تعتبر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة واحدة من أهم المدن التاريخية في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، وكان لهذه المدينة الساحلية أهمية كبرى لدى معظم الحضارات التي مرت على فلسطين منذ آلاف السنين.

"دير البلح" الاسم الذي تحمله هذه المدينة حاليا هو أحد أسماء التاريخية للمدينة، والتي كان لها أهمية كبرى في العهد الكنعاني، وكذلك كانت أحد حصون الفراعنة.

تبلغ مساحة مدينة دير البلح التي كان لها من إسمها نصيب نظرا لكثرة زرا عة البلح فيها حوالي 20 كيلومتر مربع.

والبلقاء: مدينة في الأردن، شمال غرب عمان.

 وقد تحرك جيش أسامة بن زيد بن الحارثة؛ ونزل بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة ، ولكن نقلت إليه أخبار مقلقة عن مرض رسول الله ﷺ فتريث ينتظر النتيجة، فجاء قضاء الله بوفاة رسول الله ﷺ، وأن يكون هذا البعث أول بعث في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

 

إلى الرفيق الأعلى

معالم التوديع :  

وبعدما بلغ رسول الله ﷺ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة بدأت طلائع الوداع من الدنيا تتسم في أقواله وأفعاله .

اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوماً، وعارضه جبريل القرآن مرتين. فقال  لابنته فاطمة :" لا أرى ذلك إلا اقتراب أجلي". وودع معاذاً  إلى اليمن فأوصاه، ثم قال: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري." فبكى معاذ جشعاً لفراق رسول الله ﷺ.

وقال ﷺ في حجة الوداع مراراً :" لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، ولعلي لا أحج بعد عامي هذا"، وكان نزول قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..... الآية )  وكذلك نزول سورة النصر إشعاراً بأنه فرغ من مهمته في الدنيا، ولذلك سميت بحجة الوداع، أي إنه ودع الناس لينتقل إلى ربه سبحانه وتعالى. 

وفي أوائل شهر صفر سنة 11هـ خرج النبي ﷺ يَوْمًا، فَصَلَّى علَى أهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ علَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ فَقالَ: "إنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وأَنَا شَهِيدٌ علَيْكُم، وإنِّي لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وإنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ، أوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ، وإنِّي واللَّهِ ما أخَافُ علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنِّي أخَافُ علَيْكُم أنْ تَنَافَسُوا فِيهَا " ( البخاري)

وفي أواخر شهر صفر خرج إلى بقيع الغرقد في جوف الليل، فاستغفر لهم وقال :" إنا بكم لاحقون ".

بداية المرض : 

ويوم الاثنين الأخير من شهر صفر حضر رسول الله ﷺ جنازة في البقيع. قالت عائشة: رجع من البقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأنا أقول: وا رآساه، فقال :" بل أنا والله يا عائشة وا رأساه".  أوْ أرَدْتُ - أنْ أُرْسِلَ إلى أبِي بَكْرٍ وابْنِهِ فأعْهَدَ، أنْ يَقُولَ: القَائِلُونَ أوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلتُ: يَأْبَى اللَّهُ ويَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ- أو قال: أوْ يَدْفَعُ اللَّهُ ويَأْبَى المُؤْمِنُونَ -، أي أن رسول الله أراد أن يُرسِلَ إلى أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه وابنِه عبدِ الرَّحمنِ شَقيقِ عائِشةَ، ويُوصيَ لأبي بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه له بخِلافتِه من بعدِ وفاتِه ؛ حتى لا يَقولَ أحدٌ: إنَّه أحَقُّ بها، أو يَتمنَّى المُتمنُّونَ أنْ تكونَ الخلافةُ لهم، فينصُّ عليه النَّبيُّ نصًّا ويُعيِّنُه تعيينًا؛ وذلك قطْعًا للنِّزاعِ والأطماعِ، وقدْ أراد اللهُ ألَّا يَعهَدَ لأبي بكرٍ؛ ليُؤجَرَ المسلمونَ على الاجتِهادِ.

كان هذا بداية مرضه ﷺ وهو مع ذلك يدور على نسائه، حتى اشتد به المرض، وهو في بيت ميمونة فأخذ يسأل: أين أنا غداً ؟ أين أنا غداً ؟ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فخرج يمشي بين الفضل بن العباس، وعلى بن أبي طالب، وتخط قدماه بالأرض، حتى انتقل إلى بيت عائشة .

 


No comments:

Post a Comment