Thursday 1 March 2018

الجنة جعلنا الله من أهلها - شرف الله فيها نبينا محمد ﷺ بنهر الكوثر: يصب منه بميزابين إلى الحوض.



 




الجنَّة -جعلنا الله من أهلها- فيها نهر نبينا محمد الكوثر: ماؤه  أبرد من الثلج وأحلى من العسل- يصب منه بميزابين إلى الحوض من شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا

نهر الكوثر وحوض نبينا محمد :
 
يعتقد أهل السنة والجماعة أن حوض النبي في عرصات يوم القيامة،  قبل الميزان والصراط .
وانه حوض عظيم ومورد كريم يُمد من شراب الجنة من نهر الكوثر،  الذي هو اشد بياض من اللبن وابرد من الثلج وأحلى من العسل،  وأطيب ريحا من المسك .
آنيته؛ ميزانه:  كعدد نجوم السماء ، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء كل زاوية من زواياه مسيرة شهر وأن نبينا محمد ينتظر أمته عنده ليسقيهم منه، فمن شرب منه لا يظمأ بعده أبدا.


ما جاء من أحاديث صحيحة في نهر الكوثر:


قال تعالى: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿١﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴿٣﴾( سورة الكوثر )

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله عن الكوثر؟ فقال: (هو نهر أعطانِيه اللهُ - عز وجل - في الجنة، ترابُه مسكٌ، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، تَرِدُه طيرٌ أعناقُها مثلُ أعناق الجُزُر) ، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، إنها لناعمة، فقال: (أَكَلتُها أنعمُ منها).
( أخرجه الترمذي ،وأحمد ، والنسائي في (السنن الكبرى) بنحوه، والحاكم باختلاف يسير.- وصححه الألباني في صحيح الجامع)

وفي رواية: سُئِل رسول الله : ما الكوثر؟ قال: ( قالَ ذاكَ نَهْرٌ أعطانيهِ اللَّهُ - يعني في الجنَّةِ-  أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأحلَى منَ العسَلِ فيه طيرٌ أعناقُها كأعناقِ الجُزُرِ ) ، قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله : (أَكَلَتُها أَنْعَمُ منها) (  رواه الترمذي ، وصححه الألباني )
و ( الجُزُر): جمع جَزُور، وهي الإبل. وفي هذا الحديث وصف نهر الكوثر الذي أعطاه الله تعالى لنبيه ، ووصف  الماء فيه.

ما جاء في وصف حوضه :

عن ثوبان - رضي الله عنه - أن نبي الله قال: " إني لَبِعُقْرِ حوضي، أذودُ الناسَ لأهل اليمنِ، أضربُ بعصايَ، حتى يرفضَّ عليهم" ، فسئل عن عَرضِه؟ فقال: " من مقامي إلى عُمَان"، وسئل عن شرابِه؟ فقال: " أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه مِيزابانِ يمدَّانِه من الجنة، أحدهما من ذَهَبٍ، والآخر من وَرِق ٍ " ( البخاري)
شرح الحديث:

قال: إِنِّي "لبعُقْرِ حَوضِي"، وَهوَ مُؤخَّرُ الحوضِ أَو مَقامُ الشَّارِبِ، و"الحوضُ" هوَ مُجتمَعُ الماءِ .
 "أَذودُ النَّاسَ"، أي: أَطرُدُهم وأَدفَعُهم لأَهلِ اليَمنِ، أي: لأَجلِ أَهلِ اليَمنِ حتَّى يَتقدَّموا ويَشْرَبوا قَبلَ غَيرِهم؛ ولعلَّ ذلكَ لأنَّ أَهلَ اليَمنِ دَخَلوا في الإِسلامِ دونَ حَربٍ أو قِتالٍ، ثُمَّ نَصَروا الإِسلامَ نَصرًا مُؤزَّرًا، أو لأنَّ الأَنصارَ مِن أهلِ اليَمنِ، وقَد تَقدَّموا إِلى الإِسلامِ ونَصروا النَّبيَّ ودافَعوا عَنه.
 أَضرِبُ بِعصايَ حتَّى "يَرْفَضَّ عليهم" أي: يَسيلَ عَليهم، من الِارفِضاضِ وَهوَ السَّيلانُ مُتفرِّقًا
وفي رواية  قوله: (أَزُود الناسَ لأهل اليمن بعصايَ حتى يرفضَّ عليه): معناه: أطرد الناس عنه غيرَ أهل اليمن؛ ليرفضَّ على أهل اليمن، وهذه كرامةٌ لأهل اليمن في تقديمِهم للشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدُّمهم في الإسلام.

 فسُئِلَ عن عَرضِه، أي: عَرضِ الحَوضِ، فَقال: مِن مَقامي إِلى عَمَّانَ عاصمة الأردم، وهيَ عاصمَةُ الأُردُنِّ اليومَ.
وفي رواية: (وإن عرضه ما بين أَيْلَة إلى الجُحْفَة)
وفي رواية: (بين ناحيتيه كما بين جَرْبَا وأَذْرُح) ، قال الراوي: هما قريتان بينهما مسيرة ثلاث ليالٍ.
 وفي رواية: (عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة) .
 وفي رواية:(قدر حوضي كما بين أَيْلَة وصنعاء من اليمن) .
وفي رواية: (ما بين نَاحِيَتَيْ حوضي كما بين صنعاء والمدينة).
أَيْلَة: بفتح الهمزة، وإسكان الياء، وفتح اللام، وهي مدينة في الشام على ساحل البحر، متوسطة بين مدينة الرسول ودمشق ومصر.
الجُحْفة: بفتح الجيم وإسكان الحاء، وهي ما بين مكة والمدينة.

 وسُئِلَ عن شَرابِه فَقالَ:( أَشدُّ بَياضًا منَ اللَّبنِ وأَحلى منَ العَسلِ) .
 "يَغُتُّ فيه مِيزابانِ" أي: يَتدَفَّقان فيهِ دَفقًا شَديدًا مُتواصلًا مُتتابعًا.
"والميزابُ": ما يُركَّبُ في السَّقفِ ويُمَدُّ منهُ؛ ليَسيلَ منهُ الماءُ.
 "يَمُدَّانِه" أي: يَزيدانه ويُكثِرانِه .
"منَ الجنَّةِ"، أي: مِن أَنهارِها، أحدُهما مِن ذهبٍ والآخَرُ مِن وَرِقٍ، أي: مِن فِضَّةٍ.

في الحديث مسائل:

أولها : ثُبوتُ الحَوضِ، ووصف الحوض ، وأن ماءهُ يأتيه بميزابين من الجنة.

ثانيها : في اختلاف روايات الحديث يظهر خلاف في عرض الحوض :
 قال القاضي عياض:

"وهذا الاختلاف في قدر عرضِ الحوض ليس موجبًا للاضطراب؛ لأنه لم يأتِ في حديث واحد؛ بل في أحاديثَ مختلفةِ الرواةِ عن جماعة من الصحابة سمعوها في مواطن مختلفة، ضرَبَها النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل واحد منها مَثَلاً لبُعد أقطار الحوض وسَعَته، وقرب ذلك من الأفهام؛ لبُعد ما بين البلاد المذكورة، لا على التقدير الموضوع للتحديد؛ بل للإعلام بعظم هذه المسافة، فبهذا تُجمَع الروايات".
قال النووي: وليس في القليل من هذه منع الكثير، والكثير ثابتٌ على ظاهر الحديث، ولا معارضة، والله أعلم" .
المسألة الثالثة: الإيمان بالحوض والكوثر من الأمور الغيبية التي صحَّ بها الخبر، فيجب الإيمان به، فهي من ضمن الإيمان باليوم الآخر.

"وقد ورد في ذكر الحوض والكوثر، وإثباتِه وصِفتِه من طرق عن جماعة من الصحابة عن النبي واشتهر واستفاض، بل تواتَرَ في كتب السنة من الصحاح والحِسان والمسانيد والسنن".
بل أفرده بعض العلماء بالتصنيف؛ فمنهم: بقية بن مخلد، له جزء في الحوض والكوثر، وكذا أبو القاسم خلف بن عبدالملك بن مسعود بن باشكوال له ذيل عليه.

الحوض لغةً: هو مجمع الماء.

واصطلاحًا: يرادُ به حوض النبي في عرصات يوم القيامة.

هل الحوض خاصٌّ بالنبي محمد أم لكل نبي حوض؟

على خلاف بين أهل العلم، وسبب الخلاف في هذه المسألة ومَنشؤه حديث رواه الترمذي عن سَمُرة قال: قال رسول الله -: (إنَّ لِكلِّ نبيٍّ حَوضًا وإنَّهم يتباهونَ أيُّهم أَكثَرُ واردةً ، وإنِّي أرجو أن أَكونَ أَكثرَهم وارِدةً) (رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي )

وهذا الحديث اختُلِف في وصله وإرساله، ومن ثَمَّ في صحته وضعفه، فمَن أثبته قال: إن الحوض ليس خاصًّا بالنبي ومَن ضعَّفه قال بالخصوصية.
وحيث أن الشيخ الألباني رحمه الله صححه، فنقول بما قاله الحافظ ابن حجر ، قال : جمعًا بين القولين: فإن ثبت ( أي الحديث السابق) فقد أُختص بنبينا   بنهر الكوثر يصب ماؤه في حوضه، فإنه لم ينقل نظيره لغيره من الأنبياء،  فحصل الإمتنان عليه به.

ليس كل المسلمين يشربون من الحوض:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : " السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا" قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَال :َ" أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ " فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ " قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا "( رواه مسلم )
والغرّة : بيانض في وجه الفرس ، والتحجيل : بياض في قوائمه
و( دُهْمٍ بُهْمٍ) أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .
وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي قال: (لَيَرِدَنَّ علَىَّ ناسٌ من أصحابِي الحوضُ ، حتى إذا رأيتُهمْ و عَرفتُهمْ ، اخْتُلِجُوا دُونِي ، فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابِي ، أصحابِي ، فيُقالُ لِي : إِنَّكَ لا تدرِي ما أحْدَثُوا بَعدَكَ) ( صحيح مسلم )

وعن سهل بن سعد  الساعدي، قال : قال رسول الله  :"  أنا فَرَطُكم على الحوضِ ، من ورَدَه شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأْ بعدَه أبدًا ، ليَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرِفُهم ويعرفونني ، ثم يُحالُ بيني وبينهم . قال أبو حازمٍ : فسمعَني النعمانُ بنُ أبي عياشٍ وأنا أُحدِّثُهم هذا ، فقال : هكذا سمعتَ سهلًا ؟ فقلتُ : نعم ، قال : وأنا أشهدُ على أبي سعيدٍ الخدريِّ لسمعتُه يزيدُ فيه قال : " إنهم مني ، فيقال :  ، فأقولُ : سُحقًا سُحقًا لمن بدَّلَ بعدي"( صحبح البخاري(
في هذا الحديثِ يُخبِر النبيُّ عن مَشْهَدٍ مِن مَشاهِد يوم القيامة، فيقول: أنا فَرَطُكم على الحَوْضِ، أي: أنا أتَقدَّمُكم على الحوضِ، ويَأْتِيه المؤمنون يَشربون منه، ومَن شَرِب منه لا يَظْمَأُ بعد ذلك أبدًا، ثُمَّ يأتي أُنَاسٌ يَعرِفهم النبيُّ ويَعرِفونه، فيُبعَدُون عن الحَوْضِ ويُمنَعون مِن الوُصول إليه، فيَتَساءَلُ النبيُّ عن سبب مَنْعهم، فيقال له: إنَّهم غيَّروا وبدَّلوا بعدك، فيقول حينئذٍ: " سُحْقًا سُحْقًا لِمَن بدَّل بعدي "، أي: بُعْدًا بُعْدًا لِمَن غيَّر وبدَّل بعدي.

من هم الذين يردّون عن الحوض؟

خلاصة ما ذكر من  ما كان عليه حال المبعدين عن الحوض :
1-  قيل: أنَّهم كانوا مِمَّن ارتدَّ عن الإسلامِ؛ فلا شك في تَبرِّي النبيِّ منهم وإبعادِهم.
2-   وقيل أنهم  كانوا مِمَّن لم يَرْتَدَّ لكنْ أَحْدَثَ معصيةً كبيرةً مِن أعمالِ البَدَنِ أو بدعةً في الإعتقاد:
فهؤلاء من يعرض  عنهم النبي ولم يَشْفَعْ لهم اتِّباعًا لأمرِ الله فيهم حتَّى يُعاقِبَهم على جِنَايَتِهم، ولا مانعَ مِن دُخولِهم في عُموم شفاعَتِه لأهل الكبائرِ مِن أُمَّتِه، فيخرجون عند إخراج الموحِّدين من النار.
ففي هذا تحذير شديد من خَطورةُ الابتِداعِ في الدِّين وتَبديلِه، وكذلك من الظلم والجور، فمن كان كذلك فهو مُحْدِث مُبدِّل.

وهؤلاء هم من قال فيهم رسول الله : (أمتي أمتي)، لم يكن يعلم بحالهم، حتى قيل له :(  إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدَك )، فيقول : سُحْقًا سُحْقًا لِمَن بدَّل بعدي "
وأما ما ورد من لفظ في الحديث عنهم : (أصحابي)؛ فالمقصود به مَن ارتدَّ من العرب بعد موت النبي - فإذا رآهم النبي على الحوض، وهو يعلم أنهم آمنوا به، ولا يعلم أنهم ارتدُّوا؛ لأنه لا يعلم الغيب، وليس المقصود أن الصحابة ارتدوا كما فسَّره الخوارج، عليهم من الله ما يستحقونه

هل الحوض قبل الصراط، أم العكس؟

هذه المسألة مما اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال:
1- أن الحوض قبل الصراط: وحجَّتهم أن الصراط يصرفُ عنه بعض وارديه إلى النار؛ فلو كان بعد الصراط لصَعُب عليهم الوصول إليه؛ حيث إنه لا يَعْبُره إلا مَن يدخل الجنة، وهذا ما رجَّحه القرطبي والغزالي، وهو قوي مُعتَبر.

2- أن الصراط قبل الحوض: وحجَّتهم أن مقتضى الحال أن يكونَ الحوض قريبٌ من الجنة، فيصب المِيزَابان من الكوثر الذي في الجنة إلى أرض الحوض.

3- أن الأمر محتمل هذا وذاك: وجمعوا بين القولين بأن قالوا: إن الحوض كبير وعظيم، فلا مانع أن يكون قبل الصراط وممدودًا إلى ما بعده.

ومن العلماء مَن توقَّف ولم يقطع بشيء، وعلَّلوا ذلك بأنه أمرٌ غيبي، ولا نَمِيل إلى قولٍ إلا عند وجود النص، وهو غير متوفِّر هنا، والعلم عند الله تعالى

من هم أولُ الشاربين من الحوض:

هم فقراء المهاجرين، كما ثبت في حديث ثوبان - رضي الله عنه - أن الرسول قال: (حَوضي من عدنٍ إلى عُمانَ البلقاءِ ، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبَنِ ، وأحْلى من العسلِ ، وأكوابُه عددُ نجومِ السماءِ ، من يشربُ منه شربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا ، أولُ الناسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرين ؛ الشُّعثُ رؤوسًا ، الدُّنسُ ثيابًا ، الذين لا يَنكحون الْمُتنعِّماتِ ، ولا تُفتَحُ لهم السُّدَدُ).( رواه الترمذي – وصححه الألباني )
وكذا من أول الشاربين أهلُ اليمن؛ كما في حديث الباب الذي مرَّ معنا.

كيفية الشرب منه:

قال أنس - رضي الله عنه -: قال نبي الله -: " ترى فيه أباريق الذهب والفِضَّة كعدد نجوم السماء ".( صحيح مسلم )
ومما اشتهر من  الأخطاء على ألسنة بعض الدعاة من أن النبي هو الذي يسقي الناس حيث يدعو أحدهم قائلاً: "اللهم اسقِنا من يديه شربةً لا نظمأُ بعدها أبدًا"؛ وذلك لأنه لا يوجد في الأحاديث ما يدل على ذلك.
قال الشيخ المنجد في الإسلام سؤال وجواب :
" وظاهر هذه الأحاديث التي أوردناها  أن الشرب يكون من الحوض مباشرة أو من الكيزان الموجودة عنده ، وأن الناس يشربون منه بأنفسهم .
ولم نر في شيء من روايات الحديث ما يشير إلى أن الشرب يكون بيد النبي ولو كان شرب الناس من الحوض بيده لأخبرنا بذلك .
والمشروع للمسلم أن يدعو الله أن يسقيه من حوض النبي شربةً لا يظمأ بعدها ، فيقتصر في دعائه على ما ورد في النصوص الصحيحة ، والله أعلم .

الحوض موجود الآن:

لما ثبت في حديث عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي خرج يومًا فصلَّى على أهل أُحُدٍ صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: " إني فرطٌ لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن " ( رواه مسلم)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي قال: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي ". ( رواه البخاري)
قال ابن عثيمين:
يحتمل أنه في هذا المكان لكن لا نشاهده؛ لأنه غيبي، ويحتمل أن المنبر يوضع يوم القيامة على الحوض .

- هل هناك علاقة بين حوض النبي ونهر الكوثر؟ وما العلاقة بينهما؟
- الحوض يُملأ من الكوثر ، والكوثر نهر في الجنة.
 -والحوض خارج الجنة في عرصات يوم القيامة عندما يخرج الناس ، يعني حيارى عُطاشى سُكارى هم في أمس الحاجة إلى شرب الماء ، فالحوض في عرصات يوم القيامة خارج الجنة ، ونهر الكوثر داخل الجنة.
  -جعل  الله ميزابان يصبان من نهر الكوثر  في حوض النبي في عرصات يوم القيامة.
-ووصف الحوض غير وصف الكوثر، ففي حديث أنس - رضي الله عنه - قال: لما عرج بالنبي - إلى السماء قال: "أتيتُ على نهرٍ حافَتاه قبابُ اللؤلؤ مجوَّفًا، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر ".( صحيح البخاري)
آنيته؛ ميزانه:  كعدد نجوم السماء ، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء كل زاوية من زواياه مسيرة شهر وأن نبينا محمد ينتظر أمته عنده ليسقيهم بيده فمن شرب منه لا يظمأ بعده أبدا.

ابن عباس رصي الله عنهما يقول: ( من شرب من حوض النبي لا يعذب بالنار لأنه يقول لا يظمأ بعدها أبدا )

أسال الله عز وجل أن يسقيني وإياكم منه شربة لا نظما بعدها أبدا.

No comments:

Post a Comment