Sunday, 6 December 2015

تفسير للآيات وبيان المتشابهات وتثبيت الحفظ سورة الواقعة ج 3




 سورة الواقعة ج 3
بعد أن بيّن  الله تعالى الفئتين الناجيتين، عطف على ذكر الفئة الخاسرة ،فقال تعالى: { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ }  ذكر منازل أهل النار وسماهم أصحاب الشمال، لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم، ثم عظم ذكرهم في البلاء والعذاب، فقال ما حال أصحاب الشمال؟ { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} أي هم في سموم ، والسموم الريح الحارة التي تدخل في مسام البدن. والمراد هنا حر النار ولفحها، { وَحَمِيمٍ }  أي ماء حار قد انتهى حره، إذا أحرقت النار أكبادهم وأجسادهم فزعوا إلى الماء فوجدوه حميما، كالذي يفزع من النار إلى الماء ليطفئ به الحر فيجده حميما حارا في نهاية الحرارة والغليان، كما قال في سورة محمد { وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} (محمد : 15). { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } أي يفزعون من السموم إلى الظل كما يفزع أهل الدنيا فيجدونه ظلا من يحموم:أي من دخان جهنم أسود شديد السواد.
في اللغة:  
اليحموم في اللغة : الشديد السواد وهو يفعول من الحم وهو الشحم المسود باحتراق النار. وقيل : هو المأخوذ من الحمم وهو الفحم.
قال الضحاك : النار سوداء وأهلها سود وكل ما فيها أسود، وعن ابن عباس أيضا : النار سوداء. وقال ابن زيد : اليحموم جبل في جهنم يستغيث إلى ظله أهل النار، { لا بارد} بل حار لأنه من دخان شفير جهنم، { ولا كريم} لاعذب،ولا حسن منظره،  وكل ما لا خير فيه فليس بكريم،وقيل { وظل من يحموم} أي من النار يعذبون بها، كقوله تعالى { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل}(الزمر 16)، { إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} أي إنما استحقوا هذه العقوبة لأنهم كانوا في الدنيا متنعمين بالحرام، والمترف المنعم، { وَكَانُوا يُصِرُّ‌ونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ } أي : لَا يَتُوبُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ , وَالْإِصْرَار عِنْد الْعَرَب عَلَى الذَّنْب هي الْإِقَامَة عَلَيْهِ , وَتَرْك الْإِقْلَاع عَنْهُ، وقيل في تفسير { الْحِنثِ الْعَظِيمِ}،  هو الشرك مقيمين عليه -وقيل هو الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه  -وقيل هو اليمين الغموس وهى من الكبائر.
في اللغة:
 يقال : حنث في يمينه أي لم يرها ورجع فيها. وكانوا يقسمون أن لا بعث الله من يموت، قال الله تعالى مخبرا عنهم { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} (النحل38)
والتحنث: هو التعبد ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: " كانَ يخلو بغارِ حراءٍ يتحنَّثُ فيهِ - وَهوَ التَّعبُّدُ - اللَّياليَ أولاتِ العددِ" ( مسلم)
أي يفعل من التعبد ما يسقط عن نفسه الحنث وهو الذنب، { وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَ‌ابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }  هذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له، فقال الله تعالى {  قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِ‌ينَ *  لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } أي قل لهم يا محمد إن الأولين من آبائكم والآخرين وهم أنتم ستجموعون إلى ميقات يوم معلوم وهو يوم القيامة معلوم عند الله، ومعنى الكلام القسم ودخول اللام في قوله تعالى { لَمَجْمُوعُونَ }  هو دليل القسم في المعنى، أي إنكم لمجموعون قسما حقا خلاف قسمكم الباطل أنكم لن تبعثوا، { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ *  لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ‌ مِّن زَقُّومٍ }، ثم يعنفهم ربهم ويتوعدهم إنكم أيها الضالون عن الهدى والدين الحق، والمكذبون بالبعث { لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ‌ مِّن زَقُّومٍ } وهو شجر كريه المنظر، كريه الطعم، وهي التي ذكرت في سورة الصافات  في قوله تعالى : { أَذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَ‌ةُ الزَّقُّومِ ﴿٦٢ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣ إِنَّهَا شَجَرَ‌ةٌ تَخْرُ‌جُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ *  طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُ‌ءُوسُ الشَّيَاطِينِ  * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } ( الصافات 62-64)وفي هذه السورة يخبر عن أهل النار أنهم { فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } ي من الشجرة، لأن المقصود من الشجر شجرة. قوله تعالى { فَشَارِ‌بُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ }  أي على الزقوم أو على الأكل أو على الشجر من الحميم وهو الماء المغلي الذي قد اشتد غليانه وهو من صديد أهل النار. أي بسب حرارة  ما يأكلون من الزقوم مع الجوع الشديد يعطشون فيشربون ماءً يظنون أنه يزيل العطش، فيجدونه حميما مغلى{ فَشَارِ‌بُونَ شُرْ‌بَ الْهِيمِ } ،  الهيم الإبل العطاش الظماء، والهيم داء يأخذ الإبل فلا تروى أبداً حتى تموت، فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبداً،
الهيم : الإبل المرضى ، واحدها أهيم والأنثى هيماء. ويقال لذلك الداء الهيام، وقوم هيم أيضا أي عطاش، وقد هاموا هياما.
ويقال :الهيم الأرض السهلة ذات الرمل، وروي أيضا عن ابن عباس : فيشربون شرب الرمال التي لا تروى بالماء، قال المهدوي : ويقال لكل ما لا يروى من الإبل والرمل أهيم وهيماء. وفي الصحاح : والهُيام بالضم أشد العطش. والهيام كالجنون من العشق. والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى. يقال : ناقة هيماء. والهيماء أيضا المفازة لا ماء بها. والهَيام بالفتح : الرمل الذي لا يتماسك أن يسيل من اليد للينه والجمع هيم مثل قذال وقذل. والهِيام بالكسر الإبل العطاش الواحد هيمان، وناقة هيماء مثل عطشان وعطشى. قوله تعالى { هذا نزلهم يوم الدين} أي رزقهم الذي يعد لهم، كالنزل الذي يعد للأضياف تكرمة لهم، وفيه تهكم، يعني هذه ضيافتكم يوم الحساب ومنزلكم في جهنم ، أعاذنا الله منها . كما في قوله تعالى {فبشرهم بعذاب أليم} (آل عمران21) ، فالبشارة لا تكون بالعذاب.
وبعد وصف حال كل فرقة من الثلاث، يقرر الله تعالى على المعاد، بتذكير العباد بما يرون ويعلمون، وما لا ينكرون نسبته لله وحده، فيبدأ بالخلق :{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ} أي نحن ابتدأنا خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً، أفليس الذي قدر على البداءة، بقادر على الإعادة بطريق الأولى والأحرى؟ ولهذا قال: أي فهلا تصدقون بالبعث! ثم قال تعالى مستدلاً عليهم بقوله: { أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تُمْنُونَ *  أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ }؟ أي أنتم تقرونه في الأرحام وتخلقونه فيها أم اللّه الخالق لذلك؟ ثم قال تعالى { نَحْنُ قَدَّرْ‌نَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي قضينا ، أو كتبنا عليكم الموت، أي الذي يقدر على الإماتة يقدر على الخلق، وإذا قدر على الخلق قدر على البعث وكذلك فما نحن بعاجزين { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ }  أي نغيّر خلقكم يوم القيامة، ونعيد نشأتكم  فيما لا تعلمون من الصفات والأحوال[ وقد أكد على حدوث ذلك فيما سبق من الآيات في قوله تعالى {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً  }]   ،  ثم يقررهم تعالى:  بتأكيد حدوث ما ينكرون بما يعلمون من البداية والنشأة الأولى:{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُ‌ونَ} أي قد علمتم أن اللّه أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً، فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة وهي البداءة قادر على النشأة الأُخرى وهي الإعادة بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } ( الروم 27) ، في الخبر : عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو لا يسعى لدار القرار.
ثم يقررهم بحقيقة أخرى مشابهة، وهي الإنبات ، يقول تعالى: { أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ *  أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ* } ؟ وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها، { أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ } ؟ أي تنبتونه في الأرض،  أم نحن من ينبته ؟ والسؤال هنا تقريري أيضا بمعنى: بل نحن الذي نقره قراره وننبته في الأرض، روي عن حجر المدري أنه كان إذا قرأ { أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ}  وأمثالها، يقول: بل أنت يا رب، وقوله تعالى: { لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}  أي نحن أنبتناه بلطفنا ورحمتنا، ولو نشاء لجعلناه حطاماً، أي لأيبسناه قبل استوائه واستحصاده، والحطام الهشيم الهالك الذي لا ينتفع به في مطعم ولا غذاء، فنبه فنبه بذلك أيضا على أمرين : أحدهما : ما أولاهم به من النعم في زرعهم إذ لم يجعله حطاما ليشكروه. الثاني : ليعتبروا بذلك في أنفسهم، كما أنه يجعل الزرع حطاما إذا شاء وكذلك يهلكهم إذا شاء ليتعظوا فينزجروا،  { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَأي تعجبون بذهابها وتندمون مما حل بكم، وفي الصحاح : وتفكه أي تعجب، ويقال : تندم، ثم فسر تفكههم بقوله: { إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ } وقال يمان : تندمون على نفقاتكم، دليله {  فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها}  [الكهف : 42] وقال عكرمة : تلاومون وتندمون على ما سلف منكم من معصية الله التي أوجبت عقوبتكم حتى نالتكم في زرعكم،  وقيل :  تفكهون أي  تعجبون وتنوعون في المقالة والكلام، فتقولون تارة { إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ} أي لملقون، معذبون، وتارة تقولون: { بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ}  أي: محرومون حرث ما طلبنا من الريع. والمحروم الممنوع من الرزق. والمحروم ضد المرزوق ، وقالوا : المحروم من لا يثبت لنا مال ولا ينتج لنا ربح، أو لا حظ لنا.
متشابه:
هذا الموضع أكد تعالى على قدرته على إعادة الخلق من خلال قدرته على الإنبات وتحطيم النبات إن شاء شاء،أكد بإضافة لام التأكيد على ( جَعَلْنَاهُ ) فقال سبحانه : { لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ، وفي آيات الماء والنار قال { َجَعَلْنَاهُ }
 في اللغة:
التفكه التكلم فيما لا يعنيك، ومنه قيل للمزاج فُكاهة بالضم، فأما الفَكاهة بالفتح فمصدر فَكِه الرجل بالكسر فهو فَكِه إذا كان طيب النفس مزاحا.
مغرمون: أي معذبون، والغرام العذاب، وهو الهلاك ، وقيل : الغرام هو من الغرم، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض، أي غرمنا الحب الذي بذرناه.
والمغرم: أي لمولع بنا، يقال : أغرم فلان بفلانة، أي أولع بها ومنه الغرام وهو الشر اللازم.
ثم يقررهم الله تعالى بما لا يستغنون عنه ، فيقول سبحانه :{  أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ *  أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ} أي هلا تفكرتم بالماء الذي تشربون ، من أنزله من المزن، يعني السحاب والواحدة ( مزنة ) ،{ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ } ، يقول بل نحن المنزلون، {  لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ} أي زعافاً مراً لا يصلح لشرب ولا زرع، فهلا تشكرون نعمة اللّه عليكم في إنزاله المطر عليكم عذباً زلالاً،  روى ابن أبي حاتم، عن جابرعن النبي أنه كان إذا شرب الماء قال: "الحمد للّه الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا" (أخرجه ابن أبي حاتم – وهو مرسل)
ودليل آخر يسوقه ربنا على قدرته على إعادة الخلق النار،  قال تعالى : { أَفَرَ‌أَيْتُمُ النَّارَ‌ الَّتِي تُورُ‌ونَ } أي أخبروني عن النار التي تظهرونها بالقدح من الشجر الرطب { أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَ‌تَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ }  يعني التي تكون منها الزناد وهي شجر المرخ والعفار، فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد ، فيأخذ عودين من الشجرة  أخضرين ، ويقدح أحدهما بالآخر ، فتتولد النار بينهما كالزناد .. ومنه قولهم : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار، أي استكثر منها، لأنهما يسرعان الوري( اي يقدحان بسرعة)  يقال : أوريت النار إذا قدحتها.{ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ }  أي المخترعون الخالقون، أي فإذا عرفتم قدوتي فاشكروني ولا تنكروا قدرتي على البعث. { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَ‌ةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ }  يعني نار الدنيا موعظة للنار الكبرى، وصح عن النبي أنه قال : "إن ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم" فقالوا يا رسول الله : أن كانت لكافية، قال : "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها"( الترمذي – حسن صحيح) { وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ } قأي منفعة للمسافرين، سموا بذلك لنزولهم القوى وهو القفر قال الفراء: إنما يقال للمسافرين : مقوين إذا نزلوا القي وهي الأرض القفر التي لا شيء فيها. ومنزل قواء لا أنيس به، يقال : أقوت الدار وقويت أيضا أي خلت من سكانها، وأقوى إذا سافر. وقال مجاهد { للمقوين} المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والاستضاءة، فجعل نار الدنيا عظة وتذكرة بنار الآخرة فيستجار منها ، وجعل فيها متاعا للمسافرين ، وللناس عموما للطهي والإنارة وغيرها.
 شجر المرخ والغفار متاعا للمقوين
 
وبعد هذه الأدلة الواضحة البينات على قدرة الله على إعادة الخلق يوم البعث، ولعظم شأنها وبيانها قال { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الْعَظِيمِ } أي فنزه الله عما أضافه إليه المشركون من الأنداد، والعجز عن البعث.
سبحان ربي العظيم كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه

No comments:

Post a Comment