سورة الواقعة ج 1
التعريف بالسورة :
1) السورة مكية، وهي من المفصل – يبدأ المفصل من سورة ( ق) إلى نهاية
المصحف-
2) ترتيبها السادسة والخمسون في ترتيب المصحف.
3) نزلت بعد سورة ( طه ).
4) الواقعة : اسم من أسماء يوم القيامة .
6) بدأت السورة باسلوب شرط " اذا وقعت
الواقعة "
7) لم يذكر في السورة لفظ الجلالة .
في فضل سورة الواقعة ، هل فيها حديث صحيح ؟
فالحديث المروي في فضل سورة الواقعة رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق والحافظ
أبو يعلى وابن السني في عمل اليوم والليلة عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه لما مرض
مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفان فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما
تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك
بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه! قال: يكون لبناتك من بعدك؟ قال: أتخشى على بناتي
الفقر؟ إني أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة، لم تصبه فاقة أبداً"، وقد أعلَّ الزيلعي هذا الحديث بأربع علل: أولاها: نكارة متنه،
وثانيها: اضطراب إسناده، وثالثها: الانقطاع، ورابعها: ضعف رواته. وقد حكم عليه
بالضعف جهابذة المحدثين كالإمام أحمد وأبي حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن
الجوزي؛ فهو حديث ضعيف.
حديث أخر:
" مَن قرأ سورةَ ( الواقعةِ ) وتَعَلَّمَها ، لم يُكْتَبْ من الغافِلِينَ ، ولم يَفْتَقِرْ هو وأهلُ
بيتِه"
الراوي : أنس بن مالك (
المحدث : الألباني خلاصة حكم المحدث عنه: موضوع
وقيل أيضا عنه : في إسناده كذاب)
- وحديث آخر : " علموا نساءَكم سورةَ الوَاقِعَةِ ؛ فإنَّها سورةُ
الغنى"
الراوي : أنس بن مالك(
المحدث : الألباني، في
السلسلة الضعيفة ،ضعيف )
وحديث آخر : " مَن قرأ سورةَ الواقعةِ كلَّ
ليلةٍ لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبدًا"
الراوي : عبدالله بن مسعود (
المحدث : الألباني:
السلسلة الضعيفة ، ضعيف)
من مقبول مما ورد فيها :
حديثُ جابر بن
سمرة قال: " كان رسول الله ﷺ يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنه كان يخفف، كانت صلاته
أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور."
( قال عنه الألباني : إسناده على شرط مسلم ، وفي بعض طرق الحديث: ( كان يقرأ في الفجر: ق، والقرآن المجيد) بدل (الواقعة))
( قال عنه الألباني : إسناده على شرط مسلم ، وفي بعض طرق الحديث: ( كان يقرأ في الفجر: ق، والقرآن المجيد) بدل (الواقعة))
تفسير سورة الواقعة:
{ إذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ }: إذا قامت القيامة، والواقعة من أسماء القيامة
وسميت بذلك لتحقق كونها ووجودها، وهذه هي جملة شرطية، وأداة الشرط:
"إذا" قد جمعت هنا بين معنى الظرفية والشرطية معا ، فالحوادث
التي تليها كائنة إذا وقعت الواقعة، أي في ظرف وحال وزمن وقوعها تكونوا أزوجا
ثلاث.
- وهي في نفس الوقت مشروط قد تعلق على شرط وقوعها ، فإن الحوادث التالية ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) لن تقع بإذن الرب
جل وعلا ، وهو الإذن الكوني النافذ إلا إذا وقع ظرفها وهو الواقعة ، وذلك
جار مجرى دلالة اللفظ الواحد أو المبنى الواحد على أكثر من معنى على وجه لا يقع به
التعارض ،
وجواب الشرط في الجملة التي تبدأ الفاء الرابطة لجواب هذا الشرط في قوله تعالى : (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا
أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) ، فإنها رابطة
لجملة الجواب بالشرط ، ومفرعة مبينة لمجمل قوله تعالى: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً) ، في نفس الوقت ، فأجملت أصناف الناس يوم البعث ، ثم جاء البيان عقيبها
مصدرا بالفاء التفريعية التي بينت أفراد التقسيم الثلاثي( فأصحاب الميمنة.. واصحاب المشئمة.... والسابقون...)، فأورد البيان عقيب الإجمال مصدرا
بالفاء الرابطة للشرط ليثير انتباه السامع فيتطلع إلى جوابه .
{ ليس لوقعتها كاذبة } : أي ليس لوقوعها إذا شاء اللّه وقوعها صارف أو مانع يصرفها ولا دافع
يدفعها، فهي لابد أن تكون ، ليس فيها ارتداد ولا رجعة
وتعني أيضا : عند وقوعها لا تكون نفس مكذّبة بوقوعها بعد أن تكون.
{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ } : تخفض أقواماً وترفع آخرين ، وقيل فيها :
وتعني أيضا : عند وقوعها لا تكون نفس مكذّبة بوقوعها بعد أن تكون.
{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ } : تخفض أقواماً وترفع آخرين ، وقيل فيها :
1-أي تخفض أقواماً إلى أسفل سافلين إلى الجحيم، وإن كانوا في الدنيا أعزاء،
وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وضعاء
2- خافضة للكفار ، رافعة للمؤمنين.
3-الساعة خفضت أعداء اللّه إلى النار، ورفعت أولياء اللّه إلى الجنة.
4-تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين مترفعين بغيرحق، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين في أعين الناس.
5- خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين.
2- خافضة للكفار ، رافعة للمؤمنين.
3-الساعة خفضت أعداء اللّه إلى النار، ورفعت أولياء اللّه إلى الجنة.
4-تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين مترفعين بغيرحق، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين في أعين الناس.
5- خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين.
{ إذا رجت الأرض رجَّاً} حُرّكت تحريكاً
شديداً، أي زلزلت زلزالاً، وقال الربيع بن أنَس: ترج بما فيها كرج الغربال بما فيه،
كقوله تعالى: {
إذا زلزلت الأرض زلزالها} ،
وقوله تعالى:
{ وبست الجبال بساً} أي فتتت فتاً، قاله ابن عباس ومجاهد، وقيل : صارت الجبال كما قال اللّه تعالى
{ كثيباً مهيلاً} ، وقوله تعالى: {
فكانت هباء منبثاً}أي غباراً متفرقاً منتشراً.
وهذه الآية كأخواتها الدالة على زوال الجبال عن أماكنها يوم القيامة،
وذهابها ونسفها أي قلعها وصيرورتها كالعهن المنفوش.
وعن أحوال الجبال يوم القيامة :
إعلم أنه جل وعلا بين لنا هول وأحوال يوم القيامة في آيات من كتابه ومن بين
هذه الأحوال ؛ أحوال الجبال فإنها تعتبر من أعظم مخلوقات الله عزوجل كيف يذهبها
ويزيلها وهذا مع صلابتها وقوتها فسبحان القوي العزيز .
- ذكر سبحانه ربنا أنه يوم القيامة يحمل الأرض والجبال من أماكنها ويدكهما دكة واحدة وذلك في قوله { وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } (سورة الحاقة: 14)
- ثم ذكر أنه جل وعلا أنه يفتتها ويدقها حتى تذهب صلابتها الحجرية وتلين كقوله { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً } ( الواقعة : 5 ) أي: فُتِّتَتْ فَتًّا، أي فتت حتى صارت كالبسيسة والبَسِيْسَةُ : السَّويقُ أو الدقيق يُلَتُّ بالسَّمن أو الزيت ، ثم يؤكل .
- ثم بين أنه يصيرها كالرمل المتهايل، ثم كالعهن المنفوش، وذلك في قوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً } ( المزمل : 14 ) أي كانت الجبال رملا سائلا متناثرًا.
والمهيل: مفعول من قول القائل: هلت الرمل فأنا أهيله، وذلك إذا حُرِّك أسفله، فانهال عليه من أعلاه، وهو تشبيه بليغ والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله وبست الجبال بسا فصارت تشبه الرمل المتهايل
- ذكر سبحانه ربنا أنه يوم القيامة يحمل الأرض والجبال من أماكنها ويدكهما دكة واحدة وذلك في قوله { وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } (سورة الحاقة: 14)
- ثم ذكر أنه جل وعلا أنه يفتتها ويدقها حتى تذهب صلابتها الحجرية وتلين كقوله { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً } ( الواقعة : 5 ) أي: فُتِّتَتْ فَتًّا، أي فتت حتى صارت كالبسيسة والبَسِيْسَةُ : السَّويقُ أو الدقيق يُلَتُّ بالسَّمن أو الزيت ، ثم يؤكل .
- ثم بين أنه يصيرها كالرمل المتهايل، ثم كالعهن المنفوش، وذلك في قوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً } ( المزمل : 14 ) أي كانت الجبال رملا سائلا متناثرًا.
والمهيل: مفعول من قول القائل: هلت الرمل فأنا أهيله، وذلك إذا حُرِّك أسفله، فانهال عليه من أعلاه، وهو تشبيه بليغ والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله وبست الجبال بسا فصارت تشبه الرمل المتهايل
- ثم قوله تعالى : { يَوْمَ تَكُونُ السمآء كالمهل
وَتَكُونُ الجبال كالعهن } [ المعارج : 8-9 ] و قوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} ( القارعة 5) ،
والعهن : الصوف المصبوغ ، فهي في هذه المرحلة تشبه أيضا الصوف المنفوش فتكون في
عدم صلابتها ولينها كالعهن المنفوش ، وكالرمل المتهايل
- ثم بين أنها تصير كالهباء المنبث في قوله:{ فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } ( الوقعة 6) أي : غباراً متفرّقاً منتشراً . قال مجاهد : الهباء : الشعاع الذي يكون في الكوّة كهيئة الغبار ، وقيل : هو الرّهج الذي يسطع من حوافر الدّواب ، ثم يذهب ، وقيل : ما تطاير من النار إذا اضطرمت على سورة الشرر ، فإذا وقع لم يكن شيئًا.
- ثم بين أنها تصير كالهباء المنبث في قوله:{ فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } ( الوقعة 6) أي : غباراً متفرّقاً منتشراً . قال مجاهد : الهباء : الشعاع الذي يكون في الكوّة كهيئة الغبار ، وقيل : هو الرّهج الذي يسطع من حوافر الدّواب ، ثم يذهب ، وقيل : ما تطاير من النار إذا اضطرمت على سورة الشرر ، فإذا وقع لم يكن شيئًا.
- عندها تبرز وتظهر كالأرض وما عليها ، قال تعالى: {
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً }
(الكهف: 47)
- ثم بين أنها تصير سراباً ، وذلك في قوله : { وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً } ( النبأ : 20 ) أي نُسفت الجبال فاجتثت من أصولها، فصيرت هباء منبثا، لعين الناظر فصارت بعد تسييرها مثل سراب فترى بعد تفتتها وارتفاعها في الهواء كأنها جبال وليس بجبال بل غبار غليظ متراكم يرى من بعيد كأنه جبل كالسراب ، والسراب هو الذي يظنّ من يراه من بعيد أنه ماء، وهو في الحقيقة هباء.
ويلخص هذا كله قوله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا } (طه:105-107) يقول تعالى: إنه تذهب الجبال ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها وتتساوى المهاد، وتبقى الأرض { قَاعًا صَفْصَفًا } أي فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفا، قاعا، أي أرضا ملساء، صفصفا: يعني مستويا لا نبات فيه، ولا نشز، ولا ارتفاع ، سطحًا مستويًا لا عوج فيه { وَلا أَمْتًا } أي: لا وادي ولا جَبَل؛ ولهذا قال تعالى: { وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً } (أي: بادية ظاهرة، ليس فيها مَعْلَم لأحد ولا مكان يواري أحدًا)، بل الخلق كلهم ظاهرون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية.
{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً } : أَزْوَاجًا: أصنافاً ثلاثة ، وبعدها يفصل لنا الله تعالى أحوال ودرجات الأنواع الثلاثة.
- ثم بين أنها تصير سراباً ، وذلك في قوله : { وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً } ( النبأ : 20 ) أي نُسفت الجبال فاجتثت من أصولها، فصيرت هباء منبثا، لعين الناظر فصارت بعد تسييرها مثل سراب فترى بعد تفتتها وارتفاعها في الهواء كأنها جبال وليس بجبال بل غبار غليظ متراكم يرى من بعيد كأنه جبل كالسراب ، والسراب هو الذي يظنّ من يراه من بعيد أنه ماء، وهو في الحقيقة هباء.
ويلخص هذا كله قوله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا } (طه:105-107) يقول تعالى: إنه تذهب الجبال ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها وتتساوى المهاد، وتبقى الأرض { قَاعًا صَفْصَفًا } أي فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفا، قاعا، أي أرضا ملساء، صفصفا: يعني مستويا لا نبات فيه، ولا نشز، ولا ارتفاع ، سطحًا مستويًا لا عوج فيه { وَلا أَمْتًا } أي: لا وادي ولا جَبَل؛ ولهذا قال تعالى: { وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً } (أي: بادية ظاهرة، ليس فيها مَعْلَم لأحد ولا مكان يواري أحدًا)، بل الخلق كلهم ظاهرون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية.
{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً } : أَزْوَاجًا: أصنافاً ثلاثة ، وبعدها يفصل لنا الله تعالى أحوال ودرجات الأنواع الثلاثة.
في اللغة: معانى ( كان ) ودلالاتها في اللغة وفي القرآن:
في قوله تعالى: { وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً }(الواقعة 7) أي صرتم، أصبحتم.
و ( كان) هنا تفيد الإستقبال ، مثلها قوله تعالى : ( وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا } ( النبأ 19) أي صارت في المستقبل.
و ( كان) هنا تفيد الإستقبال ، مثلها قوله تعالى : ( وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا } ( النبأ 19) أي صارت في المستقبل.
- ومن معاني ودلالات ( كان ):
كان التي تفيد الماضي المستمر (
كان الإستمرارية) بمعنى كان ولا يزال،
ومنها قوله تعالى: ( وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً
} ( الإسراء 11) { وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا }( الإسراء100) { إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ
لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} ( الإسراء 53) { إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } (58 النساء) يسمونها كان الإستمرارية أي هذا كونه منذ أن وُجِد. ليس في الماضي المنقطع
( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا }
(الإسراء 53) لا
تعني كان عدواً والآن أصبح صديقاً وإنما كان لا يزال عدواً.(
لمسات بيانية ؛ د. فاضل السامرائي)
يقول ربنا جل في علاه {فَأَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} :
الْمَيْمَنَةِ: ناحية اليمين من العرش،أي هم
من ياخذون كتابهم باليمين ، وهم جمهور أهل الجنة، وتعني الميمنة في اللغة
اليُمن والسعادة .
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ }: الْمَشْأَمَةِ: وهم الذين يأتون عن شمال العرش، وهم الذين يؤتون كتبهم بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال وهم عامة أهل النار، والمشأمة في اللغة من الشؤم الذي هو ضد اليُمن.
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}: المسارعون إلى الإيمان والتوبة وأعمال البر
{ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }: الْمُقَرَّبُونَ: هذه الطائفة سابقون بين يديه عزَّ وجلَّ وهم أحظى وأقرب من أصحاب اليمين، فيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء، وهم أقل عدداً من أصحاب اليمين يوم القيامة، وهم الذين نالوا عند الله حظوة ،ورُفعت مراتبهم - اللهم اجعلنا منهم –
الفرق بين ( الآخَرين بفتح الخاء) والآخِرين بكسرها )
عودة للتفسير
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ }: الْمَشْأَمَةِ: وهم الذين يأتون عن شمال العرش، وهم الذين يؤتون كتبهم بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال وهم عامة أهل النار، والمشأمة في اللغة من الشؤم الذي هو ضد اليُمن.
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}: المسارعون إلى الإيمان والتوبة وأعمال البر
{ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }: الْمُقَرَّبُونَ: هذه الطائفة سابقون بين يديه عزَّ وجلَّ وهم أحظى وأقرب من أصحاب اليمين، فيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء، وهم أقل عدداً من أصحاب اليمين يوم القيامة، وهم الذين نالوا عند الله حظوة ،ورُفعت مراتبهم - اللهم اجعلنا منهم –
وهكذا قسمهم إلى هذه الأنواع الثلاثة في آخر السورة وقت احتضارهم.
وقيل هذه الأصناف الثلاثة هم الذين ذكرهم في قوله تعالى: {
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم
لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن اللّه}
( فاطر 32)ا، وذلك على أحد
القولين في الظالم لنفسه، قاله ابن عباس وقال ميمون بن مهران: أفواجاً ثلاثة،
اثنان في الجنة وواحد في النار، ومما يستبشر به قول الحسن وقتادة: {
والسابقون السابقون} أي من كل أمة سابقين، وعن عثمان بن أبي سودة قال فيهم: أولهم رواحاً إلى
المسجد، وأولهم خروجاً في سبيل اللّه، وهذه الأقوال كلها صحيحة، فإن المراد
بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات، كما أمروا، كما قال تعالى: {
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض} ( آل عمران133)، وقال تعالى: {
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء
والأرض} ( الحديد 21)، فمن سابق في هذه الدنيا
وسبق إلى الخير كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل
وكما تدين تُدان، ولهذا قال تعالى: { أولئك المقربون في جنات النعيم} ، وقال ابن أبي حاتم، قالت الملائكة: "يا رب جعلت لبني آدم الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون، فاجعل لنا
الآخرة، فقال: لا أفعل، فراجعوا ثلاثاً، فقال: لا أجعل من خلقت بيدي، كمن قلت له
كن فكان" ( في إسناده نظر ) .
يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء السابقين المقربين أنهم { ثلّة}
أي جماعة ، ولا تطلق ثلة إلا على الجماعة الكثيرة ، من الأولين، وقليل من
الآخرين. وقد اختلفوا في المراد بقوله الأولين والآخرين فقيل: - المراد بالأولين
الأمم الماضية، وبالأخرين هذه الأمة، وهو اختيار ابن جرير، واستأنس بقوله ﷺ:" نحن الآخِرونَ السَّابقونَ يومَ القيامةِ ، بَيْدَ أنَّ كلَّ أمَّةٍ
أُوتُوا الكتابَ من قبلِنا ، وأُوتِينا من بعدِهم" ( رواه البخاري)
ومما يستأنس به لهذا القول ما رواه ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة قال: لما
نزلت: { ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} شقّ ذلك على أصحاب النبي ﷺ فنزلت: {
ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} فقال النبي ﷺ: (إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل
الجنة، أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني) ""أخرجه ابن أبي حاتم والإمام أحمد"". وهذا الحديث فيه
نظر
- لقول الراجح، وهو أن يكون المراد بقوله تعالى:
{
ثلّة من الأولين} أي من صدر هذه الأمة، { وقليل من الآخرين} أي ممن يليهم من هذه الأمة، كما قال الحسن لما أتى على هذه الآية { والسابقون السابقون، أولئك المقربون} فقال: ( أما السابقون فقد مضوا، ولكن اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين)
ولاشك أن أول كل أمة خير من آخرها، فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم كل أمة
بحسبها، ولهذا ثبت في الصحاح وغيرها من غير وجه أن رسول اللّه ﷺ قال: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (أخرجه الشيخان) الحديث بتمامه.
والغرض أن هذه الأمة أشرف من سائر الأمم، والمقربون فيها أكثر من
غيرها وأعلى منزلة لشرف دينها وعظم نبيها، ولهذا ثبت بالتواتر عن رسول اللّه ﷺ أنه
قال ::" ليدخلن الجنة من أمتي سبعون
ألفاً أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة
البدر" ( رواه البخاري ) وفي رواية الإمام
أحمد بإسناد حسن قوله ﷺ: " فاستزدت ربي
عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً"
استعمالات ( ما ) و ( من ) في اللغة :
تستعمل من لذات العاقل من المخلوقات، من هذا؟ هذا فلان، من أبوك؟ أبي فلان.فاستعمالها لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم
شرط أم نكرة موصوفة أم إسم موصول.
أما ( ما ) فلها عدة استعمالات:
أما ( ما ) فلها عدة استعمالات:
-للسؤال عن ذات غير
العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان.
ما تأكل؟ آكل كذا
، أو : أتشرب ؟ ما تشرب ؟
-وتستعمل
أيضا لصفات العقلاء. مثل تقول من هذا؟ تقول خالد، ما هو؟ تقول تاجر، شاعر، ويوضحها قوله
تعالى : {
فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء} ( النساء3) صفة عاقل،
أي انكحوا الطيّب من النساء.
إذا تستخدم ( ما):- لذات غير العاقل – وصفات غير العاقل - ولصفات العقلاء { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } ( الشمس 5) الذي سواها هو الله.
- ومن استعمالات ( ما ) للسؤال عن حقيقة الشيء { قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ } (60 الفرقان }، يسألون عن حقيقته، وسأل فرعون موسي عليه السلام: { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} (23 الشعراء)
- وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم :{ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ *القارعة} وقوله تعالى هنا { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير، وقد ورد عن عائشة في وصف أباها ،قالت: ( أبي وما أبي؟ ذلك والله فرع مديد وطود منيب.)
إذا تستخدم ( ما):- لذات غير العاقل – وصفات غير العاقل - ولصفات العقلاء { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } ( الشمس 5) الذي سواها هو الله.
- ومن استعمالات ( ما ) للسؤال عن حقيقة الشيء { قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ } (60 الفرقان }، يسألون عن حقيقته، وسأل فرعون موسي عليه السلام: { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} (23 الشعراء)
- وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم :{ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ *القارعة} وقوله تعالى هنا { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير، وقد ورد عن عائشة في وصف أباها ،قالت: ( أبي وما أبي؟ ذلك والله فرع مديد وطود منيب.)
الفرق بين ( الآخَرين بفتح الخاء) والآخِرين بكسرها )
الآخِر
بكسر الخاء:أي من تأخر عنهم وجاء بعدهم مثل قولنا :
أنا أول من جاء وأنت آخِر الواصلين
الآخَر بفتح الخاء المغاير ، تقول رأيت رجلا أمس ورأيت اليوم رجلا آخَر.
الآخَر بفتح الخاء المغاير ، تقول رأيت رجلا أمس ورأيت اليوم رجلا آخَر.
يتبع تفصيل أحوال الناس يوم القيامة
No comments:
Post a Comment