Thursday 1 September 2016

أحكام الحج والعمرة 6- العمرة أركان وسنن وواجبات

 







 العمرة أركان وواجبات وسنن


العمرة حكمها وفضلها

 العمرة  واجبة على أصح الأقوال،  ويدل على ذلك قول البخاري رحمه الله : بَاب وُجُوبِ الْعُمْرَةِ وَفَضْلِهَا ، وقولَ ابْنُ عُمَرَ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ( البقرة196 ) اهـ وقوله : (لَقَرِينَتُها ) : قرينة قوله أنها واجبة على كل أحد، ما في الآية الأمر بإتمام الحج والعمرة.
والعمرة  ثوابها وفضلها عظيم:
وذلك لمن أداها على وجهها الصحيح متبعا لسنة نبينا الكريم ، ومخلصا بها لوجه الله العظيم، وأجرها متنوع المجال والمحال،  فيكون بـغفران الذّنوب وزوالها، قال النّبي في العمرة: "الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم"
والعمرة في رمضان عند الله تعدل حجة مع النبي ، فعن أم معقل الأسدية قالت : قال رسول الله :" إنَّ الحجَّ والعمرةَ من سبلِ اللهِ ،وأنَّ عمرةً في رمضانَ تعدل حجةً أو تُجزئُ حجةً " ؛ لكنّ  لا يعني هذا أنه يسقط الفريضة ، فإنه مع فضله ومعادلته لحجة ، لكنه لا يقوم مقام حجة الفريضة.
والحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ"  َتابعوا بيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي‏ ‏الْكِيرُ ‏خَبثَ الْحَدِيدِ ‏وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ "
والعمرة والحج  كفارة للذنوب، عن ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏قال : قال رسـول الله : "‏ ‏العُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كَفَّارةٌ لما بينهما ، والحَـجُّ المَبْرُورُ ليس له جَزَاءٌ إلا الجَـنَّة" ، ( متفق عليه ) .
وما لبى ملبي بالحج أو العمرة إلا لبى معه كل ما على يمينه وشماله، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ ، أَوْ شَجَرٍ ، أَوْ مَدَرٍ ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا" . ( أخرجه الترمذي ، وإسناده جيد )
- قال ابن عثيمين : " والمعنى أن هذه الأشياء تشهد للملبي يوم القيامة .

1-أركانُ العمرةِ:
أركانُ العمرةِ ثلاثةٌ وهي:

أ-الإحرامُ:  والإحرام يعني النية لدخول النسك، والنية هي أصل في كل عمل لقولِهِ : (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) [متّفق عليه]، والإحرام يكون من الميقات، فمن نوي العمرة وبلغ الميقات يغتسل كغسل الجنابة إن تيسر – سنة -، ثم يلبس ثياب الإحرام إزاراً ورداءً، لا يفصلان الجسم ولا يلتصقان به- ولذلك يوصف بإنه غير مخيط  وليس خذا هو المقصود-  ويفضل أن يكونا أبيضَيْنِ نظيفَيْنِ؛ لحديثِ ابنِ عمرَ مرفوعاً: ( لِيُحْرِمْ أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَنَعْلَيْنِ ) [رواه أحمد]. ولقولِهِ صلى الله عليه وسلم: ( الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ ) [رواه أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ]. "والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة" .
ثم ينوي العمرة بقلبه ، ويجهر بالتلبية إلى البدء بالطواف، لحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ الله إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِى الحُلَيْفَةِ أَهَلَّ فَقَالَ:لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ؛ إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ ) [رواه مسلم].
 *ومعنى "لبيك" أجبتك إلى ما دعوتني إليه من الحج أو العمرة.

ب-الطوافُ بالبيتِ: لقولِهِ عز وجل: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
ومن أركان العمرة أن يطوف المعتمر بالكعبة سبعة أشواط، كلّ شوط يبدأ به من أمام الحجر الأسود، وينتهي عنده، وتكون الكعبة على يساره ، يشير الحاج إلى الحجر الأسود عند البداية  ويقول : بسم الله ، والله أكبر، ويقولها في بداية كل شوط من الطواف، ولو أستطاع أن يلمس الحجر الأسود في أي شوط من مرات الطواف بيده اليمنى، أو يفبله فهذا فعله رسول الله ، وإن لم يستطع ومعه عصا فيجوز أن يلمسة بالعصا ويقبل العصى، وإن لم يتيسر له اي من هذا لا يزاحم ولا يؤذي الناس.
يرمِّل الحاج الرجل في الأشواط الثلاث الأولى، ويمشى في الأربع التالية، وفي االأشواط الثلاثة الأولى يكون رداءه على كتفة الأيسر فقط بحيث يظهر كتفه الأيمن، فإذا أنهى الشوط الثالث يستر كتفيه بالإزار.ولا ترمِّل المرأة بل تمشي بالسكينة.
وينتهي الطواف عند الحجر الأسود، ويتأكد الحاج أنه وصله قبل أن يتوجه إلى المسعى.
ج-  السّعيُ بين الصّفا والمروةِ؛ لقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ [البقرة: 158] ، وقولِ النّبيِّ : ( اسْعَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ ) [رواه أحمد، وابن ماجه]، ويبدأ من الصفا ، وينتهي بالمروة ، ويسمى الله ويكبر عند بدء كل شوط من السعي ، ويرمل الرجل بين الميلين، ولا ترمل المرأة ، بل تمشي.( أنطر تفاصيل السعي في باب أركان الحج)

1-           واجباتُ العمرةِ:

واجباتُ العمرةِ إثنان:
أ- الإحرامُ بها منَ الحِلِّ: لقولِهِ لعائشةَ رضي الله عنها: ( اعْتَمِرِي مِنْ التَّنْعِيمِ ) [متّفق عليه، واللّفظ للبخاري].
ب- الحلقُ أو التّقصيرُ: وهو من واجبات العمرة، فالرّجل يحلق رأسه كاملاً ولا يقصّره، أمّا المرأة فهي تقصّر من شعرها ولا تحلق شعرها. وبعد الحلق يتحلّل المعتمر من إحرامه، وتنتهي العمرة.


2-           سنن العمرة :
يسن في العمرة فعل كل ما ورد عن رسول الله من الأقوال والأفعال قدر أستطاعة الحاج والمعتمر، وإن ترك شيئا منها فلا شيء عليه ، على أن لا يستبدلها ببدعة ، أو شرك.
ومن سنن العمرة :
التَّلبيةُ منْ حينِ الإحرامِ، طواف القدوم ، ولبس ملابس الإحرام للرجل كما بينا، يرمِّل الحاج الرجل في الأشواط الثلاث الأولى، ويمشى في الأربع التالية، وفي االأشواط الثلاثة الأولى يكون رداءه على كتفة الأيسر فقط بحيث يظهر كتفه الأيمن، بما يسمى الإضباع،  فإذا أنهى الشوط الثالث يستر كتفيه الأيمن بالإزار، ولا ترمِّل المرأة بل تمشي بالسكينة.
 ويرمل الرجل في الأشواط الثلاث الأولى من الطواف، وبين الميلين الأخضرين من السعي.
كذلك يسن للحاج والمتعمر في الطواف أن يسعى للمس الحجر الأسود، وتقبيله إن استطاع،  فإن لم يستطع أشار له من بعيد،  ومن السنّة أن يقول المعتمر وهو بين الرّكن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ييجوز للمعتمر أن يقرأ من القرآن، وبعض الأحاديث أو الأدعية النبويّة، وأثناء الطواف عموما يذكر الحاج أو المعتمر الله تعالى بالتسبيح والتحميد والتكبير وذكر أسمائه وصفاته العليا، والدعاء ويفضل بما هو مأثور عن رسول الله ، فإنه أحب إلى الله تعالى ، ويسأل الله ما شاء من حاجته، ولا يجعل لكل شوط من الطواف ذكر خاص ، والأولى أن يدعو كل حاج بما يشاء فهو أولى بالإخلاص، ويجوز له أن يحمل كتاب أذكار وأدعية عن رسول الله تذكره، أو يقرأ منه مع استجماع القلب وحضوره عند الدعاء فهذا أولى بالإجابة.
ولايستحسن أن يفعل ما يفعله بعض الناس وهو أن يدعو واحد سواء كان كبيرهم أو المطوف أو الإمام منهم ويرددوا وراءه ما يقول، ويجوز هذا للجاهل الذي لا يحسن الدعاء من نفسه،
وإذا أقيمت صلاة الفريضة أثناء طوافه فينبغي أن يصلّيها يقف حيث أنتهى إليه الطواف، ثمّ يكمل الطواف بعد انتهاء الصلاة من مكانه، وينهي طوافه عند الحجر الأسود حيث بدأ ، ثم يذهب خلف المقام أي مكان قريب أو بعيد للصلاة خلف المقام  ومن السنّة أن يقرأ المعتمر عند المقام بعض الآيات من القرآن مثل:" واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، كذلك من السنّة أن يقرأ في صلاته في الرّكعة الأولى يقرأ " قل يا أيّها الكافرون، وفي الرّكعة الثانية يقرأ" قل هو الله أحد". كذلك من السنّة بعدها أن يشرب ماء زمزم ، بعد صلاة خلف المقام.


حكمُ تركِ الرُّكنِ  أو الواجبِ أو المسنونِ:

1- منْ ترَكَ رُكناً من الأركانِ في الحجِّ أو العُمرةِ لمْ يتمَّ حجُّهُ إلّا بهِ؛ لما تقدَّمَ بيانُهُ.
2- منْ ترَكَ واجباً لحجٍّ أو عمرةٍ ولو سهواً؛ فعليهِ دمٌ، وحجُّهُ صحيحٌ؛ لقولِ ابنِ عبّاس رضي اللهُ عنهما: ( مَنْ تَرَكَ نُسُكاً فَعَلَيْهِ دَمٌ ) [رواه مالك في (الموطأ)].
3-        منْ ترَكَ مسنوناً؛ فلا شيءَ عليهِ؛ لعدمِ ورودِ النّصِّ في ذلكَ.

اللهم لا تحرم مسلما مخلصا محبا لدينة ساعيا لمرضاتك ، ولا عاصيا لا هيا عن ما فيه حياة قلبه من الحج ولا العمرة ،وارزق الجميع حسن استغلال أوقاتهم بمجاورة بيتك الحرام  وتقبلها ربنا منهم وأرض عنا وفرحنا وكل من حرم هذا العام وهو يرغب بحج قريب مقبول مبرور


No comments:

Post a Comment