Wednesday 7 September 2016

أدعية عظيمة - من أذكار الصباح والمساء

 





أدعية عظيمة: من أذكار الصباح والمساء

إن أبا بكر الصديق، قال: يا رسول الله، علِّمني ما أقولُ إذا أصبحتُ، وإذا أمسيتُ، قال: "يا أبا بكر، قُل: " اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ لا إلهَ إلَّا أنتَ ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ ". قَالَ : « قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ »
أخرجه الترمذي (حسن صحيح)  وأحمد، والبخاري في "الأدب المفرد"

شرح الذكر:

هذا من الأذكار التي تقال في الصباح والمساء والذي علمها النبي ﷺ أبا بكر رضي الله عنه حيث قال علمني فعلمه النبي ﷺ ذكرا ودعاء يدعو به كلما أصبح وكلما أمسى ، وعلمه هو بعد ذلك لعامة المؤمنين يرجو لهم الخير ، وفي هذا الحديث يظهر حرص الصحابة ، وخصوصا سيدهم أبا بكر على تعلم ما ينفعه ، ويسأل رسول الله ﷺ من كل خير ، ويعلمه للناس فلا يستأثر به لنفسه.
 قال: " قل اللهم فاطر السماوات والأرض" أي : قل وناد قريب:يا الله يا فاطر السماوات والأرض وفاطرهما يعني أنه خلقهما عز وجل على غير مثال سبق، بل أبدعهما وأوجدهما من العدم على غير مثال سبق أو شيء مثلها فقلده .
وقوله:  "عالم الغيب والشهادة " أي عالم ما غاب عن الخلق وما شاهدوه،  لأن الله تعالى يعلم الحاضر والمستقبل والماضي، وقوله عالم الشهاده : كونها خاصة بالله تعالى مع أن كلمة الشهادة أي ما يُشاهد، فقد يقال أن البشر تشترك في هذه الخاصية ، وليس الأمر كذلك ، بل إن ليس كل ما هو شهادة وموجود ومشاهد في الدنيا يمكن لكل البشر أن تشاهده وتعلمة، فرب مكيدة تكاد لشخص من وراء جدار ، وهو لا يعلمها، ولا يشاهدها، وكذلك ما كان بعيد عنك هو شهادة أو مشاهد من غيرك ، وبالنسبة لك هو غيب ، ولكن عند الله تعالى كله شهادة ، مشاهد معروف لديه سبحانه وتعالى.
وقوله : "  رب كل شيء ومليكه " يعني يا رب كل شيء ومالكه ، وتحت ملكه وتصرفه، والله تعالى هو رب كل شيء وهو مليك كل شيء.
 والفرق بين الرب والمالك في هذا الحديث أن الرب هو الموجد للأشياء الخالق لها،  والمليك هو الذي يتصرف فيها كيف يشاء، فهو المالك المتصرف.
" أشهد أن لا إله إلا أنت"  أعترف بلساني وقلبي أنه لا معبود حق إلا أنت فكل ما عبد من دون الله فإنه باطل لا حق له في العبودية ولا حق في العبودية إلا لله وحده عز وجل.
" ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه " : لأن النفس لها شرور كما قال تعالى : ( وما أُبرَئُ نَفسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارة ٌبِالسّوء إلا ما رَحِم َرَبِّي ) ( يوسف 53 )، فإذا لم يعصمك الله من شرور نفسك فإنها تضرك وتأمرك بالسوء ، ولكن الله إذا عصمك من شرها وفقك إلى كل خير.
" ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه " ،وفي لفظ وشرَكِهِ – بفتح الراء-يعني تسأل الله أن يعيذك من شر الشيطان ومن شر شركه، أي ما يأمرك به من الشرك أو شركه والشَّرَك ما يصاد به الحوت والطير وما أشبه ذلك لأن الشيطان له شرك يصطاد به بني آدم، وهو إما شهوات أو شبهات أو غير ذلك.
" وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ " هذا تتمة الحديث ولعله سقط من بعض النسخ الحديث"أن أقترف على نفسي سوءا" ،  أقترف يعني أجر على نفسي سوءا ، " أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ " فهذا الذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه .( شرح الشيخ بن عثيمين لرياض الصالحين – بتصرف)
نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى

أذكار أخرى:

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ:  " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء" ، ( رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح )
قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ. رواه الترمذي " . [قال الألباني: حسن صحيح]

الشرح:

قال الشيخ المباركفوري رحمه الله: " بِسْمِ اللَّهِ " أَيْ أَسْتَعِينُ أَوْ أَتَحَفَّظُ مِنْ كُلِّ مُؤْذٍ بِاسْمِ اللَّهِ
"الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ " أَيْ مَعَ ذِكْرِهِ بِاعْتِقَادٍ حَسَنٍ وَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ، أن اسم الله تعالى إذا ذكر على إنسان أو غيره لا يضره شيء " فِي الْأَرْضِ"  يخرج من الأرض أو موجود فوقها ، " وَلَا فِي السَّمَاءِ " أيْ مِنَ الْبَلَاءِ النَّازِلِ مِنْهَا. " وَهُوَ السَّمِيعُ " أَيْ بِأَقْوَالِنَا ، الْعَلِيمُ " أَيْ بِأَحْوَالِنَا، ويقولها  " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " ظَرْفُ يَقُولُ،
" فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ " بِالنَّصْبِ جَوَابُ " مَا مِنْ عَبْدٍ " ،
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَبِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى " يَقُولُ " عَلَى أَنَّ الْفَاءَ هُنَا كَهِيَ فِي قَوْلِهِ : لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسُّهُ النَّارُ " أَيْ لَا يَجْتَمِعُ هَذَا الْقَوْلُ مَعَ الْمَضَرَّةِ كَمَا لَا يَجْتَمِعُ مَسُّ النَّارِ مَعَ مَوْتِ ثَلَاثَةٍ مِنَ الْوَلَد، وبشرطه : وهو الإيمان والإحتساب.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: لأن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض، واسمه مبارك إذا ذكر على الشيء. ولهذا يسن ذكر الله تعالى بالتسمية على الأكل إذا أردت أن تأكل تقول بسم الله، إذا أردت أن تشرب تقول بسم الله، إذا أردت أن تأتي أهلك تقول بسم الله. فالتسمية مشروعة في مواطن كثيرة،  ولكنها على القول الراجح على الأكل والشرب واجبة يجب على الإنسان، إذا أراد أن يأكل أن يقول بسم الله، وإذا أراد أن يشرب أن يقول بسم الله؛ لأمر النبي ﷺ بذلك، ولأن النبي ﷺ ذكر أن من لم يسم الله على أكله شاركه الشيطان في ذلك،  فلا تنسى أن تقول في كل مساء وفي كل صباح :" بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيع ُ الْعَلِيمُ " ثلاث مرات .
وذكر آخر:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبَ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" أَمَّا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ."  ( رواه مسلم )  
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله ( في شرح أحاديث كتاب رياض الصالحين ) :
ومن ذلك أن الإنسان يقول إذا أصبح وإذا أمسى: "  أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " فهذا لجوء إلى الله سبحانه وتعالى واعتصام به من شر ما خلق،  فإذا قلته ثلاث مرات في الصباح والمساء فإنه لا يضرك شيء ولهذا اشتكى رجل إلى النبي ﷺ ما وجده من لدغة عقرب فأرشده إلى ما يقوله ليمنع عن نفسه الأذى بإذن الله تعالى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي الله ﷺ:" من قال حين أمسى ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضره حُمةٌ تلك الليلة " . أخرجه بلفظ مقارب بدون ذكر الثلاث مرات مسلم ، والترمذي ،أبو داود.
 والحُمة : اسم ذوات السموم كالعقرب والحية ونحوهما . وقال سهيل بن أبي صالح أحد رواة الحديث : " فكان أهلنا قد تعلموها ، فكانوا يقُولونها كل ليلة ، فلدغت جارية منهم ، فلم تجد لها وجعاً". سبحان الله .
قال القرطبي رحمه الله : هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلا وتجربة، فإني مذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شيء إلى أن تركته ، فلدغتني عقرب ليلا، فتفكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات ..
فهذا الذكر العظيم من أذكار الصباح والمساء،  وايضا هو ذكر لمن نزل منزلا فاذا قاله فانه لايضره شيء حتى يرتحل من منزله ذاك.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : وقد نصّ الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا يجوز الإستعاذة بمخلوق ، وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق ، قالوا : لأنه ثبت عن النبي ﷺ أنه استعاذ بكلمات الله وأمر بذلك ، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يُعرف معناها خشية أن يكون فيها شرك.

اللهمَّ أنت ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ عليك توكلتُ وأنت ربُّ العرشِ العظيمِ ، ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكنْ،  ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ ، أعلمُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ،  وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا ، وأحصَى كلَّ شيءٍ عددًا ، اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشَرَكِه ، ومن شرِّ كلِّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِها إنَّ ربِّي على صِراطٍ مستقيمٍ

No comments:

Post a Comment