Monday 10 July 2017

تفسير وربط للآيات وبيان المتشابهات – سورة الجمعة ج 1 – مقدمة التفسير التعريف بالسورة





 






تفسير سورة الجمعة ج 1 – مقدمة التفسير التعريف بالسورة

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏تناولت ‏أحكام ‏‏" ‏ صلاة ‏الجمعة ‏‏" ‏فدعت ‏المؤمنين ‏إلى ‏المسارعة ‏لأداء ‏الصلاة‏‏، ‏وحرمت ‏عليهم ‏البيع ‏وقت ‏الأذان‏‏، ‏ووقت ‏النداء ‏لها ‏وختمت ‏بالتحذير ‏من ‏الانشغال ‏عن ‏الصلاة ‏بالتجارة ‏وغيرها .

التعريف بالسورة :

1- سورة مدنية .
2- من المفصل / يبدأ المفصل من سورة " ق " الجزء 26
3-عدد آياتها إحدى عشر آية.
4- ترتيبها في المصحف؛ الثانية والستون .
5-ترتيب النزول: نزلت بعد سورة الصف .
6- بدأت بفعل مضارع " يسبح " وهو تقدبس الله وتنزيهه عن الشبيه أحد أساليب الثناءعلى الله .
7-الجزء ( 28 ) الحزب ( 56 ) الربع ( 5 ) .

محور مواضيع السورة : من موقع المصحف الإلكتروني

تناولت بعثة خاتم الرسل و بيّنت أنه الرحمة المهداة لإنقاذ البشرية من الضلال ،من قوله  تعالى: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

2- تحدثت عن اليهود وانحرافهم عن شرع الله ومثلت لهم بالحمار الذي يحمل كتباً نافعة ولا يناله منها سوى التعب، من قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً) إلى  قوله  تعالى:( .. ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) .

3- تناولت أحكام صلاة الجمعة ، ودعت المسلمين للمسارعة إليها، وحرمت البيع وقت الأذان والنداء لها وختمت بالتحذير من الانشغال عن الصلاة بالتجارة واللهو ، قال تعالى:(‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ..) إلى قوله تعالى : ( ... قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ‏).

سبب نزول السورة :

عن جابر بن عبد الرحمن قال:  كان رسول الله يخطب يوم الجمعة إذا اقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فأنزل الله تبارك وتعالى( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) رواه البخاري عن حفص بن عمر عن خالد بن عبد الله عن حصين .

مما ورد في السورة:

استَخلف مروانُ أبا هريرةَ على المدينةِ،  وخرج إلى مكةَ،  فصلى لنا أبا هريرةَ الجمعةَ، فقرأ بعدَ سورةِ الجمعةِ في الركعةِ الآخرةِ : "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ"،  قال فأدركتُ أبا هريرةَ حين انصرف،  فقلتُ لهُ : إنك قرأتَ بسورتيْنِ كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ يقرأُ بهما بالكوفةِ ، فقال أبو هريرةَ : إني سمعتُ رسولَ اللهِ يقرأُ بهما يومَ الجمعةِ ( رواه مسلم واللفظ له،  والترمذي) 

تناسب خواتيم الصف مع فواتح الجمعة: بتصرف من لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي

سورة الجمعة تلت سورة الصف في ترتيب النزول، وفي ترتيب المصحف، وفي نهاية سورة الصف نقرأ في الآية الأخيرة :
1-        توجيه الله تعالى المسلمين أن يكونوا أنصار الله، أي ينصروا الله حتى ينصرهم،  كما قال تعالى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) ( محمد 7)، ومثل لذلك لهم بحواريي عيسى عليه السلام في نصرة الله تعالى، حيث أنه عندما سألهم من أنصاري ( كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) كان جوابهم ليس نحن أنصارك فحسب وعلى الخصوص( لأنهم لو قالوا نحن أنصارك، فكان بعد رفع الله تعالى عيسى عليه السلام، لانتفى عملهم في النصرة ) ، فقالوا: بل نحن أنصار الله ، ننصر الله ودينه فينصرنا الله، فهكذا يكون حالكم أيها المسلمين، وقد وفت الفئة التي ثبتت على الدين الحق منهم بهذا فكان أنه بالرغم من مطاردة بقية الفئات المشركة لهم ، إلا أنهم بشروا بمحمد في كل مكان وزمان، ويشهد على ذلك قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي، وقصة بحيرا الراهب مع رسول الله .
2-        سورة الجمعة تبدأ بامتنان الله تعالى على المسلمين ببعثة نبي الهدى والرحمة، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
3-        وسورة الصف عموما تتميز عن بقية سورة المصحف بآية البشارة بمحمد ، وسورة الجمعة تمتن على البشرية ببعثته، مرتلا لآيات الله ، ومزكيا النفوس قبل أن يكون معلما .
4-        وتتميز السورتين بذم اليهود وأعمالهم، في الصف ذمهم نبيهم موسى عليه السلام بأنهم آذوه وهم يعلمون تمام العلم أنه نبي الله لهم (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكم) ( الصف 4 ) ، وفي سورة الجمعة  ذمهم لأنهم حُمِّلوا التوراة والعلم فيها من كل مشاربه، إلا أنهم تركوا تعلمه وتعليمه، فشبههم بالحمار يحمل كتبا ضخمة مليئة بالعلم ولا ينتفع بها، وأني للحمار أن ينتفع بكتاب، ولا علم (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).

اللهم اجعلنا ممن أحسن قراءة القرآن وتدبر آياته ، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ، وجلاء همومنا وأحزاننا، واجعله شفيعنا يوم القيامة ، وقائدنا إلى جنات النعيم



 

No comments:

Post a Comment