Sunday 15 May 2022

قصة سيدنا سليمان ح4 ففهمناها سليمان

     
  

 

-قصة سيدنا سليمان مع ملك الموت:

 

ذُكر أن سليمان عليه السلام كان يوماً جالساً في مجلسه وعنده وزيره، فدخل عليه رجل فسلّم عليه وجعل هذا الرجل يحادث سليمان ويحدّ النظر إلى هذا الوزير ففزع الوزير منه.

فلما خرج سأل الوزير عنه، فقال سليمان: هذا ملك الموت، ففزع الوزير وقال: يا نبي الله أسألك بالله أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان إلى الهند، فأمر سليمان الريح فحملته.

 فلما كان من الغد دخل ملك الموت، فقال له سليمان: قد أفزعت صاحبي، فقال ملك الموت: يا نبي الله إني دخلت عليك في الضحى وقد أمرني الله أن أقبض روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك، قال سليمان: فماذا فعلت؟ فقال ملك الموت: ذهبت إلى المكان الذي أمرني بقبض روحه فيه فوجدته ينتظرني، فقبضت روحه.

 

 

قصة النبي سليمان مع الجن:

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾‏ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾

 

    استخدم سيدنا سليمان الجنّ في أمورٍ كثيرة:

    بناء المساجد والقصور

    ينحِتون له التماثيل

    يصنعون القِصاع العظيمة كأحواض الإبل

    صناعة القُدور الراسية الكبيرة كالجبال ثابتة في مكانها لا تتحرك

    الغوص في البحار فيجمعوا اللآلئ والمجوهرات والأشياء النفيسة

    وكان الجن يدّعون معرفة الغيب ويخيفون الناس بذلك، فأراد المولى أن يجعلهم عبرة عن طريق وفاة سيدنا سليمان  عليه السلام التي كانت غربية مثل حياته.

 

قصة سيدنا سليمان مع الخيل

 

قال تعالى: { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾‏ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾‏ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿٣٣﴾}.( سورة ص ٣٠-٣٣)

 

كان سيدنا سليمان عليه السلام من محبي الخيل ويحب استخدامها في الجهاد في سبيل الله، وكان يمتلك خيول قوية وسريعة وفاتنه تجيد إظهار جمالها،  ومنها الخيل الصافنات، قال مجاهد: وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة، والجياد السراع

عن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان عليه الصلاة والسلام عشرين ألف فرس  فكان يقوم بتنظيمها فانشغل بها، فغابت الشمس وفاتته صلاة العصر، مما جعله يشعر بالغضب لأنه انشغل بالخيل عن الصلاة والعبادة، فأمر الجنود أن يردوها عليه مرة أخرى وهنا قولان:

    الأول: أنه أخذ يمسح عليها ويستغفر الله تعالى بعددها.

    الثاني: ذبحها كلها حتى لا تشغله عن عبادة الله؛  لا يصح.

 

قصة سليمان بن داود عليهما السلام مع الفلاح وهو صبي حيث رد حكم أبيه داود عليه السلام في أمر الغنم والحرث

  قال تعالى: {وَداودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ` فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ} (الأنبياء ٧٨-٧٩).

والقصة أنّ هناك رجلان أتيا إلى داود عليه السّلام، أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: “إنّ هذا له أغنام قد فلتت في أرضي فأفسدت ما فيها”.

فقال داود عليه السلام الغنم لصاحب الحرث عوضا عن حرثه،  فلما خرجا من عنده مرا على سليمان عليه السلام وكان عمره إذ ذاك على ما نقله أئمة التفسير إحدى عشر سنة فقال لهما ما حكم بينكما الملك فذكرا له ذلك فقال:  غير هذا أرفق بالفريقين فعادا إلى داود عليه السلام وقالا له ما قاله ولده سليمان عليه السلام،  فدعاه داود عليه السلام وقال له : ما هو الأرفق بالفريقين فقال سليمان عليه السلام:  تسلم الغنم إلى صاحب الحرث وكان الحرث كرما قد تدلت عناقيده في قول أكثر المفسرين فيأخذ صاحب الكرم الأغنام يأكل لبنها وينتفع بدرها ونسلها ويسلم الكرم إلى صاحب الأغنام ليقوم به فإذا عاد الكرم إلى هيئته وصورته التي كان عليها ليلة دخلت الغنم إليه سلم صاحب الكرم الغنم إلى صاحبها وتسلم كرمه كما كان بعناقيده وصورته فقال له داود عليه السلام:  القضاء كما قلت وحكم به كما قال سليمان عليه السلام وفي هذه القصة نزل قوله تعالى: (وَداودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ` فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا)

كيف مات سيدنا سليمان عليه السلام ؟

 

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴿١٤﴾

يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام، وكيف عمّى اللّه موته على الجانّ المسخرين له في الأعمال الشاقة، فإنه مكث متوكئاً على عصاه وهي منسأته مدة طويلة نحواً من سنة، فلما أكلتها دابة الأرض وهي الأرضة ضعفت وسقط إلى الأرض وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة، وتبينت الجن والإنس أيضاً أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك

 قال عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم: قال سليمان عليه السلام لملك الموت: إذا أمرت بي فأعلمني، فأتاه فقال: يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة، فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير، وليس له باب، فقام يصلي فاتكأ على عصاه، قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكئ على عصاه، ولم يصنع ذلك فراراً من ملك الموت

 قال: والجن تعمل بين يديه وينظرون إليه يحسبون أنه حي. قال: فبعث اللّه عزَّ وجلَّ دابة الأرض، قال: والدابة تأكل العيدان يقال لها: القادح، فدخلت فيها فأكلتها، حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتاً، فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا، قال: فذلك قوله تعالى: (مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) قال أصبغ: بلغني أنها قامت سنة تأكل منها قبل أن يخر، وذكر غير واحد من السلف نحواً من هذا، واللّه أعلم.

عند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما أقاموا في العذاب المذلِّ والعمل الشاق لسليمان؛ ظنا منهم أنه من الأحياء. وفي الآية إبطال لاعتقاد بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب؛ إذ لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بوفاة سليمان عليه السلام، ولما أقاموا في العذاب المهين ، وكان سيدنا سليمان في هذه الفترة كلّفهم ببناء بيت المقدس، فلم يعلموا بموته واستمروا بالعمل حتى أكلت دودة الأرض العصا وسقط على الأرض.

 

No comments:

Post a Comment