سورة الحجرات ج2
بعد أن فسرنا في
الجزء الأول من دروس هذه السورة المباركة الخمس الآيات الأولى منها ، والتي هي كما
أوضحنا في الأدب مع رسول الله ﷺ وتعظيمه وتبجيله، دعونا في هذا الدرس نربط الآيات بعضها ببعض
ونركز على بيان صلتها بالمعاني :
فلاحظي أن الآيات
فيها ثلاث من النهي : لا تقدموا بين يدي الله،
لا ترفعوا أصواتكم، لا تجهروا له .
وفيها أمر : واتقوا
الله .
وفيها أسلوبين حث
وتشجيع وترغيب:
- أولها على غض الصوت عند النبي
ﷺ: { إن الذين يغضون أصواتهم ..} من هم { أولئك
الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى } وما
لهم؟ {... لهم مغفرة وأجر عظيم
}
-وثانيها : على
الصبر للقاء النبي ﷺ وعدم مناداته واستعجاله من بيته في وقت راحته { ولو أن صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم }، لأنه الله سبحانه {
والله غفور رحيم } لمن تاب واستغفر
لذنبه.
وفيها أسلوب ترهيب
وتنفير : من الغلظة في معاملته
ﷺ ، ومناداته من وراء حجرات نسائه: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } ما حالهم هل فعلهم فيه حكمة واستعجال للخير، لا بل { أكثرهم لا يعقلون }
والآن اختى : ضعي السورة بين يديك وتحت عينيك ، واقرأي بعيني
قلبك وتمعني
وفيها واربطي آياتهاببعض:
الآية الأولى تبدأ بنهي المؤمنين عن التقدم بين يدي رسول الله ﷺ بالقول قبل أن يقول، أو الإفتاء بغير فتواه ،كما فسرنا ... ،
وتنتهي بالأمر بتقوى الله تعالى ذلك {
إنَّ الله سميع عليم } فهو
سامع لقولكم ، عليم بقصدكم .
والآية الثانية ترتبط بنهاية الأولى فالله السميع العليم ينهاكم عن رفع أصواتكم
فوق صوت النبي ﷺ ، وتنهى عن الجهر له بالقول ، لأنه كبيرة تحبط العمل الصالح من
حيث لا يشعر المرء, وفي الآية الثالثة ترغيب لغض الصوت عند النبي ﷺ ، لأن من يفعل ذلك هم من محص الله قلوبهم وأخلصها لتقوى الله ،
ولهم على ذلك مغفرة وأجر عظيم .- في الآيتنان الثانية والثالثة : نهيان وترهيب ،
ثم ترغيب ويبان الأجر.-
الآية الرابعة : هي فيها التنفير من منادات النبي
ﷺ من وراء الحجرات لأن من يفعل ذلك ...
{ أكثرهم لا يعقلون } ، وتأتي بعدها بالحل لمن جاء يريد النبي ﷺ ووجده في حجرته وقت راحته ما خير له { ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خير لهم } ، ثم ترغيب لفعل ذلك {
والله غفور رحيم}
أسأل
الله العظيم أن ينفعني بما كتبت ، وينفعكم بما قرأتم
مرفق
تقييم لحفظ الجزء الأول من سورة الحجرات ، أعانكم الله تعالى ، وثبت قلوبكم على
دينه ، وحب كتابه
اللهم
أنَا إماؤك بنات إمائك بنات عبيدك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك ، عدل فينا قضاؤك ،
نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم
الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وغمومنا ، اللهم علمنا
منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نُيسنا ، وارزقنا حسن تلاوته آناء الليل وأطراف
النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
No comments:
Post a Comment