Saturday 22 November 2014

تفسير مختصر، وربط للآيات وبيان المتشابهات لتثبيت الحفظ – سورة الحجرات ج2

  

 سورة الحجرات ج2

بعد أن فسرنا في الجزء الأول من دروس هذه السورة المباركة الخمس الآيات الأولى منها ، والتي هي كما أوضحنا في الأدب مع رسول الله وتعظيمه وتبجيله، دعونا في هذا الدرس نربط الآيات بعضها ببعض ونركز على بيان صلتها بالمعاني :
فلاحظي أن الآيات فيها ثلاث من النهي : لا تقدموا بين يدي الله،  لا ترفعوا أصواتكم، لا تجهروا له .
وفيها أمر : واتقوا الله .
وفيها أسلوبين حث وتشجيع وترغيب:
- أولها على غض الصوت عند النبي: { إن الذين يغضون أصواتهم ..} من هم { أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى } وما لهم؟ {... لهم مغفرة وأجر عظيم }
-وثانيها : على الصبر للقاء النبي وعدم مناداته واستعجاله من بيته في وقت راحته { ولو أن صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم }، لأنه الله سبحانه { والله غفور رحيم } لمن تاب واستغفر لذنبه.
وفيها أسلوب ترهيب وتنفير : من الغلظة في معاملته ، ومناداته من وراء حجرات نسائه: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } ما حالهم هل فعلهم فيه حكمة واستعجال للخير، لا بل { أكثرهم لا يعقلون }
والآن اختى : ضعي السورة بين يديك وتحت عينيك ، واقرأي بعيني قلبك وتمعني
وفيها واربطي آياتهاببعض:
الآية الأولى تبدأ بنهي المؤمنين عن التقدم بين يدي رسول الله بالقول قبل أن يقول، أو الإفتاء بغير فتواه ،كما فسرنا ... ، وتنتهي بالأمر بتقوى الله تعالى ذلك { إنَّ الله سميع عليم } فهو سامع لقولكم ، عليم بقصدكم .
والآية الثانية ترتبط بنهاية الأولى فالله السميع العليم ينهاكم عن رفع أصواتكم فوق صوت النبي ، وتنهى عن الجهر له بالقول ، لأنه كبيرة تحبط العمل الصالح من حيث لا يشعر المرء, وفي الآية الثالثة ترغيب لغض الصوت عند النبي ، لأن من يفعل ذلك هم من محص الله قلوبهم وأخلصها لتقوى الله ، ولهم على ذلك مغفرة وأجر عظيم .- في الآيتنان الثانية والثالثة : نهيان وترهيب ، ثم ترغيب ويبان الأجر.-
الآية الرابعة : هي فيها التنفير من منادات النبي من وراء الحجرات لأن من يفعل ذلك ... { أكثرهم لا يعقلون } ، وتأتي بعدها بالحل لمن جاء يريد النبي ووجده في حجرته وقت راحته ما خير له { ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خير لهم } ، ثم ترغيب لفعل ذلك { والله غفور رحيم}
                         



أسأل الله العظيم أن ينفعني بما كتبت ، وينفعكم بما قرأتم
مرفق تقييم لحفظ الجزء الأول من سورة الحجرات ، أعانكم الله تعالى ، وثبت قلوبكم على دينه ، وحب كتابه
اللهم أنَا إماؤك بنات إمائك بنات عبيدك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك ، عدل فينا قضاؤك ، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وغمومنا ، اللهم علمنا منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نُيسنا ، وارزقنا حسن تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا




No comments:

Post a Comment