Tuesday 18 November 2014

تفسير مختصر وربط للآيت وبيان للمتشابهات – سورة الحجرات – ج 1


  

 سورة الحجرات – ج 1

سورة الحجرات  افتتحت السورة  بنداء المؤمنين، وقد افتتح سبحانه وتعالى عشر سور من القرآن الكريم بالنداء ، وقد تغاير المنادي على ثلاث هي : نداء للنبي ، وللمؤمنين ، وللناس عموما
وسور القرآن التي افتتحت بالنداء هي
المدثر - المزمل - التحريم - الطلاق - الأحزاب - الحجرات – الممتحنة -
النبي        النبي            النبي        النبي          النبي            المؤمنين           المؤمنين

المائدة -   النساء - الحج  
المؤمنين         الناس        الناس     
 
10 سور، بترتيب المصحف وآياتها هي :

1-- سورة النساء - ياأيها الذين اتقو ربكم الذى خلقكم من نفس واحده..
2-سورة المائدة -  يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ..
3- سورة الحج -  يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم..
4- سورة الأحزاب - يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين  
5- سورة الحجرات- يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
6 -سورة الممتحنة- يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
7- سورة الطلاق - يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ..
8- سورة التحريم-  يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك
9 - سورة المزمل -  يا أيها المزمل
10- سورة المدثر -     يا أيها المدثر  
تعريف بسورة الحجرات :
-     سورة الحجرات سميت في جميع المصاحف وكتب السنة والتفسير سورة الحجرات وليس لها اسم غيره، ووجه تسميتها أنها ذكر فيها لفظ الحجرات في قوله تعالى فيها: { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} آية 4 .
-     وهذه السورة هي أول سور المفصَّل بتشديد الصاد عند الشافعية والحنفية ، ويسمى ( المُحْكَم) على أحد الأقوال, ، وعند الحنابلة أول المفصَّل  سورة ق، ورجحه ابن كثير في التفسير كما سيأتي.
والمفصل هو السور التي تستحب القراءة ببعضها في الصلوات
-     وهي سورة مدنية باتفاق أهل التأويل، أي مما نزل بعد الهجرة.
-      السّورة محكمة خالية عن النَّاسخ والمنسوخ.
-     وهي السورة الثامنة بعد المائة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة المجادِلة، وقبل سورة التحريم ،وكان نزول هذه السورة سنة تسع للهجرة، وأول آيها في شأن وفد بني تميم كما سيأتي عند قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (1) وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} ( 4) وعد جميع العادين آياتها ثمان عشرة آية.

نداءات السورة :
- في سورة الحجرات ست نداءات، منها خمس للمؤمنين قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} (1- 2- 6- 11 - 12)، نادى الله المؤمنين ليسترعي انتباههم إلى مراده منهم ، فكل هذه النداءات هي أوامر ونواهي .
-     النداء السادس في السورة : {يا أَيُّهَا النَّاسُ} هو الوحيدة فيها للناس كافة، فعمّ المؤمنين والكافرين، والمخاطب به قوله: {إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى}  لأَن النَّاس كلَّهم في ذلك شَرع سواء، ويعمهم مقصود الآية التامة، كما سيأتي في التفسير.
أهداف السورة ومقاصدها:
-     سورة الحجرات مقصودها الإرشاد إلى مكارم الأخلاق بتوقير النبي بالأدب معه في نفسه وفي أمته، وحفظ ذلك من إجلاله بالظاهر ليكون دليلا على الباطن فيسمى إيمانا، كما أن الإيمان بالله يشترط فيه فعل الأعمال الظاهرة والإذعان لفعلها بشرائطها وأركانها وحدودها لتكون بينة على الباطن وحجة شاهدة له.{الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} (العنكبوت: 2) فحاصل مقصودها مراقبة النبي في الأدب معه لأنها أول المفصل ( على قول الإمام الشافعي ) والمفصل هو ملخص القرآن، كما كان مقصود الفاتحة التي هي أول القرآن مراقبة الله.
-     ومن مقاصدها الأخري : محافظة أَمر الحقّ تعالى، ومراعاة حُرْمة الأَكابر، والتُّؤدة في الأُمور، واجتناب التَّهور، والكوْن في إِغاثة المظلوم، والاحتراز عن السخرية بالخَلْق، والحذر عن التجسّس والغِيبة، وترك الفخر بالأَحساب والأَنساب، والتحاشى عن المنَّة على الله بالطَّاعة، وإِحالة علم الغَيْب إِلى الله تعالى في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 18
-     ويلاحظ أن الحق سبحانه فصل الآداب في هذه السورة إلى أربع مجلات  هي :
 أولا : آداب مع النبي ، وهي أربع آداب سنأتي عليها في التفسير
ثانيا: آداب بين الجماعات الكبيرة من المسلمين – أو هي بين الدول –
ثالثا: آداب بين المؤمنين كمجموعات وأفراد .
رابعا:  أدب الأفراد مع الله تعالى ، وهذه أخص الآداب وأضيقها حيث أنها لا تظهر ولكن محلها القلب { قُلْ لَم تُؤْمِنُوا ولَكِن قُولُواْ أَسْلَمْنا ولمّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم } ( 14)، لذلك جعلها الله تعالى في نهاية السورة .
-     ويلاحظ أيضا ربط الله تعالى بين أول السورة حيث افتتحت بنداء المؤمنين ، ونهايتها حيث عرّف من هم المؤمنون { إنما المؤمنون الذين ...}
التفسير :
تبدأ السورة بآيات أدّب اللّه تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، فقد كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي وتلقيب الناس، فقوله تبارك وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللهِ  ورسوله} في تفسيرها عدة أقوال عن السلف: 1- أي لا تسرعوا في الأمور بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور. قال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ، أي قبل أن يتكلم هو،  ويؤيده  ما روي أن النبي أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزلت الآية.
 2- وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المراد من الآية الكريمة : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة والقول الآخر هو الأقوى والأرجح ، ويؤيده ما قاله مجاهد: لا تفتاتوا على رسول اللهِ بشيء حتى يقضي الله تعالى على لسانه ما يشاء،رواه البخاري. وقال الضحّاك: لا تقضوا أمراً دون اللهً ورسوله من شرائع دينكم. وهذا أدب باق على مر الزمن وبعد وفاته ﷺ، لأمته من بعده ،لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا. ومن قدم قوله أو فعله على الرسول فقد قدمه على الله تعالى، لأن الرسول إنما يأمر عن أمر الله عز وجل.
3- قال ابن جريج : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر الله تعالى به ورسوله ﷺ.،ورد عن الحسن أنها نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.
 وقال الحسن البصري: لا تدعوا قبل الإمام، وهو ليس من التفسير ، ولكن مما يؤخد من الآداب من الآية.
وهذه الآية أصل في ترك التعرض لما صح من أقوال النبي بالقدح أو النقد،  وإيجاب اتباعه والاقتداء به، وكذلك قال النبي في مرضه : (مروا أبا بكر فليصل بالناس). فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يُسْمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليصل بالناس، فقال : (إنكن لأنتن صواحب يوسف. مروا أبا بكر فليصل بالناس). فمعنى قول (صواحب يوسف) أي أنكن مثل صواحب يوسف تبدين غير الذي تخفينه ، وهذه طبيعة المرأة أنها في بعض الأحيان تُظهِر في موقف ما سببا معلنا غير السبب الحقيقي الذي تخفيه ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها لم ترد أن يحل أباها محل النبي في الصلاة حتى لا يتشاءم الناس منه، ولكنها أخفت حقيقة الأمر، وقد صرّحت بنيّتها الباطنة بعد ذلك، لكنها أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن الصدّيق رضي الله عنه كونه شديد الحزن رقيق القلب لا يستطيع أن يقوم مقام النبي في إمامة الناس ، فيبكي فلا يسمع الناس منه .
وقوله تعالى:( واتقوا الله ) يعني في التقدم المنهي عنه، ( إن الله سميع)  لقولكم ( عليم) بنياتكم وفعلكم، وقال قتادة فس سبب نزولها : ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل فيَّ كذا وكذا، لو صح كذا، فكره الله تعالى ذلك، فأنزل:{ واتقوا اللهَ } فيما أمركم به ، فهو سبحانه سميع عليم بكم.
وقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} هذا أدب ثان أدّب اللهَ تعالى به المؤمنين، أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي فوق صوته، وقد روي أنها نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما، روى البخاري عن عبدالله بن الزبير أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله ، فقال أبو بكر : آمر القعقاع بن معبد، وقال عمر : آمر الأقرع بن حابس- أي أجعله أميرا على قومه-  فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك، فتماديا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله - إلى قوله - ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم} .
وروى الحافظ البزار، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:( لما نزلت هذه الآية: { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي}  قلت: يا رسول الله واللهِ لا أكلمك إلا كأخي السرار)أي أنه سيخفض صوته كثيرا عندما يكلم النبي كأنه يسارّه . وروى البخاري عن أنَس بن مالك رضي اللّه عنه: أن النبي افتقد ثابت بن قيس رضي اللهُ عنه، فقال رجل: يا رسول اللهِ أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده في بيته منكساً رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، أنا الذي كان يرفع صوته فوق صوت النبي فقد حبط عمله فهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي فأخبره أنه قال: كذا وكذا، قال موسى( راوي الحديث) : فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: (اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة) "أخرجه البخاري في صحيحه".
 ، وعند الإمام أحمد زيادة :  قال أنَس رضي الله عنه: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا، ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعوّدون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه ""أخرجه الإمام أحمد"". وفي رواية: فقال له النبي : ( أما ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة؟) فقال: رضيت ببشرى اللّه تعالى ورسوله ، ولا أرفع صوتي أبداً على صوت رسول اللّه ، قال: وأنزل اللهُ  تعالى: { إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول اللّه أولئك الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى} "ذكر هذه الرواية ابن جرير رحمه اللهُ تعالى" ، وقد ذكر هذه القصة غير واحد من التابعين.
 كذلك فقد نهى الله عزَّ وجلَّ عن رفع الأصوات بحضرة رسول اللهِ ، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه أنه سمع رجلين في مسجد النبي قد ارتفعت أصواتهما فجاء، فقال: أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً.
وقال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام، لأنه محترم حياً، وفي قبره كذلك.
 ثم نهى عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبه ممن عداه، بل يخاطب بسكينة ووقار وتعظيم،وهذا أدب ثالث مع النبي ﷺ، ولهذا قال تبارك وتعالى: { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض} ، كما قال تعالى: { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} ( النور 63) وقوله عزَّ وجلَّ: { أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} أي إنما نهيناكم عن رفع الصوت عنده، خشية أن يغضب من ذلك، فيغضب اللهُ تعالى لغضبه، فيحبط عمل من أغضبه وهو لا يدري، كما جاء في الحديث الصحيح: (إن الرجل ليتكلم الكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالاً يكتب له بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض) "رواه مسلم وأخرجه أحمد والترمذي والنسائي بنحوه"، ثم ندب الله تعالى إلى خفض الصوت عنده وحث على ذلك ورشد إليه ورغب فيه، فقال: { إنَّ الَّذينَ يَغُضُونَ أَصْواتَهُم عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُم لِلتَّقوى} أي أخلصها لها وجعلها أهلاً ومحلاً للتقوى { لَهُمْ مَغْفِرة ٌوأَجْرٌ عَظِيم}.  وعن مجاهد قال: كُتِب إلى عمر، يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر رضي اللهُ عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها { أُولَئِكَ الَّذِينَ امتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُم لِلتَّقوى لَهُمْ مَغْفِرة ٌوأَجْرٌ عَظِيم } "أخرجه أحمد في كتاب الزهد"
وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } في سبب نزولها قال محمد بن إسحاق وغيره: نزلت في جُفاة بني تميم، قدم وفد منهم على النبي : فدخلوا المسجد فنادَوا النبي من وراء حجرته: أن أخرج إلينا يا محمد، فإن مدحنا زَيْنٌ، وإن ذمنا شين، فآذى ذلك مِنْ صياحهم النبيَّ ، فخرج إليهم وهو يقول: إنما ذلكم الله الذي مدحه زين، وذمه شين فقالوا: إنا جئناك يا محمد نفاخرك، ونزل فيهم: {  إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}  وكان فيهم: الأقْرَع بن حَابِس، وعُيَيْنَة بن حِصن، والزِّبْرِقَان بن بدر، وقيس بن عاصم.
في اللغة :
الحجرات جمع الحجر، والحجر جمع حجرة، فهو جمع الجمع. وفيه لغتان : ضم الجيم وفتحها،  والحُجُرة : الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوط عليها. وحظيرة الإبل تسمى الحجرة، وهي فعلة بمعنى مفعولة. وفي قراءة { الحُجَرات}  بفتح الجيم استثقالا للضمتين،  وأصل الكلمة المنع. وكل ما منعت أن يوصل إليه فقد حجرت عليه.
ففي الآية ذم الله تبارك وتعالى الذين ينادونه من وراء الحجرات، وهي بيوت نسائه كما يصنع أجلاف الأعراب فقال: { أكثرهم لا يعقلون} ، ثم أرشد تعالى إلى الأدب  الرابع في هذه السورة مع النبي ، فقال عزَّ وجلَّ: { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ. }  أي لكان لهم في ذلك الخيرة، والمصلحة في الدنيا والآخرة، ثم قال جلَّ ثناؤه داعياً لهم إلى التوبة والإنابة { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
أداب الحديث مع رسول الله
1-          لا تتقدموا عليه بالكلام ولا الإفتاء
2-          لا ترفعوا أصواتكم فوق صوته ، ولا تجعلوا رأيكم فوق قوله
3-          لا تتحدثوا إليه كجهر أحدكم لأخيه جهر الند للند
4-          لا تنادوه من خلف الأبواب احتراما وتوقيرا لشخصه
ما أمروا به
1-          اتقوا الله في معاملة النبي واحترموه وبجلوه
2-          غضوا أصواتكم عنده واستهينوا رأيكم إلى رأيه
3-          اصبروا في التعامل معه

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا 

No comments:

Post a Comment