Friday 19 June 2015

أدعية عظيمة - دعاء الفطر للصائم - ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله




 



ثبت  في سنن أبي داوود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال:" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" حسنه الشيخ الألباني.
شرح الدعاء:
"ذهب الظمأ" وهو العطش.
 ”وابتلت العروق” أي بزوال اليبوسة الحاصلة بالعطش. ولم يقل وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش.
قال القاضي: هذا تحريض على العبادة يعني زال التعب وبقي الأجر.
“وثبت الأجر” أي زال التعب وحصل الثواب.
وهذا حث على العبادات، فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه.
قال الطيبي: ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب استلذاذ، ونظيره قوله – تعالى – حكاية عن أهل الجنة قولهم بعد استقرارهم في الجنة {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور}( سورة فاطر34)، جعلنا الله من أهلها.
“إن شاء الله” متعلق بالأخير على سبيل التبرك، ويصح التعليق لعدم وجوب الأجر عليه – تعالى، أو لئلا يجزم كل أحد فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة، ويمكن أن يكون إن بمعنى إذ فتتعلق بجميع ما سبق.
وثيوت الأجر إن شاء الله بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد سبحانه {إن الله لا يخلف الميعاد}
 وقال الطيبي: قوله ثبت الأجر بعد قوله ذهب الظمأ استبشار منه لأنه من فاز ببغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنصب وأراد اللذة بما أدركه ذكر له تلك المشقة ومن ثم حمد أهل الجنة في الجنة.
هل هذا الدعاء يختص بالإفطار على الماء:
في حاشية الجمل في الفقه الشافعي بعد ذكره لهذا الحديث قال:  لكن هذا ربما يفهم منه أنه في خصوص من أفطر على الماء فليراجع. انتهى.- أي يقصد أنه ليس مخصوص بمن أفطر على الماء- وعليه فالحديث ليس في خصوص الفطر بالماء فقط دون التمر أو غيره ، وقد بين أهل العلم الحكمة من الإفطار على التمر فمن ذلك: قال الشوكاني في نيل الأوطار: وإنما شرع الإفطار بالتمر لأنه حلو وكل حلو يقوي البصر الذي يضعف بالصوم وهذا أحسن ما قيل في المناسبة وبيان وجه الحكمة. انتهى ( في سبل السلام للصنعاني) و قال ابن القيم: وهذا  من كمال شفقته صلى عليه وسلم على أمته ونصحهم فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله وانتفاع القوى به لا سيما القوة الباصرة فإنها تقوى به وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس فإن رطبت بالماء كمل انتفاعها كما انتفاعها بالغذاء بعده مع مافي التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب.
وفي الدعاء دليل على وجود الماء في كل الطعام ، فقد ثبت أن رسول صلى الله عليه وسلم يفطر على التمر فان لم يجد فماء"، ففي حالة الإفطار على الماء فهو يمر إلى العروق"الأوعية الدموية" أثناء الامتصاص المعوي فتبتل كما في الدعاء ، وكذلك يفهم أيضا في حالة الافطار على التمر أو حتى غيره فهنالك كذلك امتصاص للماء ، وتبتل به العروق ، ذلك أنه من مكونات كل طعام ، وهذا الحديث تأكيد على وجود الماء في جميع الأطعمة ومبين لعملية امتصاصه ولم يكتشف العلم هذا إلا مؤخرا فسبحان الله.
هل يخصص هذا الدعاء عند الفطر؟
سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
هل هناك دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند وقت الإفطار؟ وما هو وقته ؟ وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره ؟
فأجاب :
"
إن وقت الإفطار موطن إجابة للدعاء ؛ لأنه في آخر العبادة ؛
ولأن الإنسان أشد ما يكون - غالباً - من ضعف النفس عند إفطاره ، وكلما كان الإنسان أضعف نفساً وأرق قلباً كان أقرب إلى الإنابة والإخبات إلى الله عز وجل ، والدعاءالمأثور : ( اللهم لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت ) ، ومنه أيضاً : قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) ، والحديث الأول ضعيف ، والثاني حسنه الألباني وغيره، وعلى كل حال فإذا دعوت بذلك أو بغيره عند الإفطار فإنه موطن إجابة " انتهى .
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
وقال الشيخ المقبل رحمه الله : وأما الأدعية : فمن أهل العلم من يقول : ثبت حديث : " ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " ، والذي يظهر أنه لا يثبت حديث في الدعاء بخصوصه ، وإلا فقد ثبت : أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره .
فأنت تدعو الله بالمغفرة وأن يشفيك ، وإلى ما تحتاج إليه من الأمور .
وأما السحور فليس هناك دعاء خاص يقال عنده ، فالمشروع هو أن يسمي
الله في أوله ، ويحمده إذا فرغ من الطعام ، كما يفعل ذلك عند كل طعام .
لكن من أخَّر سحوره إلى الثلث الأخير من الليل فإنه يدرك بذلك وقت النزول الإلهي فيه ، وهو وقت استجابة الدعاء .فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) . رواه البخاري ومسلم. فيدعو في هذا الوقت لكونه وقت إجابة لا من أجل السحور .
فلا تحرم نفسك من فضل ساعات إجابة الدعاء ، فالدعاء هو العبادة كما قال رسول الله ، والله تعالى كما يصفه نبيه صلى الله عليه وسلم قال  "... إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين"

No comments:

Post a Comment