Saturday 18 December 2021

تفسير سورة البقرة ج1 تعريف وخصائص السورة

    
  

سبب التسمية :

 

سُميت هذه ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏البقرة ‏‏" ‏تعظيما ‏لتلك ‏المعجزة ‏التي ‏ظهرت ‏في ‏زمن ‏موسى ‏الكليم ‏حيث قُتِلَ ‏شخص ‏من ‏بني ‏إسرائيل ‏ولم ‏يعرفوا ‏قاتله ‏فعرضوا ‏الأمر ‏على ‏موسى ‏لعله ‏يعرف ‏القاتل ‏فأوحى ‏الله ‏إليه ‏أن ‏يأمرهم ‏بذبح ‏بقرة ‏وأن ‏يضربوا ‏الميت ‏بجزء ‏منها ‏فيحيا ‏بإذن ‏الله ‏ويخبرهم ‏عن ‏القاتل ‏وتكون ‏برهانا ‏على ‏قدرة ‏الله ‏جل ‏وعلا ‏في ‏إحياء ‏الخلق ‏بعد ‏الموت .

التعريف بالسورة:

- هي سورة مدنية- من سور السبع الطوال، وهي أولها- عدد آياتها ٢٨٦ آية -  هي السورة الثانية بترتيب المصحف – وهي أول سورة نزلت بالمدينة ، وفيها آية هي آخر ما نزل من القرآن ن وهو قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (سورة البقرة  ٢٨١)- تبدأ بحروف مقطعة " الم "  -  ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من 100 مرة -  بها أطول آية في القرآن وهي آية الدين رقم ٢٨٢ – في الجزء الأول والثاني ونصف الثالث، الحزب الأول إلى الخامس -  الربع الأول إلى التاسع عشر.  

محور مواضيع السورة :

سورة البقرة من أطول سورة القرآن على الإطلاق وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية .ومواضيعها كثيرة لا تحصى

من خصوصياتها العديدة:

 فيها أعظم آية في القرآن: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)

وفيها العقائد كلها وبها بدأ السورة : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾‏ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾‏

 والإيمان بالله خاصة: (وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ) ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

ذكر فيها من الملائكة: جبريل، وميكائيل ولم يذكروا بالإسم في غيرها- ذكر جبريل مرة في سورة التحريم-

 وأخبار بعض الرسل: ذكر فيها من الرسل: آدم أبو البشر، وموسى، وداود وسليمان، وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب وعيسى عليهم السلام، وسيدنا محمد ﷺ.

وفيها قصص من القصص ما لم يرد في غيرها، ونذكر البعض لا للحصر:

قصة البقرة، التي سميت من أجلها السورة – الملكين هاروت وماروت وتعليمهم السحر للناس- – تغيير القبلة – ذكر من باع نفسه في سبيل الله (ربح البيع أبا يحيى) – الحرب بين جالوت وملك بني إسرائيل طالوت، وفوز داوود عليه السلام الملك - قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ) – وقصته في طلب عين اليقين (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ) – وقصة عزير الذي دخل على بيت المقدس بعد خرابها على يد النمرود فقال : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ)...

والسورة كونها مدنية فإنها تعني بالأحكام الفقهية، والتربية الخلقية التي هي قوام هذا الدين، وسنأتي على تفصيل الاحكام الفقهية التي فيها، والتي لم تدع باب من أبواب الفقه إلا طرقته وفصلته، فيها أحكام العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج ، والصدقات وآدابهاوأجرها: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)  تفصل فيها تفصيلا لا تجده في غيرها- الزكاة مفصلة في سورة التوبة-

وفيها من الأحكام : الحدود القصاص في القتلى، وأحكام الزواج والطلاق والعدة للمتوفى عنها – ليس في غيرها – وعدة المطلقة- وذكر فيها حكم إعطاء المطلقة ما سماه المتعة بعد الطلاق: ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) – وحرمة الربا، وقتال المحاربين، وأحكام اليمين، وغير هذا كثير سنأتي عليه بإذن الله

سبب نزول السورة :

1-{ الم ﴿١﴾‏ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }، عن مجاهد قال : أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين

وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين

وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين .

2- ( إ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)  قال الضحاك :نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي: يعني اليهود .

3- (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا) قال الكلبي :عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه،  وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله ﷺ فقام عبد الله بن أُبي فقال: مرحبا بالصدّيق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله ﷺ في الغار الباذل نفسه وماله،  ثم أخذ بيد عمر فقال :مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في ين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ، ثم أخذ بيد على فقال :مرحبا بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله ، ثم افترقوا فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : كيف رأيتموني فعلت فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا .

فرجع المسلمون إلى رسول الله بذلك فأنزل الله هذه الآية .

No comments:

Post a Comment