Monday 6 February 2023

السيرة النبوية الشريفة غزوة ذات السلاسل- أظهرت عمرو بن العاص كقائد عسكري فذ

     


غزوة ذات السلاسل

عمرو بن العاص رضي الله عنه -في أول غزوة له-

أظهر شخصية عسكرية فذّة 

 

سرية ذات السلاسل وكانت في شهر جمادى الآخرة سنة 8 هـ.:

علم النبي بعد عودة سرية مؤتة إلى المدينة سنة ثمان للهجرة أن قضاعة التي اشتركت في القتال إلى جانب الروم؛ بدأت تتجمع تريد الاقتراب من المدينة لتهديدها، ومحاولة القضاء على المسلمين بعد أن غرها ما حدث للمسلمين في مؤتة.فجهز النبي سرية من ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمَّر عليها عمرو بن العاص رضي الله عنه بهدف أن يقضي على خطر قضاعة في مهده. وذلك لأن أم أبيه كانت من قبيلة بلى: إحدى قبائل قضاعة، فإن أبوا فليلقنهم درساً على وقوفهم مع الروم ضدهم.

سميت بماء-بئر- بأرض جذام يقال له السلسل، والمسافة بين ذات السلاسل والمدينة المنورة مسيرة عشرة أيام وكانت في شهر جمادى الآخرة سنة 8 هـ. قال ابن حجر العسقلاني: «قيل سميت ذات السلاسل؛ لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا" وقيل لأن بها ماء يقال له السلسل.

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بعث إليَّ رسول الله يأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلاحي، ثم آتيه. قال: ففعلت، ثم أتيته وهو يتوضأ، فصعَّد فيَّ البصر ثم طأطأ، ثم قال: « يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً"،قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: «يا عمرُو،‍ نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالحِ»، (رواه أحمد-والبخاري في الأدب المفرد- وصححه الألباني). وأمر النبي عمرو بن العاص بأن يستعين بمن مر به من بلاد بَلِي وعُذْرَةَ وبَلْقَيْنِ، فانطلق عمرو رضي الله عنه في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمر بالسير بالليل والراحة بالنهار، فلما اقترب من مكان تجمع الأعداء بلغه أن لهم جموعاً كثيرة، فبعث رافع بن مَكِيثٍ الجُهَنِي إلى رسول الله يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعقد له لواء، وأمره أن يلحق بعمرو، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا. واصل عمرو بن العاص رضي الله عنه السير؛ حتى وطئ بلاد قُضَاعَة، وتوغل في ديارهم، ولقي جمعاً منهم، فحمل عليهم المسلمون وقاتلوهم فهربوا في البلاد متفرقين مذعورين منهزمين، فبعث عمرو رضي الله عنه عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ليخبره برجوعهم وسلامتهم، وما كان في غزاتهم.

وسُميت هذه السرية بذات السلاسل لأن المسلمين نزلوا على ماء يقال له: السلسل، وكان ذلك في جمادي الآخرة سنة 8هـ . أي بعد الشهر الذي وقعت فيه معركة مؤتة.  

ومع ما حققته هذه المعركة من أهداف على الصعيد الميداني؛ فقد أسهمت كذلك في إبراز عمرو بن العاص رضي الله عنه كشخصيّة عسكرية فذّة، وقيادة حكيمة، كان لها دورها في الفتوحات الإسلامية بعد ذلك.

 

No comments:

Post a Comment