Monday 17 April 2023

حلقة البنات ليلة القدر فضائلها والدعاء

  

 

ليلة القدر

 

إن مما أنعم به الخالق على هذه الأمة ليلة وصفها الله عز وجل بأنها مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها إنها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر. وفيما يلي وقفات مع فضائل هذه الليلة وأعمالها:

 

أولا: فضائل ليلة القدر:

 

    أنها خير من ألف شهر، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر٣].

 -نزول الملائكة والروح فيها، قال تعالى:(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) [القدر٤].

 والروح : هو جبريل عليه السلام، ملك الوحي، قال تعالى:  (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾‏ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾‏ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾‏ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) ﴿الشعراء١٩٥﴾‏

-أنها سلام إلى مطلع الفجر، قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر٥]. و ( سلام ) يعني: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد ، حتى يطلع الفجر ، أو سلام : أي هي خير كلها ، أمان، ليس فيها غيره. قال في ليلة القدر : " أنَّ رَسولَ اللَّهِ كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ اللَّهِ علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ. "  

_ من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، قال ﷺ:  (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.) [البخاري، ومسلم].

"أنها ليلة خير من ألف شهر، قال رسول اللهﷺ عن ليلة القدر.  "أتاكم شهرُ رمضانَ شهرٌ مباركٌ فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ أبوابُ السماءِ، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتغلُّ فيه مردةُ الشياطينِ، للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حرمَ خيرَها فقد حُرِم. "

وليلة القدر ليست خاصة بهذه الأمة، بل هي عامة لهذه الأمة، وللأمم السابقة كلها، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفِعت، قال: "بل هي إلى يوم القيامة" خرّجه أحمد وغيره وهو صحيح.

 

ذكر ليلة القدر في القرآن :

( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿١﴾‏ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿٢﴾‏ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣﴾‏ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾‏ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾‏

 

سورة القدر : ويرجح أنها أول سورة تامة نزلت بالمدينة، كان ذلك بعد فرض رمضان بعد الهجرة، في أول السنة الثانية للهجرة.

تقع في المصحف بعد سورة العلق، ومناسبتها لما قبلها ظاهرة، فلما قال في سورة  العلق التي قبلها: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾‏ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾‏ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾‏ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾‏ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾‏ (العلق ).

 فكأنه قال: اقرأ ما أنزلناه عليك من كلامنا- كلام العلي العظيم سبحانه؛ إنما  (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وكأنه إيماء إلى أن الضمير في (أنزلناه) يعود إلى القرآن الذي ابتدئ نزوله بسورة العلق.

وتتضمن السورة تنويهاً بفضل القرآن وعظمته بإسناد إنزاله إلى الله تعالى، ورفع شأن الوقت الذي أنزل فيه ونزول الملائكة في ليلة إنزاله، وتفضيل الليلة التي توافق ليلة إنزاله من كل عام.

 فليلة إنزاله على قلب محمد ليله عظيمة  ، توفق حدث عظيم، لم تشهد الأرض مثله في عظمته ودلالته، لذلك سميت بليلة القدر إ.

وتسميتها بليلة القدر : القدر: الشرف والمنزلة

 قال (  إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل، وهي إحدى ليالي شهر رمضان. شارة لشرفها وعلو قدرها ومكانتها ولما يتم فيها من التقدير، وتزيد الآية الثانية: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } ؟ هذه الليلة تقديرا وشرفا، بتساؤل يدل على إبهام أبعاد فضلها ، وما أدراك أيها النبي ما ليلة القدر والشرف؟

والمعنى ليلة التقدير ؛  سميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره ، إلى مثلها من السنة القابلة ; من أمر الموت والأجل والرزق وغيره . ويسلمه إلى مدبرات الأمور ، وهم أربعة من الملائكة : إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل . عليهم السلام .

وعن ابن عباس قال : يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت ، حتى الحاج . قال عكرمة : يكتب حاج بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء أبائهم ، ما يغادر منهم أحد ، ولا يزاد فيهم ،

وقال أيضا:  أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان ، ويسلمها إلى أربابها – الملائكة الموكلون بالأعمال-في ليلة القدر

فاالله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، والجدب والقمط، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث.

 

 ثم تجيب الآية الموالية عن فضل هذه الليلة وخيرها وثوابها، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} لذا فثواب العمل فيها مضاعف- ليس معادلا لعمل الف شهر، بل هو خير من ذلك- قد يكون أضعافا مضاعفة عن الف شهر-وفي ذلك حث للمؤمن على إدراك فضلها

 ثم تبين الآية بعدها ما يؤكد خصوصية هذه الليلة { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ }، فهي ليلة تتميز بحضور الملائكة ونزولهم المتكرر والدائم في هذه الليلة حاملين معهم ما يأذن به ربهم من شؤون العباد، ثم تختم السورة ببيان صفة أخرى من صفات هذه الليلة {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ، فهي ليلة يعم فيها السلام بما هو خير وبركة أو تحية وقول حسن، وتستمر هذه الخصوصية إلى مطلع فجر ليلة القدر، وذلك كي يحرص المسلم على اغتنام فضلها في أي لحظة من الليل.

ومن علامات ليلة القدر التي ترى بعدها- بعد الفجر- جاء في الحديث: قال رسول الله : " إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة ، كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة سجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح. وأن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " .

وهذا إسناد حسن ، وفي المتن غرابة ، وفي بعض ألفاظه نكارة .

و عن ابن عباس أن رسول الله قال في ليلة القدر : " ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء " .

و عن جابر بن عبد الله ، أن رسول اللهقال : " إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها ، وهي في العشر الأواخر ، من لياليها ليلة طلقة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، كأن فيها قمرا ، لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " .

ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم.

والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ.

وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.

 

والليلة التي تتحدث عنها السورة هي الليلة التي جاء ذكرها في مطلع سورة الدخان: { حم (1)وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه أنه أنزله { فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } أي: كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي ولهذا قال: { إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا} أي: في تلك الليل الفاضلة التي نزل فيها القرآن

{ يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به، وهذه الكتابة والفرقان، الذي يكون في ليلة القدر تكتب وتميز مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه.

{ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا } أي: هذا الأمر الحكيم أمر صادر من عندنا.

{ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } للرسل ومنزلين للكتب والرسل تبلغ أوامر المرسل وتخبر بأقداره.

وهي ليلة من ليالي رمضان، كما ورد في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.

 ولكن  كيف أنزل القرآن في ليلة القدر، مع العلم بأنه أنزل متفرقاً؟ وقد أجيب عن هذا السؤال بعدة وجوه: منها: أنه ابتدأ بإنزال القرآن ليلة القدر لأن البعثة كانت في رمضان- على الصحيح أنها كانت في 17 من رمضان ، 22 من رمضان-

 أو أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا جملة ليلة القدر، ثم إلى الأرض متفرقاً.

 وقد تكون ليلة القدر قد شرفت بنزول القرآن فيها، أو أنه تعالى اختار لابتداء إنزاله وقتاً شريفاً مباركاً، لأن عظم قدر الفعل يقتضي أن يختار لإيقاعه أفضل الأوقات والأمكنة، فاختيار أفضل الأوقات لابتداء إنزاله ينبئ عن علو قدره عند الله تعالى.

ومن خلاصة تفسير سورة القدر إرشادات كثيرة يمكن استنباطها

1–حض المسلم على عمل الطاعات في كل وقت، وتحري الأوقات الفضيلة، فقد أخفى الله التاريخ الدقيق لليلة القدر، كما أخفى تعالى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات، حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا فيه، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان، وليجتهد المسلم في طلبها فيكتسب ثواب الاجتهاد.

2-وقد ورد عن رسول الله في تعينها ،قوله في الحديث الصحيح: “تحروا ليلة القدر في الوتر في العشر الأواخر من رمضان”.

3– مضاعفة الحسنات كمًا وكيفًا ومضاعفة السيئات كيفًا لا كمًا

الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل: رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل: كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: " فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة"

فالأفعال والأقوال تختلف آثارها في الثواب والعقاب لاختلاف وجوهها، فتارة يجعل ثمن الطاعة ضعفين، ومرة عشراً..، وتارة بحسب الأزمنة، وتارة بحسب الأمكنة، فتارة يرجح البيت وزمزم على سائر البلاد، وتارة يفضل رمضان على سائر الشهور، وتارة يفضل الجمعة على سائر الأيام، وتارة يفضل ليلة القدر على سائر الليالي، والمقصود الأصلي من الكل حث المسلم عل الطاعة وصرفه عن الاشتغال بالدنيا.

وليعلم أن ليلة القدر ليست للمصلين فحسب، فقد جاء عن جويبرٍ قوله: "قلتُ للضّحَّاكِ: أرأيتَ النُّفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيبٌ؟ قال: نعم، كُلُّ من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر"

فلو قام المذنبون هذه الأسحار على أقدام الانكسار، ورفعوا قصص الاعتذار مضمونها: يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ [يوسف:88] لبرز لهم التوقيع عليها: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف:92].

فيا أخي: رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبين، وقصص التائبين، ثم تعود برد الجواب، فكن ممن كتب له القبول يومها في الكتاب، ونال من نفحات الرب ما يرجو به النجاة يوم الخزي والعذاب.

نسأل الله أن يكتب لنا إدراك ليلة القدر، وحسن العمل فيها وقبوله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 -دعاء القنوت في قيام الليل في رمضان.. ما هى صيغته الصحيحة ومتى يقال؟

اللَّهمَّ اهدني فيمن هَديتَ، وعافِني فيمن عافَيتَ، وتولَّني فيمَن تولَّيتَ، وبارِكْ لي فيما أعطَيتَ، وقِني شرَّ ما قضيتَ، فإنَّكَ تَقضي ولا يُقضَى عليكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ مَن واليتَ، تبارَكْتَ ربَّنا وتعاليتَ

ويقال بعد الرفع من الركوع في الوتر ، ويجوز رفع اليدين بالدعاء، ويدعو لعامة المسلمين، ويجوز أن يخص أحد بدعاء، ويؤمن، ولا يجوز مسح الوجه بعد الدعاء.وفي غيره من الدعاء يجوز .

 

 

ومن أدعية ليلة القدر المستجابة بإذن الله:

  "ربي أسألك الخير كله عاجله وآجله. ما علمت منه وما لم أعلم ، وما أنت أعلم به مني. ربي أعوذ بك مما استعاذ به نبيك ومصطفاك الهادي محمد ".

  "اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.."

"اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ،إن عذابك الجد بالكفار ملحق".

No comments:

Post a Comment