Wednesday 6 May 2015

سلسلة الفقه الميسر – الدرس الثلاثون – صفة الصلاة كاملة مفصلة ج 3

 


 



 صفة الصلاة كاملة مفصلة ج 3

السـجود

يخر ساجداً من غير رفع اليدين:
لحديث ابن عمر السابق وفيه (.. ولا يفعل ذلك في السجود).
يسجد مقدماً ركبتيه على يديه:
لحديث وائل بن حجر رضي الله عنه  قال (رأيت النبي إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه) رواه أبوداود.
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول اللهﷺ: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير» رواه أبوداود.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : (والبعير إذا برك يقدم يديه كما يعرفه من شاهده، فنهى رسول الله أن يضع يديه قبل ركبتيه، لأنه إذا فعل ذلك صار كالبعير).
يجب على المصلي أن يسجد على الأعضاء السبعة:
لحديث ابن عباس: قال رسول الله : «أمرت أن اسجد على سبعة أعظم، الجبهة وأشار بيده إلى الأنف، واليدين والركبتين، وأطراف القدمين » متفق عليه.
فهذا الحديث يدل على وجوب السجود على هذه الأعضاء السبعة، وعليه فلا يجزىء السجود على الجبهة دون الأنف، بل لابد من الجميع . ولا يجوز للساجد أن يرفع شيئاً من أعضائه السبعة، فإن رفع رجليه أو إحداهما أو جبهته أو أنفه أو كليهما، فإن سجوده يبطل ولا يعتد به، وإذا بطل سجوده فإن صلاته تبطل.
يستحب أن يضع راحتيه على الأرض مبسوطتين مضمومتي الأصابع مستقبلة القبلة.
لحديث (أن رسول الله   كان يعتمد على كفيه ويبسطهما) رواه أبوداود.
ولحديث وائل بن حجر رضي الله عنه  (أن النبي   كان إذا سجد ضم أصابعه) رواه الحاكم.
يكره أن يفترش المصلي ذراعيه حال السجود:
لحديث أنس رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  : «اعتدلوا في السجود ولايبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب».  متفق عليه 
لما في ذلك من التشبه بالحيوان، ولأنها هيئة الإنسان الكسلان.
يستحب أن يفرق بين ركبتيه:
لما روى أبو حميد قال (وإذا سجد فرج بين فخذيه) رواه البخاري.
أي لا يضم ركبتيه بعضهما إلى بعض .
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : (وأما القدمان فقد اختلف العلماء في ذلك:.. ولكن الذي يظهر من السنة: أن القدمين تكونان مرصوصتين، وقد جاء ذلك أيضاً في صحيح ابن خزيمة (أن الرسول كان يرص قدميه) وعلى هذا فالسنة في القدمين هو التراص بخلاف الركبتين واليدين).
أذكار السجود:
سبحان ربي الأعلى. لحديث حذيفة السابق
ويستحب أن يضيف بعض الأذكار مثل:
- (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) رواه مسلم.
- (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) متفق عليه.
- (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) رواه مسلم.
يستحب الإكثار من الدعاء في السجود:
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء»  رواه مسلم. وفي رواية (فقمن أن يستجاب لكم) أي حري.
السجود على حائل عن الأرض:ـ  ينقسم إلى قسمين :
أولاً : إذا كان السجود على حائل متصل بالمصلي  (هذا يكره إلا لحاجة).
كأن يسجد على ثوبه الملبوس.،والغترة. لحديث أنس قال: (كنا نصلي مع رسول الله  في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه) متفق عليه.
 فقوله { إذا لم يستطع أحدنا أن يمكن } دل على أنهم لا يفعلون ذلك مع الاستطاعة .
ثانياً : إذا كان الحائل منفصل عن المصلي:  (جائز ولا بأس).
مثال: أن يسجد على سجادة أو منديل واسع. وقد ثبت عن النبي «أنه صلى على الخُمرة».
  الخمرة : هي السجادة ، سميت بذلك لأنها تخمر الوجه أي تغطيه .

الجلوس بين السجدتين
يجلس مفترشاً يسراه ناصباً يمناه:
لحديث عائشة رضي الله عنها  قالت (وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى) رواه مسلم.
من أخطاء بعض المصلين تقصير هذا الركن:
قال ابن القيم: (وكان هديه إطالة هذا الركن بقدر السجود، وهذا الثابت عنه في جميع الأحاديث وفي الصحيح عن أنس قال:(  كان رسول الله يقعد بين السجدتين حتى نقول قد وهم )، وهذه السنة تركها أكثر الناس بعد انقراض عصر الصحابة، ولهذا قال ثابت: وكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، ...) الحديث
أدعية الجلوس بين السجدتين:
(رب اغفر لي) رواه أبوداود.
(رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني) رواه ابن ماجه.
لا يشرع بين السجدتين الإشارة بسبابة اليد اليمنى.  وهذا قول أكثر العلماء.
قالوا: تكون اليد اليمنى كاليد اليسرى مبسوطة مضمومة الأصابع موجهة إلى القبلة.
لأن الأحاديث كلها صريحة في أن الإشارة تكون في التشهد الأول والأخير كما سيأتي
يسن أن يجلس للاستراحة قبل القيام للثانية:
لحديث مالك بن الحويرث (أن النبي إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعداً). رواه البخاري 
(وممن رجح سنيتها مطلقاً الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله، وهو مذهب الشافعي).
 - هي جلسة خفيفة يفترش رجله اليسرى وينصب اليمنى بعد الركعة الأولى قبل أن ينهض، وبعد الركعة الثالثة قبل أن ينهض للرابعة، وذهب بعضهم إلى أنها مشروعة عند الحاجة.
 - ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعية جلسة الاستراحة
ثم بعد ذلك  يصلي الركعة الثانية كالأولى إلا في أربعة اشياء: تكبيرة الإحرام - والاستفتاح - والسكوت - وتطويلها أكثر من الثانية.
فائدة:
زيادة (ولوالدي) في دعاء الجلوس بين السجدتين { رب اغفر لي } لا أصل لها.
التشـهد
ثم يجلس للتشهد، (إن كانت الصلاة رباعية أو ثلاثية فهو تشهد أول، وإن كانت سوى ذلك فهو تشهد أخير).
يجلس في التشهد الأول مفترشاً:
يقول التشهد الأول: لحديث عائشة رضي الله عنها  قالت (كان رسول الله   يقول في ركعتين التحية). رواه مسلم 
ومفترشاً أيضاً لحديث عائشة قالت (وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى). رواه مسلم 
كيفية اليدين حال التشهد:
أن يجعلهما على الركبتين واليسرى تلقم الركبة - أو أن يجعلهما على فخذيه وأطراف أصابعه عند ركبتيه.
وأن يقبض خنصر يده اليمنى وبنصرها ويحلق إبهامه مع الوسطى.
أو يضم الخنصر والبنصر والوسطى ويضم إليها الإبهام وتبقى السباحة مفتوحة.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال (كان النبي إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى) رواه مسلم.
وفي رواية (وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بإصبعه السبابة) رواه مسلم.
وفي رواية (وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بإصبعه السبابة ويلقم كفه اليسرى ركبته) رواه مسلم.
- قوله:(وأشار بإصبعه السبابة) قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (ولكن السنة دلت على أنه يشير بها عند الدعاء، لأن لفظ الحديث { يدعو بها يحركها } وعلى هذا فنقول: السلام عليك أيها النبي: يشير، اللهم صل على محمد: يشير، اللهم بارك على محمد: يشير، أعوذ بالله من جهنم: يشير).
- قوله (وعقد ثلاثاً وخمسين) إشارة إلى طريقة حسابية كانت معروفة عند العرب وصورتها: أن الثلاثة لها حلقة بين الإبهام والوسطى، وللخمسين يقبض الخنصر والبنصر ويشير بالسبابة عند ذكر الله تعالى).
صيغ التشهد الأول:
تشهد ابن مسعود رضي الله عنه : 
قال: (علمني رسول الله التشهد كفي بكفه كما يعلمني السورة من القرآن: ( التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله) متفق عليه.
وفي لفظ (إذا قعد للصلاة فليقل..).
 وهذا التشهد اختاره أحمد وأبو حنيفة، وقال الترمذي: عليه العمل عند أهل العلم .
هناك تشهد ابن عباس وفيه:" التحيات المباركات الصلوات..". رواه مسلم 
(التحيات) أي كل أنواع وأصناف التعظيمات ثابتة لله.
(الصلوات) أي العبادات كلها فرضها ونفلها.
(الطيبات) أي لله من الأوصاف أطيبها - ولايقبل من الأعمال إلا الطيب.
لايصلى على النبي في التشهد الأول:
وظاهر السنة أنك لا تصلي على النبي في التشهد الأول، لأنه لم يعلم ابن مسعود إلا هذا التشهد.
في التشهد الأخير يقول التشهد الأول ويزيد الصلاة على النبي    .
لحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه  قال (خرج علينا النبي فقلنا يا رسول الله! قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك. قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد). متفق عليه 
(حميد)  المحمود في جميع أفعاله وأقواله، وشرعه وقدره.
المجيد الكبير العظيم الجليل، وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال.
يجلس في التشهد الأخير متوركاً في الصلاة ذات التشهدين:
إذا كانت الصلاة ذات تشهد واحد (كالجمعة والفجر) فإنه يجلس مفترشاً.
لحديث عائشة السابق وفيه (وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى). فهذا يدل على أن الأصل في الجلوس في الصلاة هو الافتراش.
وأما إذا كانت الصلاة ذات تشهدين (كالظهر والعصر والمغرب والعشاء) فإنه يجلس في التشهد الأول مفترشاً، وفي التشهد الأخير متوركاً.
لحديث أبي حميْد قال (رأيت رسول الله إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه.. وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته) رواه البخاري.
التورك لها عدة صفات هذه أحد صفاتها:
أن يخرج الرِّجل اليسرى من الجانب الأيمن مفروشة، ويجلس على مقعدته على الأرض، وتكون الرِّجل اليمنى منصوبة .
- الحكمة من وضع اليدين على الفخذين في التشهد أن يمنعهما من العبث.
- قال النووي: أجمع العلماء على الإسرار بالتشهدين وكراهية الجهر بهما.
- زيادة لفظ { سيدنا } في التشهد لا أصل لها .
- زيادة { بسم الله } في أول التشهد لا تصح.
بعد الصلاة على النبييقول الأذكار الواردة قبل السلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله : «إذا تشهد أحدكم التشهد الآخر فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن فتنة المحيا والممات» رواه مسلم.
- هذا الدعاء يقال في التشهد الأخير لقوله: إذا تشهد أحدكم التشهد الآخر.
- هذا الحديث فيه أمر النبي به، لكن أكثر العلماء على أنه مسنون، والصارف عن الوجوب.(أن الرسولقال لرجل:" ما تقول في صلاتك ؟" قال: أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ. فقال النبي : حولها ندندن) رواه أبوداود.  قال أهل اللغة: الدندنة: كلام لا يفهم .
-  (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)    متفق عليه 
-  (اللهم حاسبني حساباً يسيراً) رواه أحمد.
-  (اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار) رواه أبوداود.
-  (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه أبوداود.
-  (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر) رواه البخاري.
التسليم
يخرج من الصلاة بالتسليم: التسليمتان من أركان الصلاة.
لحديث عائشة رضي الله عنها: (وكان يختم الصلاة بالتسليم) رواه مسلم.
ولحديث علي رضي الله عنه ، قال رسول الله : «تحليلها التسليم» رواه الترمذي.
ولمواظبة النبي عليهما وقد قال:(صلوا كما رأيتموني أصلي).
للتسليم عدة صيغ:
 (السلام عليكم ورحمة الله على اليمين والشمال).
لحديث ابن مسعود رضي الله عنه (أن النبي كان يسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله) رواه أبو داود  ، وهذا أكثر ما ورد.
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يميناً – السلام عليكم ورحمة الله شمالاً).
لحديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال (صليت مع النبي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله) رواه أبو داود.
- من أحدث قبل السلام فقد بطلت صلاته.

No comments:

Post a Comment