Tuesday 12 May 2015

أدعة عظيمة - من دعاء قيام الليل - التهجد .



  



من دعاء قيام الليل " التهجد"
 
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كانَ النَّبيُّ إذا قامَ منَ اللَّيلِ يتَهجَّدُ ، قالَ : " اللهم لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت ربُّ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهن، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولُك الحقُّ، ولِقاؤك الحقُّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبِيُّون حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ إلا أنت " رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
الشرح:
قوله : (أنت نورُ السماواتِ والأرضِ) أي منورهما وبك يهتدي من فيهما وقيل المنزه من كل عيب يقال فلان منور أي مبرأ من العيب ويقال هو اسم مدح تقول فلان نور البلد أي مزينه.
 قوله : ( قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ)، وفي رواية مسلم ( قيام )  كعلام، أي القائم بأمره وتدبيره السماوات وغيرها .
قوله : ( أنت الحق ) أي واجب الوجود
(ووعدك الحق )  أي صادق لا يمكن التخلف فيه وهكذا يفسر الحق في كل محل بما يناسب ذلك المحل وأما التعريف فالظاهر أن تعريف الخبر فيهما ليس للقصر وإنما هو لإفادة أن الحكم به ظاهر مسلم لا منازع فيه . لأن مرجع هذا الكلام إلى أنه تعالى موجود صادق الوعد وهذا أمر يقول به المؤمن والكافر قال تعالى: {   وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ } ( لقمان25 ) ولم يعرف في ذلك منازع بعده يعتد به وكأنه لهذا عدل إلى التنكير في البقية حيث وجد المنازع فيها بقي أن المناسب بذلك أن يقال وقولك الحق كما في رواية مسلم فكان التنكير في رواية الكتاب للمشاكلة .
قوله : (  ومحمد حق ) التأخير للتواضع وهو أنسب بمقام الدعاء وذكره على الإفراد لذلك وليتوسل بكونه نبيا حقا إلى إجابة الدعاء وقيل هو من عطف الخاص على العام تعظيما له بكونه نبيا حقا إلى إجابة الدعاء
 قوله : ( لك أسلمت )  أي انقدت وخضعت والظاهر أن تقديم الجار والمجرور للقصر بالنظر إلى سائر من عبد من دون الله تعالى.
 قوله : ( وبك خاصمت ) أي بحجتك أو بقوتك أحاجج وأقاتل.

 (وإليك حاكمت ) أي رفعت الحكومة ، أو رفعت الحكم ، أو بحكمك حكمت.
(فاغفِرْ لي ما قدمت وما أخرت ) أي ما فعلت قبل وما سأفعل بعد أو ما فعلت وما تركت.
(وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ) وكذلك اغفر لي ما اخفيته عن الخلق ، فليس على الله خافي، وما أعلنته ، أو ما ظهر لهم.
(أنت إلهي، لا إلهَ إلا أنت ) وهذا من باب التوسل لله سبحانه وتعالى لقبول الدعاء بتوحيده ، وبأسمائه ، ومن باب التذلل له ، فأنت إلهي لا إله لي سواك ، فحقق يا رب فيك رجائي .

No comments:

Post a Comment