Friday 18 November 2022

حديث نبوي شريف- في بيان فضل حسن الخلق_ أقرب الناس لرسول الله ﷺأحسنهم أخلاقا

 

 

 

Background pattern

Description automatically generated

بيان فضل حسن الخلق

 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله قال: "إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا ، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ ، والمتشدِّقون والمتفَيهِقونَ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! قد علِمنا الثَّرثارونَ والمتشَدِّقون ، فما المتفَيهِقونَ ؟ قال : المتكبِّرون".( صحيح الترغيب والترهيب- الالباني)

 

كان النَّبيُّ ﷺ أحسَنَ النَّاسِ خُلقًا، وقد أمَر بحُسنِ الخُلقِ، وبَيَّن أنَّ صاحِبَ الخُلقِ الحَسنِ له فَضلٌ كبيرٌ، وأجرٌ عظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ ﷺ لأصحابِه ولأُمَّتِه: "إنَّ مِن أحَبِّكم"، أي: مِن أكثَرِ النَّاسِ حُبًّا أو أحَبِّ المَحبوبين، "إليَّ" في الدُّنيا، "وأقرَبِكم منِّي مَجلِسًا"، أي: منزِلةً، يومَ القِيامةِ أحاسِنَكم" جمعُ أحسَنَ، أي: أفضَلَكم وأجمَلَكم "أخلاقًا"، أي: أصحابَ الخُلقِ الحسَنِ الجامِعِين للأخلاقِ الجَميلةِ الحسَنةِ بأنواعِها، "وإنَّ من أبغَضَكم إليَّ"، أي: أكثَرَ مَن أكرَهُهم مِن النَّاسِ في الدُّنيا، وهم أبعد عنه ﷺ َمجلِسًا ومَنزِلةً يوم القيامة هم، "الثَّرثارون"، الَّذين يُكثِرون الكَلامَ ويتَكلَّفون فيه بغيرِ حقٍّ بالسَّجعِ والحَشْوِ وغيرِه، ويُردِّدونه كثيرًا. "والمتشدِّقون" الَّذين يسترسلون في الكلامِ، ويَلْوون ألسِنتَهم به، ويَفتخِرون به بغيرِ حقٍّ، وقيل: معناه: الَّذين يَستهزِئون بالناسِ بلَيِّ أشْداقِهم، والشِّدقُ هو جانِبُ الفمِ، "والمتفيهِقون"، مِن الفَهْقِ وهو الامتِلاءُ والاتِّساعُ، أي: الَّذين يتَوسَّعون في الكلامِ ويَفتَحون به أفواهَهم وهذا لكِبْرِهم ورُعونتِهم، "قالوا"، أي: الحاضِرون مِن أصحابِ النَّبيِّ ﷺ للنَّبيِّ ﷺ: "يا رسولَ اللهِ، قد عَلِمْنا" وفَهِمنا مَعنى الثَّرثارينَ ووالمتشدقين،  "فما" معنى "المتفيهِقون؟ قال" رسولُ اللهِ ﷺ: "المتكبِّرون" الَّذين يتَكبَّرون على النَّاسِ بكَلامِهم وبالاستِعلاءِ عليهم بفَصاحتِهم في أقوالِهم وبيانِ عَظمتِهم في أفعالِهم.

وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الخُلقِ الحسَنِ.

وفيه: التَّحذيرُ من التَّكلُّفِ في الكلامِ أو تَرديدِه والتَّفاخرِ به؛ لِيَميلَ بقلوبِ النَّاسِ وأسماعِهم إليه.

وفيه: أنَّ الشَّخصَ الواحِدَ قد يَجتمِعُ فيه المحبَّةُ والبُغضُ؛ فيَكونُ مَحبوبًا من وجهٍ، مبغوضًا من وجهٍ آخَرَ.

No comments:

Post a Comment