Saturday 7 April 2018

تفسير وربط للآيات ، وبيان المتشابهات- سورة القلم ج1- وإنك لعلى خلق عظيم


 





تفسير سورة القلم -ج1 – تعريف بالسورة -مواضيع 

السورة ومميزاتها- { وإنك لعلى خلق عظيم }
 
سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏سبحانه ‏وتعالى ‏أقسم ‏فيها ‏بأداة ‏الكتابة ‏وهى ‏‏" ‏القلم ‏‏" ‏ففضلت ‏السورة ‏بهذا ‏الاسم ‏تعظيما ‏للقلم ‏‏، ‏وسُميت ‏أيضا ‏‏" نون ‏والقلم ‏‏" ‏وسورة ‏‏" ‏القلم ‏‏".

التعريف بالسورة :

1-مكية .
2- من المفصل .
3- آياتها 52 .
4- ترتيبها في المصحف الثامنة والستون .
5 - نزلت بعد العلق .
6- بدأت بحرف من الأحرف المقطعة ، ثم بأسلوب القسم " ن والقلم وما يسطرون " في نفس الآية ، لم يذكر لفظ الجلالة في السورة، ورد فيها لفظ ( رب ) مضاف ( ربك ) ( ربنا ) ( ربه )
( ربهم )، ولم يذكر فيها اسم من الأسماء الحسنى غيره.
7-  اسم السورة " القلم " .

محور مواضيع السورة :

تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية هى :

أ ـ موضوع الرسالة :المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع إثبات نبوة محمد
والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة  النبي محمد بن عبد الله ، مع بيان فضائله ( مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ *  وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } ( 1-4)
ب. قابل بعد الثناء على خلق نبيه المصطفى ، ووعده له بالثواب الغير منقطع،  قابل هذا ببيان نقائص أعداءه ، وما هم عليه من الرذائل.
ت ـ قصة أصحاب الجنة " البستان " لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى، والحث على بذل الخير طوعًا ن من الفريضة وغيرها لتدوم النعم.
ث ـ الآخرة وأهوالها وشدائدها ، وما أعد الله للفريقين المسلمين والمجرمين، وأنهما لا يستويان عند الله.
ج. ذكر نبي الله يونس عليه السلام ليعتبر منه ولا يماثله في الإستعجال لقبول قومه دعوته، فقدم على ذكره أمر نبينا محمد بالصبر على دعوة قومه.
د. في السورة ذكر العين وأنها حق ، حتى أن كاد الكفار ليعينوا رسول الله .
‏وفي ‏تفسير ‏القرطبي ‏أن ‏معظم ‏السورة ‏نزلت ‏في ‏الوليد ‏بن ‏المغيرة ‏وأبي ‏جهل .

سبب نزول السورة :

1) قوله تعالى { وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } عن عائشة قالت : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ولذلك أنزل الله { وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

2) قال تعالى " وان يكاد الذين كفروا " الآية . نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله فيصبوه بالعين،  فنظر إليه قوم من قريش فقالوا ما رأينا مثله ولا مثل حججه ، وكانت العين في بني أسد ، حتى إن كانت الناقة السمنة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها،  ثم يقول يا جارية خذي المكتل والدرهم فاتينا بلحم من لحم هذه ، فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر .
 وقال الكلبي :كان رجل يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول: ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه ، فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة وعدة، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله بالعين ويفعل به مثل ذلك فعصم الله تعالى نبيه وأنزل هذه الآية  

تفسير السورة  :

قوله تعالى : ( ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
في ماجاء من معاني ( ن )

- أولى التأويل فيها هو أنها من حروف الهجاء التي بدأ الله تعالى به 29 سورة من سور القرآن ، لم يرد في تفسيرها صحيح حديث، فلا نجزم بمعنى صحيح لها ، وكل ما يقال فيها يحتمل الصواب وغيره. والله أعلم بمراده.
-قيل: { ن} حوت عظيم رفع الله عليه الأرضون، وقد روى ابن جرير الطبري في تاريخه : عن ابنِ عباسٍ قال: "  أولُ شيءٍ خلق اللهُ تعالى القلمُ فقال له اكتب فكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ ثم خلق النون فوق الماءِ ثم كبس الأرضَ عليه" (قال عنه الطبري: صحيح )
ومن عجيب ما يلاحظ في هذه السورة أنها ختمت بذكر الحوت : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ )، وصاحب الحوت هو سيدنا يونس عليه السلام ، وأشار إليه ربه في الصافات بقوله : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ﴿الأنبياء 87﴾
فكأن هذا تأكيد لمعنى { ن} في بداية هذه السورة بأنها الحوت من القرآن،  بالإضافة إلى ما ورد في الحديث الصحيح أعلاه عن المبلغ عن ربه رسول الهدى .
-وقال ابن كثير في تفسيره: المراد بها لوح من نور،  وروى حديثا يرفعه: " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ"  ن لَوحٌ مِن نورٍ وقلمٌ مِن نورٍ يجري بما هوَ كائنٌ إلى يومِ القيامةِ" ( قال عنه مرسل غريب )
-وقيل: المراد بها الدواة، لأنه ذكر القلم بعدها.
ومن طريف ما ذكر القرطبي في تفسير { ن} ونسبه إلى ابن العباس قال: إن { ن} آخر حروف من حروف الرحمن. قال : الر، وحم، ن؛  حروف اسمه (الرحمن ) سبحانه وتعالى متقطعة.

وقوله تعالى: { والْقَلَمِ} الظاهر أنه جنس القلم الذي يكتب به الناس، كقوله تعالى: { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (العلق 4- 5) فهو قَسم منه تعالى، وتنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم، من تعليم الكتابة التي تنال بها العلوم، ولهذا قال: { وَمَا يَسْطُرُونَ } قال ابن عباس: يعني وما يكتبون.
ومعنى آخر :وقال أبو الضحى عنه { وَمَا يَسْطُرُونَ } أي وما يعملون أي البشر، والملائكة تكتب أعمالهم .
 -ومعنى ثالث: المراد ههنا بالقلم الذي أجراه اللّه بالقدر، حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألف عام، روى ابن أبي حاتم وغيره عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت، فقال: إني سمعت رسول اللّه يقول: (إن أولَ ما خلق اللهُ عزَّ وجلَّ خلق القلمَ ، فقال له : اكتبْ ، قال : يا ربِّ وما أكتبُ ؟ قال : اكتبِ القدرَ ، قال : فجرَى القلمُ في تلك الساعةِ بما كان وبما هو كائنٌ إلى الأبدِ) ( أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب، وأخرجه الطبري وقال عنه صحيح). وقال مجاهد { والقلم} يعني الذي كُتِب به الذكر- أي القرآن -

فوائد من هذا الحديث:

- ففي هذا الحديث تثبيت لعقيدة لإيمان بالقضاء والقدر ، فإن اللهَ أمَرَ القلم أنْ يَكْتُبَ مَقاديرَ كُلِّ شيءٍ في الكونِ بالطَّريقةِ والكيفيَّةِ الَّتي أمَرَه اللهُ أنْ يَكْتُبَ بها ، يكتب ما أراد اللهُ إيجادَه إلى يومِ القيامةِ.
- ويترتب على هذه العقيدة ركون القلب إلى قضاء الله ، والرضى بما أجرى سبحانه به القلم، وقد حَدَّثَ عُبادةُ بن الصامت رَضِيَ اللهُ عَنْه ابنَه بهذا الحَديثِ بعدَما أوْصاهُ بقولِه: "يا بُنَيَّ، إنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقيقةِ الإيمانِ"، أي: كَمالَه ولذَّتَه في القَلبِ، "حتَّى تَعْلَمَ"، أي: تُؤمِنَ وتُسلِّمَ، "أنَّ ما أصابَكَ"، أي: مِنْ نِعْمةٍ أو ابتِلاءٍ، "لم يَكُنْ ليُخطِئَكَ"، أي: يُجاوِزَكَ ويتعدَّاكَ إلى غيرِكَ، "وما أخطأكَ"، أي: ممَّا أُنْعِمَ بِه أو ابْتُلي به غيرُك، "لم يَكُنْ لِيُصيبَكَ"، أي: يتَعدَّى صاحِبَه ليَأتيَكَ.
-ومن أنكر  القدر فليس من النبيِّ ، فقد روى عبادة أن أباه قال له : " "يا بُنيَّ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ يَقولُ: مَنْ مات على غيرِ هذا"، أي: على غيرِ الإيمانِ بالقضاءِ والقَدَرِ، "فليس مِنِّي"، أي: فإنَّه ليس مُؤمِنًا بالعَقيدةِ الَّتي جاء بها النَّبيُّ محمَّدٌ .
- وفي الحديث أيضاً: الحَثُّ على التَّوكُّلِ على الله تَعالَى والرِّضا بقَدَرِه، ونَفْيِ الحولِ والقوَّةِ، ومُلازَمةِ القَناعةِ، والصَّبرِ على المصائبِ. 

قراءات:

قرأ حفص عن عاصم ( ن ۚ وَالْقَلَمِ) بإظهار النون لثانية  في هجائها ( نون )، وعدم  إدغامها بالواو ، وممن أدغمها؛ وورش وابن عامر والكسائي ويعقوب.

ملاحظة:

تميزت هذه السورة أنَّها بدأت بنوعين من بدايات السور العشر المعروفة، فقد شملت الآية الأولى على؛ حرف من الحروف لمقطعة ( ن ) ، ثم جاء بعده القسم  ( وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )، وماثلتها في هذه الميزة سورة ص ، فقد بدأت بقوله تعالى: ﴿ ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾

عودة للتفسير:

وقوله تعالى: { مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } أي لست وللّه الحمد بمجنون، كما يقوله الجهلة من قومك، المكذبون بما جئتهم به من الهدى حيث نسبوك إلى الجنون، { وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي إن لك الأجر العظيم، والثواب الجزيل الذي لا ينقطع ولا يبيد، على إبلاغك رسالة ربك إلى الخلق، وصبرك على أذاهم،  وتنكير قيمة الأجر يدل على عظمته،  ومعنى { غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي غيرمقطوع، كقوله: { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ  } (هود: ١٠٨) ، { فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }(التين: ٦) أي غير مقطوع عنهم، ولا منقوص؛ يقال : مننت الحبل إذا قطعته. وحبل منين إذا كان غير متين.
وقوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال ابن عباس: وإنك لعلى دين عظيم وهو الإسلام، وقال عطية: لعلى أدب عظيم، وقال قتادة: ذكر لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خلق رسول اللّه فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: فإن خلق رسول اللّه كان كالقرآن، وروى الإمام أحمد عن الحسن،  قال: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه ، فقالت: كان خلقه القرآن ( أخرجه الإمام أحمد)
 وقال ابن جرير، عن سعد بن هشام قال: أتيت عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها فقلت لها: أخبريني بخلق النبي ، فقالت: كان خلقه كالقرآن، أَما تقرأ: { وإنك لعلى خلق عظيم} ؟ (رواه ابن جرير واللفظ له ورواه أبو داود والنسائي بنحوه)، ومعنى هذا أنه صار امتثال القرآن سجية له وخلقاً، وترك طبعه الجبلي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه، نحو  { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ( الأعراف 199) ، وقوله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ ) ( آل عمران 159)، وقوله: {  لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } ( التوبة 128)
هذا مع ما جبله اللّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم، وكل خلق جميل.


ما ورد في خُلُق رسول الله، وصفاته الخَلْقية :

ثبت في الصحيحين عن أَنس رضي الله عنه، قال: " خدمت رسول اللّه عشر سنين فما قال لي: أُفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلتُه لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله أَلاَ فعلته؟
 وكان أحسن الناس خُلقاً ولا مسست خزًّا ولا حريراً ولا شيئاً كان أَلين من كف رسول اللّه ، ولا شممت مسكاً ولا عطراً كان أَطيب من عَرق رسول اللّه " ( أخرجه الشيخان عن أنَس رضي اللّه عنه)
 وروى البخاري، عن البراء قال: " كان رسول اللّه أحسن الناس وجهاً، وأحسن الناس خَلقاً ليس بالطويل ولا بالقصير"  ( أخرجه البخاري)
في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : لم يكنِ النبيُّ فاحشًا ولا مُتَفَحِّشًا ، وكان يقولُ : " إن مِن خِيارِكم أحسنَكم أخلاقًا " ( روه البخاري)
وروى الإمام أحمد، عن عائشة قالت: " ما ضرب رسول اللّه بيده خادماً قط، ولا ضرب امرأة، ولا ضرب بيده شيئاً قط،  إلا أن يجاهد في سبيل اللّه، ولا خُيَّر بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً، فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات اللّه، فيكون هو ينتقم للّه عزَّ وجلَّ " ( أخرجه الإمام أحمد ) والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي كتاب سّماه الشمائل  .

عودة للتفسير:

 وقوله تعالى: { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } أي فستعلم يا محمد وسيعلم مخالفوك ومكذبوك، من المفتون الضال منك ومنهم، وهذا كقوله تعالى: { سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} ، قال ابن عباس في هذه الآية: ستعلم ويعلمون يوم القيامة، { بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } أي المجنون، وقال قتادة: { بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } أي أولى بالشيطان، ومعنى المفتون ظاهر أي الذي افتتن عن الحق وضل عنه، وإنما دخلت الباء في قوله: { بِأَييِّكُمُ } لتدل على تضمين الفعل في قوله { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } وتقديره: فستعلم ويعلمون، أي فستخبر ويخبرون بأيكم المفتون، قال القرطبي: الباء بمعنى في أي فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون؛ أبالفرقة التي أنت فيها من المؤمنين أم بالفرقة الأخرى.

في اللغة:

المفتون : المجنون الذي فتنه الشيطان.
وقيل : المفتون المعذب. من قول العرب : فتنت الذهب بالنار إذا حميته. ومنه قوله تعالى { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) [الذاريات13] أي يعذبون.
والمفتون : المنحرف عن الطريق او عن الدين أو الصراط الصحيح ، يقال: ( فتنه )أي عذّبه ليحوِّله عن رأيه أو دينه ، ولذلك قال بعدها  جل في علاه: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } أي هو يعلم تعالى أي الفريقين منكم ومنهم هو المهتدي، ويعلم الحزب الذي فتن فصار ضالاً عن الحق.

الْلَّهُمَ أرِنا الْحَقَ حَقًا وَارزُقنا اتِّباعَهُ، وأَرنا الْباطِلَ باطِلًا وَارْزُقْنا اجتِنابُهُ
 



No comments:

Post a Comment