Wednesday 15 June 2022

تفسير سورة النازعات ح 2- هل أتاك حديث موسى

   
  

تفسير ميسر؛ سورة النازعات- ح 2 – هل أتاك حديث موسى.

 هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿١٥﴾‏

هل أتاك - أيها الرسول- خبر موسى؟  وهذا تسلية للنبي ﷺ أي إن فرعون كان أقوى من كفار عصرك، ثم أخذناه، وكذلك هؤلاء.

‏ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٦﴾‏ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿١٧﴾‏ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ ﴿١٨﴾‏ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ ﴿١٩﴾

(بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ) حين ناداه ربه بالوادي المطهَّر المبارك « الْمُقَدَّسِ أي المطهر» ، (طُوًى) وهو اسم الوادي على الصحيح، ، فقال له: ‏( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ) ،  كان فرعون علجا من همدان.وقيل من أهل إصطخر. أو  من أهل أصبهان، يقال له ذو ظفر، طول أربعة أشبار.( إِنَّهُ طَغَىٰ) إنه قد أفرط وجاوز الحد في العصيان، فقل له: (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ)  أي تسلم فتطهر من الذنوب. و أن تشهد أن لا إله إلا الله. ( ‏ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ) أي وأرشدك إلى طاعة ربك (فَتَخْشَىٰ) أي فتخافه وتتقيه، تبعد عن الذنوب، فتتقي غضب الله عليك.

فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ ﴿٢٠﴾‏ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ ﴿٢١﴾‏ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ ﴿٢٢﴾‏ فَحَشَرَ فَنَادَىٰ ﴿٢٣﴾

( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ) فأرى موسى فرعونَ العلامة العظمى: وهي المعجزة وقيل : العصا. وقيل : اليد البيضاء تبرق كالشمس.( فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ ) فكذب فرعون نبيَّ الله موسى عليه السلام،وعصى ربه عزَّ وجلَّ، ( ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ ) ثم ولَّى معرضًا عن الإيمان ، (يَسْعَىٰ) أي يعمل بالفساد في الأرض ويجتهد في معارضة موسى.يعمل في نكاية موسى. وقيل ( أَدْبَرَ يَسْعَىٰ) هاربا من الحية. (فَحَشَرَ فَنَادَىٰ ) أي جمع أصحابه يحموه منها. وقيل : جمع جنوده للقتال والمحاربة.

فَحَشَرَ فَنَادَىٰ ﴿٢٣﴾‏ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾‏ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾‏ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٢٦﴾

(فَحَشَرَ فَنَادَىٰ) وقيل : حشر الناس للحضور، (فَنَادَىٰ) أي قال لهم بصوت عال َ (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) أي لا رب لكم فوقي.

أبليس أظهر كذبه : يروى إن إبليس تصور لفرعون في صورة الإنس بمصر في الحمام، فلم يعرفه فرعون، فقال له إبليس: ويحك! أما تعرفني؟ قال: لا. قال: وكيف وأنت خلقتني؟ ألست القائل أنا ربكم الأعلى.

{ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} أي نكال قوله { ما علمت لكم من إله غيري} [القصص 38] وقوله بعد { أنا ربكم الأعلى} [النازعات  24] قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة. وكان بين الكلمتين أربعون سنة؛ قال ابن عباس. والمعنى : أمهله في الأولى، ثم أخذه في الآخرة، فعذبه بكلمتيه. وقيل : نكال الأولى : هو أن أغرقه، ونكال الآخرة : العذاب في الآخرة. فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين. إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر.

No comments:

Post a Comment