Tuesday 8 October 2019

انبياء الله؛ تعرف عليهم -ج3- نوح شيخ المرسلين عليه السلام



 



نوح (شيخ المرسلين) عليه الصلاة والسلام:



ما زلنا مع أنبياء الله عليهم السلام نحكي ما ورد في كتب السير عن كل منهم، أتحري الصحيح ما استطعت، وقد بدأت من أول الأنبياء آدم عليه السلام ابو البشر أجمعين، مرورا بولده شيث، ثم إدريس الحفيد الخامس لآدم، وهكذا …، واليوم نتكلم عن النبي الذي ينتسب إليه كل البشر من بعد آدم، وهو سيدنا نوح عليه السلام.
فلنبدأ بنذة عن نوح عليه السلام:
-نوح هو الحفيد التاسع أو العاشر لسيدنا آدم عليه السلام.
- ويعدُّ الأب الثاني للبشريَّة بعد نجاته هو ومن معه من الطوفان العظيم الذي قضى على البشر جميعًا باستثناء من ركبَ مع نوح عليه السلام في السفينة التي أمره الله تعالى بصنعها.
 -وهو أوَّل الرسل ومن أولي العزم الخمسة، وهو شيخ المرسلين، وسمي كذلك لأنه عمَّر أكثرهم.
ذكر الله قصَّته في القرآن الكريم وأنَّه أرسله لمَّا عبد الناس الأصنام وانحرفوا عن التوحيد.
امرأة نوح وابنه الرابع لم يؤمنا بدعوته، وماتا كافرين.
نسب نوح عليه السلام:
هو نوح بن لامَك بن مَتُّوشَلَخَ – وهو إدريس- بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن ءادم أبي البشر. وكان بين نوح وءادم عشرة قرون كما جاء ذلك في حديث ابن حبان.
وبالجملة فنوح عليه السلام أرسله الله إلى قوم يعبدون الأوثان قال تعالى إخبارًا عنهم: {وقالوا لا تَذَرُنَّ ءالِهَتَكُم ولا تذرُنَّ وَدًا ولا سُواعًا ولا يغوثَ ويعوقَ ونسرًا} (سورة نوح23). وهذه الأسماء هي أسماء رجال صالحين من قوم إدريس يقتدون بهم، فلما هلكوا أوحى الشيطان أي بثَّ إلى قومهم أن اجعلوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا – ثماثيل لهم- وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تكن تعبد في أول عهدها، حتى إذا هلك أولئك وجاء أقواما بعدهم قل علمهم فعبدوها.
وقد أرسل الله تعالى نوحا إليهم يدعوهم لعبادة الله، وترك عبادة الأصنام، ولكنهم لم يكتفوا بتكذيبه، وعدم الإيمان بما جاء، بل كان قومه يبطشون به فيخنقونه حتى يُغشى عليه، حتى تمادَوا في معصيتهم وعَظُمت منهم الخطيئةُ، وأطال الله عمر نوح حتى تولت عليه الأجيال، فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله، حتى إن كان الآخر ليقول: قد كان هذا مع ءابائنا وأجدادنا مجنونًا لا يقبلون منه شيئًا.
لبث نوح (شيخ المرسلين) عليه الصلاة والسلام يدعو قومه (950) سنة، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} (العنكبوت 14)، قال ابن جرير: فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وفِراق الآلهة والأوثان . اهـ

بناء سيدنا نوح للسفينة ونزول العذاب بالكفار

ثم إن الله أوحى إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن قال تعالى: {وأُوحيَ إلى نوحٍ أنَّهُ لن يُؤمِنَ مِن قومِكَ إلا مَنْ قد ءامنَ} (سورة هود36)، فلما يئس من إيمانهم دعا عليهم فقال: {ربِّ لا تذر على الأرضِ مِنَ الكافرينَ دَيَّارًا* إنَّكَ إنْ تذرهُم يُضِلُّوا عِبادكَ ولا يَلِدوا إلا فاجِرًا كَفَّارًا} (سورة نوح 26)
ثم إن الله أمره أن يصنع الفلك: {واصنَعِ الفُلْكَ بأعيُنِنا وَوَحْيِنا ولا تُخاطِبني في الذينَ ظلموا إنَّهُم مُغرَقونَ} سورة هود37)
فأقبل نوح على عمل السفينة وجعل يهيء الفُلك من الخشب والحديد والقار وغيرها، وجعل قومه يمرون به وهو في عمله فيسخرون منه وكانوا لا يعرفون الفُلك قبل ذلك، ويقولون: يا نوح صرت نجارًا بعد النبوة!
ويقال إن الله أمره أن يجعل طوله ثمانين ذراعًا وعرضه خمسين ذراعًا، وطوله في السماء ثلاثين ذراعًا. وقيل: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وقيل غير ذلك والله أعلم.

وقيل إن نوحًا جعل الفلك ثلاث طبقات: سفلى ووسطى وعليا، السفلى للدواب والوحوش، والوسطى للناس، والعليا للطيور، حتى إذا فرغ منه وقد عهد الله إليه {حتى إذا جاءَ أمرنا وفارَ التَّنُّورُ قُلنا احْمِلْ فيها مِن كُلّ زوْجَينِ اثنينِ وأهلَكَ إلا مَن سَبَقَ عليهِ القولُ ومَنْ ءامَنَ وما ءامَنَ معهُ إلا قليلٌ} (سورة هود 40)
التنور ءاية:
وقد جعل اللهُ التنور ءاية، فقال لنوح عليه السلام: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) فجعل فوران التنور آية لنوح ليركب هو ومن معه في السفينة، وكان تنورًا من حجارة كانت لحواء، وقيل: كان تنورًا من أرض الهند، وقيل: بالكوفة، وقيل: إنه عند طلوع الشمس أخبرته زوجته بفوران الماء من التنور.
 ولما فار التنور حمل نوح مَنْ أمر الله بحمله وكانوا ثمانين رجلاً، وقيل غير ذلك. وكان فيها نوح وثلاثة من بنيه سام وحام ويافِث وأزواجهم وتخلف عنه ابنه قيل اسمه يام وقيل كنعان وكان كافرًا.
ويقال إن نوحًا حمل معه جسد ءادم عليه السلام، وقال تعالى: {وقالَ اركَبُوا فيها بسمِ اللهِ مَجراها ومُرساها إنَّ ربي لغفورٌ رحيمٌ} (سورة هود. 41)
لما اطمأن نوح في الفلك، وأدخل فيه من أمر الله بإدخاله، بدأ الماء ينزل من السماء، وينبع من الأرض، كما قال تعالى: {ففتحنا أبوابَ السَّماءِ بماءٍ مُنهَمرٍ* وفجَّرنا الأرضَ عُيونًا فالتقى الماءُ على أمرٍ قدْ قُدِّرَ* وحَملناهُ على ذاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ} (سورة القمر11-12)
مدة الماء على الأرض:

قال جماعة من المفسرين: أرسل الله المطر أربعين يومًا، ويقال: إنهم ركبوا فيها لعشر ليالٍ مضين من رجب وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم، وكان والماء نصفين نصفًا من السماء ونصفًا من الأرض وقد ارتفع الماء على أعلى جبل في الأرض قيل: خمسة عشر ذراعًا، وقيل ثمانين والله أعلم، وقد عم جميعَ الأرض سهلها وحَزنها وجبالها وقفارها، فلم يبق على وجه الأرض أحد ممن عبد غير الله عز وجل، وقال تعالى: {ونصرناهُ مِنَ القومِ الذينَ كذبوا بآياتنا إنَّهم كانوا قوم سَوءٍ فأغرقناهم أجمعينَ} (الأنبياء77). وطافت السفينة بالأرض كلها لا تستقر حتى أتت الحرم فدارت حوله أسبوعًا، ثم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى جبل الجودي وهو بأرض الموصل فاستقرت عليه.
ثم لما غاض الماء أي نقص عما كان، وأمكن السعي فيها والاستقرار عليها هبط نوح ومن معه من السفينة التي استقرت بعد سيرها على ظهر الجبل، وهو جبل الجودي، كما قال تعالى: { وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ} ( سورة هود 44).
ثم إن نسل أهل السفينة انقرضوا غير نسل ولد نوح، فالناس كلهم من ولد نوح، ولم يُجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلٌ ولا عقبٌ سوى نوح عليه السلام، قال تعالى: {وجَعلنا ذُريتهُ هُمُ الباقينَ} (الصافات 77)، فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني ءادم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة.

روى الإمام أحمد عن سَمُرة أن النبي قال: “سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم” ورواه الترمذي عن سمرة مرفوعًا بنحوه، وقيل: المراد هنا الروم الأول وهم اليونان، وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال: “ولد نوح ثلاثة: سام ويافث وحام، وولد كل واحد من هؤلاء الثلاثة ثلاثة: فولد سام العرب وفارس والروم، وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، وولد حام: القبط والسودان والبربر“.
ذكر زوجة نوح عليه السلام وولده الكافران:
امرأة نوح لم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة، وقيل واغلة وقيل نعمة. وهي لم تؤمن بدعوة نوح عليه السلام، فبقيت كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها يام لأنه هو الأخر كان كافرًا، وكلاهما رفض ركوب السفينة مع نوح ومن معه من المؤمنين،
ورد ذكر زوجة نوح عليه السلام في القرآن بمثل ضربه الله تعالى لها وامرأة لوط في سورة التحريم حيث قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ((سورة التحريم، الآيات 10).
وقوله تعالى: (فَخَانَتَاهُمَا) فخيانتها هنا المقصود بها خيانة دعوة، أي زوجها نبي كريم، معه دعوة من خالق السماوات والأرض، وهي بالرغم من أنها زوجة النبي لم تؤمن بدعوته، بل كانت تسخر منه ومن دعوته، وهو يصنع السفينة وتشير إليه بأنه مجنون، فاعتبر القرآن منها هذا خيانة لزوجها، والخيانة الزوجية مستحيلة على زوجات الأنبياء بإجماع العلماء.
ومن قال أن زوجة نوح خانته خيانة زوجية، استند لتفسير نفسه لنفسه لقول الله تعالى مجيبا استعطاف نبيه لربه بعد غرق ولد توسل لربه: أي وقد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لا يخلف، فكيف غرق ابني، فأجابه رب العالمين: { قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ} ( سورة هود 46)، ففسروا قوله عنه أنه عمل غير صالح، أي هو ليس ابنك ، ولكنه ولد سفاح، وهذا كما قلنا منتفٍ تماما عن أنبياء الله. ولكن تفسير قول الله كما جاء عند ابن كثير قال: أن ابنك ليس من الذين وعدت إنجاءهم لأني إنما وعدتك بنجاة من آمن من أهلك، وقد قلت لك: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ} (سورة هود 40)، فكان هذا الولد ممن سبق عليه القول بالغرق، لكفره ومخالفته أباه نبي اللّه نوحاً عليه السلام، قال ابن عباس: هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية، وقال عكرمة: إنه عمل عملاً غير صالح، ويروى أن رسول اللّه قرأ بذلك.

واختُلِف في عمره عند مبعثه
قال ابن جرير: روى بإسناده إلى عون بن أبي شداد، قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مئة سنة، فأخذهم الطوفان .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" بعث الله نوحا وهو ابن أربعين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا " انتهى. وذكر أقوال غيرها، ولعل هذا القول أقرب للحقيقة، والله أعلم.
وأما قبره عليه السلام فقيل: أنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر، وقيل: إنه ببلدة في البقاع تعرف اليوم “بكرك نوح” وهناك جامع قد بني بسبب ذلك فيما ذكر، وقيل: إنه بالموصل، وقيل إنه بالمسجد الحرام وهو الأقوى، والله أعلم.

وصية نوح عليه السلام لولده

روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو أن النبي قال: “إن نبي الله نوحًا لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، ءامرك باثنتين وأنهاك عن اثنين، وءامرك بلا إله إلا الله، فإن السموات والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر“.
روى ابن أبي الدنيا في "الزهد" بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
"جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام، فقال: يا أطول النبيين عمرا ! كيف وجدت الدنيا ولذتها ؟ قال : " كرجل دخل بيتا له بابان ، فقام في وسط البيت هنيهة – القليل من الزمان - ، ثم خرج من الباب الآخر " انتهى .

ثناء الله عز وجل على نوح عليه السلام

قال الله تعالى مخبرًا عن نبيه نوح عليه السلام: {ذُريةَ مَنْ حَمَلنا معَ نوحٍ إنَّهُ كانَ عبدًا شكورًا} ( الإسراء 3)، وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن محمد بن كعب القرظي قال: إن نوحًا عليه السلام كان إذا أكل قال: الحمد لله، وإذا شرب قال: الحمد لله، وإذا لبس قال: الحمد لله، وإذا ركب قال: الحمد لله، فسماه الله عبدًا شكورًا”.

تنبيه:لا يكون الإنسان يكون شاكرًا بمجرد اللفظ بكلمة الشكر، بل شرط الشكور أن يقر قلبه قبل لسانه بأن الفضل في كل نعمة، وكل عمل خير يؤديه الإنسان هو لله وحده أن وفقه الله إليه، وأعانه عليه، ويكون تقيًا يؤدي الواجبات ويجتنب المحرمات ويكثر من العبادات المستحبات، التي ليست فرضا، ولذلك قال تعالى: { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ( سبأ 13 )، فجعل الله تعالى العمل الصالح المفيد من العبد شكر للخالق على ما أنعم من القوة والمعرفة والمهارة التي وضعها الله فيه.

نوح عليه السلام يعتذر يوم القيامة عن الشفاعة العظمى!!
في الحديث الطويل الذي رواه رسول االله عن الشفعة العظمي التي يسالها أهل يوم القيامة ، يقول رسول الله : " ويطولُ يومُ القيامةِ على الناسِ، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا بنا إلى آدَمَ أبي البشَرِ، فيشفَعُ إلى ربِّنا عزَّ وجلَّ، فلْيَقْضِ بيننا،" ويكون رد ابو البشر أنه :" فيقول: إنِّي لستُ هناكم، إنِّي قد أُخرِجتُ من الجنةِ بخطيئتي، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي، ولكنِ ائتوا نوحًا رأسَ النبِيِّينَ، فيأتونَ نوحًا، فيقولونَ: يا نوحُ، اشفَعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بيننا، فيقولُ: إنِّي لستُ هناكم، إنِّي دعوتُ بدعوةٍ أغرَقَتْ أهلَ الأرضِ، وإنَّه لا يُهِمُّني اليومَ إلَّا نفسي" ( رواه الإمام أحمد والطياليسي، وقال عنه شعيب الأرناؤوط: حسن )
اعتذر شيخ الرسل عن الشفاعة لما ذكر "ذنب" له ، وهو دعوته بأن لا يبقى الله على الأرض أحد من الكافرين، فأغرق  الله الارض ومن عليها، إلا من ركب معه في الفلك بدعوته هذه.
وأهل العلم والتفسير على أنه لم يدع عليهم إلا بعد أن أبلغه ربه أنه لن يؤمن منهم أحدا.غير من آمن أول الدعوة، قال تعالى في سورة هود: {وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ}  ( هود 37)
ولنوج دعوة تعم المؤمنين :
ولنوج تنبيه للأمة المسلمة بفضائل الاستغفار، فيكاد لا يذكر الإستغفار، وإلا ويستشهد بقول نوح عليه السلام لما عدد هذه الفضائل فقال:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾
فجزاك الله عنا خيرا، ونبينا محمد ﷺ

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا
 
لله الحمد والمنة على ما وفق بجمع هذه المعلومات عن أنبياء الله عليهم السلام
يتبع : سيرة هود وصالح عليهما السلام

No comments:

Post a Comment