Monday 7 February 2022

سورة الإنفطار ج2- قراءة وتفسير مبسط

  
  

 

التفسير:

إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴿١﴾‏ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴿٢﴾‏ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴿٣﴾‏ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴿٤﴾‏ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴿٥﴾‏

يذكر ربنا تعالى بأهوال يوم القيامة وعلاماته، التي تتقطع القلوب لهولها، فذكر  إذا السماء انشقت، واختلَّ نظامها،  وإذا الكواكب تساقطت من أماكنها، فيا لعظم هذا اليوم الذي تتساقط به الكواكب التي لا يحصى عددها إلا ربها،  وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها، وفي سورة التكوير يقول ربنا (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) أي أوقدت  فصارت نارا تتوقد، وإذا القبور قُلِبت فيبعث مَن كان فيها ويخرجون منها إلى مكان الحساب، حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع أعمالها، وتراها مكتوبة في صحفها لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا فيه، ما تقدم من عمله وما تأخر وجوزيت بها. فمنهم مخزي هالك، ومنهم سعيد ناج .

يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾‏ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾‏ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾‏

يا أيها الإنسان المنكر للبعث، ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة، وتنسى أنه على كرمه ورحمتك فإنه شديد العقاب لمن عاند وترك الطاعة إلى المعصية، أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك وركَّبك لأداء وظائفك، في أيِّ صورة شاءها خلقك؟ أليس يستحق منك الشكر والطاعة؟

كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴿٩﴾‏ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿١٠﴾‏ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿١١﴾‏ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴿١٢﴾‏

ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله مُحِقون، بل أعظم ذنبكم أنكم غفلتم عن يوم الحساب، فلم تعملوا لهذا اليوم، فأنتم تكذِّبون بيوم الثواب والجزاء. وإن عليكم لملائكة رقباء كراما على الله كاتبين لما وُكِّلوا بإحصائه من أعمالكم ، ولا يدعون صغيرة ولا كبيرة إلا كتبوها، لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء، يعلمون ما تفعلون من خير أو شر.

إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾‏ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾‏ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿١٥﴾‏ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿١٦﴾

إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم في الجنات يتنعمون بما لم يعلموا شيء مثله، وإن الفُجَّار خرجوا عن طاعة الخالق، فجروا، هم الذين قَصَّروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم،  يصيبهم لهيبها يوم الجزاء فينسون كل نعيم حصل لهم في الدنيا، وحرصوا عليه ، ونسوا هذا اليوم، وما هم عن عذاب جهنم بغائبين؛ لا بخروج  منه، ولا بموت فلا موت بعد هذا.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٧﴾‏ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٨﴾‏ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴿١٩﴾‏

مسكين يا ابن آدم إنك لا تدرك حتى هول ذلك اليوم حتى تعد له العدة، ما أدراك ما عظمة يوم الحساب،  ثم  كررها ليرهب الغافلين فيعودون،  ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد ولو كان ذا قربى، والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب، ولا يشفع شافع إلا بإذنه تعالى، ولمن يرضى سبحانه لا يقهره قاهر ولا ينازعه أحد.

No comments:

Post a Comment