سورة الجاثية ج 1
سبب
التسمية :
سُميت
"سورة
الجاثية " للأهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب ، حيث
تجثوا الخلائق من الفزع على الركب في انتظار الحساب ، ويغشى الناس
من الأهوال ما لا يخطر على البال { وَتَرَى كُلَّ
أُمَّةٍ جَاثِيَةٍ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلىَ كِتَابِهَا اليَوْمَ
تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وحقا إنه ليوم رهيب
يشيب له الولدان .
التعريف
بالسورة :
1)
مكية . ماعدا الآية 14 فمدنية، وهي قوله تعالى { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
2)
من المثاني .
3)
آياتها 37 .
4)
ترتيبها في المصحف الخامسة والأربعون .
5)
نزلت بعد الدخان .
6)
بدأت
بحروف مقطعة، السورة هي السادسة وقبل الأخيرة من
الحواميم، وأول سورتين فيهما بعد حم { تنزيل الكتاب من الله العزيز
الحكيم} ، وثانيهما الأحقاف واسمها الجاثية
أحد أسماء يوم القيامة .
محور مواضيع السورة :
سورة
الجاثية مكية ، وقد تناولت العقيدة الإسلامية في إطارها الواسع " الإيمان
بالله تعالى ووحدانيته ، والإيمان بالقرآن ونبوة محمد ـ ـ والإيمان بالآخرة والبعث
والجزاء " ويكاد يكون المحور الذي تدور حوله السورة الكريمة هو إقامة الأدلة
والبراهين على وحدانية رب العالمين .
سبب نزول السورة :
1)
قال ابن عباس في رواية عطاء :يريد عمر بن الخطاب خاصة وأراد بالذين لا يرجون أيام
الله عبد الله بن أُبيّ وذلك أنَّهم نزلوا في غزوة بني المصطلق على بئر يقال لها
المريسيع فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه فلما أتاه قال : ما حبسك ؟
قال : غلام عمر قعد على قف البئر فما ترك أحدا يستقي حتى ملأ قِرَبَ النبي
وَقِرَبَ أبي بكر وَملأ لمولاه ، فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل
سَمِّنْ كلبك يأكلك ؛ فبلغ قوله عمر فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله
تعالى هذه الآية { قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا
يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ }
2)
روى أن أبا جهل طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة فتحدثا في شأن النبي
عليه فقال أبو جهل: والله إني لأعلم إنه لصادق ، فقال له :مه وما دلك على ذلك ؟ فقال
: يا أبا عبد شمس كنا نسميه في صباه الصادق الامين فلما تم عقله وكمل رشده نسميه
الكذاب الخائن والله إني لأعلم إنه لصادق ، قال: فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به ؟
قال: لا أحب أن تقول عني بنات قريش إنّي اتَّبَعْتُ يتيم أبي طالب من أجل كسرة ،
واللات والعزى لا أتبعه أبدًا ؛ فنزلت { أَفَرَأَيْتَ مَن اتَّخَذَ إِلَهَهُ
هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ }(
23)
تفسير السورة:
قال
تعالى : { حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن
دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ
السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ
الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ
نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }
كما قلنا بداية هذه السورة الأحرف القطعة { حم } وهذه السورة هي سادس سورة
من آل حم ، وأول سورتين آيتها الثانية { تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } تثبيت وتأكيد أن هذا القرآن
الذي هو بالأحرف العربية التي تستخدومنها هو منزل من رب العالمين ، العزيز عز فحكم
، فكان عزيزاً في تنفيذ حكمه ، حكيما في عزته سبحانه جل عن الشبيه، ثم إنَّ الآيات الثلاث التي تلي بهذا الترتيب :
أولها ذكر أن ما في السموات والأرض فهذه {..لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ }، ثم يذكر خلق الكائنات ، خلقكم وكل ما
خلق الله فيها من دابة سوى الإنسان {.آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }، وهي مرتبة أعلى في الإيمان ، ثم: آية الظواهر
الكونية – الفصول الأربعة وسببها اختلاف الليل والنهار، ثم ..وما أنزل الله من
السماء قال هنا – رزق – ولم يأتي بتعبير ماء أو مطر، ثم يمتن الله تعالى علينا بتصريف
الرياح ولم يفصل هنا أهمية ذلك ونعلم بالعلم أنها سبب في تسيير السحاب ، وأنها سبب
في تلقيح النبات ، فناسب أن يكون نهاية الآية ، أن كل ذلك { آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }،
والعقل يعقل به العلم ، وقوله
سبحانه أولاً { لَآيَاتٍ
لِّلْمُؤْمِنِينَ} ثم { آيَاتٌ
لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ثم { آيَاتٌ
لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} وهو ارتقاء من حال شريف إلى ما هو أشرف منه وأعلى.
فائدة:
بتتبع الآيات التي ذُكر فيها المطر في
القرآن الكريم نجده لم يذكر إنزال المطر إلا في العذاب ، إنما الخير يكون بنزول
الماء من السماء، كما قال تعالى: قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا
مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا } ( الأنعام 99) ، وقوله تعالى:{ وَمَا
أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ }( البقرة 164) وهنا في هذه السورة خص الإنزال بـ { وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ
مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ }
أما المطر عموما في القرآن فيأتي بالعذاب؛
وفي اللغة: يقال مطر في الخير،
وأمطر في العذاب.قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:
" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر. يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ} (الشعراء:173)، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ} (الأعراف:84)، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} (الحجر:74)، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ) (الأنفال:32)
" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر. يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ} (الشعراء:173)، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ} (الأعراف:84)، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} (الحجر:74)، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ) (الأنفال:32)
عودة
للتفسير:
ثم
وبعد سرد شيء من خلق الله سبحانه وتعالى وقدرته ناسب أن يؤكد أن: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ
نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ } – وخص التنزيل هنا أنه: {عَلَيْكَ } ولم
يأت بكلمة( إليك) لأن {عَلَيْكَ } تفيد التكليف بالتبليغ ، أي أنزل عليك
الكتاب لتبلغه للناس– بالحق، { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } ، وإن لم يؤمنوا فويل لكل كذاب مكذب أثيم، وهو من يسمع آيات الله
تتلى عليه ويُذَّكر بها ولكنه يصر على انكارها استكبارا
وكأنه لم يسمعها – لم يقل كأن في أذنيه وقرا
كما في سورة لقمان – فهذا يستحق أن
تكون أحسن بشارته أن يبشر – جاء بكلمة بشاره استهزاء به – بالعذاب الذي المتواصل
الشديد جزاء لاستكباره المستمر لآيات الله ،{
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا }
وهو لم يستكبر عن آيات الله فقط بل إذا سمعها اتخذها
هزوا ،أي:إذا قُرأ عليه شيء من القرآن كفر به واتخذه
سخريا وهزوا،وذلك كقولهم في الزقوم: إنه الزبد والتمر وقوله في خزنة جهنم:
إن كانوا تسعة عشر فأنا ألقاهم وحدي.
{ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } أي: في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به؛، فلهم عذاب يهانون به، وهنا نجد أنه جاء
بصيغة الجمع ، أي جمع من استهزىء جمعه هو ومن كان على شاكلته من الكفر – وهنا يبدأ
بالإلتفات( أو تغيير الصيغة من المفرد إلى الجمع – من يسمع ، يصر ، مستكبرا ، علم كله بالمفرد ثم يجمع بقوله { أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }– فالكفار افكار متعددة مشتتين بأقوالهم
وكفرهم ، ولكنهم مصيرهم واحد فهم مجموعون إلى جهنم، ولهذا
روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو .
وهذا العذاب المهين هو:{ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا
شَيْئًا} من وراءهم تنتظرهم جهنم ولا ينفعهم ما كسبوا بالمعاصي
شيئا ، ولا ينفعهم أولياءهم ولهم عذاب عظيم ،
وقوله : { مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } يعني:
من وراء ما هم فيه من التعزز
في الدنيا والتكبر عن الحق جهنم ، وقيل معناه من
أمامهم ، فلا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم، {
وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ }
ولا تغني عنهم الآلهة التي عبدوها من دون الله شيئًا، {
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } دائم
مؤلم.
ثم
قال تعالى: {
هَذَا هُدًى } يعني
القرآن {
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ }
وهو
المؤلم الموجع.
قوله تعالى: {
اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْر} يذكر تعالى نعمه على
عبيده فيما سخر لهم من البحر { لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ} ،
وهي السفن فيه بأمره تعالى، فإنه هو الذي أمر البحر أن يحملها {
وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } أي:في المتاجر والمكاسب، {
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي:على حصول المنافع المجلوبة إليكم من
الأقاليم النائية والآفاق القاصية.
ثم
قال تعالى: {
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ } أي:من
الكواكب والجبال، والبحار والأنهار، وجميع ما تنتفعون به، أي:الجميع من فضله
وإحسانه وامتنانه؛ ولهذا قال: { جَمِيعًا مِنْهُ } أي:من
عنده وحده لا شريك له في ذلك، كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ
نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }[
النحل:53 ] .
{
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وقوله: {
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ }
أي: يعفوا ويتجاوزوا ويصفحوا عنهم ويتحملوا
الأذى منهم. وهذا كان في ابتداء الإسلام، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل
الكتاب، ليكون ذلك لتأليف قلوبهم ، ثم لما أصروا على العناد شرع الله للمؤمنين
الجلاد والجهاد. هكذا روي عن ابن عباس، وقتادة.
وقال
مجاهد [ في قوله ] { لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ } لا
يبالون نعم الله. وقيل :أي لا يرجون ثوابه. وقيل: أي لا يخافون بأس الله ونقمه. وقيل: الرجاء
بمعنى الخوف؛ كقوله: { ما لكم لا
ترجون لله وقارا } ( نوح: 13 ) أي
لا تخافون له عظمة. والمعنى: لا تخشون مثل عذاب الأمم الخالية. والأيام يعبر بها
عن الوقائع. وقيل: لا يأملون نصر الله لأوليائه وإيقاعه بأعدائه. وقيل: المعنى لا
يخافون البعث. وقوله: {
لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
أي:إذا صفحوا عنهم في الدنيا، فإن الله مجازيهم بأعمالهم السيئة في الآخرة؛ ولهذا
قال بعدها: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} أي:تعودون
إليه يوم القيامة فتعرضون بأعمالكم [ عليه ] فيجزيكم بأعمالكم خيرها وشرها.
يذكر
تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل من إنـزال الكتب عليهم وإرسال الرسل إليهم،
وجعله الملك فيهم؛ ولهذا قال: { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ }
أي:من
المآكل والمشارب، { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } أي:في
زمانهم.
{
وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأمْرِ } أي:حججا
وبراهين وأدلة قاطعات، فقامت عليهم الحجج ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة،
وإنما كان ذلك بغيا منهم على بعضهم بعضا، ( إِنَّ رَبَّكَ ) يا
محمد (
يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) أي:سيفصل
بينهم بحكمه العدل. وهذا فيه تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم، وأن تقصد منهجهم؛
ولهذا قال: (
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا ) أي:اتبع
ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو، وأعرض عن المشركين، وقال هاهنا: (
وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا
عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
) أي:وماذا
تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضا، فإنهم لا يزيدونهم إلا خسارا ودمارا وهلاكا،
(
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) ، وهو تعالى يخرجهم من
الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات.
ثم
قال: (
هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ ) يعني:القرآن ( وَهُدًى وَرَحْمَةٌ
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله
وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم،، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا
منه وما لم نعلم ، اللهم إنا نسألك من خير
ما سألك منه عبدك ونبيك محمّد صلى الله عليه وسلم ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه
عبدك ونبك محمَّد صلى الله عليه وسلم
No comments:
Post a Comment