Sunday 5 November 2017

تفسير وربط للآيات، ويبان المتشابهات – سورة التغابن ج 1 كل إنسان يختار فعل نفسه

  


 



سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لاشتمال ‏السورة ‏على ‏التغابن ‏من ‏جانب ‏كلا ‏من ‏المؤمنين ‏بعدم ‏زيادة ‏الطاعة ‏والكافر ‏لتركه ‏الإيمان .

التعريف بالسورة :

1- سورة مدنية .
2- من المفصل .
3- آياتها 18 .
4- ترتيبها في المصحف الرابعة والستون .
5- نزلت بعد التحريم .
6-ثاني سورتين بدأتا بفعل مضارع " يسبح " وهو أحد أساليب الثناء والتسبيح والتغابن اسم من أسماء يوم القيامة .

سبب نزول السورة :

1- قال ابن عباس : كان الرجل يُسلم فإذا أراد أن يهاجر منعه أهله وولده ، وقالوا ننشدك الله أن تذهب فتدع أهلك وعشيرتك وتصبر إلى المدينة ، بلا أهل ولا مال فمنهم من يرق لهم ويقيم ولا يهاجر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2- عن إسماعيل بن أبي خالد قال : كان الرجل يُسْلم فيلومه أهله وبنوه ، فنزلت هذه الآية (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) . قال عكرمة عن ابن عباس : وهؤلاء الذي منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم ، فأنزل الله تعالى ( وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) . 

محور مواضيع السورة :

تعني بالتشريع ولكن جوها جو السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية .
1- تحدثت عن جلال الله وعظمته ، وتناولت موضوع الإنسان المعترف بربه والإنسان الكافر الجاحد بالله ، قال تعالى:   ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. {1}) إلى قوله تعالى: (... وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {4}).
2- ضربت الأمثال بالقرون الماضية والأمم الخالية التي كذبت رسل الله وما حل بهم من عقاب ودمار ، قال تعالى:  ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ..)  إلى قوله تعالى : ( .. وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) .

3-  أقسمت على أن البعث حق لابد منه أقر به المشركون أو أنكروه، قال تعالى: ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا .....) إلى قوله تعالى : ( .. وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

4-  أمرت بطاعة الله ورسوله ، وخصت الرسول بطاعة خاصة عن طاعة الله تعالى.وحذرت من الإعراض عن دعوة الله ، قال تعالى:  (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {12} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {13})

5- حذّرت من عداوة بعض الزوجات والأولاد فإنهم كثيرا ما يمنعون من الجهاد والهجرة، قال تعالى:   (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ...) إلى قوله تعالى : ( ...وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {16})

6- ختمت بالأمر بالإنفاق في سبيل الله لإعلاء دينه وحذرت من الشح والبخل ، قال تعالى: (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ {17} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18})‏ .

تفسير السورة:

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
هذه السورة هي آخر المُسَبِّحات، وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها، على أنه تنزيه الله تعالى عن النقائص في الذات والصفات؛ ولهذا قال: ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ) أي:هو المتصرف في جميع الكائنات، المحمود على جميع أسمائه وصفاته وأفعاله، محمود على ما يخلقه ويقدره.

لمسة بيانية:

كل السور التي تبدأ بالتسبيح يكون فيها العزيز الحكيم إلا في سورة التغابن بدأت بقوله تعالى (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ، وختم السورة بقوله (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) التغابن)، لماذا؟ أجاب د. فاضل السامرائي "بتصرف":
التسبيح هو التنزيه عن كل نقص، والتقص يظهر من تحمل الأعباء والمسئوليات التي يتحملها- ولله المثل الأعلى؛ ولكن يضرب المثل لتقريب المعنى، والله تعالى أعز وأجل وأعلى أن يشبهه أحد سبحانه-  إذا كان شخص ليس عنده مسؤولية لا يظهر نقصه، ولكنه إذا كان عزيزاً  وحاكماً ولم يكن يحسن عمله يظهر عليه نقص، ولكن الله تعالى حاكما وعزيزا ولم يظهر عليه نقص ولا عيب فنزهه وسبحه تعالى، فإذن ربنا سبحانه وتعالى في هذين الأمرين الذين يظهر فيهما العيب على الآخرين هو ينزه عن كل نقص في عزته وحكمه وحكمته ، ولذلك كل السور التي تبدأ بالتسبيح الآية نفسها يقول (العزيز الحكيم)،  أو ما في هذا المعنى، وفي وهذه الآية قال  (له الملك) وهذه عزة ومنتهى العزة أن يكون له الملك، فكونه له الملك في معنى من المعاني هو العزيز الحكيم له الملك (وله الحمد) من الحكمة، فإذن تصبح بمعنى العزيز الحكيم،  وقد أنهى السورة بقوله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)، بل من تمام عزته سبحانه وتميزه عن النقائص أنه تعالى لا ممانع لما أراد، فإنه ما أراد كائن لا محالة، وما لم يرد لا يكون ابدا، فإنه ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

عودة للتفسير:

وقوله: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) أي:هو الخالق لكم على هذه الصفة، وأراد منكم ذلك، فلا بد من وجود مؤمن وكافر، وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال، وهو شهيد على أعمال عباده، وسيجزيهم بها أتم الجزاء؛ ولهذا قال: ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
(  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
قال ابن عباس: إن الله خلق بني آدم مؤمنا وكافرا، ويعيدهم في يوم القيامة مؤمنا وكافرا. وروى أبو سعيد الخدري قال: خطبنا النبي عشية فذكر شيئا مما يكون فقال: ( يولد الناس على طبقات شتى. يولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا. ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا. ويولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت كافرا. ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت مؤمنا ) ( أخرجه الحاكم ، وضعفة الألباني، وحسنه في تخريج مشكاة المصابيح )  وقال ابن مسعود: قال النبي : " خلق الله فرعون في بطن أمه كافرا وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا " ( أجمعوا على ضعفه أو تركه، أو وضعه ) وفي الصحيح من حديث ابن مسعود: ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) (خرجه البخاري ومسلم ،والترمذي وليس فيه ذكر الباع)
وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله قال: " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة " .

هل خلق الكافر كافراً، والمؤمن كذلك؟

قال جماعة من أهل العلم: إن الله خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا، قالوا: وتمام الكلام ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ) ثم وصفهم فقال: ( فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )، كقوله تعالى: ( وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ ...) ﴿٤٥ النور﴾، قالوا: فالله خلقهم؛ والمشي فعلهم، واختاره الحسين بن الفضل، قال: لو خلقهم مؤمنين وكافرين لما وصفهم بفعلهم في قوله « فمنكم كافر ومنكم مؤمن » - أي لوصفهم بحال خلقهم؛ خلقكم كافرين ومؤمنين - واحتجوا بقوله : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " ( صحيح ابن حبان)،  قال الضحاك: فمنكم كافر في السر مؤمن في العلانية كالمنافق، ومنكم مؤمن في السر كافر في العلانية كعمار وذويه،  وقال عطاء بن أبي رباج: فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب، ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب؛ يعني في شأن الأنواء.

الذي عليه الأئمة والجمهور من الأمة في اختيار الإنسان فعله لنفسه:

إن الله خلق الكافر، وكفره فعل له وكسب؛ مع أن الله خالق الكفر. وخلق المؤمن، وإيمانه فعل له وكسب؛ مع أن الله خالق الإيمان. والكافر يكفر ويختار الكفر بعد خلق الله إياه؛ لأن الله تعالى قدر ذلك عليه وعلمه منه، ولا يجوز أن يوجد من كل واحد منهما غير الذي قدر عليه وعلمه منه؛ لأن وجود خلاف المقدور عجز، ووجود خلاف المعلوم جعل، ولا يليقان بالله تعالى. وفي هذا سلامة من الجبر والقدر.

ثم قال: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ ) أي:بالعدل والحكمة، ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) أي:أحسن أشكالكم، كقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [ الانفطار:6- 8 ] وكقوله: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ الآية [ غافر:64 ] وقوله: ( وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) أي:المرجع والمآب.
ثم أخبر تعالى عن علمه بجميع الكائنات السمائية والأرضية والنفسية، فقال: ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
يقول تعالى مخبرًا عن الأمم الماضين، وما حل بهم من العذاب والنكال؛ في مخالفة الرسل والتكذيب بالحق، فقال: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ) أي:خبرهم وما كان من أمرهم، ( فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ) أي:وخيم تكذيبهم ورديء أفعالهم، وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي:في الدار الآخرة مضاف إلى هذا الدنيوي. ثم علل ذلك فقال: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ) أي:بالحجج والدلائل والبراهين ( فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ) ؟ أي:استبعدوا أن تكون الرسالة في البشر، وأن يكون هداهم على يدي بشر مثلهم، ( فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ) أي:كذبوا بالحق ونكلوا عن العمل، ( وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ) أي:عنهم ( وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )
متشابه:

 قال الله تعالى هنا :
( فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا )، فكلمة ( بشرٌ ) مرفوعة على الإبتداء،وفي سورة القمر؛ لما استنكر ثمود قوم صالح، قالوا : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ )، فنصبت ( بشراً ) بالنصب على معنى؛ أنتبع بشرا منا واحدا نتبعه ، فباختلاف الحركة يختلف المعني وسياق الكلام.

عودة للتفسير:

يقول تعالى مخبرًا عن المشركين والكفار والملحدين أنهم يزعمون أنهم لا يبعثون ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)،  فقال لهم: ( قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ) أي:لتُخْبَرُنَّ بجميع أعمالكم، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، ( وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) أي:بعثكم ومجازاتكم.

وهذه هي الآية الثالثة التي أمر الله رسوله أن يقسم بربه، عز وجل على وقوع المعاد :

فالأولى في سورة يونس: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [ يونس53 ] ، والثانية في سورة سبأ: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [ سبأ:3 ]،  والثالثة هي هذه ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )
ثم قال تعالى: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) أمرهم بالإيمان بالله  وبرسوله الذي بعث لهدايتهم بعد أن عرفهم قيام الساعة،( وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) أي:القرآن وهو نور يهتدي به من ظلمة الضلال، ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) أي:فلا تخفى عليه من أعمالكم خافية.


اللهم لك الحمد فيماتكرمت ويسرت ، ولك الحمد فيما علَّمت وفهّمت، ونسأل اللهم أن تتقبل منا جهد المقل، وتكثره لنا من فضلك وكرمك


No comments:

Post a Comment