Tuesday 14 November 2017

تفسير وربط للآيات وبيان المتشابهات- سورة الملك ج3 : أجر كبير لمن خشي الرحمن بالغيب




 




تفسير سورة الملك ج3 : أجر كبير لمن خشي الرحمن بالغيب

قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ   (

يقول تعالى مخبرًا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائبًا عن الناس، فينكفَّ عن المعاصي ويعمل بالطاعات، حيث لا يراه أحد إلا الله، بأنه له مغفرة وأجر كبير، أي: يكفر عنه ذنوبه، ويجازى بالثواب الجزيل، كما ثبت في الصحيحين: " سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ " وذكر منهم : " ورجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ ، فقال : إني أخافُ اللهَ ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ  " .
وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده ،عن أنس قال:قالوا: يا رسول الله، إنا نكون عندك على حال، فإذا فارقناك كنا على غيره؟ قال : « كيف أنتم وربكم؟ » قالوا:الله ربنا في السر والعلانية. قال: " ليس ذلكم النفاق "


فوائد من الآية: من آثار الخشية: مغفرة الذنوب ودخولِ الجنة والأجرِ الكبير 



قال ابن القيم رحمه الله : الوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مُترادفـة ، وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره  والخشية 
 أخصّ من الخوف. ( مدارج السالكين)


آثار خشية الرحمن بالغيب:
  مغفرة الذنوب
        والفوز بالجنة
                والأجر الكبير




وقال المناوي : الخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا ، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد ، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ومنه خشية الأنبياء . وبعضهم قيّد الخشية بما كان في حق الله ، والخوف في حق الآدميين ، قال تعالى : " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) سورة الأحزاب .
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ ؟ قَالَ : يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لاَ يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ خَشْيَةُ النَّاسِ. فَيَقُولُ فَإِيَّاىَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى. أخرجه أحمد، و"ابن ماجة" ( ضعفه الألباني)
وقال السمعاني : والخشية والخوف بمعنى واحد.
وقيل الخشية أخص من الخوف،  وهي من أعمال القلوب؛ أي من العبادات القلبية، وهي حقٌّ لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُشرك معه فيها غيره، ودليله من القرآن قوله تعالى: (  وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ)( الرعد 21) فخص ذات الله  بالخشية ، فإليه سبحانه تصرف شدة الخوف مقرونة بشدة المحبة، وما سواه يُخاف منه ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).
قال الراغب الأصفهاني: الخشية خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك من علم بما يخشى منه،
ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أن الخشية نوع من الخوف لكنها أخص منه والفرق بينهما كما ذكر الشيخ مايلي:
1- أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله، كقوله تعالى( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ) والخوف قد يكون من الجاهل.
2- أن الخشية تكون بسبب عظمة المخشي بخلاف الخوف فقد يكون من ضعف الخائف لا من قوة المخوف..
من أراد تحقيق هذه العبودية فلتكن حاله في الخلوة أفضلَ عند الله منه حاله عند مشاهدة الناس، ولا يجعل اللهَ تعالى أهونَ الناظرين إليه.


قال تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (ق 33).
وقال الله تعالى في وصف عباده المتقين:( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (الأنبياء 49).
وقال الله تعالى في بيان صفات الذين يستجيبون لنذارة الرسول:( إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ) (فاطر 18).
وخشية الله بالغيب هي علامة الصدق والإيمان والعلم بالله تعالى بأنه السميع البصير العليم الذي لا تخفى عليه خافية، وكلما كان العبد بالله أعلم كان له أخشى، ولذلك رفع الله تعالى مقام الخشية، فقال: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (فاطر 28).
واعلم أن الله تعالى يبتلي عبده فتَدْنُوا مِنه المعصية، ويَسْهُلُ عليه اقترافها في حال بُعْدِ أنظار الناس عنه؛ ابتلاءً له من الله تعالى؛ هل عبدُه يَخْشَى اللهَ تعالى بالغيب أو لا يخشاه إلا إذا أحس بنظر الناس إليه.
أما من عمل عملا يريد به وجه الله تعالى ، فاطلع عليه الناس فذلك لا يضره ، قال رجل( في رواية أنه ذكوان السمان أبو صالح)  للنبي : إني أعمل العمل أسره فإذا اطلع عليه أعجبني قال: "كتب الله لك أجرين: أجر سره وأجر علانيته"
( رواه البوصيري في  إتحاف الخيرة المهرة- وقال عنه مرسل بسند صحيح)
ويقصد أن له أجر وعلانيته، أن عسى أن يقتدي به من اطلع على عمله.
وقوله تعالى : ( وَأَسِرُّوا قَوْلكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ ) قوله: وأسروا اللفظ لفظ الأمر والمراد به الخبر؛ يعني إن أخفيتم كلامكم في أمر محمد أو جهرتم به ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) يعني بما في القلوب من الخير والشر. ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من النبي فيخبره جبريل عليه السلام؛ فقال بعضهم لبعض : أسروا قولكم كي لا يسمع رب محمد؛ فنزلت ( وَأَسِرُّوا قَوْلكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ )، يعني : أسروا قولكم في أمر محمد ، وقيل في سائر الأقوال، أو اجهروا به؛ أعلنوه. ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ذات الصدور ما في الصدور؛ كما يسمى ولد المرأة وهو جنين ( ذا بطنها)
ثم قال ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) يعني ألا يعلم السر من خلق السر، يقول أنا خلقت السر في القلب أفلا أكون عالما بما في قلوب العباد، وقال أهل المعاني: إن شئت جعلت ( مَنْ ) اسما للخالق جل وعز؛ ويكون المعنى: ألا يعلم الخالق خلقه. وإن شئت جعلته اسما للمخلوق، والمعنى : ألا يعلم الله من خلق من مخلوقاته، ولا بد أن يكون الخالق عالما بما خلقه وما يخلقه. قال ابن المسيب : بينما رجل واقف بالليل في شجر كثير وقد عصفت الريح فوقع في نفس الرجل: أترى الله يعلم ما يسقط من هذا الورق؟ فنودي من جانب الغيضة بصوت عظيم : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وقال أبو إسحاق الإسفراييني : من أسماء صفات الذات ما هو للعلم؛ منها ( العليم) ومعناه تعميم جميع المعلومات، فجميع المعلومات عنده سبحانه، ومنها ( الخبير) ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون، ومنها (الحكيم) فالحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها، فهو يعلم دقائق الأوصاف، ومن علمه تعالى يحكم ، ومنها (الشهيد) ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر ومعناه ألا يغيب عنه شيء، ومنها (الحافظ) ويختص بأنه لا ينسى، ومنها (المحصي) ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم؛ مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق؛ فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق! وقد قال ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
ثم ذكر نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليله إياها لهم،( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولا) بأن جعلها قارة مستقرة ساكنة لا تمتد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال، وأنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل، وهيأها فهي سهلة تستقرون عليها، فلم يجعل الأرض صعبة يمتنع المشي فيها إلا بالشدة والتعب، وقيل : أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها؛ ولو كانت تتكفأ متماثلة لما كانت منقادة لنا، وقيل : أشار إلى التمكن من الزرع والغرس وشق العيون والأنهار وحفر الآبار، فقال: ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) أي:فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها وأطرافها،  في سهولها وجبالها تبتغون أنواع المكاسب،( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا )،هو أمر إباحة، وليس وجوب، وفيه إظهار الامتنان، وقيل : هو خبر بلفظ الأمر؛ أي لكي تمشوا في أطرافها ونواحيها وآكامها وجبالها،  وروي أن بشير بن كعب كانت له سرية( اي أمة ) فقال لها : إن أخبرتني ما مناكب الأرض فأنت حرة؟ فقالت : مناكبها جبالها. فصارت حرة، فأراد أن يتزوجها فسأل أبا الدرداء فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

في اللغة :

الذلول: السهل المنقاد الذي يذل لك، طَريقٌ ذَلولٌ : الطَّريقُ الْمُمَهَّدَةُ ، سَهْلَةُ الاِجْتِيازِ قال تعالى: (فاسْلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً) (النحل 69 ) والمصدر:  الذَّل،  وهو اللين والانقياد، الجمع : أَذِلَّةٌ ، ذُلُلٌ 
سَقاهُمُ اللَّهُ ذُلُلَ السَّحابِ: أَي ما لا رَعْدَ فيهِ وَلابَرْقَ.  

مناكبها:  نكب عن كذا. أي: مال. قال تعالى: ﴿ عن الصراط لناكبون ﴾ [المؤمنون /74] والمنكب: مجتمع ما بين العضد والكتف، وجمعه: مناكب، ومنه استعير للأرض. قال تعالى: ﴿ فامشوا في مناكبها ﴾ [الملك/15] اي في أرجائها وأطرافها،واستعارة المنكب لها كاستعارة الظهر لها في قوله: ﴿ ما ترك على ظهرها من دابة ﴾ [فاطر/45]، ومنكبا الرجل : جانباه.
يقول : امشوا حيث أردتم فقد جعلتها لكم ذلولا لا تمتنع. واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئًا، إلا أن ييسره الله لكم ولهذا قال: ( وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل، كما  روا الإمام أحمد: عن عمر بن الخطاب بسنده قال:إنه سمع رسول الله يقول: " لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا "( رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي:حسن صحيح. ) فأثبت لها رسول الله  للطير رواحا وغدوا لطلب الرزق، مع توكلها على الله، عز وجل، وهو المسَخِّر المسير المسبب، ( وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) أي:المرجع يوم القيامة.

ومن لطفه ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم، بسبب كفر بعضهم به وعبادتهم معه غيره وهو مع هذا يحلم ويصفح، ويؤجل ولا يعجل، كما قال:( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) [ فاطر( 45 ).
وقال هاهنا: ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) قال ابن عباس : أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه. وقيل : تقديره أأمنتم من في السماء متعال عن الخلق، وفيها سلطانه وعرشه ومملكته، وفي الآية دلالة على علو الله على خلقه، فوق سبع سموات، وصفه بالعلو والعظمة مع علمه وسمعه وبصره في كل مكان،  والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة، مشيرة إلى العلو؛ لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند، والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت، (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أي:تذهب وتجيء وتضطرب، (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ) أي:ريحا فيها حصباء تدمغكم، أو هي حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل، وقيل : ريح فيها حجارة وحصباء. وقيل : سحاب فيه حجارة. كما قال:( أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلا)  [ الإسراء:68 ]، وهكذا توعدهم هاهنا بقوله: ( فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) أي:كيف يكون إنذاري وعاقبة من تخلف عنه وكذب به، وقيل : النذير بمعنى المنذر. يعني محمدا فستعلمون صدقه وعاقبة تكذيبكم.
ثم قال: ( وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي:من الأمم السالفة والقرون الخالية، ( فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) أي:فكيف كان إنكاري عليهم ومعاقبتي لهم؟ أي:عظيمًا شديدًا أليمًا، وإذا أخفى الإجابة فإنه يترك للسامع أن يتخيل عظم ما يتوعده به شدته ومقداره.
قراءات:

أثبت ورش في قراءته الياء في (نذيري، ونكيري) في الوصل، وحذفها في الوصل، وأثبتها يعقوب في الحالين. وحذف الباقون اتباعا للمصحف.

اللهمَّ إِنَّي أسألُكَ خشْيَتَكَ في الغيبِ والشهادَةِ ، و أسأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا والغضَبِ ، وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغِنَى ، وأسألُكَ نعيمًا لَا ينفَدُ ، و أسالُكَ قرَّةَ عينٍ لا تنقَطِعُ ، وأسألُكَ الرِّضَى بعدَ القضاءِ ، وأسألُكَ برْدَ العيشِ بعدَ الموْتِ ، وأسألُكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهِكَ ، والشوْقَ إلى لقائِكَ في غيرِ ضراءَ مُضِرَّةٍ ، ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ ، اللهم زيِّنَّا بزينَةِ الإيمانِ ، واجعلنا هُداةً مهتدينَ


No comments:

Post a Comment