Saturday 3 January 2015

شرح أحاديث الأربعين النووية - الحديث الثاني والعشرون - الجنة لمن أحل الحلال وحرَّم الحرام

   

 


الحديث الثاني والعشرون

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري  ( أن رجلاً سأل رسول الله  فقال : أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئاً ، أأدخل الجنة ؟ قال : نعم ) رواه مسلم .
ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته لأنه حرام، محتسبا الأجر.
أحللت الحلال : فعلته عالما حله .
معاني الكلمات :
أن رجلاً : قيل هو النعمان بن قوقل الخزاعي ، وقيل غيره .
أرأيت : أخبرني .
الحرام : هو ما يثاب تاركه امتثالاً ويعاقب فاعله .
  الفوائد  
1-            السؤال عن العلم سبب من أسباب تحصيله .
2-            الحرص على السؤال عن كل شيء يؤدي إلى الجنــة .
3-            أن الجنــة هي الهــــدف لكل مسلم .
4-            أن من أدى الواجبات وترك المحرمات فإن ذلك سبب لدخول الجنـــة . وقد جاءت أحاديث كثيرة بهـــذا المعنى 
ففي الصحيحين عن طلحة بن عبيد الله ( أن أعرابياً جاء إلى رسول الله ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ! أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان إلا أن تطــوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فأخبره رسول الله بشرائع الإسلام ، فقال : والذي أكرمك بالحق لا أتطــوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً ، فقال رسول الله : دخل الجنة إن صدق ) متفق عليه .

وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة . ( أن أعرابياً قال يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنــة ؟ قال : "تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان "، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ولا أنقص منه ، فلما ولى ، قال النبي : "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنــة فلينظر إلى هذا") .

وخرج الترمذي من حديث أبي أمامة . قال سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع يقول: " أيها الناس ! اتقوا الله ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ذا أمركم ، تدخلوا جنة ربكم " .

لكن قد يوجد موانع من دخول الجنة :

كقوله : "لا يدخل الجنــة قاطع رحم "متفق عليه .
وقوله ﷺ: " لا يدخل الجنــة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم .

5-            أن الإنسان إذا اقتصر على الأركان ولم يفعل المستحبات فلا لوم عليه .
6-            عظم منزلة هذه العبادات : الصلاة ، والصيام .
وقال : " قال تعالى : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه " رواه البخاري
7-            أن الفرائض أفضل من النوافل كما يدل عليه الحديث السابق .
8-            لِمَ يذكر النبي في هذا الحديث الزكاة ولا الحج ؟
والجواب :
لم يذكر الزكاة ، لعل النبي علم من حاله أنه فقير ولا يستطيــع عليها .
وأما الحج ، فلعله لم يفرض بعــد .
9-            أن فعل الواجب وترك المحرم وقايــة من النار .
10-            حكمة الله في التشريع ، حيث أن من الأعمال ما هو واجب ومنها ما هو مستحب .
11-            وجوب امتثال أمر الله والانتهـــاء عن نهيـــه .
12-            أن التحليل والتحريم حق من حقوق الله تعالى .
13-            على المسلم أن يسأل أهل العلم عن أمور دينــه التي يجهلها .

اللهم إنا نسألك علما نافعا ، وقلوبا خاشعة وألسنة ذاكرة ، ودعاءً مستجابا،  اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، ارزقنا حسن العمل بما علمنا

No comments:

Post a Comment