Saturday, 8 March 2014

تدبر آية من القرآن العظيم - الحزب العاشر ج 2 فضل الصدقات والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس




تدبر آية من آيات القرآن العظيم – الحزب العاشر ج 2 – سورة النساء ؛ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس 


قال تعالى : في سورة النساء
( لَّا خَيْرَ‌ فِي كَثِيرٍ‌ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ‌ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُ‌وفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْ‌ضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرً‌ا عَظِيمًا )( النساء 114 )
أي: لا خير في كثير مما يتناجى به الاس ، وبتخاطبون ، وإذا لم يكن فيه خير ،
فإما أن يكون من فضول الكلام لا فائدة منه ، كفضول الكلام المباح ، وإما شر ومضَرة كالكلام المحرم بجميع انواعه .
ثم استثنى الله تعالى فقال : (إِلَّا مَنْ أَمَرَ‌ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُ‌وفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ  ) ، والصدقة : من مال أو علم أو أي شيء ينتفع به ، بل قد يدخل فيه العبادات القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه ، كما قال النبي : (إنَّ بكل تسبيحةٍ صدقةٌ . وكل تكبيرةٍ صدقةٌ،وكل تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ،  ونهيٌ عن منكرٍ صدقةٌ،  وفي بضعِ أحدكم صدقةٌ) صحيح مسلم
والمعروف : هو الإحسان والطاعة وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه، وإذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر ، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف ، وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر، أما عند الإقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور ، والمنكر بترك المنهي عنه .
والإصلاح بين الناس : لا يمكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره ، فلذلك حث الشرع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض ، بل وفي الأديان ، كما قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا ۚ ) آل عمران 103 ، وقال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ ) الحجرات 9 ، وقال تعالى : ( والصلح خير ) النساء 128 ، والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة  والصيام والصدقة ، والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله ، كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ، ولا يتم له مقصوده ، كما قال تعالى :( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) يونس 81 .
فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير ، كما دل على ذلك الإستثناء .
ولكن تمام الأجر وكماله بحسب النية والإخلاص في العمل ، ولهذا قال : (وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْ‌ضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرً‌ا عَظِيمًا ) ، فينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت وفي كل جزء من أجزاء الخير، ليحصل بذلك له الأجر العظيم ، وليتعود الإخلاص فيكون من المخلصين فيتم له الأجر سواء تم له مقصوده أم لم يتم لأن النبية حصلت واقترن العمل بها .
منقول من تفسير السعدي.
وللفائدة أورد هنا شيئا عن آفات اللسان ، وكيفيه تقويمها .
أفـــات اللسان وعلاجها

من أعظم نعم الله على الإنسان بعد الإسلام نعمة النطق باللسان , قال تعالى : ( ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين )( البلد : 8-9 )

ولكنه في الوقت نفسه ابتلاء من الله لهذا الإنسان , ونقمة عليه في بعض الأحيان
وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا خير في كثير من نجواهم مما يتناجى به الناس ويتخاطبون . قال تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } ( النساء :114)
فيا أمل الأمة أنتم مأمورون بحفظ لسانك عن كل أمر حرام
يقول تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) ( الإسراء : 36 )
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : " قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : (من سلم المسلمون من لسانه ويده " ( متفــق عليه)  

وقال الرسول في حجة الوداع : ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب ) مســلم   
صور من آفـــات اللسان

1-  سؤال الكهان والعرافين : قال : " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) ( مســلم ) ،وقوله : ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الإمام أحمــد   

2-  الحلف بغير الله .. قال رسول الله : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )  ( رواه الترمــذي وأبــو داود ) .. وقوله : ( من حلف بالأمانة فليس منا ) ( رواه أبــــو داود)

3-  القذف .. قال تعالى : ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) ( النور : 23 )  

4-  الكذب على الله .. ذلك أنه ما كان خلق أبغض إلى النبي من الكذب , وهو داء انتشر بين الناس واستهانوا فيه ، بل صارا من أطايب الكلام وفاكهته وذلك لعدم استشعار الرقيب من الله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ( ق : 18)
وقد نفى الله – سبحانه وتعالى – الإيمان عن الكاذب . قال تعالى : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون  ) ( النحل 105)

كما أنه سبب للعذاب الأليم . قال تعالى : ( ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) ( البقرة : 10 )

وأيضاً أخبر النبي بأن الكذب يوصل إلى النار . قال رسول الله (  .... وإن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذاباً )  البخــاري و مســلم


5-  الغيبة والنميمة .. قال تعالى : ( هماز مشاء بنميم ) ( القلم : 11 ) , وقال تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) ( الحجرات : 12 )

وقال رسول الله : ( لا يدخل الجنة نمام ) مســلم
والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس ليفرق بينهم ، وكم منا من دأبها هذه قالت عنك ، وسمعت هذه تقول ، وقولها كذا تقصدك ؟؟؟
فنقول للنمام والمغتاب حسبكم الله , فكم بفعلكم قلوب قد تفرقت , وبسببكم من الأرحام قد قطعت , فحسبنا الله ونعم الوكيل

6-  السخرية والاستهزاء والتنابز بالألقاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " مســلم

7-  الغناء : وهو سهم سام خبيث مصوب نحو أمة الإسلام بغية صدهم عن كتاب الله وهذا السهم هو اللهو والطرب .. الغناء ..
قال تعالى :{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } ( لقمان : 6 )  

وقال رسول الله : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) البخــاري

علاج آفـــات اللسان

1- تعظيم الله في قلبك فهو انجح دواء لنبذ الشهوات والفسوق والعصيان

2- تذكر الموت ومعرفة ما في القبر من عذاب ونعيم . قال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون 9 ( المؤمنون : 99 , 100 )

3- الصلاة .. قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) ( العنكبوت : 45 )

4-الصمت .. قال رسول الله : ( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم , أو سكت عن سوء فسلم ) السلسلة الصحيحة (886)

5- قراءة النصوص المتعلقة بذم الحسد والكبر

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، واسلل سخيمة قلوبنا ، وطهرها من النفاق والرياء، وسوء الأخلاق


No comments:

Post a Comment