Friday, 14 March 2014

تفسير مختصر ، وربط للآيات وبيان للمتشابهات لتثبيت الحفظ - سورة الفتح -ج 4



 

سورة الفتح ج4

استكمالا للفائدة من سورة الفتح فسأبين اليوم بنود المعاهدة بين رسول الله وكفار قريش التي كتبها عنهم سهيل بن عمرو ، وتفسيرها، وبيان نتائجها الحقيقية التي نتجت عنها ، لنرى حيقية كيف كانت كما قال مقدر الأكوان ، عالم الغيب والشهادة عنها أنها فتح ، في حين اغتم المسملمون الحاضرون لها ، لما في ظاهرها من اجحاف للمسلمين ، ونصر لقريش، فهذه المعاهدة مع التعليق على بنودها ونتائجها :

بنود صلح الحديبية كما وردت في كتب السنة والسيرة هي :
1ــ وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض .
2 ــ أن من آمن وأتى النبي دون إذن وليه رده ، ومن أتى قريشاً ممن كانوا مع رسول الله لم يردوه عليه
3 ــ أن بينهم عيبة مكفوة .
4 ــ أنه لا إسلال ( لا سرقة ) ولا إغلال ( لا خيانة ) .
5 ــ أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
6 ــ أن يرجع النبي عن مكة عامه ذاك فلا يدخلها.
7 ــ أن تخرج قريش عن النبي في العام القابل عن الحرم فيعتمر ويدخل مكة بأصحابه .
8 ــ أن لا يكون معه في دخوله مكة غير سلاح الراكب وتكون السيوف في القرب.
9 ــ أن لا يخرج من مكة بأحد من أهلها إن أراد أن يتبعه.
10 ــ أن لا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد البقاء بمكة والإقامة فيها
أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح
لقد دلت الحوادث التى وقعت بعد صلح الحديبية على أن صلح الحديبية كان إنتصارآ بالنسبة للإسلام والمسلمين وأن الرسول كان ينظر بنور الله وهو يقبل كل شرط من هذه الشروط وقد إستطاع أن يكتشف من خلال كل شرط المكاسب والمغانم التي ستعود على المسلمين ، وأنه لم يكن من حق المسلمين أن يعترضوا أو يدخلهم ريب فيما قام به الرسول لهم ولكن الأمر كما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوماً " ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية ، ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين رسول الله وبين ربه ، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد
حقاً لقد تعجل الصحابة وقت الصلح ونظروا إلى الشروط نظرة قاصرة محدودة ولكن الأيام كشفت لهم خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت لهم بعد ذلك .
1- أمّا البند الأوّل ففيه: الدّعوة إلى الصّلح ووضع الحرب.
وهذا وحده ينادي بوضوح بانتصار المؤمنين، فإنّ قريشا – وهي الممثّل للزّعامة الدّينيّة والصّدارة الدّنيويّة في جزيرة العرب، لم تكن تعترف بالمسلمين أيّ اعتراف، بل بذلت الغالي والنّفيس، والثّمين والرّخيص لتستأصل دولةَ الإسلام، فمجرّد الجنوح إلى الصّلح فيه اعتراف بقوّة المسلمين، وأنّ قريشا آن لها أن تصرخ أن: لا قوّة بها لمقاومة المسلمين.
ثمّ لا بدّ أن نتذكّر جيّدا أنّ قريشا هي من بدأ بالحرب كما قال تعالى:( وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)  [التوبة 13]، فالعقد بوضع الحرب عشر سنين حدٌّ لهذه الغطرسة القرشيّة، ودليل على فشل من بدأ الحرب. هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة إستراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم ، وذلك أن الكفار فى الجزيرة العربية كانوا يعتبرون قريشا هى رأس الكفر وحاملة لواء التمرد والتحدي للدين الجديد ، وعندما شاع نبأ تعاهدها مع المسلمين انفرط عقد الكفار فى الجزيرة ووهت الرابطة التي كانت تجمعهم وتؤلبهم على الإسلام ومن ثم خمدت فتن المنافقين الذين يعملون لحساب كفار قريش ويعتمدون على معونتهم ومساعدتهم
كذلك إستطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله
كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعضهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه ، فجاءت هذه الهدنة لتتيح للكفار جوآ من التأمل الحصيف والتفكير الرشيد ومن ثم لم يمض على هذا الصلح عام كامل حتى دخل فى الإسلام من العرب اكثر من الذين دخلوا فيه خلال خمس عشرة سنة قبله .
2- البند الثّاني: وهي: ( أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللهِ [رَجُلٌ] مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ ). 
وهذا ليس فيه ما يضرّ المسلمين، فمن المعلوم أنّ المسلم الحقّ لا ولن يفرّ عن الله تعالى ورسوله ، إلاّ إذا ارتدّ ظاهرا وباطنا، فحينها لا حاجة للمسلمين فيه.
جاء في رواية مسلم أنّهم قالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَكْتُبُ هَذَا ؟! فقَال : (( نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ فَسَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا ))، أي: إنّ انفصال هذا الّذي يفرّ إليهم عن المجتمع الإسلاميّ خير من اتّصاله.
أمّا من يريد الفرار إلى المدينة ويُمنع من ذلك، فإنّه يُمنع من الذّهاب إلى المدينة فقط حسَبَ بنود العقد، ولكنْ له أن يفرّ إلى أرض الله الواسعة.
ألم تكن الحبشة واسعةً للمسلمين حين لم يكن للمسلمين دولة ؟! فكيف وقد انتشر الإسلام في غيرِ ما قبيلةٍ ؟ وهذا الّذي أشار إليه النبيّ بقوله: ( وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ فَرَجاً وَمَخْرَجاً ).
وفعلا، فإنّ الله عزّ وجلّ جعل المخرجَ والفرج لا لمن لحِقوا بالنبيّ وأعيدوا فحسب، بل لكلّ المستضعفين في حادثة أحد هؤلاء الفارين إلى المدينة وهو أبو بصير ( عبته بن أسيد الثقفي) الذي رده حسب ما قضى به شرط الصلح قد أفلت فى الطريق وهرب إلى ساحل البحر فى طريق الشام وفى أيام إنضم إليه عدد كبير من هؤلاء المسلمين المضطهدين على رأسهم أبو جندل كونوا فريقاً جعل مهمته التصدي لقريش في رجالها وتجارتها وقد بلغ من خطرهم على قريش أن أرسلت إلى الرسول تسأله أن يلحقهم به فى المدينة وتناشده الله والرحم أن يتنازل عن هذا الشرط الذي وضعه قريش تعسفاً منها وصلفاً وتألم منه المسلمون وقتها إحساساً منهم بأنه دليل على الضعف والهوان والاستسلام ولكن ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
فنلحظ بعد هذا التّحليل أنّ هذا البندَ الّذي يظهر في أعين أكثر النّاس أنّه مظهر اعتزاز لقريش، هو في الحقيقة في صالح المسلمين أيضا، وأنّه يدلّ على خوف قريش وشدّة فزعها وانزعاجها، فكأنّهم اليوم يُحسّون أنّ كيانهم على شفا جرف هارٍ.
قصة أبي جندل وأبي بصير رضي الله عنهما :ـ
أبو جندل وأبو بصير رضي الله عنهما، من رجال الإسلام وأبطاله ، أما أبو جندل فهو ابن سهيل بن عمرو رضي الله عنه ، أبوه هو كاتب الصلح من طرف قريش حينها، ـ أبو جندل من السابقين إلى الإسلام ، وممن عُذِّب بسب إسلامه ، وقد ثبت ذكره في صحيح البخاري في قصة الحديبية ، وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا ، وكان أقبل يومها مع المشركين فانحاز إلى المسلمين ، ثم أُسِر بعد ذلك ، وعُذِّب ليرجع عن دينه ، استشهد باليمامة ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة .
وأما أبو بصير عتبة بن أسيد الثقفي ـ رضي الله عنه فقديم الإسلام والصحبة ، وهو الذي قال عنه النبي في صلح الحديبية : (  وَيْل أمِّه ، مِسْعَر حَرْبٍ لو كان له أحد) (البخاري)) . ويل أمه : كلمة تعجب يصفه بالإقدام ، مِسْعَر حرب : موقد حرب ـ يصفه بالمبالغة في الحرب والنجدة ـ ، لو كان له أحد : أي ينصره ويعاضده ويناصره )
وأما عن قصتهما :
بعد أن وافق الرسول على شروط المعاهدة ، التي بدا للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين ، لكن الرسول كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين ، وهو ما تحقق بعد ذلك .
وبعد الانتهاء من كتابة وثيقة الصلح والمعاهدة جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو رضي الله عنه  وهو في قيوده هارباً من المشركين في مكة ، فقام إليه أبوه سهيل فضربه في وجهه وقال : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليَّ ، فأعاده النبي للمشركين ، فقال أبو جندل: يا معشر المسلمين أَأُرَد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! ، فقال له النبي : ( إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا، وإنا لا نغدر بهم )
ثم طمأنه النبي قائلا: ( يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا )(أحمد)
وفي أعقاب صلح الحديبية وعودة النبي إلى المدينة ، استطاع أبو بصير أن يفر بدينه من التعذيب في سجون قريش في مكة المكرمة ، فبعثت قريش اثنين من رجالها إلى النبي ليعودا به تنفيذاً لشروط المعاهدة .
ويروي عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه  قصة أبي بصير  رضي الله عنه في حديث الحديبية الطويل فيقول :
( .. ثم رجع النبي إلى المدينة فجاء أبو بصير وهو رجل من قريش وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ؟ ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر، فقال : أجل والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير:  أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله حين رآه : لقد رأى هذا ذعرا ، فلما انتهى إلى النبي ـ قال : قتل والله  صاحبي وإني لمقتول.
فجاء أبو بصير فقال : يا نبي الله ، قد أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم ، قال النبي ( ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد )، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر – شاطيء البحر-
قال : وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله ما يسمعون بِعِير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم ،  فأرسلت قريش إلى النبي تناشده الله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن .. فأرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم .. فأنزل الله ـ عز وجل ـ : ( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) (الفتح:24) (البخاري) .
إن قصة أبي جندل وأبي بصير رضي الله عنهما ،وما احتملاه في سبيل العقيدة ، وما أبدياه من العزيمة ، نموذج يُقتدى به في الصبر والثبات وبذل الجهد في نصرة هذا الدين .
ومن ثم لم تمر أقل من سنة حتى أصبح أبو جندل وأبو بصير رضي الله عنهما مع إخوانهما من المسلمين المستضعفين قوة كبيرة ، وصار كفار مكة يخشونها ، بعد أن سيطروا على طرق قوافلهم القادمة من الشام.
وفي قصة أبي جندل وأبي بصير ظهر المثال العملي من رسول الله في وجوب الوفاء بالعهود ، وحرمة الغدر والخيانة حتى مع الأعداء .. فحينما جاء أبو جندل في الأغلال ، وقد فرَّ من مشركي مكة ، ومن بعده أتى أبو بصير هارباً من قريش ، ردهما رسول الله وقال لأبي جندل : (إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهدا ، وإنَّا لا نغدر بهم )
ومن الفوائد العظيمة من قصة أبي جندل ـ رضي الله عنه ـ : وجوب طاعة النبي والانقياد لأمره ، وإن خالف ذلك العقل أو كرهته النفوس .
كان سهل بن حنيف رضي الله عنه ـ يقول : ( اتهموا رأيكم ، رأيتني يوم أبي جندل ولو استطيع أن أرد أمر رسول الله لرددته ) .
3- انظر إلى البند الثّالث، والرّابع، والخامس: ( وَإِنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَإِنَّهُ لَا إِسْلَالَ، وَلَا إِغْلَالَ ).
و( العيبة ) هي العهد الّذي لا غشّ فيه، و( لا إسلال ) أي: لا سرقة، و( لا إغلال ) أي: لا خيانة.
وكأنّ النبيّ يقول كما قال موسى عليه السّلام: (ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) ، وهل طلب وأمر النبيّ طِوالَ حياته الدّعويّة بغير ذلك ؟
ثمّ إنّ ذلك يدلّ أيضاً على ضعف المشركين، وشدّة خوفهم من المسلمين.
4- أمّا البند السّادس: ففيه قولهم: ( أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ ) !
وهذا ما كان يطلبه النبيّ منذ أرسله الله تعالى،  هو ينادي: ( خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ )
وبهذا يتسنّى لكلّ فرد أو قبيلة أن تجهر بإسلامها بعد كتمان، وأن يتنعّم بعبادة الله بعد حرمان.
فهذا  الشرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شجع القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق ، ومنه أنه شجع خزاعة على الدخول في عهد المسلمين ، وهم قد كانوا دوما لهم عينا على قريش سرا.   
5- أمّا البند السّابع فقولهم: ( وَأَنَّكَ تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا، فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ ).
ثمّ إنّ هذا الصدّ هو آخر صدّ، منعتهم عاما لتجيزه لهم أبدا .. ولا معصية في ترك العمرة من أجل ذلك، وقد كفى الله المؤمنين الجواب عن ذلك بقوله:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) [البقرة  196].
لكل هذه المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال " صلح الحديبية ، يقول الامام ابن شهاب الزهري : فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث ألتقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ولقد دخل فى تلك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك أو أكثر
والدليل على قول الزهري أن رسول الله قد خرج إلى الحديبية فى ألف وأربعمائة فى قول جابر بن عبد الله ثم خرج فى عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين فى عشرة آلاف ، لكل هذا نزلت سورة الفتح فى طريق عودة المسلمين إلى المدينة وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا 

اللهم انصر المسلمين في كل مكان وزمان ، اللهم وحد كلمتهم ،وقو شوكتهم ، وسدد رميتهم ، وادحر أعادائهم،  واجعل عاقبة أمورهم كلها خيرا

No comments:

Post a Comment