الفقه الميسر – الدرس السادس( 6 ) – سنن الفطرة
معنى الفطرة:
في التنزيل العزيز ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( الروم 30)
قال مجاهد : صبغة الله: الإسلام ، فطرة الله التي فطر الناس عليها .
وكان الحسن يقول : فطرة الله الإسلام .
وقال الخطابي : الفطرة : الملة أو الدِّين .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ( البقرة 124) قال : ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ؛ في الرأس : السواك ، والاستنشاق ، والمضمضة ، وقص الشارب ، وفرق الرأس ، وفي الجسد خمسة : تقليم الأظافر ، وحلق العانة ، والختان ، والاستنجاء عند الغائط والبول ، ونتف الإبط . رواه عبد الرزاق ومن طريقه ابن جرير الطبري في التفسير .
وجاء في حديث الإسراء قوله ﷺ:" أُتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، فقيل : اشرب أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته ، فقيل : أخذت الفطرة ، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " رواه البخاري ومسلم .
ومنه قوله ﷺ: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة ." رواه البخاري ومسلم .
وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا روى هذا الحديث قرأ ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا )
فعلى هذا يكون تفسير الفطرة هنا التوحيد والإقرار بالوحدانية لله عز وجل .
وقيل في معنى الفطرة : الجِبلّة وأصل الخلقة ..
قال ابن الأثير : والمعنى أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين ، فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها ، وإنما يعدل عنه من يعدل لآفة من آفات البشر والتقليد .
وقال أيضا في بيان " عشرٌ من الفطرة " : أي من السنة يعني سنن الأنبياء عليهم السلام التي أمرنا أن نقتدي بهم فيها .
ما هي بسُنن الفطرة ؟
سنن الفطرة هي الخصال
التي فطر الله الناس عليها ، والتي يكمُل المرء بها حتى يكون على أفضل الصفات
وأجمل الهيئات . وقد ورد ذكرها في أحاديث نبوية مُتعددة منها :
1-عن أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت النبي ﷺ يقول : " الفطرة خمسٌ : الختانُ ، والاستحدادُ ، وقصُّ الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الآباطِ " ( رواه البخاري )
2- عن ابن عمرٍ رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال : " من الفطرة : حلقُ العانة ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " ( رواه البخاري) .
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : " الفطرة خمس -أو خمسٌ من الفطرة -: الختانُ ، والاستحدادُ ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط ، وقصُّ الشارب " ( رواه مسلم )
4-عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ: " عشرٌ من الفطرة : قصُّ الشارب ، وإعفاءُ اللحية ، والسِّواك ، واستنشاقُ الماء ، وقصّ الأظفار ، وغسل البراجِم ، ونتفُ الإبط ، وحلقُ العانة ، وانتقاص الماء " ( رواه مسلم )
1-عن أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت النبي ﷺ يقول : " الفطرة خمسٌ : الختانُ ، والاستحدادُ ، وقصُّ الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الآباطِ " ( رواه البخاري )
2- عن ابن عمرٍ رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال : " من الفطرة : حلقُ العانة ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " ( رواه البخاري) .
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : " الفطرة خمس -أو خمسٌ من الفطرة -: الختانُ ، والاستحدادُ ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط ، وقصُّ الشارب " ( رواه مسلم )
4-عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ: " عشرٌ من الفطرة : قصُّ الشارب ، وإعفاءُ اللحية ، والسِّواك ، واستنشاقُ الماء ، وقصّ الأظفار ، وغسل البراجِم ، ونتفُ الإبط ، وحلقُ العانة ، وانتقاص الماء " ( رواه مسلم )
5-عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ: " عشرٌ من الفطرة : قصُّ الشارب ، وإعفاءُ اللحية ، والسِّواك
، والاستنشاقُ بالماء ، وقصّ الأظفار ، وغسل البراجِم ، ونتفُ الإبط ، وحلقُ
العانة ، وانتقاص الماء " يعني الاستنجاء بالماء
. قال زكريا : قال مصعب بن شيبة : ونسيت العاشرة ؛ إلا أن تكون المضمضة ( رواه أبو
داود )
هل سنن الفطرة محصورة بعدد؟
هل سنن الفطرة محصورة بعدد؟
ومن مجموع هذه الأحاديث
النبوية وغيرها يتبيّن أن سُنن الفطرة ليست محصورةً في عددٍ مُعينٍ ، وأنها أكثرُ
من أن تُحصر ، إلا أن من أبرزها كما جاء في حديث عائشة السابق .
قص الشارب ، إعفاء اللحية ، السواك ، استنشاق الماء ، قص الأظفار ، غسل البراجم ، نتف الإبطين ، حلق العانة ( الاستحداد ) ، الاستنجاء ( انتقاص الماء ) ، المضمضة ، الختان ، وجاء منها أيضا : عدم نتف الشيب ، خِضَابُ الشيب ، ترجيل الشعر .
قص الشارب ، إعفاء اللحية ، السواك ، استنشاق الماء ، قص الأظفار ، غسل البراجم ، نتف الإبطين ، حلق العانة ( الاستحداد ) ، الاستنجاء ( انتقاص الماء ) ، المضمضة ، الختان ، وجاء منها أيضا : عدم نتف الشيب ، خِضَابُ الشيب ، ترجيل الشعر .
واعلم أن هذه السنن للرجل والمرأة سواء.
ولأهميتها فقد أقتت لها
رسول الله ﷺ حدا أقصى لا يترك فعلها فوقه، وقد روى الإمام مسلم
في صحيحة عن أنس بن مالك قال: وُقِّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة
أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة.
قال الإمام النووي في هذا الحديث: "ليس المعنى أن يتركها أربعين ليلة، وإنما
المعنى أنه لا يتركها أكثر من أربعين ليلة، وهذه أوضح، لأن من هذه السنن ما يفعله
المسلم يوميًا، ومنها ما يحتاج إليه بعد أسبوع، أو خمسة عشر يومًا، ولذلك حددت
الشريعة أجلاً أقصى لها، ولم تحدد الأجل الأدنى".
وهنا يمكن ملاحظة أن
جميع هذه السنن تُعنى بمظهر الإنسان المسلم وجمال هيئته . وأنها تعمل في مجموعها
على وضع الشخصية المسلمة في وضعٍ متوازنٍ ،
وليس هذا فحسب ؛ بل إن
هـذه الـسـنـن تمنح الإنسان تكريماً إلهياً يأتي كأبدع ما يكون التكريم .
فالحكمة من هذه السنن
هو النظافة والتجمل وتحسين الهيئة، وفيها الاقتداء بالأنبياء والاهتداء بهديهم
ومخالفة المشركين وأهل الكتاب ومن يقتدون بهم.
من مستحبات سنن الفطرة
:
1-
فعلها يوم الجمعة لفعل هذه السنن، وإذا لم يفعلها في
كل جمعة ففي بعض الجمع، وإن فعلها في غير الجمعة فحسن أيضًا.
2-
ويسن في التي لها تعلق بالأعضاء المزدوجة من
البدن البدء باليمين، مثل تقليم الأظافر ونتف الإبط.
3-
والسنة أيضًا أن يفعل هذه السنن بنفسه، فإذا
استعان بغيره فلا بأس، إلا حلق العانة فلا يجوز ذلك إلا بين الزوجين.
وذكر ابن العربي أن خصال الفطرة تبلغ ثلاثين خصلة . نقله ابن حجر .
تبيين لبعض
هذه السنن:
1- الختان
هو سِمة لهذه الأمة ، وكان معروفاً في الأمم السابقة .
يدل عليه ما جاء في قصة هرقل لما نظر في النجوم فرأى أن مُلك الختان قد ظهر فسأل : من يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم ، واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم أُتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يُخبر عن خبر رسول الله ﷺ ، فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدّثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر . رواه البخاري ومسلم .
بل كان من عمل الأنبياء ، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : اختتن إبراهيم عليه السلام وهو بن ثمانين سنة بالقدوم .
والخِتان أو الاختتان هو : قطع القلفة التي تكون على رأس الذّكر .
وختان النساء سُنة للنساء
لقوله عليه ﷺ لأم عطية : يا أم عطية إذا خفضت فأشمّي ولا تنهكي ، فإنه أسرى للوجه ، وأحظى عند الزوج . رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وغيرهم ، وصححه الألباني .
وفي رواية : أن امرأة كانت تختن بالمدينة ، فقال لها النبي ﷺ: لا تَنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة ، وأحب إلى البعل .
ومعنى لا تنهكي : أي لا تبالغي في استقصاء الختان .
والخفض وهو الختان ، والمقصود به هنا ختان الإناث .
ولذا جاء في وجوب الغسل قوله عليه الصلاة والسلام : إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل .
والخلاصة أن ختان الإناث معروف ، وهو من السنة خلافاً لمن أنكره ، والذي يظهر أن له علاقة باختلاف المناطق ما بين حارة وباردة .
والذي يظهر وجوب الختان للذكور؛ لإطباق الأمة عليه ، ولم يُنقل عن أحد أنه ترك الختان ، ولأن عدم الختان سبب في بقاء النجاسة .
وقد ثبت طبياً أن غير المختون يُصاب بسرطان الذَّكر .
وأما وقته : فقيل يُستحب يوم سابعه ، والأمر فيه موسّع ، بل كان الصحابة لا يختنون إلا عند مقاربة البلوغ .
فعن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما : مثل من أنت حين قبض النبي ﷺ ؟ قال : أنا يومئذ مختون . قال : وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك . رواه البخاري .
وفي رواية له قال : قبض النبي ﷺ وأنا ختين .
2- الاستحداد
مأخوذ من استعمال الحديدة ، وهي الموسى ، ويُقصد بها هنا حلق شعر العانة للرجل والمرأة على حـدّ سواء .
ويدلّ عليه أيضا قوله ﷺ: " إذا قدم أحدكم ليلا ، فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحدّ الـمُغِيبَة ، وتمتشط الشعثة ". رواه البخاري ومسلم .
قال الحافظ ابن حجر :المغيبة: أي التي غاب عنها زوجها ، والمراد إزالة الشعر عنها ، وعبر بالاستحداد ؛ لأنه الغالب استعماله في إزالة الشعر ، وليس في ذلك منع إزالته بغير الموسى . انتهى .
ويجوزاستعمال غير الموسي لأن المقصود هو إزالة الشعر ، وقد كان بعض السلف يستعملون النّورة ، وهي ما يُطلى به الجسم لإزالة الشعر من الموضع المراد إزالته منه .
3- قص الشارب
والمقصود من قص الشارب أن يؤخذ منه ويُحفّ ، وهذا هو السنة .
ولذا كان الإمام مالك – رحمه الله – يقول : يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفة وهو الإطار ، وذكر ابن عبد الحكم عنه قال : وتحفى الشوارب ، وتعفى اللحى ، وليس إحفاء الشارب حلقه ، وأرى أن يؤدَّب من حلق شاربه .
وقال الإمام مالك في حلق الشارب : هذه بدع ! وأرى أن يوجع ضربا من فعله .
وقال ابن خويز منداد قال مالك : أرى أن يوجع من حلقه ضربا ، كأنه يراه ممثِّـلا بنفسه .
وهدي النبي ﷺ هو خير الهدي ، وقد كان ﷺ يحف شاربه ، وربما أمر الحجام أن يأخذ من شاربه .
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ضفت رسول الله ﷺ. قال : وكان شاربي قد وفّـى ، فقصّه لي على سواك ، أو قال أقصه لك على سواك" . رواه أحمد وأبو داود وغيره ، وصححه الألباني .
وفي رواية قال : فوضع السواك تحت الشارب فقصّ عليه .
والنبي ﷺ عبّر – فيما يتعلق بالشارب - بألفاظ منها :
( قص الشارب – حفّ الشارب – إحفاء الشارب – إنهاك الشوارب )
ولم أرَ في حديث واحد التعبير بلفظ ( حلق الشوارب ) مع أنه ﷺ عبّر بهذا اللفظ فيما يتعلق بالنسك ، وفيما يتعلق بالعانة .
ولا يرد عليه فعل ابن عمر رضي الله عنهما من أنه كان يُحفي شاربه حتى يُنظر إلى بياض الجلد . رواه ابن أبي شيبة وعلّقه البخاري .
فهذا يدلّ على المبالغة في إحفاء الشارب وليس فيه دليل على حَلْقه .
وقال أبو بكر الأثرم : رأيت أحمد بن حنبل يحفي شاربه إحفاء شديداً ، وسمعته يُسأل عن السنة في إحفاء الشارب ، فقال : يحفى كما قال نبي الله ﷺ: احفوا الشارب .
الحِـكمة في قصّ الشوارب :
1- مخالفة المشركين ، لقوله ﷺ: خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى . رواه مسلم .
وقال أيضا : "جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى . خالفوا المجوس" . رواه مسلم .
2- ذكر ابن حجر من فوائد وحكم قص الشارب ما ذكره ابن حجر وذكره الطبري قبله ، فإنه قال : وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة ، بحيث لا يؤذي الآكل ، ولا يجتمع فيه الوسخ . انتهى .
وأما إعفاء الشوارب وتوفيره وتربيته فهو فعل المجوس
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " من لم يأخذ من شاربه فليس منا" . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني .
4- وتقليم الأظافر
وهذه خصلة من خصال الفطرة ، وهي من محاسن هذا الدين .
وفي النص عليها دليل على شمولية الإسلام ، وأنه دين الفطرة ، ودين الكمال .
والظُّفُر معروف وجمعه أظفار ، وأظفور ، وأظافير ، يكون للإنسان وغيره . قاله ابن منظور .
والأظافر يشمل أظافر اليدين والرجلين .
وتقليم الأظافر هو تقصيصها .
وذكروا كلاما طويلاً حول كيفية تقليم الأظافر ، وبأي الأصابع يبدأ ، ولا يصح في ذلك شيء .كما لا يصح في دفن الأظافر حديث .
وقد ثبت طبياً أن إطالة الأظافر تُكون سببا في بعض الأمراض .
مع ما في إطالة الأظافر من التشبه بالكفار ، خاصة لدى النساء .
وما فيها إذا طالت من أذى للشخص أو لغيره ، فيؤذي نفسه بأن يجرح جلده أو يجرح غيره ، أو ينكسر ظفره فيتأذى بذلك .
وكون تقليم الأظافر من الفطرة يدلّ على أن إطالة الأظافر دليل على انتكاس الفطرة .
ويُستثنى من تقليم الأظفار من أراد أن يُضحّي بعد دخول شهر ذي الحجة إلى أن يُضحّي .
واستثنى بعض العلماء من ذلك حالة الغزو ، فقالوا : له أن يُطيل أظافره ؛ لأنه قد يحتاج إليها .
5- نتف الإبط
الإبْـط بإسكان الباء ، ونص هنا على النتف ؛ لأنه أقل في إنبات الشَّعر ، ولأن النتف يُضعف إفراز الغدد العرقية والدهنية ، كما ذكره أهل الاختصاص .
ولو كان يشق عليه نتف إبطه فإنه يُحصّل المقصود بالحلق أو الإزال.
1- الختان
هو سِمة لهذه الأمة ، وكان معروفاً في الأمم السابقة .
يدل عليه ما جاء في قصة هرقل لما نظر في النجوم فرأى أن مُلك الختان قد ظهر فسأل : من يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم ، واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم أُتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يُخبر عن خبر رسول الله ﷺ ، فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدّثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر . رواه البخاري ومسلم .
بل كان من عمل الأنبياء ، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : اختتن إبراهيم عليه السلام وهو بن ثمانين سنة بالقدوم .
والخِتان أو الاختتان هو : قطع القلفة التي تكون على رأس الذّكر .
وختان النساء سُنة للنساء
لقوله عليه ﷺ لأم عطية : يا أم عطية إذا خفضت فأشمّي ولا تنهكي ، فإنه أسرى للوجه ، وأحظى عند الزوج . رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وغيرهم ، وصححه الألباني .
وفي رواية : أن امرأة كانت تختن بالمدينة ، فقال لها النبي ﷺ: لا تَنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة ، وأحب إلى البعل .
ومعنى لا تنهكي : أي لا تبالغي في استقصاء الختان .
والخفض وهو الختان ، والمقصود به هنا ختان الإناث .
ولذا جاء في وجوب الغسل قوله عليه الصلاة والسلام : إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل .
والخلاصة أن ختان الإناث معروف ، وهو من السنة خلافاً لمن أنكره ، والذي يظهر أن له علاقة باختلاف المناطق ما بين حارة وباردة .
والذي يظهر وجوب الختان للذكور؛ لإطباق الأمة عليه ، ولم يُنقل عن أحد أنه ترك الختان ، ولأن عدم الختان سبب في بقاء النجاسة .
وقد ثبت طبياً أن غير المختون يُصاب بسرطان الذَّكر .
وأما وقته : فقيل يُستحب يوم سابعه ، والأمر فيه موسّع ، بل كان الصحابة لا يختنون إلا عند مقاربة البلوغ .
فعن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما : مثل من أنت حين قبض النبي ﷺ ؟ قال : أنا يومئذ مختون . قال : وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك . رواه البخاري .
وفي رواية له قال : قبض النبي ﷺ وأنا ختين .
2- الاستحداد
مأخوذ من استعمال الحديدة ، وهي الموسى ، ويُقصد بها هنا حلق شعر العانة للرجل والمرأة على حـدّ سواء .
ويدلّ عليه أيضا قوله ﷺ: " إذا قدم أحدكم ليلا ، فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحدّ الـمُغِيبَة ، وتمتشط الشعثة ". رواه البخاري ومسلم .
قال الحافظ ابن حجر :المغيبة: أي التي غاب عنها زوجها ، والمراد إزالة الشعر عنها ، وعبر بالاستحداد ؛ لأنه الغالب استعماله في إزالة الشعر ، وليس في ذلك منع إزالته بغير الموسى . انتهى .
ويجوزاستعمال غير الموسي لأن المقصود هو إزالة الشعر ، وقد كان بعض السلف يستعملون النّورة ، وهي ما يُطلى به الجسم لإزالة الشعر من الموضع المراد إزالته منه .
3- قص الشارب
والمقصود من قص الشارب أن يؤخذ منه ويُحفّ ، وهذا هو السنة .
ولذا كان الإمام مالك – رحمه الله – يقول : يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفة وهو الإطار ، وذكر ابن عبد الحكم عنه قال : وتحفى الشوارب ، وتعفى اللحى ، وليس إحفاء الشارب حلقه ، وأرى أن يؤدَّب من حلق شاربه .
وقال الإمام مالك في حلق الشارب : هذه بدع ! وأرى أن يوجع ضربا من فعله .
وقال ابن خويز منداد قال مالك : أرى أن يوجع من حلقه ضربا ، كأنه يراه ممثِّـلا بنفسه .
وهدي النبي ﷺ هو خير الهدي ، وقد كان ﷺ يحف شاربه ، وربما أمر الحجام أن يأخذ من شاربه .
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ضفت رسول الله ﷺ. قال : وكان شاربي قد وفّـى ، فقصّه لي على سواك ، أو قال أقصه لك على سواك" . رواه أحمد وأبو داود وغيره ، وصححه الألباني .
وفي رواية قال : فوضع السواك تحت الشارب فقصّ عليه .
والنبي ﷺ عبّر – فيما يتعلق بالشارب - بألفاظ منها :
( قص الشارب – حفّ الشارب – إحفاء الشارب – إنهاك الشوارب )
ولم أرَ في حديث واحد التعبير بلفظ ( حلق الشوارب ) مع أنه ﷺ عبّر بهذا اللفظ فيما يتعلق بالنسك ، وفيما يتعلق بالعانة .
ولا يرد عليه فعل ابن عمر رضي الله عنهما من أنه كان يُحفي شاربه حتى يُنظر إلى بياض الجلد . رواه ابن أبي شيبة وعلّقه البخاري .
فهذا يدلّ على المبالغة في إحفاء الشارب وليس فيه دليل على حَلْقه .
وقال أبو بكر الأثرم : رأيت أحمد بن حنبل يحفي شاربه إحفاء شديداً ، وسمعته يُسأل عن السنة في إحفاء الشارب ، فقال : يحفى كما قال نبي الله ﷺ: احفوا الشارب .
الحِـكمة في قصّ الشوارب :
1- مخالفة المشركين ، لقوله ﷺ: خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى . رواه مسلم .
وقال أيضا : "جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى . خالفوا المجوس" . رواه مسلم .
2- ذكر ابن حجر من فوائد وحكم قص الشارب ما ذكره ابن حجر وذكره الطبري قبله ، فإنه قال : وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة ، بحيث لا يؤذي الآكل ، ولا يجتمع فيه الوسخ . انتهى .
وأما إعفاء الشوارب وتوفيره وتربيته فهو فعل المجوس
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " من لم يأخذ من شاربه فليس منا" . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني .
4- وتقليم الأظافر
وهذه خصلة من خصال الفطرة ، وهي من محاسن هذا الدين .
وفي النص عليها دليل على شمولية الإسلام ، وأنه دين الفطرة ، ودين الكمال .
والظُّفُر معروف وجمعه أظفار ، وأظفور ، وأظافير ، يكون للإنسان وغيره . قاله ابن منظور .
والأظافر يشمل أظافر اليدين والرجلين .
وتقليم الأظافر هو تقصيصها .
وذكروا كلاما طويلاً حول كيفية تقليم الأظافر ، وبأي الأصابع يبدأ ، ولا يصح في ذلك شيء .كما لا يصح في دفن الأظافر حديث .
وقد ثبت طبياً أن إطالة الأظافر تُكون سببا في بعض الأمراض .
مع ما في إطالة الأظافر من التشبه بالكفار ، خاصة لدى النساء .
وما فيها إذا طالت من أذى للشخص أو لغيره ، فيؤذي نفسه بأن يجرح جلده أو يجرح غيره ، أو ينكسر ظفره فيتأذى بذلك .
وكون تقليم الأظافر من الفطرة يدلّ على أن إطالة الأظافر دليل على انتكاس الفطرة .
ويُستثنى من تقليم الأظفار من أراد أن يُضحّي بعد دخول شهر ذي الحجة إلى أن يُضحّي .
واستثنى بعض العلماء من ذلك حالة الغزو ، فقالوا : له أن يُطيل أظافره ؛ لأنه قد يحتاج إليها .
5- نتف الإبط
الإبْـط بإسكان الباء ، ونص هنا على النتف ؛ لأنه أقل في إنبات الشَّعر ، ولأن النتف يُضعف إفراز الغدد العرقية والدهنية ، كما ذكره أهل الاختصاص .
ولو كان يشق عليه نتف إبطه فإنه يُحصّل المقصود بالحلق أو الإزال.
6-السواك
في فضل السواك أحاديث
كثيرة ، منها : قال رسول الله ﷺ:( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل
صلاة )
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ : ( كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) رواه مسلم .
حديث حذيفة رضى الله عنه قال : كان النبي ﷺ : (إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) رواه البخاري . ( يشوص : يدلك أسنانه وينقيها)
لحديث عائشة رضي الله عنها ن النبي ﷺ قال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه البخاري
عن علي رضى الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال ﷺ: ( إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع إلى قراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شىء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن ) رواه البيهقي
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ : ( كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) رواه مسلم .
حديث حذيفة رضى الله عنه قال : كان النبي ﷺ : (إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) رواه البخاري . ( يشوص : يدلك أسنانه وينقيها)
لحديث عائشة رضي الله عنها ن النبي ﷺ قال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه البخاري
عن علي رضى الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال ﷺ: ( إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع إلى قراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شىء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن ) رواه البيهقي
No comments:
Post a Comment