Sunday, 20 April 2014

صحابيات حول رسول الله ﷺ - فاطمة بنت محمد ﷺ






نسبها الشريف:

هي فاطمة الزهراء بنت خير خلق الله ، محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية سيدة نساء الأمة، وأحب الناس إلى رسول الله ، أمها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية سيدة سيدات بيت النبوة، لقبت بالزهراء، وكانت تكنى أم الحسن وأم الحسين، وكان يطلق عليها أم أبيها، وزوجها هو علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، وابناها هما الحسن والحسين سيدا فتيان الجنة.
مولدها :
ولدت فاطمة رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النبي ،فهي ولدت في الإسلام بعد النبوة بعام واحد ،  وأنكح رسول الله فاطمة علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد، أي في السنة الثالثة للهجرة ، وقيل إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا، وكانت سن عليّ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. ( المستدرك على الصحيحيين ) وهو أصح ما قيل في عمرها
وكانت فاطمة رضي الله عنها أصغر بنات رسول الله ، وآخرهم وفاتا ، ولم يعقب أحد غيرها من ولديها الحسن والحسين .
فاطمة الصغيرة تنصر أباها رسول الله ﷺ:
عن عبد الله بن مسعود قال : بينما رسولُ اللهِ يصلي عند البيتِ ، وأبو جهلٍ وأصحابٌ له جلوسٌ ، وقد نُحِرَتْ جزورٌ بالأمسِ . فقال أبو جهلٍ : أيكم يقوم إلى سَلا جزورِ بني فلانٍ فيأخذه ، فيضعه في كَتِفَي محمدٍ إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القومِ فأخذه . فلما سجد النبيُّ وضعَه بين كتفَيه . قال : فاستضحكوا . وجعل بعضُهم يميلُ على بعضٍ . وأنا قائمٌ أنظر . لو كانت لي منَعَةٌ طرحتُه عن ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . والنبيُّ ساجدٌ ، ما يرفع رأسَه . حتى انطلق إنسانٌ فأخبر فاطمةَ . فجاءت ، وهي جُويريةٌ ، فطرحتْه عنه . ثم أقبلت عليهم تشتُمُهم . فلما قضى النبيُّ صلاتَه رفع صوتَه ثم دعا عليهم . وكان إذا دعا ، دعا ثلاثًا . وإذا سأل ، سأل ثلاثًا . ثم قال ( اللهمَّ ! عليك بقريشٍ ) ثلاثَ مراتٍ . فلما سمعوا صوتَه ذهب عنهم الضحكُ . وخافوا دعوتَه . ثم قال ( اللهمَّ ! عليك بأبي جهلِ بنِ هشامٍ ، وعتبةَ بنِ ربيعةَ ، وشيبةَ بنِ ربيعةَ ، والوليدِ بنِ عقبةَ ، وأميةَ بنِ خلفٍ ، وعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ) ( وذكر السابعَ ولم أحفظْه ) فوالذي بعث محمدًا بالحقِّ ! لقد رأيتُ الذين سمَّى صَرْعى يومَ بدرٍ . ثم سُحِبوا إلى القَليبِ ، قليبِ بدرٍ

أثر الرسول في تربيتها:
لقد كان لرسول الله المعلم والمربي تأثيرا كبيرا في شخص ابنته فاطمة رضي الله عنها، فمن يوم أن جاء جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ( وأنذر عشيرتك الأقربين) ( الشعراء214 )  وقام وقال: يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، - وخص فاطمة ابنته ببعض الشيء فقال: - ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا، (صحيح البخاري)، وفاطمة تعلم أنه لن ينفعها ولن ينجيها من عذاب الله إلا عملها.
يروي ثوبان رضي الله عنه فيقول: دخل رسول الله على فاطمة رضي الله تعالى عنها وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب فقالت: هذه أهداها إليّ أبو حسن، فقال رسول الله : يا فاطمة، أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار؟ ثم خرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلاما فأعتقته، فبلغ ذلك النبي فقال: الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار. ( المستدرك على الصحيحين)


زواجها من علي رضي الله عنه
وفي قصة زواجها يقول علي بن أبي طالب: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله ؟ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك، فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله زوجك.
فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله ، وكانت لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: ما جاء بك، ألك حاجة؟ فسكت فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ قلت: نعم، قال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله يا رسول الله، فقال: ما فعلت بالدرع التي سلحتهكا، فقلت: عندي والذي نفس عليّ بيده، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم، قال: قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله .
وقيل: إن عليا تزوج فاطمة رضي الله عنها على أربعمائة وثمانين، فأمر النبي أن يجعل ثلثها في الطيب، وقيل أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رسول الله إياه في ذلك.
ولتأسيس بيت الزوجية لبنت رسول الله يقول عكرمة: لما زوج رسول الله عليا فاطمة كان فيما جهزت به: سرير مشروط، ووسادة من أدم حشوها ليف، وتور من أدم، وقربى، قال: وجاؤوا ببطحاء فطرحوها في البيت.
وبعد الزواج قال علي لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم: اكفي بنت رسول الله الخدمة خارجا وسقاية الماء الحاج، وتكفيك العمل في البيت العجن والخبز والطحن.
فولدت لعليّ رضي الله عنه  الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، ولم يتزوج علي عليها غيرها حتى ماتت.


مواقف من حياتها مع الرسول
كانت فاطمة رضي الله عنها من قلب بمكان؛ إذ كانت من أحب الناس إليه، كيف لا وهي بنت من رزقه الله حبها وهي خديجة رضي الله عنها وكانت أشبه الناس به ، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شؤون حياته ومعيشته، حتى وبعد زواجه وزواجها رضي الله عنها.
وفي ذلك يروي سهل بن سعد فيقول عن أحد: جرح وجه رسول الله وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت محمد تغسل الدم وعلي رضي الله عنه يسكب الماء عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة رضي الله عنها أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدم.  ( صحيح بن حبان )
وكانت رضي الله عنها تستعين به وتستشيره في قضاء حوائجها، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير، وفي ذلك يروى زوجها علي رضي الله عنه فيقول: شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم. ( صحيح البخاري )
وفي رواية أخرى يقول أبو هريرة رضي الله عنه: أتت فاطمة رضي الله عنها رسول الله تسأله خادما فقال لها: الذي جئت تطلبين أحب إليك أم خير منه؟ قال: فحسبت أنها سألت عليا، قال:  قولي:
اللهم رب السماوات ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. ( المستدرك على الصحيحين )  فكان لها نعم المعلم والمربي .
رسول الله ينتصر لها :
ولقد كان من مواقفها مع أبيها ما يرويه المسور بن مخرمة من أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت ، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي فقالت له:
إن قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكحا ابنة أبي جهل، قال المسور: فقام النبي فسمعته حين تشهد ثم قال: أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني، وإنما أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا، قال: فترك عليّ الخطبة. ( صحيح مسلم )
وفي رواية أخرى أن الرسول قال على المنبر: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يحب بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم؛ فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها. ( صحيح مسلم)
وفي أيامه الأخيرة كان لها هذا الموقف الفريد الذي ترويه لنا زوجه عائشة رضي الله عنها فتقول:كن أزواج النبي عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا، فلما رآها رحّب بها فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارّها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارّها الثانية فضحكت.
فقلت لها: خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟! فلما قام رسول الله سألتها: ما قال لك رسول الله ؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله سره، قالت: فلما توفي رسول الله قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله فقالت: أما الآن فنعم:
أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني قال : أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وأنه عارضه الآن مرتين، وأني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة، أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ قالت: فضحكْتُ ضحكي الذي رأيت. ( صحيح مسلم )
وفي مشهده الأخير وهو على فراش الموت كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس: لما تغشى رسول الله الكرب كان رأسه في حجر فاطمة فقالت فاطمة: واكرباه يا أبتاه، فرفع رأسه وقال: لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة.
فلما توفي قالت فاطمة: وأبتاه، أجاب ربا دعاه، وأبتاه، من ربه ما أدناه، وأبتاه، إلى جنة الفردوس مأواه، و أبتاه، إلى جبريل أنعاه، قال أنس: فلما دفناه مررت بمنزل فاطمة فقالت: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟؟ (صحيح ابن حبان)
من مواقفها مع الصحابة:
مع أبي بكر:
ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق، فحدثها أنه سمع من النبي يقول: لا نورث ما تركناه صدقة. فوجدت عليه ثم تعللت أي مرضت،  روى إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال عليّ: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحب أن آذن له ؟ قال: نعم.
قلت: عملت السنة رضي الله عنها، فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره.
قال: فأذنت له فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت، قال: ثم ترضاها حتى رضيت. ا.هـ
وقال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: وأما تغضب فاطمة رضي الله عنها وأرضاها على أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، فما أدري ما وجهه، فإن كان لمنعه إياها ما سألته من الميراث فقد اعتذر إليها بعذر يجب قبوله، وهو ما رواه عن أبيها رسول الله أنه قال: لا نورث ما تركنا صدقة.
وهي ممن تنقاد لنص الشارع الذي خفي عليها قبل سؤالها الميراث كما خفي على أزواج النبي حتى أخبرتهنَّ عائشة بذلك ووافقنها عليه، وليس يظن بفاطمة رضي الله عنها أنها اتهمت الصديق رضي الله عنه فيما أخبرها به، حاشاها وحاشاه من ذلك،



من ملامح شخصيتها:

ميز شخص بنت رسول الله كثير من الصفات والملامح، كيف لا وقد شهدت السيدة عائشة رضي الله عنها في أكثر من مناسبة بأنها شبيهة أبيها ، الذي وصفه ربه فقال: ( وإنك لعلى خلق عظيم) ( القلم  4) فكانت:
الأصدق لهجة:
ويروى في ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي قالت: ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها. ( المستدرك على الصحيحين )
والأشد حياءً: أول من حُمل في النعش ميتا:
فإذا كان مربيها ومن أشبهته أشد حياءًا من العذراء في خدرها، فكيف نتوقع أن تكون هي رضي الله عنها؟؟ فلقد بلغ من شدة حيائها رضي الله عنها أنها كانت تخشى أن يصفها الثوب بعد وفاتها، وأنها استقبحت ذلك كثيرا حتى جعلت لها أسماء بنت عميس نعشا من جريد النخيل ( وهو الصندوق الذي يوضع به الميت )، وهو أول ما كان النعش آنذاك.
فعن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله قالت لأسماء بنت عميس – زوجة أبي بكر إذ ذاك: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا( اي جمعتها فوق بعضها ووضعت فوقها قماش، وعملت منها ما يشبه الصندوق ) فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله، تعرف به المرأة من الرجال، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعليّ ولا تدخلي علي أحدا.
وترضى بأقل القليل.. وهي من هي:
فهي رضي الله عنها وإن كانت تعلم أنها ابنت سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم، إلا أنها لم تطمع في الحياة، ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد والحياة الهنيئة، بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر القليل المؤنة، فقد كان مهرها درع، وأساس متاعها ماهو إلا سرير مشروط، ووسادة من أدم حشوها ليف، وتور من أدم، وقربى.
وعاشت في بيت زوجها حياة بسيطة متواضعة، فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها وتدير كافة شؤون بيتها الأخرى، ثم هي وبعد أن أثر الرحى في يديها تأتي رسول الله ليعينها بخادم، فماذا كان  رده؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أنَّ فاطمةَ أتتِ النبيَّ تسأله خادمًا . وشكتِ العملَ . فقال: " ما أَلفَيتِيه عندنا " قال " ألا أدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لك من خادمٍ ؟ تسبِّحين ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدين ثلاثًا وثلاثينَ،  وتكبِّرين أربعًا وثلاثينَ،  حين تأخذِينَ مضجعَكِ ( صحيح مسلم )
فضائلها:
1-          أحب أهل رسول الله إليه:
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله ، فدخلت على فاستأذنته فقلت له: إن العباس وعليّ يستأذنان، قال: هل تدري ما حاجتهما؟ قلت: لا والله ما أدري، قال: لكني أدري ائذن لهما، فدخلا عليه فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألك: أي أهلك أحب إليك؟
قال: أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد، فقالا: يا رسول الله، ليس نسألك عن فاطمة، قال: فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه. ( المستدرك على الصحيحين – صحيح الإسناد )
2-         شجنة من رسول الله:
عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها. (صحيح المستدرك )
3-          من خير نساء العالمين:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة فرعون. (صحيح ابن حبان )
4-         وسيدة نساء أهل الجنة:
عن حذيفة قال: سألتني أمي: منذ متى عهدك بالنبي ؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا، قال: فنالت منى وسبتني، قال: فقلت لها: دعيني فإني آتى النبي فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، قال: فأتيت النبي فصليت معه المغرب، فصلى النبي العشاء ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب، فاتبعته فسمع صوتي فقال: من هذا؟ فقلت: حذيفة، قال: مالك؟ فحدثته بالأمر فقال: غفر الله لك ولأمك،  ثم قال:
أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت: بلى، قال: فهو ملَك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنهم. (مسند أحمد – صحيح الإسناد )
5-         من الأحاديث التي روتها:
وكان مما روته رضي الله عنها عن أبيها أنها قالت: كان رسول الله إذا دخل المسجد قال: بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك. (صحيح ابن ماجة – صححه الألباني)


وفاتها رضي الله عنها :
قد روينا حديثها مع أسماء بنت عميس وقصة النعش الذي استحسنته لنفسها لتستر به إذا ماتت، ووصيتها أن تغسلها أسماء ، وعلي رضي الله عنهما .
تقول أسماء: فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال: يا أسماء، ما حملك على أن منعت أزواج النبي أن يدخلن على بنت رسول الله وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت: أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها، قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف، فغسلها عليّ وأسماء.
قال أبو عمر: فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها، صنع ذلك بها أيضا.  
ماتت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله ، وكانت أول أهله لحوقا به، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب بعد أن غسلها هو وأسماء بنت عميس، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا، وقد قيل إنه صلى عليها العباس بن عبد المطلب ودخل قبرها هو وعلي والفضل، ولم يخلف رسول الله من بنيه غيرها.
وعن محمد بن عمر قال: توفيت فاطمة بنت محمد لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، عن  عائشة إنها قالت فيما روي عنها: إنها توفيت بعد النبي بستة أشهر، وأما عبد الله بن الحارث فإنه قال فيما روى يزيد بن أبي زياد عنه قال: توفيت فاطمة بعد رسول الله بثمانية أشهر.

No comments:

Post a Comment