Thursday 3 July 2014

مختصر شامل في أحكام الصيام - الدرس الثاني عشر - رمضان والقرآن و فضائل القرآن



 


من فضائل القرآن
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة:
قراءة القرآن، بالإضافة إلى الصيام فيهما خير كثير؛ حيث إنهما يشفعان للعبد يوم القيامة.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ؛ منعته الطعام والشهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان) مسند أحمد.
الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته اقتداءً برسول الله :
ينبغي على المسلم في هذا الشهر الكريم أن يغتنم أوقاته ويكثر فيه من قراءة القرآن؛ لأن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة؛ فقد كان جبريل -عليه السلام- يعارض النَّبي القرآن في رمضان كل سنة مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان يعرض على النَّبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض) . البخاري
وقد كان أجود ما يكون في شهر رمضان, ومن الجود قراءة القرآن, والتزامه، ومدارسته.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان النَّبي أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة).
·         قال النووي رحمه الله: (وفي هذا الحديث فوائد منها: بيان عظم جوده ، ومنها استحباب إكثار الجود في رمضان, ومنها زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين، وعقب فراقهم؛ للتأثر بلقائهم.)
وقال ابن حجر رحمه الله: (الحكمة فيه أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود) ـ
فخير ما يشغل الصائم به نفسه تلاوة القرآن، وتدبر معانيه؛ تأسياً بالحبيب .
من فضائل القرآن وتلاوته:
ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن؛ كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن؛ كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن؛ مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن؛ كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)( البخاري)
وعن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة). والبطلة هم الشياطين والسحرة.
وعن عقبة ابن عامر -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله ونحن في الصفة، فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟) فقلنا يا رسول الله: نحب ذلك، قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله -عز وجل- خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
ومما ينبغي على المسلم في هذا الشهر الكريم أن يغتنم أوقاته ويكثر فيه من قراءة القرآن؛ لأن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة، فقد كان جبريل -عليه السلام- يعارض النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان كل سنة مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين.
أهل القرآن هم أهل الله
  • عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع2165)
  • حديث أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). (صحيح مسلم)
صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن
  • عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) (صحيح الجامع8122)،  فعلى المسلم أن يحرص على حفظ القرآن الكريم ما استطاع فأن منزلته يوم القيامة عند آخر أية كان يحفظها في الدنيا ، ولا يخشى النسيان فإنه وإن كان عليه أن يتعاهد القرآن بالمراجعة ، فإنه سيأتي يوم القيامة يقرؤه على أحفظ ما كان عليه في الدنيا إم لم يكن منه تقصير أو إهمال في التعاهد  
القرآن يقدم صاحبه عند الدفن
  • حديث جابر رضي الله عنه :(كان رسول الله يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد) (صحيح البخاري)
نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله
  • حديث أبى هريرة عن النبي قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم)
مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة
  • قال رسول الله : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469)
إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى
  • قال رسول الله :( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) (حسن) (صحيح الجامع 2199) : أي إن من صور تبجيل الله وتعظيمه؛ إكرام ذي الشيبة المسلم  : أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك ، كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله ، وكذلك تعظيم حامل القرآن، أي وإكرام حافظه وسماه حاملا له لما يحمل لمشاق كثيرة تزيد على الأحمال الثقيلة .
    وقيل أيضا : وإكرام قارئه وحافظه ومفسره ، غير الغالي فيه ، أي الذي لا يغلو فيه ويتجاوز الحد في العمل به وتتبع ما خفي منه واشتبه من معانيه، ولا يغلو في حدود قراءته والمتنطع في مخارج حروفه ، وغير الجافي عنه ، أي وغير المتباعد عنه المعرض عن تلاوته وإحكام قراءته وإتقان معانيه والعمل بما فيه .
    صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة
  • عن النبي قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030)

القرآن يرفع صاحبه
  • قال عمر : أما إن نبيكم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم)
(يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) : أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.
خيركم من تعلم القرآن وعلمه
  • عن النبي قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). (صحيح البخاري)
وصية النبي بالقرآن
  • قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) . (صحيح البخاري)
قال الحافظ : قوله ( كيف كتب على الناس الوصية ) أو كيف ( أمروا بالوصية ) أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ولا يفعله النبي .
دعاء النبي لتلاء القرآن بالرحمة
  • حديث ابن عباس : أن النبي دخل قبراً ليلاً . فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال : ( رحمك الله إن كنت لأواهاً تلاء للقرآن ) وكبر عليه أربعاً. (قال الترمذي : حديث حسن)
فضل حافظ القرآن
  • قال رسول الله (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). (البخاري ومسلم)
فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه
  • عن النبي قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) (البخاري ومسلم)
أذِن الله تعالى لمن يتغنى بالقرآن
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : قال رسول الله ( ما أذِن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن ) (البخاري ومسلم)
معنى أذن في اللغة: استمع، وهو مأخوذ من الأذن التي يسمع بها الإنسان، ويمكن أن يعبر بأذن للشيء بمعنى استمع، ولا يعرف له أذن، كقول الله تبارك وتعالى عن الأرض يوم القيامة: {وأَذنتْ لربها وحُقّت} (الانشقاق:2) وهو بمعنى استمعت وأطاعت أمر ربها، فالأرض تسمع وتطيع أمر الله سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث: أنه عز وجل يأذن لنبي يتغنى بالقرآن بمعنى يستمع للنبي الحسن الصوت إذا تغنى بالقرآن، وكان نبينا  من أجمل الناس صوتاً بالقرآن، كما يقول أنس رضي الله عنه : قرأ رسول الله  في العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت صوتا أحسن منه.
هناك قصة تؤكد هذا الحديث،لما قدم جبير بن مطعم المدينة قبل إسلامه مفاوضاً عن قريش في افتداء أسرى بدر، سمع نبي الله وهو يقرأ سورة الطور في صلاة المغرب، قال: ما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءةً منه – من سيدنا رسول الله -، واستمر يسمع الآيات في المحراب الخاشع المخبت وهو مسحور بالتلاوة المرسلة. فلما بلغ هذه الآيات: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ *) ( الطور 35-36)
قال مطعم: كاد قلبي أن يطير، وكان سماعه لهذه الآيات سبباً لدخوله في الإسلام، فالقرآن ربيع القلوب، ( فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ )
حفظ القرآن خير من متاع الدنيا
  • عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرا له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). رواه مسلم
·         فهذا شهر القرآن، شهر فيه الأجور مضاعفة، فينبغي على المسلم أن يستغل أوقاته، ويعمرها بالطاعات والقربات، ولا يترك وقته يضيع سدى، فما فات لن يعود.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك ، اللهم عمِّر قلوبنا بالإيمان ، وطهرها بالقرآن ، واجعله لها دواءً وشفاءً


No comments:

Post a Comment