Sunday 22 June 2014

مختصر شامل في أحكام الصيام -الدرس الأول:شهر رمضان فضله




 



امتن الله تعالى على عباده بمواسم الخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها راغبة  ما عنده من الثواب راجية قبول العمل والعفو عن السيئات.
 ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه الله على العباد، فقال سبحانه:ـ )كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( (183) سورة البقرة
 ورغبهم في صيامه ، وجعله خير من الإعتذار بدفع الكفارة، فقال عز من قائل: )وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ( (184) سورة البقرة
 وأرشد عباده أن فرض صيام هذا الشهر هو نعمة يلزمها شكر الله على فرضه عليهم بقوله: )وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( (185) سورة البقرة
 وحببّه إليهم بمضاعفة الحسنات ، وجزيل الفضل الذين ينتظر الصائمين في الدنيا والآخرة .وحدده بشهر فاضل مبارك في العام هو شهر رمضان .
  فلا عجب أن تُقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم يخافونه من فوقهم ويرجون ثوابه والفوز العظيم .
ولما كان قدر هذه عبادة الصيام عظيما كان لابدّ من تعلّم الأحكام المتعلقة بشهر الصيام ليعرف المسلم ما هو واجب فيفعله، وما هو مستحب فيحرص ويجتهد في فعله ، وما هو حرام فيجتنبه، وما هو مباح فلا يضيّق على نفسه بالامتناع عنه .
ولهذه رأيت تقديم هذه السلسلة قبل حلول شهر رمضان وضمنتها خلاصات في أحكام الصيام وآدابه وسننه ، وكذلك ما استجد من النوازل والمسائل، وفتاوى الأجلاء من علمائنا الأفاضل فيها .
أسأل الله تعالى القبول ، والنفع والفائدة لكل من قرأها  
الصوم لغة: الإمساك، وشرعا الإمساك عن المفطّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية .
أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض، والدليل من الكتاب قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ( 183سورة البقرة)
 ومن السنة قول الرسول : ( بُني الإسلام على خمس: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزكاةِ ، والحجِّ ، وصومِ رمضانَ ) رواه البخاري
وعن طلحة بن عبيد الله أنَّ أعرابيّاً جاء إلى رسول الله ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله عليَّ مِن الصلاة ؟ فقال : (الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً)، فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ مِن الصيام ؟ فقال : (شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً) فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فقال : فأخبره رسول الله شرائع الإسلام ، قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئا فقال رسول الله : (أفلح إن صدق  (أو دخل الجنة إن صدق) رواه البخاري ومسلم.
والشاهد من الحديث : قوله " ماذا فرض الله عليَّ مِن الصيام " .
ومن أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة، وأنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه، ويظنّون به الزندقة والانحلال .
 وقال شيخ الإسلام رحمه الله: إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان . مجموع الفتاوى 25/265
من احاديث رسول الله في فضل رمضان  
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " النسائي صحيح
-وقال :( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) متفق عليه.
-وقال : (كل عمل ابن آدم يضاعف ،الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف ، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) متفق عليه.
-وقال :(من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
-وقال :( الصلوات الخمس ,والجمعة الى الجمعة ، ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر )  مسلم
-وقال : ( الصيام جنّة -اي وقاية – وحصن حصين من النار) صحيح الجامع حديث حسن
-وقال : (من صام يوما في سيبل الله تعالى جعل الله تعالى بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والارض) اسناده حسن
-وقال : (من صام يوما في سبيل الله بُعّدت عنه النار مسيرة مئة عام )  الألباني ؛ صحيح أو حسن
-وقال : ( عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الاسلام ، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم، شهادة ان لا اله الا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان) الجامع الصغير حديث حسن
-وقال : ( هذا رمضان قد جاء تفتح فيه ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب النار وتُغَل فيه الشياطين، بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، اذا لم يغفر له فمتى ؟) المنذري في الترغيب؛ إسناده صحيح
-وقال : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل،ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام،وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب جل جلاله ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )  حسن
-وقال : (إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِمها فقد حُرِم الخيرَ كلَّه ولايُحْرم الإ محروم) صحيح الجامع؛  حسن
-وقال : (من صام رمضان ثم أتبعه بستٍ من شوال فكأنما صام الدهر ) صحيح أبي داوود
                            يتبع ؛ أركان الصيام – وما يباح للصائم

No comments:

Post a Comment