Tuesday 24 June 2014

مختصر شامل في أحكام الصيام - الدرس الخامس: النية في الصيام ، ووقت الإمساك والإفطار



 


 
- تُشترط النية في صوم الفرض وكذا كلّ صوم واجب كالقضاء والكفارة لقوله : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " رواه أبو داود ورجح عدد من الأئمة وقفه ، وصححه الألباني موقوفا ومرفوعا عن ابن عمر.
- ويجوز أن تكون في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة ، والنية عزم القلب على الفعل، والتلفظ بها بدعة وكل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى مجموع فتاوى شيخ الإسلام ، ومثله القيام للسحور هو عزم على الصيام.
-ومن نوى الإفطار أثناء النهار ولم يُفطر فالراجح أن صيامه لم يفسد وهو بمثابة من أراد الكلام في الصلاة ولم يتكلم، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يُفطر بمجرد قطع نيته، فالأحوط له أن يقضي. أما الردّة فإنها تُبطل النية بلا خلاف .
- وصائم رمضان لا يحتاج إلى تجديد النية في كلّ ليلة من ليالي رمضان بل تكفيه نية الصيام عند دخول الشهر فإن قطع النية بان أفطر بسب سفر أو مرض ـ مثلا لزمه تجديد النية للصوم إذا زال عذره .
- النفل المطلق لا تُشترط له النية من الليل لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلنا: لا فقال فإني إذا صائم . رواه مسلم
-وأما النفل المعيّن كصوم يوم عرفة وعاشوراء فالأحوط أن ينوي له من الليل.
- من شرع في صوم واجب كالقضاء والنذر والكفارة فلا بدّ أن يتمّه، ولا يجوز أن يُفطر فيه بغير عذر،وأما صوم النافلة فإنه يجوز له أن يفطر ، وذلك كما ورد  أنَّ النبيَّ دعا بشرابٍ فشرِب ثمَّ ناولَه أم هانيء بنت أبي طالب فشرِبت فقالت أما إني كنتُ صائمةً ، فقال لها : " الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر " رواه أحمد،  ولو أفطر بغير عذر،  وقد أصبح النبي مرة صائما ثم أكل كما جاء في صحيح مسلم في قصة الحيس الذي أهدي إليه وهو عند عائشة رضي الله عنها
والأفضل للصائم المتطوع أن يُتمّ صومه ما لم توجد مصلحة شرعية راجحة في قطعه .
- من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك بقية يومه وعليه القضاء عند جمهور العلماء لقوله : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " .
- السجين والمحبوس إن علم بدخول الشهر بمشاهدة أو إخبار من ثقة وجب عليه الصيام وإلا فإنه يجتهد لنفسه ويعمل بما غلب على ظنّه فإن تبين له بعد ذلك أن صومه وافق رمضان أجزأه ذلك عند الجمهور،  وإذا وافق صومه بعد رمضان أجزأه عند جماهير الفقهاء وإذا وافق صومه قبل دخول الشهر فلا يُجزيه وعليه القضاء، وإذا وافق صوم المحبوس بعض رمضان دون بعض أجزأه ما وافقه وما بعده دون ما قبله . فإن استمرّ الإشكال ولم ينكشف له فهذا يجزئه صومه لأنه بذل وسعه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . الموسوعة الفقهية               
- إذا غاب جميع قرص الشمس أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق لقوله : " إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " رواه البخاري: الفتح والمسألة في مجموع الفتاوى
- والسنّة أن يعجّل الإفطار، وكان النبي لا يصلي المغرب حتى يُفطر ولو على شربة من الماء رواه الحاكم  السلسلة الصحيحة  فإن لم يجد الصائم شيئا يُفطر عليه نوى الفطر بقلبه، ولا يمصّ أصبعه كما يفعل بعض العوامّ .
 - وليحذر من الإفطار قبل الوقت فإن النبي رأى أقواما معلقين من عراقيبهم تسيل أشداقهم دما فلما سأل عنهم أُخبر أنهم الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم . الحديث في صحيح ابن خزيمة وفي صحيح الترغيب
-ومن تحقق أو غلب على ظنه أو شكّ أنّ فطره حصل قبل المغرب فعليه القضاء لأنّ الأصل بقاء النهار: فتاوى اللجنة الدائمة .
- وينبغي الحذر من الاعتماد على خبر الأطفال الصّغار والمصادر غير الموثوقة . وكذلك ينبغي الانتباه لفارق التوقيت بين المدن والقرى عند سماع الأذان في الإذاعة ونحوها .
- إذا طلع الفجر وهو البياض المعترض المنتشر في الأفق من جهة المشرق وجب على الصائم الإمساك حالا سواء سمع الأذان أم لا . وإذا كان يعلم أنّ المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر فيجب عليه الإمساك حال سماع أذانه.
 وأما إذا كان المؤذن يؤذن قبل الفجر فلا يجب الإمساك عن الأكل والشرب . وإن كان لا يعلم حال المؤذن أو اختلف المؤذنون ولا يستطيع أن يتبين الفجر بنفسه ـ كما في المدن غالبا بسبب الإنارة والمباني ـ فإن عليه أن يحتاط بالعمل بالتقويمات المطبوعة المبنية على الحسابات والتقديرات مالم يتبين خطؤها .
-وأما الاحتياط بالإمساك قبل الفجر بوقت كعشر دقائق ونحوها:ـ
 فهذه بدعة من البدع،ولا أصل لها،  وما يلاحظ في بعض التقاويم من وجود خانة للامساك وأخرى للفجر فهو أمر مصادم للشريعة .
- البلد الذي فيه ليل ونهار في الأربع والعشرين ساعة على المسلمين فيه الصيام ولو طال النهار مادام يمكن تمييز ليلهم من نهارهم،  وفي بعض البلدان التي لا يمكن فيها تمييز ذلك يصومون بحسب أقرب البلدان إليهم مما فيه ليل أو نهار متميز . والله أعلم

No comments:

Post a Comment