Saturday 28 December 2013

تفسير وشرح وتدبر في آيات الله



في تدبر أيات من القرآن الكريم 

من سورة البقرة الحزب الأول :ـ

نواصل في تدبر بعض آيات القرآن الكريم حيث نتوقف عند بعض الآيات ذات العبر والعظات ، أو الأعجاز بأي نوع من أنواعه ، وبعد أن وقفنا مع سورة الفاتحة وأوردنا القليل مما فيها من المعاني والأهداف ، نكمل في القرآن الكريم ، وفي الجزء الأول منه ، الحزب الأول حيث نتوقف عند آية تعجز الألباب عن فهم مراد الله تعالى منها ، والمثل المضروب فيها ، فمن المفسرين من أخذه على معاني الألفاظ المباشر ، وحمل التأويل عليه ، وهو لا شك مقصود وليس بالضرورة وحده فقط ، ومنهم من بحث عن الإعجاز فيه فاستخرج منه عجبا من الحقلئق العلمية التي تنطبق على سياق اللغة ، ومعاني كلماتها وتركيب جملها، ثم إنه أثبت ما ورد التفسير بالأثر في الآية أيضا ، فإليكم الآية ، وما ورد فيها من التفسير ، والإعجاز العلمي :  
 قال تعالى: 
 (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِ‌بَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّ‌بِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَ‌ادَ اللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرً‌ا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرً‌ا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ( 26)   
إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما، قلَّ أو كثر، ولو كان تمثيلا بأصغر شيء، كالبعوضة والذباب ونحو ذلك، مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه، وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار، وتمييز المؤمن من الكافر؛ لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه،
ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا؛ لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: هذا مثل ضربه الله للدنيا أن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا سمنت ماتت وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن إذا امتلئوا من الدنيا ريا أخذهم الله عند ذلك ثم تلا "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء"
 ما هي هذه البعوضة التي ضرب الله بها مثلاً؟
بعوضه هذا المخلوق الضعيف العجيب...الله سبحانه وتعالى ضرب بها مثلا ليبين للناس ان هذا المخلوق الصغير في حجمه عظيم في خلقه وإليكم هذه المعلومات عنها
هي انثى
لها مائة عين في رأسها لها في فمها 48 سناً
لها ثلالثة قلوب في جوفها بكل اقسامها
لها 6 سكاكين في خرطومها لكل واحدة وظيفتها
لها ثلالثة اجنحة في كل طرف
مزودة بجهاز حراري يعمل بنظام اشعة مثل نظام الاشعة تحت الحمراء وظيفته: يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي حتى تراه
مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون ان يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم
مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدأً
مزودة بجها ز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء
مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم را ئحة عرق الإنسان من مسافة 60 متراً
واغرب ما في هذا كله ان العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة تعيش حشرة صغيرة جداً
لا ترى الا بالعين المجهرية و هذا مصداق لقوله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِ‌بَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )
في كتب التفسير قالوا : قوله تعالى "فما فوقها" فيه قولان أحدهما فما دونها في الصغر والحقارة كما إذا وصف لك رجل باللؤم والشح فيقول السامع نعم وهو فوق ذلك - يعني فيما وصفت
والثاني فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة ، فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة" فأخبر أنه لا يستصغر شيئا يضرب به مثلا ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة كما لا يستنكف عن خلقها كذلك لا يستنكف من ضرب المثل بها كما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت
 والله أعلم


No comments:

Post a Comment